المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البكري: الأمراض النفسية تنجم عن خواء القلوب من ذكر الله



سيف قطر
31-05-2008, 10:54 AM
أكد أن الذنوب تُرتكب في حال النسيان والغفلة .....
البكري: الأمراض النفسية تنجم عن خواء القلوب من ذكر الله

| تاريخ النشر:يوم السبت ,31 مايُو 2008 2:32 أ.م.



دعا الشيخ عبدالله البكري الى وجوب الاكثار من ذكر الله مشيرا إلى ان كثرة الأمراض النفسية من قلق واضطراب وفُصام وضيق واكتئاب ناتجةٌ عن خواء القلوب من ذكر الله.

وقال ال 42». وقال (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) «البقرة: 152».

وأثنى على الذاكرين ووعدهم بالمغفرة والأجر العظيم فقال (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) «الأحزاب: 35».

فذكر الله منشورُ الولاية الذي من أُعطيه اتصل، ومن مُنعه عُزل، وهو قوت القلوب الذي متى فارقها صارت الأجسادُ لها قبوراْ، وهو عمارة ديار الصالحين التي إذا تعطلت عنه صارت خراباً وبوراً، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق، وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الحريق ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب وهو السبب الواصل بين الذاكر وعلاَّم الغيوب.

به يستدفعون الآفات ويستكشفون الكُرُبات وبه تهون عليهم المصيبات، إذا أظلهم البلاءُ فإليه ملجؤهم وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم، فهو رياضُ جنتِهم التي فيها يتقلبون ورأسُ مالِ سعادتهم التي بها يتَّجرون.

وذ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) «آل عمران: 191».

وهو جلاء القلوب وصِقالُها ودواؤها، وإذا تواطأ في الذكر القلبُ مع اللسان نسي الذاكرُ في جنب ذكره كل شيء وحفظ الله عليه كلَّ شيء وكان له عوضاً من كل شيء. به يزول الوقْر عن الأسماع والبَكْم عن الألسن وبه تنقشع الظلمة عن الأبصار، زيَّن الله به ألسنة الذاكرين، كما زيَّن بالنور أبصار الناظرين، فاللسان الغافل عن الذكر عضو خامل فهو كالعين العمياء، والأذنِ الصماء، واليد الشلاَّء.

وهو بابُ الله الأعظمُ المفتوح بينه وبين عبدهِ ما لم يغلقه العبدُ بغفلته، قال الحسن البصري: «تفقدوا الحلاوةَ في ثلاثة أشياء، في الصلاة وفي الذكر وفي القرآن فإن وجدتم وإلا فأعلموا أن الباب مغلق». نعوذ به من الحرمان.

وبالذكر يصرعُ العبدُ الشيطان، كما يصرعُ الشيطانُ أهلَ الغفلة والنسيان . وقد علَّق الحق الفلاح بذكره فقال (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) «الجمعة: 10». وقال (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) «الأعلى: 15».

ووصف اللاهين عن الذكر بالخسران (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ 45». ونهى عن الغفلة فقال: (وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) «الأعراف: 205». وقال (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) «الحشر: 19».

وتوعَّد أهل الغفلة عن ذ أَعْمَى) «طـه: 124».

وفي ذكر الله أُنسٌ للذاكرين، وهو طمأنينةٌ لقلوب المتقين (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) «الرعد: 28».

وهو خير الأعمال وأزكاها عند الله (كما أخبر النبي فيما رواه أحمد وغيره: «ألا أنبئُكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعِها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال: ذكر الله».

وهو من أسباب النجاة من العذاب فقد جاء عن النبي بسند حسن أنه قال: (ما عمل ابنُ آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله).

وذكر الله مع عظيم شأنه وجزيل فضله وأجره عملٌ يسير فما هو إلا أن تُقبل على الله بقلبك وتحركَ لسانك به، وهو مع ذلك ثقيل على المنافقين فمن صفاتهم أن ذكرهم لله جل وعلا قليل: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) «النساء: 142».

وهو خفيف على اللسان كما قال النبي: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم).

اضاف: غير خافٍ على شريف علمكم أن الذنوب كبائرها وصغائرها لا تُرتكب إلا في حال النسيان والغفلة، لأن ذكر الله جل وعلا سبب لحياة القلب ومع حياة القلب التامة تتعذرمعصية الرب، قال ابن عباس: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله خنس).

وبذكر الله يصغُر الشيطان ويُدحر حتى يكون مثل الذباب كما صح عن النبي (وهو حصن حصين من مسِّ الشيطان وأذاه وما يُسمع من كثرة المصابين بالسحر والعين والمس فكثير منه بسبب الغفلة عن ذكر الله لأن الذكر من أعظم أسباب طرد الشيطان واتقائه.

والإكثارُ من ذكر الله سبب للقرب من الله كما قال سبحانه في الحديث القدسي: (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه) وهو براءة من النفاق وفكاك من أسر الهوى وهو طريق العبد لمرضاة الله وهو سلاح معنوي أمر الله به عباده المجاهدين لأعدائه، بعد أ أخبرالنبي (عن مدينة يفتحها المسلمون بالتهليل والتكبير بدون سلاح فقال: (فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جوانبها ثم يقولوا الثانية لا إله إلا الله فيسقط جانبها الآخر ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرَّج لهم فيدخلوها فيغنموا) رواه مسلم.


عباد الله

إن كثرة الأمراض النفسي الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) «الرعد: 29».

وقال: ولا ينافي هذا ما جاء في السنة من أذكار مخصوصة بحال أو محصورة بعدد فإن باب الذكر مفتوح لا يُغلق وإنما يتأكدُ الذكر عند ما ورد ويترتبُ عليه الفضل المذكور وتبقى سائرُ الأحوال على الأصل وهو إكثار الذكر بلا حد أو قيد فكلما أكثر العبد من ذكر ربه زاد منه قرباً، وله معرفةً وحباً.

واضاف: إن ذكر الله مشروع للمسلم في جميع أحواله وتقلباته عدا ما استثني تعظيماً لله أن يُذكر حيث لا يليق الذكر ليبقى على اتصال دائم بولي نعمته ومدبر أموره وخالصه وحافظه ورازقه فلدخول المنزل ذكر، وللخروج ذكر، وللنوم ذكر وللاستيقاظ ذكر وللصباح ذكر وللمساء ذكر، ولدخول الحمام ذكروللخروج ذكر، ولنزول المطر ذكر ولهبوب الريح ذكر ولسماع الرعد ذكر وللأكل وللشرب واللبس .. بل ولكل حال ذكر ممايجمل بالمسلم أن يتعلمه ويواظب عليه.هذه الأذكار تجعل المسلم دائم الصلة بربه شديد الاعتماد عليه، يرى كل شيء منه وإليه، ويعظم نفع الأذكار متى فقه الذاكر معانيها وكان قلبه حاضراً فيها،فإن الذكر يكون باللسان وحده ويكون بالقلب وحده ويكون بهما معا وهو أعظمها وانفعها به تحيا القلوب وتزكو النفوس وتعظم الأجور. اللهم اجعلنا لك ذاكرين وعلى نعمك شاكرين وإليك منيبين ولعظمتك خاشعين وبرحمتك فائزين.


جريدة الشرق (http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,May,article_20080531_1 035&id=local&sid=localnews)

Smart
31-05-2008, 10:58 AM
جزاك الله خير

سيف قطر
03-06-2008, 05:17 PM
جزاك الله خير
الله يسلمك اخوي الفاضل

لاداعي
03-06-2008, 05:44 PM
جزاك الله خير أخوي سيف قطر

سيف قطر
04-06-2008, 09:45 AM
جزاك الله خير أخوي سيف قطر
ما قصرت اخوي وشكرا لمرورك

الصارم المسلول
04-06-2008, 08:37 PM
جزاك الله خيرالجزاء اخوي سيف