المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية.. تحديد إدراج "الإنماء" يطلق العنان لـ"ماكينة" التوقعات في كل الاتجاهات



مغروور قطر
28-05-2008, 04:32 PM
مخاوف من تقلص السيولة وتعطل أنظمة التداول وانشغال الموظفين
السعودية.. تحديد إدراج "الإنماء" يطلق العنان لـ"ماكينة" التوقعات في كل الاتجاهات


لا شبيه له
موعد مكشوف
وقت القرار الأنسب






الرياض - نضال حمادية

سريعا وبعد الإعلان مباشرة، اشتغلت أو شُغّلت "ماكينة" التوقعات للسعر الذي يمكن أن يحققه سهم "الإنماء"، مدخلة عشرات ألوف المتداولين في دوامتها إلى أجل مسمى، موعده الثالث من يونيو/حزيران القادم، تاريخ تداول وإدراج السهم وفق ما أعلنته هيئة سوق المال السعودية يوم أمس الثلاثاء .

التكهنات التي تسبق أي إدراج جديد ليست غريبة على المتداولين، لكن الطريف فيها هذه المرة أنها لم تقف عند حدود السعر المتوقع، بل امتدت لتتخيل كثيرا من الانعكاسات التي يمكن حدوثها مع إدراج "عملاق المصارف"، سواء من ناحية تأثيره على أداء السوق والسيولة أو أنظمة التداول، وصولا إلى الحديث عن عواقب اجتماعية وأسرية قد تتولد تحت ضغط التوتر النفسي، هذا عدا التباطؤ في أداء الموظفين وانشغالهم، وفقا لما رسمته خيالات البعض.


لا شبيه له

وبعيدا عن لغة الأرقام التي طرحها المتداولون لكثرة تشابكها، فقد غلب التباين الشديد على توقعات المتداولين بشأن السعر الذي يمكن أن يفتتح عنده سهم الإنماء، فمنهم من اكتفى بمستويات متواضعة في حين أصر آخرون على رفع السقف إلى حدود عليا.

وتفسيرا لانضمامه إلى أصحاب التوقعات المنخفضة، قال المتداول راكان الأحمري: إن هناك عدة مؤشرات أملت عليه موقفه، أولها ضخامة عدد الأسهم القالبة للتداول، والتي تتجاوز مليار سهم، ما يعني أنه مهما كانت كمية الطلبات مرتفعة فإن كفة العروض ستبقى راجحة، والنتيجة الحتمية لذلك بقاء السهم عند مستوى قد لا يزيد عن 50% من سعر طرحه.

ولفت الأحمري إلى أن كثيرا ممن يوافقونه الرأي، يستشهدون بأداء الشركات التي تم تداولها مؤخرا، وعجزها عن تحقيق المكاسب المأمولة، رغم أن عدد أسهمها لا يكاد يذكر مقارنة بأسهم مصرف الإنماء.
وعلى العكس تماما، أبدى ساعد محمد تفاؤله بما يمكن أن يصل إليه سهم "الإنماء"، بانيا نظرته على "التهافت" المرتقب لكبار المستثمرين والصناديق من أجل اقتناء كميات ضخمة، مستفيدين من خوف شريحة من المكتتبين وتدافعهم إلى البيع السريع في أولى اللحظات.

وأضاف: قليلون هم الذين يدركون طبيعة سهم "الإنماء" وحاجته إلى الصبر لسنوات حتى يؤتي ثماره ويتضح سعره الحقيقي، فهو لا يشبه غيره من الأسهم التي طرحت سابقا، لسبب بسيط هو أن مصرف الإنماء لا يشبه سواه من الشركات المدرجة، كونه الشركة الضخمة الوحيدة التي تصل نسبة أسهمها الحرة إلى 70%.


موعد مكشوف

وفيما لم يخف بعض المتداولين نيتهم تقليص زمن وحجم دخولهم إلى السوق حتى موعد إدراج المصرف، أوضح محمد جار الله السبيعي أن هذا الاتجاه يصور موجة المخاوف التي أخذت في التوسع منذ عقد الجمعية التأسيسية للمصرف مرورا بموافقة وزارة التجارة، حيث بدأ ترقب الانعكاسات السلبية من انكماش السيولة وتراجع المؤشر، وهو ما عاينه الجميع خلال الأيام الأخيرة، على حد قوله.

وكان مؤشر السوق السعودية قد خسر أكثر من 230 نقطة خلال اليومين الماضيين 26 و27 مايو، في حركة اعتبرها كثيرون بديهية ومرتقبة، نظرا لأن موعد الإدراج كان بحكم المكشوف لكل المتداولين الذين لم يشكوا لحظة أنه سيكون ضمن الأسبوع المقبل، وإن اختلفوا في تقدير اليوم.

أما المتداول إبراهيم الفهيد فقال: إن تردد كلمة "الإنماء" على الألسن، قد يكون أعطى هذا الإدراج أكثر من حجمه الذي يستحق، وصوره على أنه "غول" سوف يفترس السوق ويجلب للمتداولين الكوارث، بل إن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك، محذرا الناس من تداعيات لا تمت لسوق الأسهم، من قبيل حدوث الاختناقات المرورية ونشوب المشاكل العائلية واختلال أداء الموظفين، مستندا إلى أن الاكتتاب جذب إليه أكثر من ثلث سكان السعودية، ومثل هذا الطرح لا بد أن تكون له عواقب تتناسب مع ضخامته وحجم المهتمين والمتأثرين به.

ومن واقع تجربته مع الإدراجات الكبرى، أكد الفهيد أن أكثر ما يقلقه ومعظم المتداولين هو حدوث أعطال متكررة في أنظمة التداول تجعل تنفيذ أوامر البيع أو الشراء متعذرا، فهذا كفيل بإحداث بلبلة وتوتر واضحين في أوساط المتعاملين.


وقت القرار الأنسب

من جانبه، نصح مراقب التداولات علي الناجم جميع المكتتبين في أسهم "الإنماء" بعدم ترك قراراتهم رهينة توقعات "لا تسمن ولا تغني من جوع"، معتبرا أن جلسة الإدراج هي الوقت الأنسب لاتخاذ القرار، وخصوصا بعد انقضاء وقت كاف على التداول، يتراوح بين 30 و60 دقيقة.

وتوقع الناجم أن يستمر الضغط بشكل أو بآخر على المؤشر والسيولة طيلة الأيام التي تفصلنا عن موعد الإدراج، عبر ممارسة ما أسماه "الترهيب النفسي"، أو بفعل مساعي بعض المتداولين لتسييل جزء مما يملكون استعدادا لشراء ما يستطيعون من أسهم المصرف.

وحول ما ينتظر السوق السعودية من تطورات في نفس يوم الإدراج، عبر الناجم عن اعتقاده بوجود سيناريوهين متضادين، أحدهما ينتظر أن يساهم نشاط الإدراج في تنشيط أداء السوق ونقل حرارة الارتفاع إلى مختلف القطاعات، والسيناريو الآخر يراهن على أن الإدراج سيكون خاضعا لضعف السوق وسلبيتها، ما سيحد من مكاسب سهم الإنماء رغم ضخامة أحجام وقيم التداول المتوقعة عليه.

ولفت الناجم إلى أن المسائل التقنية تعدّ عاملا حاسما في تحديد مسار الإدراجات العملاقة، وأنه لن يكون لأي شركة تداول عذر في تعثر نظامها، لأن توقفا طفيفا في تلك الأنظمة سيكلف المتداولين مئات الملايين من الريالات، متمنيا أن تنجح جميع الجهات المعنية في اجتياز هذا التحدي على أمل ترسيخ صورة إيجابية عن قدرة سوقنا في التعاطي مع أكبر الأحداث.

يذكر أن مصرف الإنماء سيدرج ضمن قطاع المصارف والخدمات المالية بالرمز 1150، على أن تكون نسبة التذبذب للسهم مفتوحة لليوم الأول فقط.