AL-ZAINA
26-05-2008, 12:47 PM
نائب رئيس تحرير جريدة الوطن الكويتيه في مقاله الذي نشر اليوم :
الدرس القطري كتب:وليد جاسم الجاسم لا يملك المرء الا انه ينحني احتراما لدولة قطر والجهود الجبارة التي بذلتها والاموال الطائلة التي تكبدتها والمعاناة التي عانتها والمثابرة التي امتلكتها حتى تصل الى الصلح بين الفرقاء اللبنانيين الذين استمرأوا الرقص على جراح وطنهم الذي لم ير استقرارا وسلاما وامنا منذ سالت دماء الشهيد رفيق الحريري بعد اغتيال الغدر والدناءة.
قطر.. دولة خليجية صغرى، لكنها ضربت مثلاً واضحاً في كيفية الاصرار على النمو والاصرار على ألا تكون مجرد صفر على الشمال، بل ان تكون دولة فاعلة تملك قرارها وتعرف ماذا تريد أن تفعل.
قطر قبل 15 سنة كانت دولة من القرن الماضي يندر ان ترى فيها مبنى شاهقاً، وليس فيها سوى فندق واحد من فئة خمس النجوم، الشوارع المسفلتة هي الرئيسة فقط، وبين البيوت كانت شوارع ترابية بلا انظمة صرف صحي ولا أي مؤشرات على انك في بلد من العهد الحديث.
انطلقت قطر بخطى واثقة نحو الأمام خطوة خطوة بقيادة أميرها، وضعت قناة الجزيرة، سلاحها الإعلامي الفتاك الذي آذى الجميع حتى عرف الكل قوته، وصاروا يتفادون أذاه، تحركت ديبلوماسياً، انفتحت اقتصادياً، وتصر على المضي قدماً نحو الأمام، كانت جريئة في فتح باب العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ووضعت لإسرائيل مكتباً في الدوحة، وهي لم تفقد الفلسطينيين في نفس الوقت بل ازدادت أهميتها لديهم.
قبل نحو تسع سنوات التقيت سمو أمير دولة قطر حمد بن خليفة في الدوحة ضمن وفدإعلامي كويتي استقبله الأمير الشاب المتحمس الذي كان للتو قد غادر فراش المرض، كان واضحاً وصريحاً جداً في طموحاته ورغباته، وأكد لنا اصراره على الانفتاح والمضي نحو الديموقراطية..
لا أنسى يومها ان الشيخ حمد بن خليفة قال لنا بكل وضوح: «إننا في قطر ماضون على درب الديموقراطية التي انتهجتها الكويت.. فإن كانت خيراً فهي منكم.. وإن كانت شراً.. فهي أيضا منكم».
هذا الكلام لا يعني إلا أن الشيخ حمد معجب كثيراً بالتجربة الكويتية، لكنه تفوق عليها لأنه مصر على مواصلة الانطلاق، ولا يريد أن يضع سقفاً لطموحه، ولا أحد يعلم إلى أين سيصل ببلاده، لكن أهل بلده مطمئنون راضون.
نبارك للاخوة اللبنانيين آملين ألا يخذلونا ويكونوا أكبر من خلافاتهم ويعملوا سوياً لبناء وطنهم الجميل.
كما نبارك لقطر العزيزة التي صارت محط أنظار العالم، وهو يراقبها تصلح بين الغرماء بعدما بلغ اليأس مداه لدى الجميع، الكبار قبل الصغار.
ختاماً نقول..
ومن «قطر» نستفيد
المصدر
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?pageId=84&MgDid=632988
:secret::secret:
الدرس القطري كتب:وليد جاسم الجاسم لا يملك المرء الا انه ينحني احتراما لدولة قطر والجهود الجبارة التي بذلتها والاموال الطائلة التي تكبدتها والمعاناة التي عانتها والمثابرة التي امتلكتها حتى تصل الى الصلح بين الفرقاء اللبنانيين الذين استمرأوا الرقص على جراح وطنهم الذي لم ير استقرارا وسلاما وامنا منذ سالت دماء الشهيد رفيق الحريري بعد اغتيال الغدر والدناءة.
قطر.. دولة خليجية صغرى، لكنها ضربت مثلاً واضحاً في كيفية الاصرار على النمو والاصرار على ألا تكون مجرد صفر على الشمال، بل ان تكون دولة فاعلة تملك قرارها وتعرف ماذا تريد أن تفعل.
قطر قبل 15 سنة كانت دولة من القرن الماضي يندر ان ترى فيها مبنى شاهقاً، وليس فيها سوى فندق واحد من فئة خمس النجوم، الشوارع المسفلتة هي الرئيسة فقط، وبين البيوت كانت شوارع ترابية بلا انظمة صرف صحي ولا أي مؤشرات على انك في بلد من العهد الحديث.
انطلقت قطر بخطى واثقة نحو الأمام خطوة خطوة بقيادة أميرها، وضعت قناة الجزيرة، سلاحها الإعلامي الفتاك الذي آذى الجميع حتى عرف الكل قوته، وصاروا يتفادون أذاه، تحركت ديبلوماسياً، انفتحت اقتصادياً، وتصر على المضي قدماً نحو الأمام، كانت جريئة في فتح باب العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ووضعت لإسرائيل مكتباً في الدوحة، وهي لم تفقد الفلسطينيين في نفس الوقت بل ازدادت أهميتها لديهم.
قبل نحو تسع سنوات التقيت سمو أمير دولة قطر حمد بن خليفة في الدوحة ضمن وفدإعلامي كويتي استقبله الأمير الشاب المتحمس الذي كان للتو قد غادر فراش المرض، كان واضحاً وصريحاً جداً في طموحاته ورغباته، وأكد لنا اصراره على الانفتاح والمضي نحو الديموقراطية..
لا أنسى يومها ان الشيخ حمد بن خليفة قال لنا بكل وضوح: «إننا في قطر ماضون على درب الديموقراطية التي انتهجتها الكويت.. فإن كانت خيراً فهي منكم.. وإن كانت شراً.. فهي أيضا منكم».
هذا الكلام لا يعني إلا أن الشيخ حمد معجب كثيراً بالتجربة الكويتية، لكنه تفوق عليها لأنه مصر على مواصلة الانطلاق، ولا يريد أن يضع سقفاً لطموحه، ولا أحد يعلم إلى أين سيصل ببلاده، لكن أهل بلده مطمئنون راضون.
نبارك للاخوة اللبنانيين آملين ألا يخذلونا ويكونوا أكبر من خلافاتهم ويعملوا سوياً لبناء وطنهم الجميل.
كما نبارك لقطر العزيزة التي صارت محط أنظار العالم، وهو يراقبها تصلح بين الغرماء بعدما بلغ اليأس مداه لدى الجميع، الكبار قبل الصغار.
ختاماً نقول..
ومن «قطر» نستفيد
المصدر
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?pageId=84&MgDid=632988
:secret::secret: