عبدالله العذبة
01-06-2008, 01:59 PM
كسارات الموت علي طريق سلوى
الغبار الناتج عنها يحجب الرؤية و يسبب الحوادث
http://www.raya.com/mritems/images/2008/6/1/2_352129_1_209.jpg
* مصرع مواطنة و إصابة 13 شخصاً في آخر حادث بسبب بودرة الأسفلت
* خالد النعيمي: الرياح القوية تزيد من خطورة منتجات الكسارة
* مهنا الشمري: مطلوب نقل الكسارات بعيداً عن الطريق الدولي
* محمد العنزي: الحادث الأخير ممكن أن يتكرر في حالة تجاهل المشكلة
* مهندس سلطان حسن: تأثير الكسارة يمتد لأكثر من كيلومتر
الراية
مكينس - نشأت أمين :
شهد طريق سلوي خلال السنوات القليلة الماضية العديد من المآسي إلا أن كارثة "الأربعاء الأسود" التي جرت أحدثها في الحادي والعشرين من شهر مايو الماضي تحتل موقعا متقدما في قائمة مآسي الطريق.
لم يكن الحادث الذي أفضي الي مصرع مواطنة وإصابة 13 شخصا آخرين ليقف عند هذا الحد لولا العناية الإلهية ثم سرعة تصرف رجال الشرطة سواء في قسم مكينس أو الدوريات.
فقد كان للقرار الفوري بإغلاق الطريق من الإتجاهين عقب وقوع الحادث مباشرة دور حاسم في منع تفاقم الكارثة وبالتالي إرتفاع أعداد الضحايا، أصابع الإتهام كانت تتجه معظمها دوما عقب كل حادث يقع في المنطقة الي عيوب طريق سلوى إلا أنها في المرة الأخيرة ذهبت باتجاه إحدى الكسارات التي تقع علي جانب الطريق.
الإتهامات أكدت تسبب غبار المواد التي تنتجها الكسارة في إنخفاض مستوي الرؤية علي الطريق بدرجة كبيرة وقد زاد من قوة تأثير الغبار تلك العاصفة التي هبت يوم الحادث وفي اليوم السابق له.
ولأن الحادث الأخير لم يكن مجرد حادثة عادية بل كان يمكن أن يتحول الي كارثة بكل ماتحمله الكلمة من معني فقد قررت الراية الذهاب الي موقع الكارثة لترصد علي الطبيعة العامل الجديد الذي أطل برأسه في تلك المأساة.
تحركت وزميلي المصور من أمام مبني الجريدة حوالي الساعة التاسعة صباحا وبعد حوالي ساعة تقريبا من إنطلاقنا وصلنا محطة بترول الرمزاني الواقعة علي طريق سلوي، بعد ما يقرب من ثلاثة كيلو مترات من المحطة شاهدنا علي الاتجاه الأيمن مرتفعا كبيرا لا يبعد عن الطريق الرئيسي سوي بضعة أمتار طننت في البداية أنها هضبة طبيعية إلا أننا عندما إقتربنا منها أكثر أدركت أننا وصلنا الي الكسارة التي نبحث عنها وأن ذلك المرتفع ماهو إلا تشوينات من البودرة ومكونات مواد الأسفلت .
كانت الكميات الموجودة بالكسارة من الضخامة والإرتفاع بما جعلها تبدو وكأنها جبل يقع علي جانب الطريق، دخلنا الي الكسارة فكان مجرد وضع أقدامنا علي البودرة المنتشرة في أرض الموقع يثير من حولنا غبارا كثيفا يصعب تحمله ، لم نكن في حاجه لكي نتخيل تأثير العواصف علي ذلك" الجبل الصناعي" من البودرة ومكونات مواد الأسفلت ، فبعد لحظات شاهدنا شيولا يسير علي قمة "الجبل " وبمجرد قيامه بتفريغ حمولته الصغيرة إنبعثت حوله سحابه كبيرة من الغبار صارت باتجاه الطريق.
واصلنا سيرنا بداخل الكسارة فكانت تلال البودرة الناعمة ومكونات مواد الأسفلت المنتشرة في الموقع بكثرة هي كل مانصادفه أمامنا ، بحثنا عن شخص مسئول يمكن أن نتحدث اليه في المكان فلم نجد سوي مجموعة من العمال الأسيويين، حاولنا التواصل معهم إلا أننا عجزنا بسبب عامل اللغة، كانت كل خطوه نخطوها تدفعنا لنتساءل كيف سمحت الأجهزة المعنية سواء في البلدية أو البيئة أو أشغال بإقامة هذه الكسارة في ذلك الموقع الذي لايبعد سوي أمتار قليلة عن طريق سلوي الرئيسي؟
أنهينا جولتنا بداخل الكسارة وعقب خروجنا وقعت أبصارنا علي عدد من الشاحنات بجوار الطريق، كنا نظن في البداية أن قائديها أوقفوها في هذا المكان للإستراحه فاقتربنا منهم لنسألهم عن تأثير غبار الكسارة عليهم باعتبارهم ممن يرتادون الطريق بكثرة ، بمجرد إقترابنا من إحدي تلك الشاحنات وجدنا مقدمتها مهشمة وبعض إطاراتها ممزقة فأدركنا أنها إحدي الشاحنات المنكوبة في الكارثة ، تحركنا لرؤية باقي الشاحنات فوجدناها خمس بينها برادان تابعان لشركة مراعي وثلاثة تحمل لوحات معدنية تابعه لدولة الإمارات العربية الشقيقة ، مشهد الشاحنات الخمس كان مأساويا لدرجة لم نصدق معها أن تتحول تلك السيارات القوية العتيدة الي مايشبه الألعاب الكارتونية ،كبائن القيادة الخاصة بالشاحنات أصبحت أثرا بعد عين فلم يتبق منها سوي مجرد أطلال وما شاهدناه من تلفيات بمقدمة الشاحنات الخمس ومؤخراتها أكد لنا حجم الكارثة التي وقعت يوم الأربعاء الأسود .
الأوضاع السيئة للطريق كانت من العوامل الرئيسية شبه الدائمة في أغلب الحوادث التي وقعت خلال الفترة الماضية إلا أن تلك الأوضاع كانت بريئة علي مايبدو الي حد كبير من الكارثة الأخيرة، لسبب بسيط وهو أن المنطقة التي وقع فيها الحادث علي وجه التحديد مكونة من أربع حارات ولاتوجد بها أية تحويلات أو إشغالات،
علي ضوء براءة عيوب وإشغالات الطريق من التسبب في وقوع الكارثة سألت الراية أحد المصادر التي إنتقلت الي مكان الحادث فور وقوعه عن الأسباب الأولية للحادث فقال المصدر : وجود الكسارة علي الجانب الأيمن لطريق سلوي كان أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في وقوع الحادث حيث ساهم الغبار الناتج عن الكميات الضخمة من المواد الخاصة بأعمال الرصف مع العاصفة القوية التي هبت في زيادة مستوي إنعدام الرؤية علي الطريق مما أدي الي وقوع الحادث .
ويضيف المصدر: هناك خطأ كبير بالطبع من جانب الجهات المعنية في الموافقة علي ترخيص إقامة الكسارة في هذا المكان، فقد كان يتعين وضعها علي يسار الطريق وليس يمينه لأن وضعها علي الإتجاه الأيمن يجعل أي عاصفة مهما كانت قوتها تنقل غبار منتجات الكسارة بإتجاه الطريق وهو الوضع الذي يحدث حاليا حيث يتسبب الغبار في إنعدام الرؤية أمام السائقين.
ويضيف المصدر: حتي علي فرض وجود ضرورة تحتم إقامة الكسارة علي يمين الطريق فإنه كان يتحتم وضعها بعيدا عن الطريق بمسافة كافية وليس وضعها في هذا المكان الذي لا يبعد عنه سوي أمتار قليلة وعلي الرغم من أن هناك كسارات أخري علي الطريق إلا أن موقع هذه الكسارة يعتبر الأخطر.
وهذا لا يعفي قائدي السيارات من وجود دور لهم في وقوع الحادث بسبب السرعة وعدم إتخاذ الحيطة والحذر ومراعاة العاصفة التي كانت تهب طوال يومين .
خطورة
وحتي نستوضح جوانب الصورة أكثر قمنا بإستطلاع أراء عدد من مستخدمي الطريق.. المواطن خالد النعيمي يكاد يمر بالمكان مرة كل شهر تقريبا يقول :
وجود الكسارة بجوار الطريق بهذا الشكل أمر بالغ الخطورة وهذا ما ألمسه من خلال مروري شبه المستمرعلي الطريق مرة كل شهر تقريبا ،فبمجرد إقترابي من موقع الكسارة أشاهد مثلي مثل أي قائد مركبة يمر بالمكان إنتشار الغبار علي الطريق غير أن قوة تأثير هذا الغبار علي مستوي الرؤية تختلف تبعا لشدة الرياح فكلما كانت الرياح قوية كلما إنخفض مستوي الرؤية لذلك كان من الأفضل أن يتم وضع الكسارة علي بعد ثلاثة أو أربعة كيلو مترات في العمق حتي نتجنب تأثيرها السلبي علي مستوي الرؤية بالنسبة لقائدي السيارات.
ويضيف النعيمي: خطورة غبار الكسارة قائمة سواء في حالة وجود عواصف أوحتي رياح عادية ومع ذلك فإن هذه الخطورة تتضاعف بشكل أكثر في المساء حيث لاحظت أن الكسارة تعمل أحيانا في أوقات الليل أيضا الأمر الذي قد يؤدي لاقدر الله الي وقوع كوارث قد تفوق الحادث الأخير ومن وجهة نظري" والكلام لايزال علي لسان خالد النعيمي" يتعين علي الجهات المعنية سرعة بحث أوضاع تلك الكسارة وباقي الكسارات الأخري الموجودة علي الطريق وإستخلاص العبر والدروس من الحادث الأخير لتجنب وقوع حوادث أخري في المستقبل .
المواطن مهنا الشمري يؤكد هو الآخر أن وجود الكسارة في هذا المكان خطأ كبير ويتساءل بدهشة بالغة قائلا: كيف غاب علي الجهات المعنية التي أعطت التراخيص للكسارة مراعاة مدي تأثيرها علي مستخدمي الطريق؟
ويضيف: الكسارة موجودة في وادي غير ذي زرع ومن المعروف أن الرياح في المنطقة أغلبها رياح شمالية وبالتالي فإن أي غبار ينتج من الكسارة سوف تحمله الرياح قطعا بإتجاه الطريق مما يؤثر علي مستوي الرؤية لذلك كان من المفترض عدم السماح بوضع مثل هذه الكسارات إلا علي بعد مسافات كافية من الطريق حتي نتجنب تأثيرها علي مستخدميه أو أن يتم وضعها علي الجانب الأيسر.
ويقول الشمري: أما وقد أصبحت تلك الكسارات موجودة بالفعل فإنه يتوجب علي الجهات المعنية إما أن تعمل علي نقلها بعيدا عن الطريق أو تتعامل معها بإعتبارها أمرا واقعا وتسعي لوضع ضوابط مشددة عليها حتي نتجنب تكرار وقوع كوارث جديدة مستقبلا .
نفس الكلام يردده المواطن محمد هادي العنزي حيث يقول: رغم وجود عدد من الكسارات علي طريق سلوي إلا أن الكسارة الموجودة في منطقة العريقي والتي وقع أمامها الحادث الأخير هي الأقرب للطريق وبالتالي فإن تأثيرها يختلف عن تأثير باقي الكسارات ، من هنا فإنه من الأهمية بمكان أن تقوم الجهات المختصة بدراسة مدي التأثيرات الناتجة عن طريقة عملها علي مستخدمي الطريق وسرعة إتخاذ الإجراءت الكفيلة بمنع تكرار حوادث أخري وأن نعتبر ما جري درسا نتعلم منه ، علما أنه لولا العناية الإلهية ثم سرعة تصرف رجال قسم شرطة مكينس و رجال الدوريات وقرارهم الفوري بإغلاق الطريق من الإتجاهين لكانت الخسائر البشرية والمادية قد إرتفعت أكثر من ذلك بكثير.
المواطن سعود الهاجري يكاد يمر علي الطريق بشكل يومي متوجها الي عمله يقول الهاجري: سحابات الغبار التي تثيرها الكسارة علي الطريق ليست كلها بمستوي واحد حيث تختلف قوتها وبالتالي خطورتها تبعا لأحوال الرياح، فكلما كانت الريح شديدة إنخفض مستوي الرؤية علي الطريق الي درجة قد تصل الي حد العدم مثلما جري في الحادث الأخير وفي هذه اللحظه تكمن خطورة سحابات غبار الكسارة الأمر الذي يتطلب من السائقين مراعاة الحيطة والحذر وتجنب السرعة في القيادة حتي لا يجد السائق نفسه مضطرا علي سبيل المثال للهبوط المفاجئ بسرعته من 120 كيلو مترا في الساعة الي درجة الوقوف مما يترتب عليه اصطدام السيارات القادمة من الخلف به.
المهندس سلطان حسن يعمل بالبلدية إلتقته الراية في منفذ أبو سمرة فسألناه عن رأيه في موقع الكسارة فرد علينا بنبرة قوية :
المكان خطأ بكل تأكيد وكان يتعين أن يتم وضعها بعيدا عن الطريق بمسافة لاتقل عن كيلو متر حتي نتجنب التأثيرات السلبية الناجمة عنها.
و الحادث الأخير خير دليل علي ذلك فهل هو من قبيل المصادفه أن يقع الحادث أمام الكسارة مباشرة علي الرغم من أن المنطقة التي وقع بها ليس بها أي إشغالات أو تحويلات .
ويشير المهندس سلطان الي أن أي كسارة قبل أن تعمل ينبغي أن تحصل علي موافقات من عدة جهات في مقدمتها إدارة الطرق بهيئة الأشغال العامه مضيفا أنه علي ضوء الحادث الأخير فينبغي علي الجهات المعنية مراجعة ملف هذه الكسارة وغيرها من الكسارات وأن نعتبر ما حدث هو جرس إنذار ونأخذ منه الدروس والعبر حتي لا نفاجأ بوقوع كارثة أخري.
المصدر الراية 1-6-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=352134&version=1&template_id=20&parent_id=19
الغبار الناتج عنها يحجب الرؤية و يسبب الحوادث
http://www.raya.com/mritems/images/2008/6/1/2_352129_1_209.jpg
* مصرع مواطنة و إصابة 13 شخصاً في آخر حادث بسبب بودرة الأسفلت
* خالد النعيمي: الرياح القوية تزيد من خطورة منتجات الكسارة
* مهنا الشمري: مطلوب نقل الكسارات بعيداً عن الطريق الدولي
* محمد العنزي: الحادث الأخير ممكن أن يتكرر في حالة تجاهل المشكلة
* مهندس سلطان حسن: تأثير الكسارة يمتد لأكثر من كيلومتر
الراية
مكينس - نشأت أمين :
شهد طريق سلوي خلال السنوات القليلة الماضية العديد من المآسي إلا أن كارثة "الأربعاء الأسود" التي جرت أحدثها في الحادي والعشرين من شهر مايو الماضي تحتل موقعا متقدما في قائمة مآسي الطريق.
لم يكن الحادث الذي أفضي الي مصرع مواطنة وإصابة 13 شخصا آخرين ليقف عند هذا الحد لولا العناية الإلهية ثم سرعة تصرف رجال الشرطة سواء في قسم مكينس أو الدوريات.
فقد كان للقرار الفوري بإغلاق الطريق من الإتجاهين عقب وقوع الحادث مباشرة دور حاسم في منع تفاقم الكارثة وبالتالي إرتفاع أعداد الضحايا، أصابع الإتهام كانت تتجه معظمها دوما عقب كل حادث يقع في المنطقة الي عيوب طريق سلوى إلا أنها في المرة الأخيرة ذهبت باتجاه إحدى الكسارات التي تقع علي جانب الطريق.
الإتهامات أكدت تسبب غبار المواد التي تنتجها الكسارة في إنخفاض مستوي الرؤية علي الطريق بدرجة كبيرة وقد زاد من قوة تأثير الغبار تلك العاصفة التي هبت يوم الحادث وفي اليوم السابق له.
ولأن الحادث الأخير لم يكن مجرد حادثة عادية بل كان يمكن أن يتحول الي كارثة بكل ماتحمله الكلمة من معني فقد قررت الراية الذهاب الي موقع الكارثة لترصد علي الطبيعة العامل الجديد الذي أطل برأسه في تلك المأساة.
تحركت وزميلي المصور من أمام مبني الجريدة حوالي الساعة التاسعة صباحا وبعد حوالي ساعة تقريبا من إنطلاقنا وصلنا محطة بترول الرمزاني الواقعة علي طريق سلوي، بعد ما يقرب من ثلاثة كيلو مترات من المحطة شاهدنا علي الاتجاه الأيمن مرتفعا كبيرا لا يبعد عن الطريق الرئيسي سوي بضعة أمتار طننت في البداية أنها هضبة طبيعية إلا أننا عندما إقتربنا منها أكثر أدركت أننا وصلنا الي الكسارة التي نبحث عنها وأن ذلك المرتفع ماهو إلا تشوينات من البودرة ومكونات مواد الأسفلت .
كانت الكميات الموجودة بالكسارة من الضخامة والإرتفاع بما جعلها تبدو وكأنها جبل يقع علي جانب الطريق، دخلنا الي الكسارة فكان مجرد وضع أقدامنا علي البودرة المنتشرة في أرض الموقع يثير من حولنا غبارا كثيفا يصعب تحمله ، لم نكن في حاجه لكي نتخيل تأثير العواصف علي ذلك" الجبل الصناعي" من البودرة ومكونات مواد الأسفلت ، فبعد لحظات شاهدنا شيولا يسير علي قمة "الجبل " وبمجرد قيامه بتفريغ حمولته الصغيرة إنبعثت حوله سحابه كبيرة من الغبار صارت باتجاه الطريق.
واصلنا سيرنا بداخل الكسارة فكانت تلال البودرة الناعمة ومكونات مواد الأسفلت المنتشرة في الموقع بكثرة هي كل مانصادفه أمامنا ، بحثنا عن شخص مسئول يمكن أن نتحدث اليه في المكان فلم نجد سوي مجموعة من العمال الأسيويين، حاولنا التواصل معهم إلا أننا عجزنا بسبب عامل اللغة، كانت كل خطوه نخطوها تدفعنا لنتساءل كيف سمحت الأجهزة المعنية سواء في البلدية أو البيئة أو أشغال بإقامة هذه الكسارة في ذلك الموقع الذي لايبعد سوي أمتار قليلة عن طريق سلوي الرئيسي؟
أنهينا جولتنا بداخل الكسارة وعقب خروجنا وقعت أبصارنا علي عدد من الشاحنات بجوار الطريق، كنا نظن في البداية أن قائديها أوقفوها في هذا المكان للإستراحه فاقتربنا منهم لنسألهم عن تأثير غبار الكسارة عليهم باعتبارهم ممن يرتادون الطريق بكثرة ، بمجرد إقترابنا من إحدي تلك الشاحنات وجدنا مقدمتها مهشمة وبعض إطاراتها ممزقة فأدركنا أنها إحدي الشاحنات المنكوبة في الكارثة ، تحركنا لرؤية باقي الشاحنات فوجدناها خمس بينها برادان تابعان لشركة مراعي وثلاثة تحمل لوحات معدنية تابعه لدولة الإمارات العربية الشقيقة ، مشهد الشاحنات الخمس كان مأساويا لدرجة لم نصدق معها أن تتحول تلك السيارات القوية العتيدة الي مايشبه الألعاب الكارتونية ،كبائن القيادة الخاصة بالشاحنات أصبحت أثرا بعد عين فلم يتبق منها سوي مجرد أطلال وما شاهدناه من تلفيات بمقدمة الشاحنات الخمس ومؤخراتها أكد لنا حجم الكارثة التي وقعت يوم الأربعاء الأسود .
الأوضاع السيئة للطريق كانت من العوامل الرئيسية شبه الدائمة في أغلب الحوادث التي وقعت خلال الفترة الماضية إلا أن تلك الأوضاع كانت بريئة علي مايبدو الي حد كبير من الكارثة الأخيرة، لسبب بسيط وهو أن المنطقة التي وقع فيها الحادث علي وجه التحديد مكونة من أربع حارات ولاتوجد بها أية تحويلات أو إشغالات،
علي ضوء براءة عيوب وإشغالات الطريق من التسبب في وقوع الكارثة سألت الراية أحد المصادر التي إنتقلت الي مكان الحادث فور وقوعه عن الأسباب الأولية للحادث فقال المصدر : وجود الكسارة علي الجانب الأيمن لطريق سلوي كان أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في وقوع الحادث حيث ساهم الغبار الناتج عن الكميات الضخمة من المواد الخاصة بأعمال الرصف مع العاصفة القوية التي هبت في زيادة مستوي إنعدام الرؤية علي الطريق مما أدي الي وقوع الحادث .
ويضيف المصدر: هناك خطأ كبير بالطبع من جانب الجهات المعنية في الموافقة علي ترخيص إقامة الكسارة في هذا المكان، فقد كان يتعين وضعها علي يسار الطريق وليس يمينه لأن وضعها علي الإتجاه الأيمن يجعل أي عاصفة مهما كانت قوتها تنقل غبار منتجات الكسارة بإتجاه الطريق وهو الوضع الذي يحدث حاليا حيث يتسبب الغبار في إنعدام الرؤية أمام السائقين.
ويضيف المصدر: حتي علي فرض وجود ضرورة تحتم إقامة الكسارة علي يمين الطريق فإنه كان يتحتم وضعها بعيدا عن الطريق بمسافة كافية وليس وضعها في هذا المكان الذي لا يبعد عنه سوي أمتار قليلة وعلي الرغم من أن هناك كسارات أخري علي الطريق إلا أن موقع هذه الكسارة يعتبر الأخطر.
وهذا لا يعفي قائدي السيارات من وجود دور لهم في وقوع الحادث بسبب السرعة وعدم إتخاذ الحيطة والحذر ومراعاة العاصفة التي كانت تهب طوال يومين .
خطورة
وحتي نستوضح جوانب الصورة أكثر قمنا بإستطلاع أراء عدد من مستخدمي الطريق.. المواطن خالد النعيمي يكاد يمر بالمكان مرة كل شهر تقريبا يقول :
وجود الكسارة بجوار الطريق بهذا الشكل أمر بالغ الخطورة وهذا ما ألمسه من خلال مروري شبه المستمرعلي الطريق مرة كل شهر تقريبا ،فبمجرد إقترابي من موقع الكسارة أشاهد مثلي مثل أي قائد مركبة يمر بالمكان إنتشار الغبار علي الطريق غير أن قوة تأثير هذا الغبار علي مستوي الرؤية تختلف تبعا لشدة الرياح فكلما كانت الرياح قوية كلما إنخفض مستوي الرؤية لذلك كان من الأفضل أن يتم وضع الكسارة علي بعد ثلاثة أو أربعة كيلو مترات في العمق حتي نتجنب تأثيرها السلبي علي مستوي الرؤية بالنسبة لقائدي السيارات.
ويضيف النعيمي: خطورة غبار الكسارة قائمة سواء في حالة وجود عواصف أوحتي رياح عادية ومع ذلك فإن هذه الخطورة تتضاعف بشكل أكثر في المساء حيث لاحظت أن الكسارة تعمل أحيانا في أوقات الليل أيضا الأمر الذي قد يؤدي لاقدر الله الي وقوع كوارث قد تفوق الحادث الأخير ومن وجهة نظري" والكلام لايزال علي لسان خالد النعيمي" يتعين علي الجهات المعنية سرعة بحث أوضاع تلك الكسارة وباقي الكسارات الأخري الموجودة علي الطريق وإستخلاص العبر والدروس من الحادث الأخير لتجنب وقوع حوادث أخري في المستقبل .
المواطن مهنا الشمري يؤكد هو الآخر أن وجود الكسارة في هذا المكان خطأ كبير ويتساءل بدهشة بالغة قائلا: كيف غاب علي الجهات المعنية التي أعطت التراخيص للكسارة مراعاة مدي تأثيرها علي مستخدمي الطريق؟
ويضيف: الكسارة موجودة في وادي غير ذي زرع ومن المعروف أن الرياح في المنطقة أغلبها رياح شمالية وبالتالي فإن أي غبار ينتج من الكسارة سوف تحمله الرياح قطعا بإتجاه الطريق مما يؤثر علي مستوي الرؤية لذلك كان من المفترض عدم السماح بوضع مثل هذه الكسارات إلا علي بعد مسافات كافية من الطريق حتي نتجنب تأثيرها علي مستخدميه أو أن يتم وضعها علي الجانب الأيسر.
ويقول الشمري: أما وقد أصبحت تلك الكسارات موجودة بالفعل فإنه يتوجب علي الجهات المعنية إما أن تعمل علي نقلها بعيدا عن الطريق أو تتعامل معها بإعتبارها أمرا واقعا وتسعي لوضع ضوابط مشددة عليها حتي نتجنب تكرار وقوع كوارث جديدة مستقبلا .
نفس الكلام يردده المواطن محمد هادي العنزي حيث يقول: رغم وجود عدد من الكسارات علي طريق سلوي إلا أن الكسارة الموجودة في منطقة العريقي والتي وقع أمامها الحادث الأخير هي الأقرب للطريق وبالتالي فإن تأثيرها يختلف عن تأثير باقي الكسارات ، من هنا فإنه من الأهمية بمكان أن تقوم الجهات المختصة بدراسة مدي التأثيرات الناتجة عن طريقة عملها علي مستخدمي الطريق وسرعة إتخاذ الإجراءت الكفيلة بمنع تكرار حوادث أخري وأن نعتبر ما جري درسا نتعلم منه ، علما أنه لولا العناية الإلهية ثم سرعة تصرف رجال قسم شرطة مكينس و رجال الدوريات وقرارهم الفوري بإغلاق الطريق من الإتجاهين لكانت الخسائر البشرية والمادية قد إرتفعت أكثر من ذلك بكثير.
المواطن سعود الهاجري يكاد يمر علي الطريق بشكل يومي متوجها الي عمله يقول الهاجري: سحابات الغبار التي تثيرها الكسارة علي الطريق ليست كلها بمستوي واحد حيث تختلف قوتها وبالتالي خطورتها تبعا لأحوال الرياح، فكلما كانت الريح شديدة إنخفض مستوي الرؤية علي الطريق الي درجة قد تصل الي حد العدم مثلما جري في الحادث الأخير وفي هذه اللحظه تكمن خطورة سحابات غبار الكسارة الأمر الذي يتطلب من السائقين مراعاة الحيطة والحذر وتجنب السرعة في القيادة حتي لا يجد السائق نفسه مضطرا علي سبيل المثال للهبوط المفاجئ بسرعته من 120 كيلو مترا في الساعة الي درجة الوقوف مما يترتب عليه اصطدام السيارات القادمة من الخلف به.
المهندس سلطان حسن يعمل بالبلدية إلتقته الراية في منفذ أبو سمرة فسألناه عن رأيه في موقع الكسارة فرد علينا بنبرة قوية :
المكان خطأ بكل تأكيد وكان يتعين أن يتم وضعها بعيدا عن الطريق بمسافة لاتقل عن كيلو متر حتي نتجنب التأثيرات السلبية الناجمة عنها.
و الحادث الأخير خير دليل علي ذلك فهل هو من قبيل المصادفه أن يقع الحادث أمام الكسارة مباشرة علي الرغم من أن المنطقة التي وقع بها ليس بها أي إشغالات أو تحويلات .
ويشير المهندس سلطان الي أن أي كسارة قبل أن تعمل ينبغي أن تحصل علي موافقات من عدة جهات في مقدمتها إدارة الطرق بهيئة الأشغال العامه مضيفا أنه علي ضوء الحادث الأخير فينبغي علي الجهات المعنية مراجعة ملف هذه الكسارة وغيرها من الكسارات وأن نعتبر ما حدث هو جرس إنذار ونأخذ منه الدروس والعبر حتي لا نفاجأ بوقوع كارثة أخري.
المصدر الراية 1-6-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=352134&version=1&template_id=20&parent_id=19