المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : @__ علامات المهدي و ماذا يجب علينا أن نفعل (العلامة الألباني-رحمه الله) __@



سيف قطر
30-05-2008, 03:13 AM
علامات المهدي و ماذا يجب علينا أن نفعل (العلامة الألباني-رحمه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
علامات المهدي و ماذا يجب علينا أن نفعل (العلامة الألباني-رحمه الله) من شريط الوحدة والاتفاق
قال رحمه الله:

ويجب أن نعلم أن المهدي الأحاديث الواردة فيه فيها قسم كبير صحيح، وفيها قسم حسن، وفيها قسم كثير ضعيف، بعضه مما يأخذ بعضد بعض، وبعضه منكر لا يحتج به، فعقيدة خروج المهدي عقيدة صحيحة باختصار ، ولكن هذه العقيدة فيها شيء من البيانات التي تجعل المسلم لا يميل يميناً ولا يساراً، ولا يكون ذيلاً لكل من يدعي المهدوية، كما وقع ذلك كثيراً في التاريخ الإسلامي.
ذلك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد وصف المهدي بعلامات، فمنها قوله عليه السلام: ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة )

فأول شرط في المهدي : أن يكون من أهل البيت، لا يكون أعجمياً قولا واحدا ، ولا يكون عربياً ليس من أهل البيت، ولا يكون من قبيلة كذا وقبيلة كذا وليس له صلة ببيت النبوة والرسالة، إذاً هو من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. هذه هي العلامة الاولى

العلامة الثانية: أن اسمه محمد بن عبد الله ؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( لا تنقضي الدنيا -وفي رواية: لا تذهب الدنيا- حتى يبعث الله رجلاً يوافق اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت جوراً وظلماً ) فإذاً هو محمد بن عبد الله ، ويجب أن يكون هذا اسمه منذ ولد، و ليس يكون مخترعا من جديد، فمن تدجيلا لدجالين أنهم يعلمون مثل هذه الأحاديث، ويعلمون أن المسلمين يؤمنون به وقد تأثروا وصارت عقيدة في نفوسهم ؛ لذلك فهم يتسمون من جديد بهذا الاسم.
الذي ادعى النبوة القادياني اسمه: ميرزا غلام أحمد القادياني ، هذا الرجل من كبار الدجاجلة في هذا القرن الأخير، سمي على طريقة الهنود: ميرزا غلام أحمد، ميرزا: لقب بمعنى السيد أو الباشا أو البيك .
إلخ، لكن اسمه غلام أحمد ، ومعنى غلام أحمد : خادم أحمد، فهو ليس اسمه أحمد، إنما اسمه مضاف ومضاف إليه، مثل عبد الله، فهو عبد الله وليس الله، فالعبد مضاف إلى الله، كذلك هنا غلام أحمد ، يعني هو: خادم محمد، يتشرفون الهنود على أسلوبهم أن ينسب أحدهم بأنه خادم الرسول عليه السلام، وبعضهم يسمى بنور أحمد، فحذف النور يخرج أنه أحمد وهو ليس اسمه أحمد.
هذا الدجال ماذا فعل؟ لما بدأ ينشر كتبه باللغة العربية حذف كلمة غلام ووضع اسمه أحمد،لماذا؟ لكي يحمل آية: { وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } [الصف:6] يعني: هو، هو ليس اسمه أحمد بل هو غلام أحمد ، لكن من باب التضليل على الناس حذف هذا الاسم الأول الذي أضيف إلى أحمد؛ لكي يسلك استدلاله على جماهير الناس.

الآن عندنا صفتان واضحتان للمهدي :
الأولى: أنه من أهل بيت النبوة والرسالة،
الثانية: أن اسمه محمد بن عبد الله ، وأنه يجب أن يعرف منذ ولادته بهذا الاسم حتى يبلغ سن التكليف والرشد، وسن تولي هداية الأمة إلى سعادتها في الدنيا قبل الآخرة.

ثم صفة ثالثة في الحديث الأول نأخذها من الحديث الأول: ( يصلحه الله في ليلة ) هذا يمكن أن يفسر في الواقع على وجه من وجهين:
الوجه الأول: أنه لا يكون صالحاً لقيادة الأمة، يكون منطلقاً في دينه وفي استقامته، لكن ليس يخطر في بال أحد أنه يصلح أن يكون قائداً للأمة، فيصلحه الله في ليلة، يلهمه أن يقوم لقيادة المسلمين الذين يلتقون حوله إلى تحقيق الحلم الذي ينشده المسلمون اليوم، وهو الحكم بما أنزل الله.هذا هو التفسير الأول
الوجه الآخر: يكون الرجل غير صالح في نفسه، يعيش ما شاء الله من سنين وهو مفرط على نفسه، مضيع في شيء من دينه، فالله عز وجل يلهمه في ليلة واحدة أن يعود إلى الله تائباً مهتدياً فيصلحه الله في ليلة.هذه صفة ثالثة

صفة رابعة -وهي هامة جداً-: أنه يخرج في دمشق ، وهي عاصمة بلاد الشام قديماً و سوريا حديثاً، وهذا مصرح به في الحديث الصحيح.

صفة خامسة: أنه يلتقي مع عيسى عليه الصلاة والسلام.يلتقيان في دمشق ، حيث ينزل عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق،ينزل في وقت صلاة الفجر، وقد أقيمت الصلاة للمهدي ، فلما يرى عيسى قد جاء يقدمه ليصلي بالناس، فيأبى ويقول له: لا.
تقدم أنت؛ تكرمة الله لهذه الأمة يعني هذه الأمة المحمدية فعيسى حينما ينزل لا ينزل بصفة كونه نبياً؛ لأنه كان نبياً إلى بني إسرائيل ورسولاً، وإنما يأتي تابعاً لمحمد عليه الصلاة والسلام.كما أشار إلى ذلك في الحديث المشهور (لوكان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي)
(ثم تكلم الشيخ على رواية وقف عليها فيها عيسى و هي لا تصح ...) والحديث بلفظ موسى قوي بمجموع طرقه
الشاهد فعيسى حينما ينزل وقد أقيمت الصلاة للمهدي ويقدمه المهدي يقول لا تقدم أنت فصل بهم تكرمة الله لهذا الأمة

هذه علامات يجب أن تبقى في أذهاننا؛ حتى لا نغتر بدعوى بعض الناس أنه المهدي هذا من جهة .
ومن جهة أخرى يجب ألا نتظنن وألا نرجم بالغيب فنقول: هذا زمن خروج المهدي ؛ لأن هذا غيب ولا يعلم الغيب إلا الله، في كل عصر يوجد أناس يقولون: اشتد الفساد في الأرض، ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، إذاً هذا زمان خروج المهدي ، وتمضي السنون والسنون والسنون ولا يخرج المهدي ؛ لأن المهدي خروجه وزمانه ما أعطي علمه لأحد إطلاقاً، وكذلك نزول عيسى عليه الصلاة والسلام.
فعلينا أمران اثنان:
أولاً من ناحية العقيدة: يجب أن نؤمن بكل ما صح في المهدي ، وقد ذكرت لكم بعض النتف من هذه العقيدة هذا من ناحية .
والشيء الواجب الثاني ً: ألا نربط أنفسنا بوقت نزعمه وندعي أنه وقت خروج المهدي ؛ لأن ذلك لا يعلمه إلا الله، خروج المهدي و نزول عيسى لا يعلم زمانه إلا الله تبارك وتعالى وعلينا أن نعمل بما أمرنا الله عز وجل، وما أمرنا به رسوله عليه الصلاة والسلام.

وكما أقول دائماً وأبداً بمثل هذه المناسبة: يجب أن نعمل سواء خرج المهدي في زماننا أو لا؛ لأنه إن خرج فسيجد الناس الذين هم بحاجة إلى قائد يقودهم، وإن لم يخرج فنكون قد قمنا بالواجب الذي فرضه الله علينا، وبهذا نرد على طائفتين متباينتين ونحن وسط بينهما: طائفة تنكر أحاديث المهدي وأحاديث نزول عيسى، وطائفة تثبت هذه الأحاديث ولا تعمل؛ بدعوى أنه لا توجد فائدة من العمل حتى يخرج المهدي وينزل عيسى عليه السلام.
نحن نقول كما قال الله عز وجل: { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [التوبة:105]
ولا ننتظر خروج المهدي ؛ لأن هذا ليس من شأننا، إن خرج وجدنا على الخط، وإن لم يخرج فما يضرنا، وإنما علينا أن نعمل بما أمرنا الله تبارك وتعالى.

السائل: أنت قلت: يخرج المهدي من دمشق ؟
الشيخ: نعم.
السائل: نحن نعرف أنه يلجأ رجل للحرم فيبايع مكرهاً.
الشيخ: هل تعلم أن الحديث صحيح؟
السائل :أنا أسألك
الشيخ: أنا لا أعلم صحته، نحن نعلم أنه في المهدي يلتقي مع عيسى و إن تبث فلا يد من تحديد الزمن المتقدم من المتأخر و هذا يحتاج إلى بحث

الصارم المسلول
04-06-2008, 08:47 PM
جزاك الله خير - ورحم الله الشيخ الالباني

سيف قطر
05-06-2008, 08:31 AM
جزاك الله خير - ورحم الله الشيخ الالباني
حياك الله اخوي الفاضل ..شكرا لمرورك .

http://alfrasha.maktoob.com/ups/u/13988/17504/225162.gif

Stars
12-06-2008, 10:20 PM
اشكرك اخوي سيف قطر ..

ام خليفة
14-06-2008, 06:14 PM
بارك الله فيك


http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=142242

سيف قطر
16-06-2008, 08:18 AM
بارك الله فيكم جميعا

وشكرا لمروركم

سيف قطر
18-07-2008, 01:52 PM
اشكرك اخوي سيف قطر ..
http://abeermahmoud.jeeran.com/page%205/358-getwell.gif

ابو مشعل
18-07-2008, 11:01 PM
جزاك الله خير

سيف قطر
20-07-2008, 04:12 PM
جزاك الله خير
http://abeermahmoud.jeeran.com/page%205/358-getwell.gif

لوسيل
21-07-2008, 11:59 AM
هذا رد أخوي ديوان جزاه الله خير الجزاء


وأن الأنبياء كلهم على ملة الإسلام وأنه لا يسع أحدهم لو بعث إلاّ اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك من المنافع الدينية والعقدية وعقد الآمال الصحاح وتثبيت الإيمان بصحة الملة وأنها دين النبيين أجمعين وأن الدين عند الله الإسلام .

اقتباس

ثانيا: كيف يكون رسولنا ميت في الارض ورسولهم (المسيحين) حي يرزق في السماء ..؟



هذا السؤال يدل على ان صاحب هذا سؤال جاهل جهل مركب ..
أولا: من هم المقصود برسولهم !؟ وانت حاط بين قوسين المسيحين !؟ الذين قبل الاسلام او بعد لاسلام!؟

اذا كنت تقصد الذين قبل بعثت المصطفى صلى الله عليه وسلم .. فينم على جهل صاحب هذا سؤال ..

1: النصارى الذين على دين عيسى عليه السلام اخواننا , ولكن بعد بعد ظهور دين الحق الاسلام .. لا دين الا هو ومن كان على دين عيسى عليه السلام أصبح مسلم لانهم اصحاب عقيدة صحيحه ..
ولا باس اضرب لك مثلاً .. ملك الحبشة الانجاشي رضي الله عنه كان نصراني على العقيدة صحيحه ولكن بعد ان سمع عن الاسلام ورسول صلى الله عليه وسلم اسلم..وقال كلمته المعروفه وليس موضع ذكرها ..
سلمان الفارسي رضي الله عنه ..قصته المعروفه ورجع لها ..

ثانياً: اذا كنت تقصد المسيحين بعد ظهور الاسلام ..فاهذا السؤال يخرج صاحبه من المله ويعتبر مرتد كافر بالله وبرسوله ..سوى كان يدري او لايدري ..من اوجه كثيره ..وليس المقام ذكرها الان ..

ثاللثاً: قولك هذا برسولهم وهو نبي الله ونحن اولى منهم .. هم لايعترفون انه نبي ورسول من عند الله عزوجل..فمادري من وين جبت سؤالك وعلى ايش بنيته!؟ هم اصلا لايقولون بالذي قلته ان رسولهم ؟
تدري ماذا يقولون عنه:هو إله مع الله سبحانه وتعالى عن ذلك كله علواً كبيراً، كما بينه قوله تعالى: (وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ) [7]، وقوله تعالى (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) [8]، وقوله تعالى (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ)[9].

كتبت هذا الرد على عجل من امري ..

رد أخوي ديوان جزاه الله خير الجزاء

لوسيل
21-07-2008, 12:11 PM
هذا رد أخوي الغالي يونيك جزاه الله خير الجزاء

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين، وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين ، أما بعد :


فقد ابتليت بالاطلاع على رسالة صغيرة الحجم عظيمة الضرر عنوانها : ( وفاة المسيح بن مريم والمراد من نزوله ) ، وعلى غلافها صورة مزعومة لقبر عيسى عليه السلام في سري نغر بكشمير الهند ، من نشر الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية ( القاديانية ) .
والحق أنه لم يكن بي حاجة إلى الرد على شيء من مؤلفات هذه الفرقة المارقة لانكشاف أمرها، وسقوط شبهها ؛ لولا أن كتبها ورسائلها تنتشر في بعض البلاد، ويخشى أن يتأثر بها أحدٌ ممن ضعفت صلتهم بالعلم الشرعي.

وقد رغب بعض الأحبة في إجراء القلم ببيان ضلالهم وإفكهم في هذه الرسالة .
فاستعنت بالله تعالى على ذلك، وهو المسئول أن يرفع منار الحق وينصر أهله وأن ينكس أعلام أهل الضلال ويخمد نيرانهم ويقي المسلمين شرهم .

وقبل افتتاح الرد يجدر التنبيه على أن هذه الفرقة الأحمدية ( القاديانية ) فرقة ضالة كافرة بإجماع علماء المسلمين، وقد صدرت بذلك فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، ومنها : المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها .
وإذا كان الأمر كذلك فإن من الواجب عدم الالتفات إلى شيء من مؤلفاتهم أو الاشتغال بها، بل الواجب إتلافها والتحذير منها ومن أهلها؛ حماية لحياض الدين ، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



تمهيد :


إن مما يسعى إليه الأحمدية جهدهم إثبات أن النبي الكريم عيسى عليه الصلاة والسلام قد مات، ولهم في ذلك غرض سيء؛ وهو أنه إذا تم إيهام ذلك فإنه سيسهل عليهم ادعاء أن الأحاديث التي وردت بنزوله عليه السلام المقصود بها بعثة المتنبىء القادياني الكذاب، كما أن المهدي المنتظر إنما هو عيسى بن مريم، فيتحصل من هذا وذاك أن القادياني هو عيسى بن مريم والمهدي المنتظر أيضاً .

وقد صرحت الرسالة المشار إليها بذلك إذ جاء فيها ص6: ( فالمراد من نزول عيسى بن مريم بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم يشبه عيسى بن مريم في صفاته وأعماله وحالاته، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان الهند باسم: ميرزا غلام أحمد ... إماماً مهدياً وجعله الله مثيل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، فكان هو المسيح الموعود والإمام المهدي للأمة المحمدية الذي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعثته قائلا: ( لا المهدي [كذا، والصواب : مهدي] إلا عيسى ) ابن ماجه، كتاب الفتن ) اهـ .

قلت: إن من الضلال البيِّن والخطأ الواضح اعتقاد أن عيسى عليه السلام هو المهدي المنتظر، والحديث المذكور لا يصح، بل هو حديث منكر، حكم بنكارته جمع من الأئمة، منهم النسائي والذهبي والألباني، وضعفه الحاكم والبيهقي والقرطبي وابن تيمية، بل حكم بوضعه الصغاني. انظر: منهاج السنة 8/256، والصواعق المحرقة للهيتمي 2/476، والسلسلة الضعيفة (77)
ويحسن قبل مناقشة القاديانية في هذا الموضوع التقديم بذكر شيء من عقيدة المسلمين قاطبة فيما يتعلق برفع عيسى عليه السلام ونزوله .

فأقول : يعتقد المسلمون بما تضمنته الآيات والأحاديث المتواترة بأن المسيح عيسى عليه السلام رفعه الله تعالى إلى السماء، وأنه باقٍ حياً فيها إلى قرب قيام الساعة، إذ سينزل إلى الأرض فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويحكم بالشريعة المحمدية، ثم يموت – عليه السلام – كسائر البشر .

وممن نقل الإجماع على ذلك ابن عطية رحمه الله (ت542هـ) إذ قال في تفسيره المحرر الوجيز3/143: ( أجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي، وأنه سينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل وتظهر به الملة – ملة محمد صلى الله عليه وسلم – ويحج البيت ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة وقيل أربعين سنة ).

ويقول السفاريني (ت 1188هـ) في كتابه لوامع الأنوار 2/94-95 : ( فقد أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء ).

ويقول العظيم أبادي في كتابه عون المعبود 11/457 : ( تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء بجسده العنصري إلى الأرض عند قرب الساعة، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ) .
وكلام أهل العلم في هذا مستفيض، ولولا خشية الإطالة ورغبتي أن تكون هذه الرسالة وجيزة المحتوى لحشدت من تلك النقولات الشيء الكثير .

ويراجع للأهمية كتابا: التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح للشوكاني، و: التصريح بما تواتر في نزول المسيح، لمحمد أنور شاه الكشميري .

أما عن إفك القاديانية في هذه الرسالة؛ فإن خلاصتها: مقدمتان ونتيجة.
أما المقدمة الأولى: فهي أن عيسى عليه السلام قد مات، وأن رفعه بجسده حياً خرافةً لا حقيقة لها.

وأما المقدمة الثانية: فهي أن الأحاديث الواردة في نزوله عليه السلام ليست على ظاهرها، بل هي مؤولة.
أما النتيجة: فهي أن المراد من نزوله: خروج مثيله وشبيهه، وذلك هو ميرزا غلام أحمد القادياني.
وقد حشدوا لكلا المقدمتين جملة من الشبه التي يكفي أدنى تأمل فيها في كشف زيفها وبطلانها.
وسوف أعرض – بحول الله – بإيجاز شديد لما تضمنته تلك الرسالة من ضلال وتلبيس، وعلى الله التكلان .




الرد التفصيلي


جاء في الرسالة ص1: ( إن سنة الله العامة الشاملة لجميع بني آدم أن يعيشوا في الأرض، فكيف خرج عيسى بن مريم من هذه السنة المستمرة كما يزعم البعض ).

والجواب: إن الذي شاء هذه السنة وأوجدها قادرٌ على أن يستثنى منها من شاء، ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.
وهل بقاء عيسى عليه السلام حيا في السماء بأعجب من ولادته من أم بلا أب؟ أليس في هذا مخالفة للسنة الكونية كما تزعمون؟ وكل جواب تجيبون به على هذا الإيراد هو جوابنا عليكم في قولكم .

جاء في الرسالة ص1-2 : الاستدلال بقوله تعالى :( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) على أن جميع الأنبياء قد توفوا؛ باعتبار أن معنى (خلا): مات، وأن أبا بكر رضي الله عنه استدل بهذه الآية على موت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن جميع الأنبياء قبله قد ماتوا , وأجمع الصحابة على موته وعلى موت جميع الأنبياء قبله .

والجواب: لو سُلِّم بأن معنى (خلا) في الآية : مات، فقد دلت الأدلة على تخصيص عيسى عليه السلام من هذا الحكم، بمعنى أنهم قد ماتوا إلا عيسى عليه السلام، والتخصيص بدليل منفصل مقبول عند أهل العلم، خاصة وأن كلمة الرسل في هذا السياق ليست نصاً في العموم، هذا إن كانوا يفهمون معنى العموم أو التخصيص.
ثم من نقل إجماع الصحابة على موت جميع الأنبياء بمن فيهم عيسى عليه السلام؟ وهل هذا إلا محض الافتراء والكذب؟

جاء في الرسالة ص1: ( وأما القول بأن عيسى بن مريم عليه السلام رُفع إلى السماء حياً، وجلس عن يمين الله، وسينزل من السماء بجسده المادي في آخر الزمان مع الملائكة بكل قوة ويغلب الناس فهو في الحقيقة تصور باطل مأخوذ من عقيدة النصارى وليس بثابت من القرآن الكريم ) .

والجواب: إن القول برفع عيسى عليه السلام حيا ونزوله من السماء بجسده في آخر الزمان حقٌ نطق به القرآن والسنة، وسيأتي بيان ذلك فيما يأتي إن شاء الله .
وأما قولهم: وجلس عن يمين الله ... إلخ فهذا ليس من قول المسلمين، فلا يلزمون به .

جاء في الرسالة ص1 : ( ولقد أبطل الله هذه العقيدة في قوله عز وجل: ( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) أي الموتى لا يرجعون إلى هذه الدنيا أبدا، فكيف يرجع عيسى بن مريم خلافا لما قال الله؟).

والجواب: أولا: إن هذه الآية تخاطب الكفار بالاتعاظ بمن أهلك الله قبلهم من المكذبين للرسل كيف لم يكن لهم إلى الدنيا كرة ولا رجعة، هذا معنى الآية.
ثانيا: الآية تتحدث عن الموتى، والمسلمون يقولون إن عيسى عليه السلام حي لم يمت، فالدليل ليس في محل النزاع؛ فسقط الاستدلال.
ثالثا: أن الله تعالى إذا شاء إرجاع من مات إلى الحياة مرة أخرى فإنه يكون، ولا يعجزه شيء سبحانه.
ألم يسمع هؤلاء ما أخبر الله به في كتابه من إحياء عيسى عليه السلام الموتى بإذن الله ( وأحيي الموتى بإذن الله ) ؟ بل أعظم من ذلك أنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله؟ أو أنهم لا يؤمنون بذلك؟
وفي قصة البقرة في سورة البقرة: ( فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون )، وقصة إبراهيم عليه السلام: ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ) الآيات، وغير ذلك كثير .
وهذا الجواب على سبيل التنزل في الجدال، وإلا فعيسى عليه السلام لم يمت كما تقرر آنفا .

جاء في الرسالة ص1 : ( لو كان من الممكن رجوع نبي من الأنبياء إلى هذه الدنيا لكان نبينا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم أولى وأجدر بأن يرسل مرة ثانية؛ لكماله وفضائله وتفوقه على سائر الأنبياء عليهم السلام ).

والجواب: أولا: هذه الشبهة مغالطة مكشوفة؛ لأن الكلام ليس في رجوع نبي بعد موته، وإنما في نزوله وهو حي إلى الأرض؛ فسقطت الشبهة من أصلها.
ثانيا: لا يلزم من أفضلية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء أن يثبت له جميع ما يقع لإخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الدلائل والبراهين – التي تسمى: المعجزات - وإلا فطرد كلامهم يلزم منه عدم صحة ما جاء في القرآن من أن عيسى عليه السلام كان يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله؛ لأن ذلك لم يقع لنبينا عليه الصلاة والسلام، ومثل ذلك يقال عن عصا موسى عليه السلام وغيرها من آيات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكل جواب لهم على هذا الإيراد هو جوابنا عليهم في شبهتهم .
ثالثا: أن فيما قدره الله سبحانه من رفع عيسى حيا ثم نزوله في آخر الزمان حكما عظيمة، منها: الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه عليه الصلاة والسلام، وأنه هو الذي يقتلهم ويقتل الدجال معهم .

جاء في الرسالة ص2 إيراد شبهة لإنكار رفع عيسى عليه السلام، وهي قولهم: ( لقد رُفع عيسى بنفس الطريقة التي رُفع بها الأنبياء الآخرون، فقد قال الله عز وجل في شأن إدريس عليه السلام : ( ورفعناه مكانا عليا )، ونفس المعنى لرفع عيسى عليه السلام في الآية الكريمة: ( إني متوفيك ورافعك إلي )، فليس هنالك ذكر للفظ السماء، وكلما تدل عليه هذه العبارة أن الله سوف يفشل خطة اليهود بقتل عيسى عليه السلام على الصليب ليثبتوا أنه - والعياذ بالله – ملعون من الله، وسوف يرفع درجته ويجعله من المقربين، ورفعت روحه كما رفعت أرواح الأنبياء الآخرين ) .

والجواب: أولا : أن لأهل العلم بالتفسير أقوالا عدة في تفسير قوله تعالى عن إدريس: ( ورفعناه مكانا عليا )، فمن أهل العلم من قال: إن الله عز وجل رفعه حيا إلى السماء ومات بها، وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما من السلف، فعلى هذا تكون الآية دليلا عليهم لا لهم.
وقيل: المقصود رفعه في الجنة، والجنة – ولا شك – سيدخلها بجسده وروحه، وذكر الفعل الماضي لا يشكل على هذا؛ إذ هو من باب تأكيد الوقوع، كقوله تعالى: ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً )، وقوله: ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ).
وعلى هذا فلا يستقيم الاستدلال .
ثانيا: لو سُلِّم بأن المراد من الآية رفع الدرجات والمنزلة في حق إدريس عليه السلام فلا يلزم أن يكون ذلك مدلول الآيات الواردة في عيسى عليه السلام؛ لأنها صريحة في رفع الجسد والروح معا، لما يأتي:
أ- أن الله تعالى قيد هذا الرفع بأنه إليه حيث قال: ( ورافعك إلي )، وقال: ( بل رفعه الله إليه )، ومن المتقرر في الكتاب والسنة وإجماع المسلمين أن الله تعالى في العلو، فيكون رفعه عليه السلام إلى السماء، بخلاف الرفع في حق إدريس عليه السلام فإنه مطلق: ( ورفعناه مكانا عليا )، ويدرك الفرق بين الأسلوبين كل من شم للغة العربية رائحة.
ب- أنه لو سُلِّم بأن الآية تحتمل معنى رفع المنزلة والمكانة؛ فإن الأحاديث الواردة في هذا الموضوع صريحة المعنى وقاطعة الدلالة على أن الرفع كان للروح والجسد معا، وكذا النزول آخر الزمان.
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير) البخاري 4/134 ومسلم 1/135 .
وفي صحيح مسلم 4/2253 أنه عليه الصلاة والسلام قال: ( ... إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين [ أي ثوبين مصبوغين ] واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونَفَسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه [ أي يطلب الدجال ] حتى يدركه بباب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى بن مريم قومٌ قد عصمهم الله منه فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ).
والأحاديث في هذا بالعشرات، فهل يُقال بعد ذلك إن هذا الرفع كان للروح فقط؟
ولو كان المقصود برفع عيسى رفع روحه كما جاء في الرسالة فما هي الميزة لعيسى عليه السلام؟ إذ سائر المؤمنين إذا قُبضت أرواحهم عُرج بها إلا السماء !
ج- أن قوله تعالى: ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم، وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه ) دليل واضح كالشمس على ما تقرر آنفا مما يؤمن به المؤمنون قاطبة؛ فقوله تعالى: ( بل رفعه الله إليه ) يدل على أن رفعه كان للبدن والروح ؛ إذ لو أريد موته لقيل: وما قتلوه وما صلبوه بل مات، وهذا واضح تمام الوضوح لمن تأمل، وكان ذا بصيرة وحسن قصد .

جاء في الرسالة ص2: ( كما أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه ليلة المعراج في الموتى مع يحي عليه السلام ).

والجواب: كون النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء مع يحي على أي شيء يدل؟
وما المانع أن يكون حيا بجسده وروحه في السماء وسائر الأنبياء بأرواحهم؟ وهل تقاس هذه الأمور الغيبية على الأمور المشاهدة؟
إن على المؤمن الذي آمن بالله ربا وبالنبي صلى الله عليه وسلم نبيا وبالإسلام دينا أن يؤمن ويُسلِّم بكل ما جاء في الوحي الشريف دون الدخول بعقله فيما لا يدرك.
وإلا فيلزم القاديانيين أن يكذبوا بالمعراج من أصله؛ إذ كيف عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وسلّم على الأنبياء وخاطبهم وهو حي وهم أموات؟ فكما يقولون في هذا فليقولوا في ذاك .

يتبع .......

A.L.I
21-07-2008, 12:19 PM
جزاك الله خير

لوسيل
21-07-2008, 12:20 PM
جاء في الرسالة ص2: ذكر ما حصل في واقعة الصلب، وخلاصة ماذُكر: أن عيسى عليه السلام لم يُرفع حيا، ولم يُلق شبهه على أحد، وإنما عُلق على الصليب بضع ساعات، ولما أُنزل كان في حالة إغماء شديد حتى خُيل إليهم أنه قد مات، ثم بعد واقعة الصلب هاجر من فلسطين إلى البلاد الشرقية: العراق وإيران وأفغانستان وكشمير والهند، وعاش عشرين ومائة سنة.
هكذا ذكرت الرسالة ! وكأن كاتب هذه القصة قد حضرها، أو بُعث إليه من قبره من حضرها ففصَّل له خبرها !

الجواب : ولا يخفى على العقلاء أن الدعاوى أمرها سهل، وأن كلا يستطيع أن يدعي ما يشاء، لكن الشأن في ثبوت هذه الدعوى بدليل مقنع، وإلا فإنه لا قيمة لها عند من يحترم عقله.
وهذه القصة المزعومة، وتلك التفاصيل التي أوردوها ليس من طريق للعلم بها إلا الوحي .
وإنني أدعوا القاديانيين جميعا أن يبحثوا في كتب السنة جميعها عشر سنين، وإن شاؤوا معها أخرى وثالثة ورابعة حتى يأتوا بنص صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أصحابه يسرد القصة مثل سردهم.
وإن كان خيرا لهم وأقوم أن يعودوا إلى جادة الحق والرشد، ويعلموا أنه لن ينجيهم من عذاب الله إلا صدق الإيمان وصحة الاتباع، والبراءة من هذا الدين المعوج الساقط، الذي تمجه العقول وتأباه الفِطر، والله الهادي.

جاء في الرسالة ص3-4: ( واعلموا أن القرآن المجيد لا يسمح لأحد أن يصعد إلى السماء بجسده ثم ينزل منها، ألا تعلمون أن الكفار طالبوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يرقى في السماء وينزل عليهم كتابا يقرؤنه دليلا على أنه صعد إلى السماء، فرد الله عليهم: ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا )، فلو كان الصعود إلى السماء بالجسد ممكنا لبشر لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأجدر أن يصعد إلى السماء أمام أعين الكفار ليؤمنوا به، فالأمر الذي لم يجز لأفضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم كيف جاز لعيسى بن مريم عليه السلام ...).

والجواب: أقول وبالله التوفيق: إن هذه الفئة المارقة لا تفتأ تتشبث بأي شبهة استدلال حتى ولو كانت في الوهن كبيت العنكبوت، لكنها في الواقع شاهدة على ضلالهم وانحرافهم، ومن ذلك هذا الاستدلال الساقط الذي يظهر ضعفه ووهاؤه لكل ذي عينين، وسوف أذكر شيئا من ذلك فيما يأتي:
أولا: لقد ادعوا أن القرآن لا يسمح لأحد أن يصعد إلى السماء بجسده ثم ينزل منها؛ فيقال لهم:
ماذا تقولون في معراج النبي صلى الله عليه وسلم، أليس صعودا إلى السماء ثم نزولا منه؟ وجماهير المسلمين على أن ذلك كان بجسده وروحه. هل سيسلمون بذلك كحال المسلمين فتنقطع حجتهم؟ أم سيبادرون بالإنكار والتأويل – كعادتهم – فينكشف أمرهم للمسلمين أكثر؟!
ثانيا: أن الدعوى أعم من الدليل فلا يستقيم الاستدلال؛ بمعنى أنه إذا سُلم أن الآية تدل على الامتناع فإنها واردة في شأن أمرين: صعود إلى السماء مع تنزيل كتاب يُقرأ، والبحث ههنا في قضية واحدة، وهي الصعود، فلا يلزم أن يكون ذلك ممتنعا.
ثالثا: هل عدم الاستجابة يدل على امتناع تحقق المطلوب؟ لا شك أن كل مسلم سيجيب بالنفي؛ فإن الله تعالى لا يعجزه شيء، وهو على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات.
يوضح ذلك أن النبي قال: ( سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا )، ولم يقل: وهل يمكن أن يقع ذلك؟ أو نحوه، بل إن قوله ذلك يدل على أن المطلوب أمر لا يمتنع وقوعه، وإنما الأمر لله سبحانه الفعال لما يريد، إن شاء أجاب إلى ما سألوا، وإن شاء لم يجب، وما هو إلا رسول يبلغ رسالات الله وينصح لهم.
رابعا: إن كان يمتنع – كما يزعمون – الصعود إلى السماء فليمتنع أيضا ما ورد في السياق نفسه: ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ) إلى أن قال: ( أو ترقى في السماء ) الآيات، فليقولوا باستحالة تفجير الينابيع من الأرض، وأن القرآن يمنع من ذلك، وليكونوا ضحكة العقلاء.
أولا يعلمون أن موسى عليه السلام ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وأعظم من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نبع الماء من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام، فإذا أمكن ذلك فلماذا لا يمكن الصعود إلى السماء؟!

جاء في الرسالة ص4: أن عقيدة وفاة عيسى تمسك بها صلحاء الأمة وكبراء علمائها.
وعددوا منهم أربعة عشر اسما فقط، ولا أدري عن بقية علماء الأمة، ما موقفهم من هذه القضية في نظر القاديانيين؟ وما موقفهم من العلماء الكثر الذين نقلوا إجماع العلماء على رفع عيسى ونزوله من السماء؟
وهؤلاء المذكورون سأورد ما يتعلق بهم فيما يأتي:
أولا: لقد نسبوا هذه العقيدة لابن عباس رضي الله عنهما؛ استنادا لتفسيره قوله تعالى: ( متوفيك ) أي: مميتك .

والجواب عن هذه الشبهة باختصار: أن مراده رضي الله عنه: وفاته آخر الزمان بعد نزوله، يؤكد هذا ما أخرجه إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في هذه الآية : ( رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان )، انظر: الدر المنثور 2/36.
وابن عباس رضي الله عنهما هو الذي يفسر كلامه، وليس بحاجة إلى القاديانيين ليحملوا كلامه حسب أهوائهم .
وعلى هذا فإن في الآية تقديما وتأخيرا؛ أي: رافعك إلي ومتوفيك بعد ذلك.
وتقديم التوفي على الرفع في الذكر لا يقتضي التقدم في الزمن؛ لأن الصحيح أن العطف بالواو لا يقتضي الترتيب.
وتتميما للفائدة أذكر أن لأهل العلم في تفسير الآية أقوالا أخرى، منها:
أن التوفي بمعنى القبض، وليس الوفاة المعروفة.
ومنها أن الوفاة هنا بمعنى النوم، أي رفعه الله وهو في حالة النوم، والنوم يسمى وفاة، كما قال تعالى: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها )، وقال: ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) .

ثانيا: جاء في الرسالة ص4 أن الإمام مالكا رحمه الله قال: ( مات عيسى )، وأحالوا إلى الشيخ علامة طاهر، بحار الأنوار . هكذا! وهذا من أسمج الكذب وأقبحه، ينقلون عن هذا الإمام الجليل هذه الكلمة في هذا الموضوع الخطير من كتاب لا يعرف لدى المالكية ولا غيرهم، فأين كلامه في الموطأ والمدونة؟ وأين كلامه في مصنفات تلاميذه وأتباع مذهبه؟

ثم إنني قلت: لعلهم يقصدون كتاب: مجمع بحار الأنوار لمحمد بن طاهر الفتني، وبعد بحث في مظان الموضوع فيه تبين أنه ليس فيه نقل عن الإمام مالك بن أنس في هذا الموضوع، وإنما فيه تقرير مؤلفه عقيدة المسلمين في رفع عيسى ونزوله، وإجابة عما يُتوهم من معارضة ذلك لقوله تعالى: ( إني متوفيك ورافعك إلي )، انظر 5/91 من الكتاب المشار إليه .

ثالثا: زعمت الرسالة ص4 أن الفخر الرازي يرى هذا الرأي أيضا، ونقلوا عنه ما يأتي: ( قال الإمام الرازي في تفسير الآية: ( يا عيسى إني متوفيك: أي إني مُنهٍ أجلك، ورافعك أي رافع مرتبتك ورافع روحك إلي ... ثم يقول: ( واعلم أن هذه الآية تدل على أن رفعه في قوله تعالى: ( ورافعك إلي ) هو رفع الدرجة والمنقبة لا المكان والجهة، كما أن الفوقية في هذه الآية ليست بالمكان بل بالدرجة والمكانة ) تفسير الفخر الرازي ) .

والجواب عن ذلك ما يأتي:
أ- أن العبارة الأولى المنقولة هي من جملة كذبهم الكثير؛ إذ لا وجود لها البتة ! والتفسير موجود ونسخه منتشرة.
وإذا كان كثير من المشركين والكفار يأنفون من الكذب لأنه في معيار القيم والأخلاق غايةُ السفول؛ فإن القاديانيين لا يزالون يرتكسون في حمأته المرة تلو الأخرى، والحمد لله الذي فضحهم بأقلامهم، وسيأتي ما يفضحهم أكثر .
ب- أن الرازي أورد في تفسير الآية أوجها عديدة فيها التصريح بأن عيسى عليه السلام رُفع إلى السماء بجسده، وأنه حي فيها حتى ينزل إلى الأرض.
بل إنه في أحد تلك الأوجه نقل الآتي: ( ولما علم أن من الناس من يخطر بباله أن الذي رفعه الله هو روحه لا جسده ذكر هذا الكلام ليدل على أنه عليه السلام رُفع بتمامه إلى السماء بروحه وبجسده ) فماذا سيقول القاديانيون بعد هذا الكلام؟!
أما العبارة الثانية التي نقلوها فإنها موجودة في آخر ذاك الموضع، وهذه عادة أهل الانحراف والهوى يأخذون من الكلام ما يوافق أهواءهم ويغطون ما سواه.
إن الناظر في كلام الرازي يلحظ أنه قرر عقيدة المسلمين المعروفة بكلام طويل، ثم عقب بهذه العبارة، وتوجيه ذلك عندي أن له محملين:
الأول: أن كلامه هنا عن علو الله تعالى، إذ الرازي ينفي علو الله تعالى على طريقة الجهمية، فيكون تعليقه على كلمة ( إلي ) في الآية، وليس مقصوده ما يتعلق بعيسى عليه السلام لأنه قد مضى الحديث عنه، وقد قرر عقيدته في ذلك بكل وضوح، ومن ذلك قوله: ( وقد ثبت الدليل أنه حي، وورد الخبرعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سينزل ويقتل الدجال، ثم إنه تعالى يتوفاه بعد ذلك ) 8/60 .
الثاني: أن يقال: إنه لا يرى أن هذه الآية تدل على رفع عيسى إلى السماء – فرارا من الإلزام بإثبات علو الله سبحانه – وإن كان يرى أن أدلة أخرى تدل على ذلك، وعدم الدليل المعين لا يعني عدم المدلول، إذ قد يثبت بدليل آخر، ويشهد لصحة هذا التوجيه كلامه المنقول آنفا. والنتيجة أن الرازي يعتقد رفع عيسى ونزوله، فليس في كلامه للقاديانيين مستمسك .

رابعا: جاء في ص4-5 نسبة هذه العقيدة لابن حزم يرحمه الله، وأنه يرى أن عيسى قد مات، وأحالوا إلى كتابه الفِصَل عند كلامه عن المسيحية.

الجواب : ولا أدري هل هؤلاء يكتبون لأناس لا عقول لهم ولا أبصار، أو أنهم لا يفهمون ما يقرؤن؟ فالكتاب مشهور، ولم يذكر فيه مؤلفه كلمة واحدة مما نسبوه إليه، بل على العكس من ذلك فإنه يقرر رفع عيسى عليه السلام شأنه في ذلك شأن سائر المسلمين، انظر: الفصل 2/206-228.
ألا فليتفضلوا ببيان هذا الكلام المزعوم عنه نصا، مع الإحالة إلى الجزء والصفحة، وإلا فليشهدوا على أنفسهم – وليشهد المسلمون أيضا – أنهم من الكاذبين، ولعنة الله على الكاذبين.

خامسا: أحالوا في ص5 هذا الهراء إلى الألوسي رحمه الله، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت )، وإن العجب لا ينقضي من تمادي هؤلاء الضالين في الكذب دون حياء، فالألوسي رحمه الله يقرر عقيدة المسلمين في هذه القضية، واسمع كلامه في تفسيره روح المعاني3/179: ( والصحيح كما قاله القرطبي أن الله تعالى رفعه من غير وفاة ولا نوم، وهو اختيار الطبري والرواية الصحيحة عن ابن عباس ).

هذا وقد أحالوا إلى آخرين من مفكري العصر الحديث، أشك في نسبة ما ذكروا إليهم، وقد جُرب على القاديانيين الكذب الكثير، ولا حاجة إلى بذل الجهد في تتبع ذلك؛ لأنه لو ثبتت صحة ما نسبوا إليهم فإنهم ليسوا من الأئمة الذين يُرجع إليهم في مثل هذه القضايا، وهكذا طريقة أهل الأهواء إذا أعيتهم الحيل ذهبوا يبحثون في ركام الزلات وعند خاملي الذِّكر لعلهم يجدون عندهم ما يسند بناءهم المتهدم.
وإني سائل سؤالا أدع إجابته للقاديانيين وحدهم: إن بعض من سميتم وزعمتم أنهم قائلون بموت المسيح عليه السلام قد أدركوا زمن القادياني المتنبئ الكذاب، فماذا كان رأيهم فيه؟ هل كانوا يرونه المسيح والمهدي كما تزعمون؟ أم كانوا يرونه كذابا ضالا كافرا؟ وليتذكروا أنهم وصفوهم بأنهم من علماء الأمة ! أجزم أنهم يعلمون الجواب علم اليقين.

جاء في الرسالة ص6 : ( واعلموا أن أكثر الأحاديث الواردة في شأن الدجال ونزول المسيح ابن مريم وعلامات ظهوره إنما هي كشوف ورؤى للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن تحمل على ظاهرها، وأكثرها تتطلب التأويل، ولفظ ( ابن مريم ) الوارد في الحديث إنما هو اسم وصفي أُطلق على رجل تقي مؤمن، كما استعمل اسم ( امرأة فرعون ) و( مريم بنت عمران ) وصفا لكل مؤمن في القرآن المجيد ) .

أقول: إنني لا أرى أن اجتراء هؤلاء على افتراء الكذب على الله أمرا غريبا؛ فالشيء من معدنه لا يُستغرب، وإنما العجب من عقول القطعان الجاهلة التي أسلست قيادها لهؤلاء الضالين، وتلقت هذا الإفك بالقبول، وصدق الله: ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) .
إن مجرد نقل هذا الكلام كاف في إفساده.
لو سُلم جدلا أن أكثر الأحاديث الواردة في هذا الموضوع إنما هي كشوف ورؤى؛ أليست رؤى الأنبياء وحي؟ أو أنهم لا يؤمنون بذلك؟! وماذا عن القليل - الذي هو سوى الأكثر - ما حاله عندهم؟
وإذا كان أكثر الأحاديث يتطلب التأويل، فكيف سيصنعون بأقلها؟
لقد اتضح لأهل الإيمان أن النصوص الشرعية أصبحت نهبا عند هؤلاء النوكى؛ فيحورون ويؤولون، ويصرفون ويبدلون كما يشاؤون؛ فابن مريم في الحديث ليس النبي المعروف، وامرأة فرعون ومريم بنت عمران وصف لكل مؤمن !
وعلى هذه القاعدة التي يُصرف بها عن معناه كل ما لا يوافق الأهواء يمكن أن يقال: إن النصوص الواردة في الصلاة ليس المقصود بها الصلاة المعروفة وإنما شيء آخر، وكذا نصوص الزكاة والصوم، أما الحج فليس على ظاهره، ونصوص المعاد لا يراد بها حقيقتها، بل النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يُراد بكل النصوص التي ورد فيها ذكر اسمه ذاته الشريفة، وإنما يراد ببعضها رجل صالح من أمته ! .. وهكذا أصبح الإسلام وأدلته ألعوبة بأيدي القاديانية الأحمدية، فقاتلهم الله أنى يؤفكون .

ثم جاء في خلاصة تلك الرسالة المتهافتة ص6 : ) فالمراد من نزول عيسى بن مريم بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم يشبه عيسى بن مريم في صفاته وأعماله وحالاته، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان الهند باسم ميرزا غلام أحمد إماما مهديا، وجعله الله مثيل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فكان هو المسيح الموعود والإمام المهدي للأمة المحمدية ... ) إلى آخر ذاك الهراء .

ولا أظن أني بحاجة إلى رد هذا الكلام الساقط، وقد بين كثير من العلماء كذب هذا الأفاك الأثيم في دعواه، وكذب أتباعه من بعده، ومن تلك المؤلفات الحسنة كتاب: القاديانية للشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله .
لكني سأذكر باختصار لمن هو مرتاب في أمره: لقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله علي وسلم بأوصاف عيسى عليه السلام عند نزوله، فهل انطبق منها حرف واحد على كذاب قاديان؟ هل نزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين ملَكين؟ هل مات كل كافر وَجد ريح نَفَسه؟ هل قتل الدجال؟ هل كسر الصليب؟ هل كان حاكما عادلا؟ هل قتل الخنزير؟ هل جمع الناس على دين واحد هو دين الإسلام؟ هل كثر المال في عهده؟ هل وقعت الأمنة في الأرض؟ هل حج بعد نزوله؟ هل هل ... أسئلة كثيرة أطرحها لمن كان فيه أدنى مسكة من عقل أو جذوة من إيمان.

وإلى هنا انتهى ما أردت التعليق عليه باختصار، وإن كان التتبع التام لما في الرسالة يحتاج إلى بسط أكثر، ولعل في هذه العجالة ما تحصل به الكفاية.

اللهم إنا نسألك الهداية والسداد، والثبات في الأمر، وأن تنور بصائرنا وتشرح صدورنا، كما نسألك أن تعجل بهلاك أعداء الدين، الضالين المضلين، وتريح المسلمين من شرهم، وأن تجعل دائرة السوء عليهم، إنك على كل شيء قدير، وإني ربي على صراط المستقيم.
والحمد لله رب العالمين .

وكتبه
أبو محمد صالح بن عبد العزيز السندي
المحاضر بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية

رد أخي الغالي يونيك على الاسئلة


ملاحظة : تم الرد على المدعو FORCABARCA من قبل إخواني في الله يونيك وديوان في موضوع سابق يحمل نفس الاسئلة التي لاتصدر من مسلم أبداً والتي تنم عن حقد وخبث .

يونيك
21-07-2008, 04:07 PM
المباهلة وفضيحة الانحراف ؟



بقلم فضل الله أمين محمد

طالب ماجستير شريعة إسلامية


نعيش اليوم في زمن قد كثر فيه المنحرفون والمضللون، ولكن بحمد الله هيأ الله من يتصدى لهم من العلماء الأفذاذ والغيورين على هذه الأمة، ولقد كثر الأدِّعياء والمنحرفون، ومن هؤلاء من يُعمل فأسه تخريباً لجهل فيه وقلة علم، وهناك من يعبث فساداً لهثاً وراء الدرهم والدينار ومتاع الدنيا التي هي يقينا إلى زوال.

وهناك من يعبث في الأرض بالفساد والتخريب بتشجيع وتحريض من الأعداء المتربصين بأمة الإسلامية سوءاً.

من هذا الصنف الأخير أذكر لكم قصة من عجائب القصص وهي من واقع مشهود معروف سمع الكثيرون به لكن أقدم لكم ربما بعض التفاصيل التي ربما لم تسمعوا بها من قبل، قصة صاحب الضلالة والعمالة (ميرزا غلام أحمد القادياني) مؤسس الطائفة القاديانية(1)والذي أدعى النبوة وأنه مسيح آخر الزمان وأسس لنفسه طائفة منحرفة تسمي نفسها الأحمدية.

ولما ظهر هذا المدعي الكذاب تصدى الكثير من العلماء لكذبه، ومنهم بطل هذه القصة وهو ( الشيخ المولوي ثناء الله الأمرتسري) والذي واجه ذالك العميل بمناظراته البطولية والتي شهد لها التاريخ، وأقدم لكم تلك القصة في أسطر قليلة:

في يوم من الأيام استدعي الشيخ ثناء الله الأمرتسري الهندي بطلب من مشايخ ( جامعة ديوبند) في الهند التي تمثل أزهر الشرق آنذاك وقد كان شاباً في مقتبل عمره وقد تخرج من هذه الجامعة، وحرم من الحصول على الشهادة لجرأته في مناقشاته مع أساتذته، وبعد أن هزم علماء ديوبند في المناظرة أمام غلام أحمد، تم الاستنجاد بثناء الله، وهزم غلام أحمد القادياني، وتبع ذلك مناقشات ومناظرات لذلك الشاب العالم مع غلام أحمد انتهت بمباهلته له قائلاً" غلام أحمد" من كان على الباطل أماته الله قبل الصادق منهما، وذلك بعد أن أفلس وهزم في المناظرات التي جرت.

وتمت المباهلة (2)بدعوة من غلام أحمد داعياً خصمه للمباهلة. وكانت نتيجة تلك المباهلة أن الكاذب منهما مات في الخلاء جراء مرض الكوليرا أصيب به ونفر عنه الناس لبشاعته، وعاش خصمه العالم الفاضل ثناء الله بعده بأربعين سنة .

وقد علمت ذلك عندما خرجت من بلدي سنة 1995م قاصداً باكستان ـ مدينة لاهور، وهناك سجلت في معهد القدس في وسط لاهور، وأثناء دراستي فيها كنت أقلب أرشيفها فوجدت فيه مجلة أسبوعية وهي مجلة أهل الحديث، وقد أسسها الشيخ ثناء الله الأمرتسري وقبل اطلاعي على تلك المجلة ما كنت أعرف شيئا عن ذلك العالم. وهي تصدر باللغة الأردية التي هي اللغة السائدة في الهند والباكستان.



http://www.55a.net/firas/ar_photo/5/pic07.jpg
صورة لميرزا غلام أحمد القادياني الذي أدعى النبوة كذباً


فوجدت فيها قصة ملفتة للنظر وهي قصة مناظرة وقعت بين ثناء الله الأمرتسري وغلام أحمد القادياني.

قرأتها لكن لم أدرك أبعادها لأني لم أكن أعرف شيئاً عن القاديانية بعد.

وبعد سنة ونصف التحقت بالجامعة المحمدية في كوجرانواله وهي قريبة من مدينة لاهور، وأثناء الدراسة هناك، سمعت مراراً بتلك المناظرة التي جرت بين الشيخ ثناء الله وغلام أحمد، وقد شاء الله أني تعرفت على حفيداه لأبنته وهما الشيخ أبو بكر وعثمان وهما نابغان نبيهان، حافظان لكتاب الله.

وقد قصا علي، قصة المناظرة تلك، ولكن قد ولد ذلك عندي فضولاً لأعرف كل شيء حول تلك المناظرة وبطلها..!

إلى أن تخرجت من معهد تلك الجامعة، عدت إلى لاهور لأكمل دراستي وتحصيلي العلمي وأثناء ذلك التحقت بمدرسة ابتدائية أُدرس فيها بمدينة لاهور قريبة جداً من الحدود الهندية، تقابل مدينة الأمرتسار مدينة بطل هذه القصة، وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات، وفي أيام الجمعة كنا نخرج مع أصدقاء لي من هذه الأسرة (الأمرتساري) كنا نخرج لنزهة نتفسح فيها، وذات مرة عرض علي صديقي أبو بكر أن نزور رجلاً عالماً لم أكن أعرفه، لكن كنت أسمع عنه وأرى اسمه في مقدمة بعض كتب الحديث ومنها بلوغ المرام حيث كتب عليه تعليقاً، فزرناه في بيته حيث يضم مكتبة كبيرة غنية، فيها رجل عجوز كبير السن، قليل الحركة غزير العلم قليل الكلام، يسمع لمحدثه ويصغي لجليسه.

هو الشيخ الزبيدي، ففي أثناء اللقاء ذكر لنا بعض الوقائع من أيام الشيخ ثناء الله، فعندما سمعت اسم ثناء الله، بادرت بالسؤال عنه وعن حياته العلمية، فقال لي: كان رجلاً فاضلاً مناظراً قوي الحجة، قلت له هل أنت تعرفه جيداً ؟ قال لي: نعم أعرفه والتقيت به وكنت أسأله عن بعض المسائل في العقيدة والفلسفة، قلت له ياشيخنا هل تسامحني أن أسألك سؤالاً عنه! فنظر إليّ وقال تفضل: فقلت له هل أنت سمعت شيئاً عن المناظرة التي جرت بين مولوي ثناء الله وغلام أحمد قادياني ؟! فأجاب نعم: لقد سألت شيخنا عندما كنت في جامعة علي كره بالهند قبل انفصال الباكستان. قلت كيف ؟! فأجاب الشيخ إن غلام أحمد قادياني تحدى مشايخ ديوبند ( الجامعة الديوبند) وعلى رأسهم المفتي محمود الحسن رحمه الله فوقع بينهم وبين غلام أحمد مناظرات بعنوان ختم النبوة يعني: أن النبوة قد انتهت بوفاة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.

أما غلام أحمد المدَّعي للنبوة فيقول: أن الخاتم هنا ليس معناه آخر بل معناه أفضل، وبذلك يكون مدلول الآية أن محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء، وهذا لا يفيد انقطاع النبوة بعده.

وقد ناقشه وحاوره مشايخ الهند ومنهم رئيس جامعة الديوبند الشيخ المفتي محمود الحسن رحمه الله، وأعلن من قبل الطرفين على أن يكون المناظرة أمام الملأ، وبحضور المحكمة وأتباع كل منّا، فجمعوا كل منهم أتباعه وحددت يوم المناظرة.

فعندما اجتمعوا في مكان المناظرة بدأ الكلام بهتافات وأصوات التكبير كأنه مبارات بين فريقين، وقدم كل منهم أدلته، ومن بين الأدلة التي جاءت بها الشيخ محمود الحسن هي حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكلما استشهدوا بحديث وفي سنده أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، (الحديث يدل على أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين،) ولا نبيّ بعده ، فأجاب غلام أحمد أنه حديث ترويه امرأة وشهادة المرأة الواحدة غير مقبولة شرعاً ، وقد أوقف المناظرة بدعوى أن هؤلاء لا يوجد عندهم حجة صحيحة، فاحتار مشايخ الديوبند، وانسحبوا ليبحثوا عن من يجيب ذلك المدعي في يوم غدٍ.

فعقد مشايخ الجامعة جلسة في الليل ليختاروا من يناظر المدعي صباحاً، فأجاب أحدهم أنه ليس له إلا ذلك الطالب الجريء الذي طرد من الجامعة وحرم الشهادة أثناء تخرجه.

قال الزبيدي فقال الشيخ ثناء الله:

طلبني رئيس الجامعة، وعرض عليّ هذه القضية، فقلت لهم : أجيب إن شاء الله شريطة حصولي على الشهادة التي حرمت منها. فلبي طلبي، وفي يوم الغد جيء بالفيل حتى يتم الركوب عليه حيث كان العرف يحكم تقديراً لشأن الرجل العالم، فقيل: المفتي محمود يركب الفيل؛ لأنه رئيس الجامعة، فأجبتهم: لا، الذي يجيب هو يركب الفيل ! فركبت الفيل، والشيوخ والأساتذة يمشون بجانبي ويهتفون تشجيعا لي.


فانعقدت المناظرة وكل قدموا أدلتهم من جديد، وكان دليلي نفس الحديث الذي قدمه المفتي محمود في يوم أمس، وفي سنده تذكر اسم السيدة عائشة رضي الله عنها، لكن غلام ردّ عليّ بنفس الجواب، على أن في سند الحديث الذي ذكرت امرأة واحدة ، فشهادة المرأة الواحدة لا تقبل شرعاً.



قال ثناء الله: فأجبته هل من الممكن أن أسألك سؤالاً !؟ فقال: اسأل ما شئت، فقلت: أنت لست من أبيك فلان ، فغضب وقال: كيف تتهمني في نسبي وتتمه أمي؟! فقلت أنا لا أتهمك: ولكن ائتيني بدليل أنك من أبيك الذي تنسب إليه! فقال أمي تقول ذلك، فقلت أمك امرأة واحدة وشهادة المرأة الواحدة لا تقبل شرعاً ، وقلت مباشرة، أمك صادقة، وأم المؤمنين غير ذلك، إما تقبل بأن أمك ليست صادقة! أو تقبل برواية السيدة عائشة التي روت الحديث، وسكت غلام أحمد ولم يزيد بكلمة أخرى، وبدأ الناس يعلون أصواتهم بالتكبير، ويهتفون بأعلى الصوت لقد انتصر الحق على الباطل.

ورحت ألاحقه وأطلب منه أن لا تفر من المناظرة،.

ومجلة التي تصدر أسبوعياً لا تدع فرصة إلا وتفضح فيها أكاذيب وهرطقات القاديانية.

ولما ضاق غلام أحمد بذلك ذرعاً، ولم يستطع أن يرد أو يجيبني دعاني إلى المباهلة، ووجه إليّ رسالة (15/ 4/ 1908 يدعو فيها أن اباهله، فأجبته قائلاً، أفعل .

وفيما يلي النص الحرفي للرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم يستنبؤنك أحق هو؟ أي وربّي إنه لحق.

حضرة المولوي ثناء الله.

السلام على من اتبع الهدى.

إن سلسة تكذيبي جارية في جريدتكم أهل الحديث من مدة طويلة، أنتم تشهدون فيها أني كاذب دجال مفسد مفترٍ، ودعواي للمسيحية الموعودة كذب وافتراء على الله.

إنّي أوذيت فيكم إيذاءً، وصبرت عليكم صبراً جميلاً، لكن لمّا كنت مأموراً بتبليغ الحق من الله وأنتم تصدّون الناس عنّي فأنا أدعو الله قائلاً:

يا مالكي البصير القدير العليم الخبير، تعلم ما في نفسي إن كان دعواي للمسيحية الموعودة افتراء منّي وأنا قي نظرك مفسد كذّاب، والافتراء في الليل والنهار شغلي، فيا مالكي أنا أدعوك بالتضرع والإلحاح أن تميتي قبل المولوي ثناء الله، واجعله وأتباعه مسرورين بموتي، يا مرسلي أدعوك آخذاً بحظيرة القدس لك أن تفصل بيني وبين المولوي ثناء الله، إنه من كان مفسداً في نظرك كاذباً عندك فتميته قبل الصادق منّا. ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفتحين.

ربيع الأول 1325هـ

الراقم عبد الله الصمد

ميرزا غلام أحمد المسيح الموعود

عافاه الله وأيّد عزّه

وقال الشيخ زبيدي الذي روى القصة وهو سمع من الشيخ ثناء الله شفهياً، فباهل كل واحد خصمه على أن يميت الله المبطل منهما قبل الصادق، فمات غلام أحمد بعد فترة وجيزة سنة : 25/5/1908م أثناء تعرضه بإصابة الكوليرا المتقزز المنفر الذي عصم أنبياء الله عن مثله. ومعروف لكل العالم أنه مات في بيت الخلاء.

وعاش الشيخ ثناء الله الأمرتسري بعده أربعين سنة يعَّلم فيها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتقل إلى رحمة الله سنة 1948م.

وهذا ما حدثني الشيخ الزبيدي في بيته بمدينة لاهور سنة 1998م.

وهكذا فقد سطّر لنا التاريخ فضيحة الانحراف والإدعاء في كتب ومجلات وصحف ومنابر وجامعات لا يحصرها العدد وفي ذلك عبرة لكل عاقل.

هدانا الله وإياكم سبيل الحق والرشاد وعافانا من كل بلية ومحنة، وجعلنا من عباده المخلصين أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

والحمد لله رب العالمين




يتبع الهوامش -

يونيك
21-07-2008, 04:07 PM
الهوامش:


--------------------------------------------------------------------------------

(1) القاديانية في سطور

أطلق عليها كذلك اسم الأحمدية نسبة إلى مؤسسها ميرزا غلام أحمد وهي مشهورة بهذا الاسم في أروبا


التعريف :

القاديانية أو القديانية أوالأحمدية دين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي.

المؤسس :

ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265هـ بقاديان.

وقد بدأ ميرزا نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، يقول في ذلك: " إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح ابن مريم قد رفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة خاطئة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام"!!.

ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فقال :" وهذا هو عيسى المرتقب ،وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا " ، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرءانا لنفسه سماه " الكتاب المبين " يقول : " أنا على بصيرة من رب وهّاب، بعثني الله على رأس المائة، لأجدد الدين وأنور وجه الملة وأكسر الصليب وأطفيء نار النصرانية، وأقيم سنة خير البرية، وأصلح ما فسُد، وأروج ما كسد، وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، منَّ الله علي بالوحي والإلهام، وكلمني كما كلم الرسل الكرام".

ويبدو أن دعوى أنه المسيح لم تلق القبول المرجو، ولم تحقق الغرض المؤمَل منها، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا : " إن الله أنزل محمداً صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده "، وقال :" المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام " ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعه من اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل والمصالح الدنيوية.

نماذج من تخليطه :



رغم تلك الدعاوى العريضة التي ادعاها ميرزا لنفسه إلا أنه كان ساذجا فاحشا بذئ اللسان، يكيل لخصومه أقذع الشتم والسب !!

أما وحيه الذي ادعاه لنفسه فقد كان خليطا من الآيات المتناثرة التي جمعها في مقاطع غير متجانسة تدل على قلة فقهه وفهمه للقرءان، وإليك نماذج من وحيه المزعوم، قال:" لقد ألهمت ءانفا وأنا أعلق على هذه الحاشية، وذلك في شهر مارس 1882م ما نصه حرفيا : " يا أحمد بارك الله فيك، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . الرحمن علم القرءان، لتنذر قوما ما أنذر ءاباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين، قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .. إلخ " ويقول أيضا :" ووالله إنه ظل فصاحة القرءان ليكون ءاية لقوم يتدبرون . أتقولون سارق فأتوا بصفحات مسروقة كمثلها في التزام الحق والحكمة إن كنتم تصدقون " !!

وأما نبوءاته فما أكثرها وما أسرع تحققها لكن بخلاف ما أنبأ وأخبر، فمن ذلك أنه ناظر نصرانيا فأفحمه النصراني، ولما لم يستطع ميرزا إجابته غضب على النصراني، وأراد أن يمحو عار هزيمته، فادعى أن النصراني يموت - إن لم يتب - بعد خمسة عشر شهرا حسب ما أوحى الله إليه، وجاء الموعد المضروب ولم يمت النصراني، فادعى القاديانيون أن النصراني تاب وأناب إلا أن النصراني عندما سمع تلك الدعوى كتب يكذبهم ويفتخر بمسيحيته!!

ومن ذلك زعمه: أن الطاعون لا يدخل بلده قاديان ما دام فيها، ولو دام الطاعون سبعين سنة، فكذبه الله فدخل الطاعون قاديان وفتك بأهلها وكانت وفاته به، وهو الذي قال " وءاية له أن الله بشره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرهما "

عقائد القاديانية :

1. يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.

2. يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال :" قال الله : إني مع الرسول أجيب، أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ".

3. يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرءان .

4. يقولون: لا قرءان إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام )، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرءان الكريم !!

5. يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة، كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 " : " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية ".

6. يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه " .

7. يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات ولحم الخنزير !!

8. كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر !!.

9. ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند ءانذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!!

10. يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية !!

11. لهم ترجمات عديدة للقرءان الكريم بلغات مختلفة، لكن بتفسير يدعو إلى ضلالهم.

بعض زعماء القاديانية :

• الحكيم نور الدين البهريري : وهو أبرز شخصية بعد (الغلام) والخليفة من بعده ، ولد سنة 1258هـ تعلم الفارسية ومباديء العربية .

• محمود أحمد بن غلام أحمد: الخليفة الثاني للقاديانيين، تولى الزعامة بعد وفاة الحكيم نور الدين، وأعلن أنه خليفة لجميع أهل الأرض، حيث قال: " أنا لست فقط خليفة القاديانية، ولا خليفة الهند، بل أنا خليفة المسيح الموعود، فإذاً أنا خليفة لأفغانستان والعالم العربي وإيران والصين واليابان وأوربا وأمريكا وأفريقيا وسماترا وجاوا، وحتى أنا خليفة لبريطانيا أيضا وسلطاني محيط جميع قارات العالم ".

• الخواجة كمال الدين: كان يدّعي أنه مثل غلام أحمد في التجديد والإصلاح، وقد جمع كثيرا من الأموال، وذهب إلى إنجلترا للدعوة إلى القاديانية، ولكنه مال للَّذات والشهوات وبناء البيوت الفاخرة.

موقف علماء الإسلام من القاديانية:

لقد تصدى علماء الإسلام لهذه الحركة، وممن تصدى لهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك "الميرزا غلام أحمد القادياني" في عام 1908م، مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً كلها تدعوا إلى ضلالاته وانحرافاته.

وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.

وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين .

وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها .



وقفة مع القاديانية



كثيرة هي الأشياء التي تستدعي الانتباه في ظاهرة القاديانية، لكن ما نراه جديرا بالملاحظة وحريا بالاهتمام هو البحث في جذور نشأة تلك الحركات، وكيف وجدت في البيئة الإسلامية تربة خصبة لنشر أفكارها، مع أنها حركة في لبِّها وحقيقتها وفي ظاهرها وعلانيتها مناقضة لثوابت الدين، مصادمة لحقيقته، فالأمة مجمعة إجماعا قطعياً يقينياً على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وكل دعوى النبوة بعده فهي ضلال وهوى، هذا غير بدعهم الكفرية الأخرى .



والسؤال الذي يرد هنا، هو كيف أصبح لهؤلاء أتباعاً من المسلمين ؟ ولعل الجواب على هذا السؤال - رغم أهميته - لا يحتاج إلى كبير عناء، فالجهل هو السبب الرئيس وراء اتباع مثل هذه الحركات، ووراءه كذلك تقصير مرير من علماء الأمة وطلبة العلم فيها عن واجب البلاغ، حفظا للدين وقمعا لدعوات البدع والضلال والردة .

وعليه فالعلاج – كما هو واضح - يتركز في نشر العلم وتبليغ الدين، وعدم إهمال أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي، ولو كانت في أطراف الدنيا، حفظا للدين وحتى تسلم الأمة من أمثال هذه البدع المهلكة.


(2) المباهلة: في اللغة هي الملاعنة، أي الدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب من المتلاعنَين، والبَهلةُ اللَعنة [ انظر تحرير ألفاظ التنبيه : 1/247 ] .
و هي مشروعة، لإحقاق الحق و إزهاق الباطل، و إلزام الحجة من أعرض عن الحق بعد قيامها عليه، والأصل في مشروعيتها آية المباهلة ، و هي قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) [ آل عمران : 61 ] .
و سبب نزول هذه الآية الكريمة هو ما كان من وفد نصارى نجران عند قدومهم المدينة و محاجتهم رسولَ الله صلى الله عليه و سلم بما يعتقدونه من الباطل في المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .

المرجع: المفتي محمود الهندي، القادياني من هو؟ كراتشي منشورات الوقف الصدّيقي، 1403هـ 1983م.

!قطريـة بنت القمـر!
21-07-2008, 05:38 PM
ماشاء الله اخوي يونيك كفيت و وفيت جزاك الله خير الصراحه جبت معلومات في قمة الترتيب وسريعه في الاستيعاب بارك الله فيك اخوي ....(وكلام اسره ما بيني وبينكم ؟؟ ياخي الهنود خراطين هاي اول شي وثاني شي بروحهم الاسلام هناك عندهم رايح فيها وهالشي ترى من واقع تجربه ناس يقربون لي ترى هناك وايد اشياء يطيحون فيها وهي من الشرك وشغلات وايد حرام عندنا طبعا عندهم حلال ما نقول الكل بس والله الغالبيه العظمى الا من رحم ربي يعني قالو لي هالناس اللي جاو من هناك انهم لو ما جاو قطر جان ماتو وهم مشركين مايعرفون ان كل هاي حرام بحرام ؟؟ لان وايد عندهم قصص وهمية واختراعات غريبه عن الاسلام واشياء انا يوم كنت اسمعها انصدم نفسيا صراحه ان في ناس تفتري على الله الجذب بالطريقه هاي ؟؟ وبعد هذول مسلمين جي ؟؟ فشي مو غريب يطلع واحد مثل هذا من هناك ويخترع له دين جديد وسوالف مالها اول من تالي وما انزل الله بها من سلطان ما نقول الا الله يهدي المسلمين جميعا ويبعدهم عن الشرك والافكار اللي تؤدي الى دروب الشرك والكفر والله يقوي قلوبنا بالايمان اللهم امين) ....

لوسيل
21-07-2008, 11:51 PM
جزاك الله خير الجزاء أخوي الغالي يونيك ... والله يجعله في موازين أعمالك ... كفيت ووفيت

Abdulla Ahmed
22-07-2008, 05:01 AM
جزاك الله خيرا أخي يونيك ... جعله الله في ميزان حسناتك...




....(وكلام اسره ما بيني وبينكم ؟؟ ياخي الهنود خراطين هاي اول شي وثاني شي بروحهم الاسلام هناك عندهم رايح فيها وهالشي ترى من واقع تجربه ناس يقربون لي ترى هناك وايد اشياء يطيحون فيها وهي من الشرك وشغلات وايد حرام عندنا طبعا عندهم حلال ما نقول الكل بس والله الغالبيه العظمى الا من رحم ربي يعني قالو لي هالناس اللي جاو من هناك انهم لو ما جاو قطر جان ماتو وهم مشركين مايعرفون ان كل هاي حرام بحرام ؟؟


وهذه بعض المعلومات عن إسلام الهند


وصل الإسلام إلى الهند على يد محمد بن القاسم أثناء الفتوحات المعروفة في التاريخ الإسلامي بفتوحات السند أيام عهد الدولة الأموية، وعلى مدى قرون طويلة ظل المسلمون في شبه القارة الهندية أمة واحدة، ومع نهاية الاحتلال البريطاني الذي استمر حوالي مائتي عام انقسمت الهند عام 1947م إلى دولتين هما الهند وباكستان التي كانت تضم آنذاك بنغلاديش، ونتيجة لذلك التقسيم ظهرت على مسرح الأحداث السياسية مشكلة إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان.
مجتمع الهند مجتمع متعدد الأعراق واللغات، وتبلغ مساحة أراضيها 3,166,414 كم2 مربع، ويعيش فيه 1,014,003,810 نسمة يمثلون سدس سكان العالم، وهي بذلك تعد ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد الصين، وتبلغ نسبة المسلمين فيها 14% من مجموع السكان، أي حوالي 141,960,431 نسمة، يتركز أغلبهم في ولايات: أوتار باراديش، وبهار، وغرب البنغال، ومهراشتره، وكيرلا، ويعمل في قطاع الزراعة منهم قرابة 70، والباقون موزعون على قطاعات الخدمات، والتجارة، والصناعة.

وينقسم مسلمو الهند إلى قسمين هما: مسلمو الشمال ويتبعون المذهب الحنفي ويتكلمون اللغة الأردية والبنغالية، ومسلمو الجنوب ويتبعون المذهب الشافعي ويتحدثون اللغة التامولية، إضافة إلى وجود مسلمين شيعة في بعض الولايات وبالأخص في حيدر آباد. ورغم كبر حجم الأقلية المسلمة في الهند (14%)، فإن نسبة تمثيلهم في مؤسسات الدولة لا تتعدى 1%.

وتهتم بشؤون هذه الأقلية عدة جمعيات أهمها:
- مجلس المشاورة.
- الجماعة الإسلامية (الهند).
- جمعية علماء الهند.
- الجمعية التعليمية الإسلامية لعموم الهند.

ويوجد لدى هذه الأقلية جامعات لتدريس العلوم الإسلامية وأخرى للعلوم المدنية، ومن أهمها:
- جامعة ديوبند
- ندوة العلماء في لكنهو
- مظاهر العلوم
- مدرسة الإصلاح
- الكلية الإسلامية في فانيا آبادي
- الجامعة العثمانية في حيدر آباد
- الجامعة الملية في دهلي.
أما التعليم الأولي فتهتم بشؤونه مدارس ومكاتب منتشرة في أماكن وجود تلك الأقلية، تعاني أغلبها من كثافة الفصول وقلة الكوادر المتخصصة.

المشكلات التي تواجه مسلمي الهند
1 - النزاعات بين الهندوس والمسلمين والتي كان من أعنفها أحداث آسام عام 1984 التي أسفرت عن مجازر راح ضحيتها آلاف المسلمين، وأحداث هدم المسجد البابري في 6 ديسمبر/ كانون الأول 1992م حيث وقعت اشتباكات بين المسلمين وأعضاء حزب شيوسينا الهندوسي المتعصب سقط فيها الآلاف من كلا الجانبين.

2- الهوية الثقافية التي تشعر تلك الأقلية أنها مهددة بالذوبان في المجتمع الهندي الذي يغلب عليه الطابع الهندوكي، ويقول المسلمون الهنود إن الحكومة تحاول تكريس هذا الطابع في المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية، لذا فقد بذلوا جهودا كبيرة - خاصة في بناء المؤسسات التعليمية- من أجل الحفاظ على هويتهم الإسلامية، إلا أن ثمار هذه الجهود لا تصل إلى مستوى الطموح المطلوب لأسباب منها:
- قلة الإمكانيات في المؤسسات التعليمية الإسلامية.
- ضعف التنظيم والتنسيق بين المؤسسات والجماعات الإسلامية في الهند.

3- انخفاض متوسط الدخل السنوي لمعظم أفراد الأقلية، وتصنيفهم ضمن الشرائح الاجتماعية الأكثر فقراً، حيث يعيش أكثر من 35% من سكانها تحت خط الفقر.

مشكلة المسلمين في جامو وكشمير
يحتل إقليم جامو وكشمير موقعاً استراتيجياً هاماً، فهو يقع في قلب آسيا، تحيط به باكستان من الغرب، والهند من الجنوب، والصين من الشرق والشمال. وتبلغ مساحة هذا الإقليم 222,800 كم2، ويعيش فيه حوالي 12 مليون نسمة، 70% منهم مسلمون والبقية سيخ وهندوس.

يعيش هذا الإقليم أجواء صراع طويل بين المسلمين وغيرهم، بدأت مرحلته الحالية منذ انقسام شبه القارة الهندية عام 1947، حيث تتقاسم السيطرة عليه كل من الهند وباكستان.

جذور الصراع
أسلم ملك كشمير البوذي ريخبن شاه عام 1323م وسمى نفسه صدر الدين، وأصبحت مملكته جزءًا من الإمبراطورية المغولية حتى عام 1586م، واستمر الحكم الإسلامي للولاية قرابة 500 عام. وفي عام 1819 استولى السيخ على الولاية، وبعد احتلال بريطانيا لشبه القارة الهندية في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، اشترت قبيلة الدوغرا الهندوسية الإقليم من السلطات البريطانية عام 1846م، بعد أن وقعت معها اتفاقية "آمر تسار" التي تنص على تنصيب ملك هندوسي على الإقليم، ولم يتم لها ذلك إلا عام 1947م.

وفي نفس العام بدأ صراع المسلمين العسكري والسياسي، ففي شهر يناير/ كانون الثاني فاز حزب مؤتمر مسلمي كشمير بـ 16 مقعداً من أصل 21 في انتخابات برلمان الولاية، وفي يوليو/ تموز من العام نفسه قرر 85% من الشعب الكشميري الانضمام إلى باكستان، وغيروا توقيت ساعاتهم دلالة على ولائهم للدولة الباكستانية.

- حرب 47 - 1948
تطورت الأحداث بعد ذلك سريعاً، فاندلع قتال مسلح بين الكشميريين والقوات الهندية عام 1947م، أسفر عن احتلال الهند لثلثي الولاية، ثم تدخلت الأمم المتحدة في النزاع وأصدرت قراراً عام 1949م ينص على وقف إطلاق النار وإجراء استفتاء لتقرير مصير الإقليم. وبدأ يسود المجتمع الدولي منذ ذلك الحين اقتناع بأن حل القضية الكشميرية يأتي عن طريق اقتسام الأرض بين الهند وباكستان، فاقترحت الأمم المتحدة أن تكون الأجزاء التي بها أغلبية مسلمة وتشترك مع باكستان في حدود واحدة (تقدر بحوالي 1000 كم) تنضم لباكستان، أما الأجزاء الأخرى ذات الأغلبية الهندوسية التي لها حدود مشتركة مع الهند (300 كم) فتخضع للسيادة الهندية.

- الحرب الثانية عام 1965م
لكن الأمور عادت مرة أخرى للتأزم في عهد رئيسي الوزراء الهندي لال بهادر شاستري والباكستاني محمد أيوب خان، حيث اندلعت حرب شاملة وقع الطرفان بعدها اتفاقية طشقند في 1/1/1966 والتي تنص على حل النزاعات بين البلدين بالطرق السلمية.

- الحرب الثالثة عام 1971م
واندلعت حرب شاملة أخرى بين الهند وباكستان عام 1971م، توقفت بعد تدخل الأمم المتحدة التي فرضت الهدنة بينهما بدءًا من عام 1972م، بعد أن انفصلت باكستان الشرقية وأطلقت على نفسها اسم بنغلاديش.

ثم دخل البلدان في مفاوضات سلمية أسفرت عن توقيع اتفاقية لم تستمر طويلاً أطلق عليها اتفاقية شِملا، وتنص على اعتبار خط وقف إطلاق النار الجديد هو خط هدنة بين الدولتين، واتفق الطرفان على حل خلافاتهما حول كشمير سلميا، وعدم اللجوء إلى الأعمال العسكرية في المستقبل.

ومنذ ذلك الحين وجولات النزاع بين الجانبين لا تتوقف، تهدأ حيناً وتثور حيناً آخر، وكان آخرها الصراع الذي تفجر عقب نجاح المقاتلين الكشميريين في احتلال مرتفعات جبال دراس وكارجيل الاستراتيجية، وكادت تنشب بين الدولتين النوويتين حرب شاملة لولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وأطراف دولية أخرى في إقناع الجانب الباكستاني بالضغط على الكشميريين للانسحاب من تلك المرتفعات، وبالفعل تم انسحابهم في عهد حكومة رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف.

وسط هذا الصراع الطويل لم يكن مستغرباً أن تكون المطالبة باستقلال الإقليم على رأس أولويات الحركات الوطنية هناك، والتي تقمعها الحكومة الهندية بعنف تقول عنه المصادر الكشميرية إنه أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين ألف كشميري، إضافة إلى عمليات اعتقال وسجن طالت ما يزيد على أربعين ألفاً آخرين على مدى الخمسين عاماً الماضية.

k__
23-07-2008, 12:49 PM
جزاكم الله خير جميعاً

العيسائي
28-07-2008, 11:22 AM
جزالك الله خير

khalid-qtr
28-07-2008, 07:36 PM
رحم الله الشيخ الالباني الله يجزيك خير

نبراس الشامي
02-08-2008, 06:30 PM
جزاك الله خيرا

Abdulla Ahmed
02-08-2008, 07:19 PM
السائل: أنت قلت: يخرج المهدي من دمشق ؟
الشيخ: نعم.
السائل: نحن نعرف أنه يلجأ رجل للحرم فيبايع مكرهاً.
الشيخ: هل تعلم أن الحديث صحيح؟
السائل :أنا أسألك
الشيخ: أنا لا أعلم صحته، نحن نعلم أنه في المهدي يلتقي مع عيسى و إن تبث فلا يد من تحديد الزمن المتقدم من المتأخر و هذا يحتاج إلى بحث

إثبات صحة حديث أبي داود
ما كنت بحاجة لسرد هذا البحث و الإطالة به لولا تضعيف الشيخ الألباني لهذا الحديث رغم صحة سنده و كثرة شواهده.

حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني ثنا عمر بن عاصم الكلابي ثنا أبو العوام القطان[1] ثنا قتادة عن أبي الخليل[2] عن عبد الله بن الحارث[3] عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يبايع لرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة أهل بدر. فيأتيه عصب العراق و أبدال الشام. فيأتيهم جيش من الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب فيهزمهم الله قال وكان يقال إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب». المستدرك على الصحيحين (4\478).


حدثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي ثنا عفان بن مسلم[4] ثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يبايع لرجل بين الركن والمقام عدة أهل بدر فيأتيه عصائب أهل العراق وأبدال الشام فيغزوهم جيش من قبل الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ثم يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب فيلتقون فيهزمهم الله فكان يقال الخائب من خاب من غنيمة كلب. المعجم الكبير (23\389). و رجاله رجال البخاري إلا المخرمي فلم أجد ترجمته.


حدثنا أحمد بن موسى الشامي البصري ثنا سهل بن تمام بن بزيع ثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يبايع لرجل بين الركن والمقام عدة أهل بدر فيأتيه عصائب أهل العراق وأبدال أهل الشام فيغزوهم جيش من أهل الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب فيلتقون فيهزمهم فكان يقال الخائب من خاب من غنيمة كلب. المعجم الكبير (23\295).

حدثنا محمد بن المثنى[5] ثنا معاذ بن هشام[6] حدثني أبي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ. فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ. وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ. ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ. فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ. فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. وفي رواية أخرى تِسْعَ سِنِينَ. سنن أبي داود (4\107).

نلاحظ من هذه الأحاديث و ما بعدها أن مدار السند على قتادة عن أبي الخليل عن بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها. و كل هؤلاء ثقاة إلا أن قتادة مدلس و قد عنعن هنا. و الصواب أن يعامل حديث عنعنة قتادة كالحديث المرسل، فإن اعتضد بشواهد ارتفع لمرتبة الحسن. و هذا الحديث له أحاديث صحيحة تشهد له منها:·

أخرج مسلم: دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وَ أَنَا مَعَهُمَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَسَأَلاهَا عَنِ الْجَيْشِ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِ وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا قَالَ يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ». وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ.

و هذا يؤيد ما جاء في حديث أبي داود: يكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ.·

حدثنا يزيد أنا بن أبي ذئب[7] عن سعيد بن سمعان[8] قال سمعت أبا هريرة يخبر أبا قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يبايع لرجل بين الركن والمقام ، ولن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خراباً لا يعمر بعده أبداً ، وهم الذين سيتخرجون كنزه ) . رواه الإمام أحمد (2/291) بسند صحيح. و أخرجه الحاكم في المستدرك (4\499) بسند آخر، و قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

و هذا يؤيد ما جاء في الحديث السابق فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ.

· لَيَؤُمَّنَّ هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوْسَطِهِمْ وَيُنَادِي أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ ثُمَّ يُخْسَفُ بِهِمْ فَلَا يَبْقَى إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ. (أخرجه مسلم).

و هذا يؤيد ما جاء في الحديث وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ.·

أما الجزء فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ. فمن المنطقي جداً أن يبايعه أبدال الشام و عصائب أهل العراق إذا علمنا أنه يملك العرب. عدا أنه بدون بيعة أبدال الشام لا تجتمع كلمة المسلمين عليه و لا يكون من الخلفاء الراشدين! أما أن البيعة بين الركن و المقام فقد سبق الحديث عنها.

بقي من نص الحديث ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ. و هذا يؤيده ما أخرجه الحاكم بسند صحيح: حدثنا سليمان بن بلال[9] عن كثير بن زيد[10] عن الوليد بن رباح[11] عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: المحروم من حرم غنيمة كلب ولو عقالا. والذي نفسي بيده لتباعن نساءهم على درج دمشق حتى ترد المرأة من كسر يوجد بساقها. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. المستدرك على الصحيحين (4\478).

· عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، تخرج الأرض نباتها و يعطى المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً ) – يعني : حججاً - . مستدرك الحاكم (4/557-558) و قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و وافقه الذهبي.

فهذا مؤيد تماماً لآخر حديث أبي داود: فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ. فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. وفي رواية أخرى تِسْعَ سِنِينَ.

فالخلاصة أن الحديث صحيح بلا أدنى شك كما هو واضح، خاصة أنه روي بإسناد آخر في المعجم الكبير (23\390). و الله أعلم

منقووووووووووووووووووووووول

.