عبدالله العذبة
26-05-2008, 01:18 PM
المهندس سعد المسند مدير شؤون البنية التحتية في أشغال لـ الشرق: ننسق مع «التخطيط العمراني» و لكن الرؤى والخطط تأتي متأخرة
http://www.al-sharq.com/UserFiles/image/local/localnews/May2008/3ERQWER.gif
تأخير إنجاز الطرق مرتبط بوضع البلد وهو خارج سلطة أشغال
تثبيت أسعار مواد البناء في عقود أشغال اعتباراً من يوليو المقبل
إعادة تصاميم مشاريع للطرق لتتناسب مع الخطة العمرانية
بعد 5 سنوات سيشعر الجمهور بنقلة نوعية في شبكة الطرق
بعض الشركات غير قادرة على تنفيذ المشاريع لكونها أكبر من قدرتها
اكتمال مشاريع طريق الدوحة السريع بحلول عام 2013
طرح طرق الوسيل ومراحل من «سلوى» ودخان للمناقصة قريباً
حوار - مأمون عياش -تصوير: حمزة كوتي :
تساؤلات كثيرة ما تلبث ان تهدأ حتى تثور حول طول فترة مشاريع هيئة الاشغال العامة، واسباب هذا الرتم البطىء في انجاز البنى التحتية من طرق وجسور وانفاق، فضلا عن مشروعات شبكة الصرف الصحي، في ظل النهضة العمرانية الشاملة وازدياد المشاريع العقارية والاستثمارية، التي تتطلب وجود بنية تحتية متطورة.
وفي الوقت الذي تنفذ فيه "اشغال" عشرات المشاريع الحيوية في قطاعي الطرق والصرف الصحي، فان ثمة حاجة ملحة لتسريع انجازها، والانطلاق الى مشاريع اخرى، خصوصا على صعيد انشاء شبكة طرق حديثة، في ظل الازدحامات المرورية التي باتت سمة غالبة للكثير من الشوارع الرئيسية وحتى الفرعية داخل الدوحة وفي مداخلها المختلفة.
امام هذا المشهد، يغدو ضروريا الوقوف على رؤية "اشغال" لهذا الواقع وتشخيص اسبابه الحقيقية وكيفية تجاوزه..
من هنا جاء حوار الشرق مع المهندس سعد المسند مدير شؤون البنية التحتية بالانابة في هيئة الاشغال العامة "اشغال".
و تاليا نص الحوار، الذي حضره عبدالمحسن الغانم من العلاقات العامة في الهيئة:
جرى مؤخرا استحداث ادارة شؤون البنية التحتية وضم الطرق والصرف الصحي لها.. ما اهمية ذلك وانعكاساته على عمل الهيئة؟
- البنية التحتية ادارة حيوية في اشغال، وجاءت نتاج دراسة قامت بها احدى الشركات المتخصصة منذ عامين لتطوير الهيكل التنظيمي للهيئة. وفي السابق كانت الطرق منفصلة عن الصرف الصحي والآن هناك ادارة واحدة تجمع الإختصاصيين في تصميم المشاريع والهدف هو تحقيق التنسيق بشكل أفضل وتوفير الوقت والجهد والتكلفة أثناء مرحلة التصميم والتنفيذ، كون خدمات البنية التحتية تدخل في كافة مشاريع الطرق، ومن ضمنها كذلك خدمات الكهرباء والماء والاتصالات.
ولا شك ان في دمج الجهتين خصوصا فيما يتعلق بمرحلة تصميم المشاريع، فائدة كبيرة واختصاراً للوقت والجهد.
الدوحة السريع
وماذا بالنسبة لاستحداث ادارة مستقلة لمشروع طريق الدوحة السريع؟
- اذا نظرنا الى مشاريع طريق الدوحة السريع، نجد ان هنالك 13 حزمة من هذه المشاريع، تصل تكلفتها الى 15 مليار ريال ينفذ منها الآن أربع حزم.
وهي مشاريع مهمة ولذلك وضعت لها ادارة مستقلة نظرا لكبر حجمها وامتدادها، وفي ذلك تسهيل للعمل ومزيد من التركيز على هذه المشاريع الحيوية.
ويفترض خلال السنوات الخمس المقبلة ان تكتمل كافة مشاريع طريق الدوحة السريع، اي بحلول عام 2013، ولكن لابد من مراعاة ان البلد يخضع لخطة عمرانية جديدة، ومن هنا يمكن ان تتغير تصاميم بعض المشاريع لمواكبة احتياجات الدولة، وفق الخطة العمرانية التي تتولاها الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني. وبالتالي اي تغيير في الخطط من مثل استخدامات الاراضي أو تغيير المسارات، ومن ذلك المشاريع الإسكانية الضخمة التي تقوم بها الشركات العقارية الكبرى مثل العقارية وبروة وديار، يؤثر مباشرة على خطط تصميم وتنفيذ مشاريع الطرق، حيث تتم اعادة التصاميم أو تعليقها أو تغيير برامج التنفيذ لتتناسب مع الخطط العمرانية.
وهل يوجد تنسيق مع الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني بهذا الخصوص؟
- يوجد تنسيق مستمر، ولكن الرؤى والخطط تأتي متأخرة، وهناك مستجدات باستمرار، ولا يخفى على احد ان الدولة في مرحلة نمو وتأسيس للكثير من البنى التحتية، وهذا النمو فيه متغيرات كثيرة، وحتى خطط اشغال فيها تغيير، نتيجة مستجدات الخطة العمرانية.
على ان التغيير في مرحلة التخطيط افضل كثيرا من ان يجري التنفيذ ثم يتم التغيير.
مشاريع العام الحالي
ما أبرز مشاريع الطرق التي سيتم طرحها خلال العام الحالي؟
- في خطة العمل للسنة الحالية، هناك العديد من مشاريع الطرق المهمة من بينها مشروع طريق الوسيل، الذي سيطرح للمناقصة قريبا، وطريق سلوى الدولي المرحلة الثانية من تقاطع المنطقة الصناعية الى تقاطع العسيري (الحزمة السابعة)، ومشروعان لطريق دخان من الدوار المايل الى دوار بني هاجر، ومن دوار بني هاجر الى دوار الشحانية، ومشروع طريق 55 الذي يربط طريق سلوى بمسيعيد.
وكان من المفترض ان يتم طرح ست حزم من مشاريع طريق الدوحة السريع، خلال العام الحالي، ولكن سيتم تأجيل طرح هذه المشاريع حتى يتم اتخاذ القرار المناسب بموجب مستجدات الخطة العمرانية وبالتنسيق مع هيئة التخطيط العمراني، لتتم اعادة تصاميمها وفق مستجدات الخطة العمرانية، حيث إن التصاميم قد أعدت سابقا، وكذلك قبل خطة النقل الشاملة التي تنفذها الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني. واود التأكيد هنا مرة اخرى ان مستجدات التخطيط تلقي بظلالها على مشاريع الطرق، ولا ارى في ذلك أمرا سلبيا، بل هو مواكبة لاحتياجات الدولة.
ونحن نتحدث عن مشاريع طرق تصل تكلفتها الى 12 مليار ريال خلال السنة المالية الحالية.
ولا بد من مراعاة المستجدات العمرانية في تنفيذها.
مشاريع تتأخر
ما مشاريع طريق الدوحة السريع التي يمكن ان يتأخر طرحها؟
- الطريق من الدائري الخامس إلى طريق المطار الجديد (الحزمة 9) الذي تأثر بنقل الميناء من منطقة بوفنطاس الى مسيعيد، وطريق امتداد المنتزه الذي اصبح مرتبطا بمشاريع بروة في المنطقة، وكذلك بالنسبة لمشروع طريق الدائري السادس، حيث يجري حاليا إعداد الدراسة المرورية.. واود التأكيد ان التصورات التي توضع حاليا تؤثر على تصاميم المشروعات لكي تلبي الاحتياجات المستقبلية للدولة.
وعلى صعيد الطرق التي سيتم انجازها خلال العامين الحالي والمقبل.. ما أهم هذه الطرق؟
- هناك عدة مشاريع قيد التنفيذ حاليا، فبالنسبة لطريق سلوى سيتم انجازه خلال الربع الاخير من العام الحالي.
اما طريق ام بركة الذي يربط الشمال برأس لفان فقد انجز 90% من المشروع، وسيكتمل نهاية العام، حيث ستتم اضافة طبقة اسفلتية لكي يصبح الطريق يتحمل اوزانا اكبر وكثافة مرورية اكبر.
طريق الشمال في مرحلتيه الثانية والثالثة سينتهي في نهاية 2010
طريق دخان الشحانية سينتهي أواخر العام الحالي.
مشروع طريق 22 فبراير وشارع الأمير، واجه عدة عقبات ادت الى تأخير انجازه، وسينتهي في مطلع العام المقبل.
اما مشروع طريق الدوحة السريع الدائري الرابع والذي يرتبط مع تقاطع خليفة العطية، فقد انجز قرابة 90% منه.
وأود الاشارة الى ان التصورات الأولية لمشاريع الطرق تعد من قبل الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني، منذ عام 2006 بعد ان كانت اشغال هي المسؤولة عن ذلك.
أسباب التأخير
تثار باستمرار تساؤلات كثيرة حول اسباب تأخير انجاز مشاريع الطرق.. الى متى سيستمر هذا التأخير وهل يمكن تلافيه؟
- هناك عدة اسباب لتأخير انجاز مشاريع الطرق، من بينها اسباب يمكن تلافيها من خلال التخطيط والادارة، وهناك اسباب من الصعب تلافيها، لانها مرتبطة بوضع البلد ككل، وهي خارج سلطة اشغال والشركات المنفذة.
نحن نعمل على تسريع عمل الشركات لإنجاز المشاريع من خلال اخذ الموافقات والتنسيق مع الجهات الخدمية، لكن هناك أموراً خارجة عن الارادة مثل نقص المواد الأولية وارتفاع اسعارها بمعدلات غير مستقرة والتغيير في خطط المشاريع، وهذه الاسباب تؤثر على سير المشاريع و تؤدي الى تأخيرها كون العملية مرتبطة ببعضها البعض، كما ان من بين اسباب التأخير ما يتعلق بقدرة الشركة المنفذة وسوء الادارة من قبلها.
و كيف يتم التعامل مع مثل هذه الشركات؟
- نحن نتابع المشروع اولا باول، وندرس برنامج المشروع شهريا، وننظر الى الانتاجية، واذا كان هناك اي تأخير نطلب من الشركة المنفذة زيادة المعدات وتسريع الانجاز بما يتوافق مع البرنامج المعد مسبقا.
ثم ان بعض الشركات غير قادرة على تنفيذ المشاريع بسبب انها اكبر من قدرتها الإدارية، وهو ما ادى الى وقوعها في مشاكل عديدة، ادارية وغيرها، ولذلك بعض الشركات تنجز بنجاح اذا كان المشروع محدود الحجم، اما اذا كان المشروع كبيرا وبسقف مالي مرتفع تقع في مشاكل وخاصة بسبب ارتفاع الأسعار وقلة الموارد، في حين ان هناك شركات اخرى طورت من عملها لكي يتوافق مع حجم المشروع، وهذا بالنسبة للشركات المحلية.
وماذا بالنسبة للشركات العالمية، هل وضعها افضل؟
- حتى بعض الشركات العالمية وضعها غير جيد، مع انها شركات معروفة على مستوى العالم، وقد يكون السبب ان ادارة الشركة التي تتولى تنفيذ مشروع معين، لا تكون ناجحة في اختيار الطاقم المناسب للمشروع، ومن هنا نحن نطلب تغيير مدير المشروع المعين من قبل الشركة المنفذة، ويتم ذلك، بعد ان يتم اعطاء فرصة للشركة لتدارك الخلل، ونحاول التعاون مع الشركة لتذليل العقبات التي تواجهها، وهذا افضل لاشغال وللشركة ولمصلحة المشروع، حيث ليس بالضرورة ان يفيد استخدام البنود الصارمة في العقد، فهذا آخر الحلول.
واذا وجد ان الحل هو اتخاذ الاجراءات الواردة في العقد بحق الشركة، فيتم ذلك، ويمكن ان يتم استخدامه جزئيا، من خلال سحب اجزاء من المشروع وتحويلها الى شركة اخرى باتفاق الطرفين.
العمل 24 ساعة
لماذا لا يتم العمل على مدار الساعة في مشاريع الطرق لتسريع الانجاز؟
- هذا الأمر يمكن ان يكون مفيدا في بعض الاحوال، ونحن نطلب من المقاول القيام بذلك، اذا كان مفيدا لتقدم المشروع، وفي ذلك تكلفة على المقاول، ولا نستخدم نظام العمل على مدار اليوم الا في حدود ضيقة. في احوال اخرى لا يكون العمل 24 ساعة مفيدا، اذا كان هناك على سبيل المثال نقص في مواد البناء.
موضوع نقص مواد البناء يطرح بين الحين والآخر، كيف يمكن تجاوز هذه المشكلة؟
- نحن نساعد في توفير مواد البناء ما امكننا وذلك بمخاطبة الشركات الموردة للمواد الأولية بتوفيرها للمقاولين العاملين مع أشغال، والان نستطيع القول ان حدة النقص في هذه المواد قد تراجعت نوعا ما، ولكن الاشكالية هي في ارتفاع الاسعار وعدم استقرارها. ولا شك ان تثبيت اسعار مواد البناء، الذي ستقوم به اشغال في عقودها المقبلة، سيساهم في حل هذه الاشكالية. ونستطيع القول ان العقود ستكون اعتبارا من شهر يوليو المقبل وفق تثبيت اسعار المواد الأساسية، حيث ستتحمل الهيئة الفرق في سعر المواد.
متى يمكن ان يشعر الجمهور بوجود نقلة نوعية في شبكة الطرق؟
- نأمل ان تكون المشاريع الرئيسية قد تبلورت في غضون خمس سنوات، بحيث تصبح الاعمال غير مرتكزة في منطقة معينة، ونحن الان نعمل في مشاريع متعددة ومرتبطة ببعضها البعض، وبعد خمس سنوات سيظهر هذا الترابط وستكون هناك نقلة نوعية في شبكة الطرق، وسيشعر الجمهور بالفرق.
ولا شك ان الازدحامات المرورية ستخف خلال الفترة المقبلة عقب انجاز المشاريع الرئيسية.
وهناك دراسات مرورية حاليا لمختلف الطرق للتعامل مع الوضع الحالي، ويمكن ان يتم تركيب عدد من الاشارات المؤقتة على الدوارات أو فتح مسارات إضافية وغيرها من الحلول المؤقتة وقد تم تشكيل لجنة لهذا الغرض يشارك فيها أهل الاختصاص من أشغال والمرور.
مشاريع الصرف الصحي
ما أبرز مشاريع الصرف الصحي الحالية والمستقبلية؟
- هناك مشروع محطة معالجة في الذخيرة وهي قيد المناقصة حاليا ، وهذه المحطة تأخذ في الاعتبار مشاريع شركة بروة في الخور، والاعداد السكانية الكبيرة المتوقعة فيها مستقبلا.
كذلك هناك مشاريع لتوسعة محطات معالجة، من بينها محطة في معيذر، ومحطة ضخ رئيسية في الدوحة الحديثة، وهي سترسل مياه الصرف الصحي الى محطة الشمال، وهي ضرورية لتشغيل هذه المحطة.
بالاضافة الى ذلك هناك عدة مشاريع لانشاء شبكات للصرف في مناطق مختلفة.
ومن بين المشاريع المنفذة حاليا هناك مشروع توسعة محطة السيلية، ويتوقع ان ينجز نهاية العام الحالي.
كيف تقيمون تعاون الجهات الخدمية مع اشغال في تنفيذ المشاريع؟
- التعاون والتنسيق موجودان والكل يعمل في اطار واحد، ولكن المتغيرات كثيرة وهي فوق طاقة تلك الجهات، ولابد من آليات في هذا المجال.
هل من خطط وبرامج لتطوير عمل اشغال؟
- الهيئة وضعت اجراءات داخلية لتطوير العمل، وهذا مهم جدا، ومن مثل ذلك تغيير الهيكل التنظيمي لاشغال، الذي يجري تطبيقه حاليا، وهناك تطوير في آليات العمل مع الشركات والاستشاريين.
و هي تسير بوتيرة متسارعة، ولا بد ان تواكب كافة الجهات ضخامة المشاريع لكي يسير العمل بصورة سليمة وفاعلة.
المصدر الشرق 26-5-2008 http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,May,article_20080526_8 50&id=local&sid=localnews
http://www.al-sharq.com/UserFiles/image/local/localnews/May2008/3ERQWER.gif
تأخير إنجاز الطرق مرتبط بوضع البلد وهو خارج سلطة أشغال
تثبيت أسعار مواد البناء في عقود أشغال اعتباراً من يوليو المقبل
إعادة تصاميم مشاريع للطرق لتتناسب مع الخطة العمرانية
بعد 5 سنوات سيشعر الجمهور بنقلة نوعية في شبكة الطرق
بعض الشركات غير قادرة على تنفيذ المشاريع لكونها أكبر من قدرتها
اكتمال مشاريع طريق الدوحة السريع بحلول عام 2013
طرح طرق الوسيل ومراحل من «سلوى» ودخان للمناقصة قريباً
حوار - مأمون عياش -تصوير: حمزة كوتي :
تساؤلات كثيرة ما تلبث ان تهدأ حتى تثور حول طول فترة مشاريع هيئة الاشغال العامة، واسباب هذا الرتم البطىء في انجاز البنى التحتية من طرق وجسور وانفاق، فضلا عن مشروعات شبكة الصرف الصحي، في ظل النهضة العمرانية الشاملة وازدياد المشاريع العقارية والاستثمارية، التي تتطلب وجود بنية تحتية متطورة.
وفي الوقت الذي تنفذ فيه "اشغال" عشرات المشاريع الحيوية في قطاعي الطرق والصرف الصحي، فان ثمة حاجة ملحة لتسريع انجازها، والانطلاق الى مشاريع اخرى، خصوصا على صعيد انشاء شبكة طرق حديثة، في ظل الازدحامات المرورية التي باتت سمة غالبة للكثير من الشوارع الرئيسية وحتى الفرعية داخل الدوحة وفي مداخلها المختلفة.
امام هذا المشهد، يغدو ضروريا الوقوف على رؤية "اشغال" لهذا الواقع وتشخيص اسبابه الحقيقية وكيفية تجاوزه..
من هنا جاء حوار الشرق مع المهندس سعد المسند مدير شؤون البنية التحتية بالانابة في هيئة الاشغال العامة "اشغال".
و تاليا نص الحوار، الذي حضره عبدالمحسن الغانم من العلاقات العامة في الهيئة:
جرى مؤخرا استحداث ادارة شؤون البنية التحتية وضم الطرق والصرف الصحي لها.. ما اهمية ذلك وانعكاساته على عمل الهيئة؟
- البنية التحتية ادارة حيوية في اشغال، وجاءت نتاج دراسة قامت بها احدى الشركات المتخصصة منذ عامين لتطوير الهيكل التنظيمي للهيئة. وفي السابق كانت الطرق منفصلة عن الصرف الصحي والآن هناك ادارة واحدة تجمع الإختصاصيين في تصميم المشاريع والهدف هو تحقيق التنسيق بشكل أفضل وتوفير الوقت والجهد والتكلفة أثناء مرحلة التصميم والتنفيذ، كون خدمات البنية التحتية تدخل في كافة مشاريع الطرق، ومن ضمنها كذلك خدمات الكهرباء والماء والاتصالات.
ولا شك ان في دمج الجهتين خصوصا فيما يتعلق بمرحلة تصميم المشاريع، فائدة كبيرة واختصاراً للوقت والجهد.
الدوحة السريع
وماذا بالنسبة لاستحداث ادارة مستقلة لمشروع طريق الدوحة السريع؟
- اذا نظرنا الى مشاريع طريق الدوحة السريع، نجد ان هنالك 13 حزمة من هذه المشاريع، تصل تكلفتها الى 15 مليار ريال ينفذ منها الآن أربع حزم.
وهي مشاريع مهمة ولذلك وضعت لها ادارة مستقلة نظرا لكبر حجمها وامتدادها، وفي ذلك تسهيل للعمل ومزيد من التركيز على هذه المشاريع الحيوية.
ويفترض خلال السنوات الخمس المقبلة ان تكتمل كافة مشاريع طريق الدوحة السريع، اي بحلول عام 2013، ولكن لابد من مراعاة ان البلد يخضع لخطة عمرانية جديدة، ومن هنا يمكن ان تتغير تصاميم بعض المشاريع لمواكبة احتياجات الدولة، وفق الخطة العمرانية التي تتولاها الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني. وبالتالي اي تغيير في الخطط من مثل استخدامات الاراضي أو تغيير المسارات، ومن ذلك المشاريع الإسكانية الضخمة التي تقوم بها الشركات العقارية الكبرى مثل العقارية وبروة وديار، يؤثر مباشرة على خطط تصميم وتنفيذ مشاريع الطرق، حيث تتم اعادة التصاميم أو تعليقها أو تغيير برامج التنفيذ لتتناسب مع الخطط العمرانية.
وهل يوجد تنسيق مع الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني بهذا الخصوص؟
- يوجد تنسيق مستمر، ولكن الرؤى والخطط تأتي متأخرة، وهناك مستجدات باستمرار، ولا يخفى على احد ان الدولة في مرحلة نمو وتأسيس للكثير من البنى التحتية، وهذا النمو فيه متغيرات كثيرة، وحتى خطط اشغال فيها تغيير، نتيجة مستجدات الخطة العمرانية.
على ان التغيير في مرحلة التخطيط افضل كثيرا من ان يجري التنفيذ ثم يتم التغيير.
مشاريع العام الحالي
ما أبرز مشاريع الطرق التي سيتم طرحها خلال العام الحالي؟
- في خطة العمل للسنة الحالية، هناك العديد من مشاريع الطرق المهمة من بينها مشروع طريق الوسيل، الذي سيطرح للمناقصة قريبا، وطريق سلوى الدولي المرحلة الثانية من تقاطع المنطقة الصناعية الى تقاطع العسيري (الحزمة السابعة)، ومشروعان لطريق دخان من الدوار المايل الى دوار بني هاجر، ومن دوار بني هاجر الى دوار الشحانية، ومشروع طريق 55 الذي يربط طريق سلوى بمسيعيد.
وكان من المفترض ان يتم طرح ست حزم من مشاريع طريق الدوحة السريع، خلال العام الحالي، ولكن سيتم تأجيل طرح هذه المشاريع حتى يتم اتخاذ القرار المناسب بموجب مستجدات الخطة العمرانية وبالتنسيق مع هيئة التخطيط العمراني، لتتم اعادة تصاميمها وفق مستجدات الخطة العمرانية، حيث إن التصاميم قد أعدت سابقا، وكذلك قبل خطة النقل الشاملة التي تنفذها الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني. واود التأكيد هنا مرة اخرى ان مستجدات التخطيط تلقي بظلالها على مشاريع الطرق، ولا ارى في ذلك أمرا سلبيا، بل هو مواكبة لاحتياجات الدولة.
ونحن نتحدث عن مشاريع طرق تصل تكلفتها الى 12 مليار ريال خلال السنة المالية الحالية.
ولا بد من مراعاة المستجدات العمرانية في تنفيذها.
مشاريع تتأخر
ما مشاريع طريق الدوحة السريع التي يمكن ان يتأخر طرحها؟
- الطريق من الدائري الخامس إلى طريق المطار الجديد (الحزمة 9) الذي تأثر بنقل الميناء من منطقة بوفنطاس الى مسيعيد، وطريق امتداد المنتزه الذي اصبح مرتبطا بمشاريع بروة في المنطقة، وكذلك بالنسبة لمشروع طريق الدائري السادس، حيث يجري حاليا إعداد الدراسة المرورية.. واود التأكيد ان التصورات التي توضع حاليا تؤثر على تصاميم المشروعات لكي تلبي الاحتياجات المستقبلية للدولة.
وعلى صعيد الطرق التي سيتم انجازها خلال العامين الحالي والمقبل.. ما أهم هذه الطرق؟
- هناك عدة مشاريع قيد التنفيذ حاليا، فبالنسبة لطريق سلوى سيتم انجازه خلال الربع الاخير من العام الحالي.
اما طريق ام بركة الذي يربط الشمال برأس لفان فقد انجز 90% من المشروع، وسيكتمل نهاية العام، حيث ستتم اضافة طبقة اسفلتية لكي يصبح الطريق يتحمل اوزانا اكبر وكثافة مرورية اكبر.
طريق الشمال في مرحلتيه الثانية والثالثة سينتهي في نهاية 2010
طريق دخان الشحانية سينتهي أواخر العام الحالي.
مشروع طريق 22 فبراير وشارع الأمير، واجه عدة عقبات ادت الى تأخير انجازه، وسينتهي في مطلع العام المقبل.
اما مشروع طريق الدوحة السريع الدائري الرابع والذي يرتبط مع تقاطع خليفة العطية، فقد انجز قرابة 90% منه.
وأود الاشارة الى ان التصورات الأولية لمشاريع الطرق تعد من قبل الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني، منذ عام 2006 بعد ان كانت اشغال هي المسؤولة عن ذلك.
أسباب التأخير
تثار باستمرار تساؤلات كثيرة حول اسباب تأخير انجاز مشاريع الطرق.. الى متى سيستمر هذا التأخير وهل يمكن تلافيه؟
- هناك عدة اسباب لتأخير انجاز مشاريع الطرق، من بينها اسباب يمكن تلافيها من خلال التخطيط والادارة، وهناك اسباب من الصعب تلافيها، لانها مرتبطة بوضع البلد ككل، وهي خارج سلطة اشغال والشركات المنفذة.
نحن نعمل على تسريع عمل الشركات لإنجاز المشاريع من خلال اخذ الموافقات والتنسيق مع الجهات الخدمية، لكن هناك أموراً خارجة عن الارادة مثل نقص المواد الأولية وارتفاع اسعارها بمعدلات غير مستقرة والتغيير في خطط المشاريع، وهذه الاسباب تؤثر على سير المشاريع و تؤدي الى تأخيرها كون العملية مرتبطة ببعضها البعض، كما ان من بين اسباب التأخير ما يتعلق بقدرة الشركة المنفذة وسوء الادارة من قبلها.
و كيف يتم التعامل مع مثل هذه الشركات؟
- نحن نتابع المشروع اولا باول، وندرس برنامج المشروع شهريا، وننظر الى الانتاجية، واذا كان هناك اي تأخير نطلب من الشركة المنفذة زيادة المعدات وتسريع الانجاز بما يتوافق مع البرنامج المعد مسبقا.
ثم ان بعض الشركات غير قادرة على تنفيذ المشاريع بسبب انها اكبر من قدرتها الإدارية، وهو ما ادى الى وقوعها في مشاكل عديدة، ادارية وغيرها، ولذلك بعض الشركات تنجز بنجاح اذا كان المشروع محدود الحجم، اما اذا كان المشروع كبيرا وبسقف مالي مرتفع تقع في مشاكل وخاصة بسبب ارتفاع الأسعار وقلة الموارد، في حين ان هناك شركات اخرى طورت من عملها لكي يتوافق مع حجم المشروع، وهذا بالنسبة للشركات المحلية.
وماذا بالنسبة للشركات العالمية، هل وضعها افضل؟
- حتى بعض الشركات العالمية وضعها غير جيد، مع انها شركات معروفة على مستوى العالم، وقد يكون السبب ان ادارة الشركة التي تتولى تنفيذ مشروع معين، لا تكون ناجحة في اختيار الطاقم المناسب للمشروع، ومن هنا نحن نطلب تغيير مدير المشروع المعين من قبل الشركة المنفذة، ويتم ذلك، بعد ان يتم اعطاء فرصة للشركة لتدارك الخلل، ونحاول التعاون مع الشركة لتذليل العقبات التي تواجهها، وهذا افضل لاشغال وللشركة ولمصلحة المشروع، حيث ليس بالضرورة ان يفيد استخدام البنود الصارمة في العقد، فهذا آخر الحلول.
واذا وجد ان الحل هو اتخاذ الاجراءات الواردة في العقد بحق الشركة، فيتم ذلك، ويمكن ان يتم استخدامه جزئيا، من خلال سحب اجزاء من المشروع وتحويلها الى شركة اخرى باتفاق الطرفين.
العمل 24 ساعة
لماذا لا يتم العمل على مدار الساعة في مشاريع الطرق لتسريع الانجاز؟
- هذا الأمر يمكن ان يكون مفيدا في بعض الاحوال، ونحن نطلب من المقاول القيام بذلك، اذا كان مفيدا لتقدم المشروع، وفي ذلك تكلفة على المقاول، ولا نستخدم نظام العمل على مدار اليوم الا في حدود ضيقة. في احوال اخرى لا يكون العمل 24 ساعة مفيدا، اذا كان هناك على سبيل المثال نقص في مواد البناء.
موضوع نقص مواد البناء يطرح بين الحين والآخر، كيف يمكن تجاوز هذه المشكلة؟
- نحن نساعد في توفير مواد البناء ما امكننا وذلك بمخاطبة الشركات الموردة للمواد الأولية بتوفيرها للمقاولين العاملين مع أشغال، والان نستطيع القول ان حدة النقص في هذه المواد قد تراجعت نوعا ما، ولكن الاشكالية هي في ارتفاع الاسعار وعدم استقرارها. ولا شك ان تثبيت اسعار مواد البناء، الذي ستقوم به اشغال في عقودها المقبلة، سيساهم في حل هذه الاشكالية. ونستطيع القول ان العقود ستكون اعتبارا من شهر يوليو المقبل وفق تثبيت اسعار المواد الأساسية، حيث ستتحمل الهيئة الفرق في سعر المواد.
متى يمكن ان يشعر الجمهور بوجود نقلة نوعية في شبكة الطرق؟
- نأمل ان تكون المشاريع الرئيسية قد تبلورت في غضون خمس سنوات، بحيث تصبح الاعمال غير مرتكزة في منطقة معينة، ونحن الان نعمل في مشاريع متعددة ومرتبطة ببعضها البعض، وبعد خمس سنوات سيظهر هذا الترابط وستكون هناك نقلة نوعية في شبكة الطرق، وسيشعر الجمهور بالفرق.
ولا شك ان الازدحامات المرورية ستخف خلال الفترة المقبلة عقب انجاز المشاريع الرئيسية.
وهناك دراسات مرورية حاليا لمختلف الطرق للتعامل مع الوضع الحالي، ويمكن ان يتم تركيب عدد من الاشارات المؤقتة على الدوارات أو فتح مسارات إضافية وغيرها من الحلول المؤقتة وقد تم تشكيل لجنة لهذا الغرض يشارك فيها أهل الاختصاص من أشغال والمرور.
مشاريع الصرف الصحي
ما أبرز مشاريع الصرف الصحي الحالية والمستقبلية؟
- هناك مشروع محطة معالجة في الذخيرة وهي قيد المناقصة حاليا ، وهذه المحطة تأخذ في الاعتبار مشاريع شركة بروة في الخور، والاعداد السكانية الكبيرة المتوقعة فيها مستقبلا.
كذلك هناك مشاريع لتوسعة محطات معالجة، من بينها محطة في معيذر، ومحطة ضخ رئيسية في الدوحة الحديثة، وهي سترسل مياه الصرف الصحي الى محطة الشمال، وهي ضرورية لتشغيل هذه المحطة.
بالاضافة الى ذلك هناك عدة مشاريع لانشاء شبكات للصرف في مناطق مختلفة.
ومن بين المشاريع المنفذة حاليا هناك مشروع توسعة محطة السيلية، ويتوقع ان ينجز نهاية العام الحالي.
كيف تقيمون تعاون الجهات الخدمية مع اشغال في تنفيذ المشاريع؟
- التعاون والتنسيق موجودان والكل يعمل في اطار واحد، ولكن المتغيرات كثيرة وهي فوق طاقة تلك الجهات، ولابد من آليات في هذا المجال.
هل من خطط وبرامج لتطوير عمل اشغال؟
- الهيئة وضعت اجراءات داخلية لتطوير العمل، وهذا مهم جدا، ومن مثل ذلك تغيير الهيكل التنظيمي لاشغال، الذي يجري تطبيقه حاليا، وهناك تطوير في آليات العمل مع الشركات والاستشاريين.
و هي تسير بوتيرة متسارعة، ولا بد ان تواكب كافة الجهات ضخامة المشاريع لكي يسير العمل بصورة سليمة وفاعلة.
المصدر الشرق 26-5-2008 http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,May,article_20080526_8 50&id=local&sid=localnews