الخبير العقاري
01-06-2008, 11:57 PM
ومضة .. هيئة التعليم.. القضية التعليمية إلي أين..؟!
بقلم : عائشة عبيدان (كاتبة قطرية ) ..إذا لم تشغلنا القضية التعليمية وخاصة في سنواتها الأخيرة، في ضوء المتغيرات التعليمية التي طرأت علي ملامحها التعليمية التقليدية، والتي تتحكم فيها النوعية التعليمية والاستقلالية المنهجية سمتا المدارس المستقلة، والضعف والمتاجرة سمتا المدارس الخاصة إذن ما هو الأهم في الطرح والمناقشة والعلاج.. أليس التعليم يقدم مخرجات بشرية متعلمة ومثقفة وواعية!!
أليس من أهداف التعليم تسليح المتعلم بالقدرة علي التفكير المنطقي، والتفكير الناقد والقدرة علي استشراف المستقبل!! أليس التعليم هو الدينامو الأساسي الذي يحرك عملية التنمية في الدولة!! أليس التعليم من الأولويات في الميزانية السنوية للدولة وينفق عليه المليارات للتحسين والتطوير..!!
فأين وضعية التعليم في المجتمع!! لماذا أصبح في الدرك الأسفل!! لماذا افتقد الجدية، وترسخ مفهوم اللامبالاة عند المتعلمين..!! وإلي متي سيبقي التعليم في المجتمع قضية ممتدة، سلبياتها واشكالياتها، وهمومها تتصدر الوسائل الإعلامية بصفة يومية دون نتائج، دون تحريك الضمائر المسؤولة عن التعليم للإصلاح والبحث عن الخلل..!! تلك الضمائر التي لا تحركها إلا الوسائل الإعلامية عند التصريح عن التغيير والتطوير التعليمي..!!
إذن.. هناك خلل عام ربما لا يلمسه إلا المتعاملون عن قرب مع منظومة التعليم من أولياء الأمور والطلبة، واتسعت دائرة هذا الخلل مع امتداد المدارس المستقلة وتنوع المدارس الخاصة التي اتخذت التعليم متاجرة ربحية دون التفكير في كيفية الأداء..!!
.. يؤلمنا
التراجع التعليمي في المجتمع، كما يؤلمنا غياب المسؤولين عن هذه القضية التي اتسعت ثقوبها، مما يفسر غياب الضمير وغياب الانتماء، وغياب المسؤولية والمحاسبة، ويفسر انعدام المصداقية في التقارير السنوية للجهات العليا المسؤولة عن التعليم، لذلك وبصورة عامة اتخذ التعليم مساره نحو الضعف في المخرجات والتهميش عند القائمين والمسؤولين دون الاحساس بأن هذا المنحني السلبي إجرام في حق التعليم.
.. إن
توفير المباني العالية الجودة في المتطلبات والسعة المكانية، والتزويد بالأجهزة والآليات التعليمية المطورة والمستحدثة هي مطلب للتجديد ولكنها جزء من كل في العملية التعليمية.. كما ان الغوص بلا حدود في بحر المشاريع والمناشط بأنواعها، والتسابق الإعلامي لا يدل علي تحقيق النجاح التعليمي للمبادرة التعليمية بقدر ما هي تلميع وتشهير إعلامي للجهات المنفذة والقائمة من الإدارات المدرسية.. كما أن عملية التضخم لإعداد المتعلمين للالتحاق بالمدارس والتسابق الممتد لها لعدم وجود البدائل، وليس القناعة والإيمان بالنجاح الذي حققته المدارس التابعة لهيئة التعليم.
ويبقي
المعلم هو الحلقة المفقودة في التعليم، ويبقي هو العنصر الأول في إحداث الخلل التعليمي الذي تعاني منه أغلب المدارس المستقلة التابعة لهيئة التعليم والمدارس الأهلية والخاصة التابعة لوزارة التربية، وما يفتقده هذا المعلم من جودة في المفاهيم، وجودة في المعايير وجودة في الأداء، وجودة في المهارات التعليمية، أليست تلك رسالة المدارس المستقلة التي فرضت باشكالياتها ومتغيراتها وتنوعها علي المجتمع!!
فأين المعلم الجيد في هذه المدارس التي تسعي للجودة التعليمية، متي يُحسن اختيار المعلم القادر علي إدارة دفة المبادرة التعليمية بأهدافها ومعاييرها وبطريقة سليمة!! أين الضمير حتي أصبحت معظم مدارس الهيئة حقول تجارب للطلبة داخل نطاقها التعليمي بوجود المعلم الضعيف لغويا وعلميا، المعلم المتذبذب، المعلم المتغيب المعلم المنقطع.. الخ.
.. إن
التصريحات التي يدلي بها المسؤولون عن العملية التعليمية والمتعلقة بالتطوير والتغيير يغيب عنها التركيز علي المعلم وكفاءته وقدراته التعليمية والتربوية.. كما يغيب عنها المتابعة والمحاسبة للمتلاعبين بالعملية التعليمية من المعلمين المقصرين الذين اتخذوا التعليم مهنة وليست رسالة، هناك من لا يدرك كيفية تطبيق المعايير وهناك من لا يحسن التعامل مع الطلبة تربوياً، وهناك من تنقصه المعلومات والحقائق العلمية، ونقلها بالصور الصحيحة والسليمة، وهناك.. الكثير.. تفسرها شكاوي أولياء الأمور وشكاوي الطلبة من التقصير في كيفية الأداء داخل الفصل الدراسي وكيفية التدريس للمناهج، ومدي تطبيق المعايير، وكيفية الإهمال في المتابعة للطلبة، واللامبالاة في صحة المعلومات والمعارف، وغيرها من الأمور المتعلقة بالمناهج والمعلمين في أغلب المدارس التابعة للهيئة والتي اصبحت - مع الأسف - معظمها أمكنة حاضنة لإيواء واحتضان مَنْ يبحثون عن وظائف شاغرة وخاصة العناصر الأجنبية والتي ارتفع فيها المؤشر التعليمي لها في هذه المدارس بنصيب الأسد ومن مختلف الجنسيات واللغات والسلوكيات، فكيف لا يتدني المستوي التعليمي، وكيف لا تضعف المخرجات التعليمية.. وكيف يمكن اصلاح الخلل.. والقضية التعليمية يسودها التهميش والتذييل في حقيبة المسؤولين عنها، ومن يقع علي عاتقهم المسؤولية التعليمية في هيئة التعليم.
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=352195&version=1&template_id=24&parent_id=23
بقلم : عائشة عبيدان (كاتبة قطرية ) ..إذا لم تشغلنا القضية التعليمية وخاصة في سنواتها الأخيرة، في ضوء المتغيرات التعليمية التي طرأت علي ملامحها التعليمية التقليدية، والتي تتحكم فيها النوعية التعليمية والاستقلالية المنهجية سمتا المدارس المستقلة، والضعف والمتاجرة سمتا المدارس الخاصة إذن ما هو الأهم في الطرح والمناقشة والعلاج.. أليس التعليم يقدم مخرجات بشرية متعلمة ومثقفة وواعية!!
أليس من أهداف التعليم تسليح المتعلم بالقدرة علي التفكير المنطقي، والتفكير الناقد والقدرة علي استشراف المستقبل!! أليس التعليم هو الدينامو الأساسي الذي يحرك عملية التنمية في الدولة!! أليس التعليم من الأولويات في الميزانية السنوية للدولة وينفق عليه المليارات للتحسين والتطوير..!!
فأين وضعية التعليم في المجتمع!! لماذا أصبح في الدرك الأسفل!! لماذا افتقد الجدية، وترسخ مفهوم اللامبالاة عند المتعلمين..!! وإلي متي سيبقي التعليم في المجتمع قضية ممتدة، سلبياتها واشكالياتها، وهمومها تتصدر الوسائل الإعلامية بصفة يومية دون نتائج، دون تحريك الضمائر المسؤولة عن التعليم للإصلاح والبحث عن الخلل..!! تلك الضمائر التي لا تحركها إلا الوسائل الإعلامية عند التصريح عن التغيير والتطوير التعليمي..!!
إذن.. هناك خلل عام ربما لا يلمسه إلا المتعاملون عن قرب مع منظومة التعليم من أولياء الأمور والطلبة، واتسعت دائرة هذا الخلل مع امتداد المدارس المستقلة وتنوع المدارس الخاصة التي اتخذت التعليم متاجرة ربحية دون التفكير في كيفية الأداء..!!
.. يؤلمنا
التراجع التعليمي في المجتمع، كما يؤلمنا غياب المسؤولين عن هذه القضية التي اتسعت ثقوبها، مما يفسر غياب الضمير وغياب الانتماء، وغياب المسؤولية والمحاسبة، ويفسر انعدام المصداقية في التقارير السنوية للجهات العليا المسؤولة عن التعليم، لذلك وبصورة عامة اتخذ التعليم مساره نحو الضعف في المخرجات والتهميش عند القائمين والمسؤولين دون الاحساس بأن هذا المنحني السلبي إجرام في حق التعليم.
.. إن
توفير المباني العالية الجودة في المتطلبات والسعة المكانية، والتزويد بالأجهزة والآليات التعليمية المطورة والمستحدثة هي مطلب للتجديد ولكنها جزء من كل في العملية التعليمية.. كما ان الغوص بلا حدود في بحر المشاريع والمناشط بأنواعها، والتسابق الإعلامي لا يدل علي تحقيق النجاح التعليمي للمبادرة التعليمية بقدر ما هي تلميع وتشهير إعلامي للجهات المنفذة والقائمة من الإدارات المدرسية.. كما أن عملية التضخم لإعداد المتعلمين للالتحاق بالمدارس والتسابق الممتد لها لعدم وجود البدائل، وليس القناعة والإيمان بالنجاح الذي حققته المدارس التابعة لهيئة التعليم.
ويبقي
المعلم هو الحلقة المفقودة في التعليم، ويبقي هو العنصر الأول في إحداث الخلل التعليمي الذي تعاني منه أغلب المدارس المستقلة التابعة لهيئة التعليم والمدارس الأهلية والخاصة التابعة لوزارة التربية، وما يفتقده هذا المعلم من جودة في المفاهيم، وجودة في المعايير وجودة في الأداء، وجودة في المهارات التعليمية، أليست تلك رسالة المدارس المستقلة التي فرضت باشكالياتها ومتغيراتها وتنوعها علي المجتمع!!
فأين المعلم الجيد في هذه المدارس التي تسعي للجودة التعليمية، متي يُحسن اختيار المعلم القادر علي إدارة دفة المبادرة التعليمية بأهدافها ومعاييرها وبطريقة سليمة!! أين الضمير حتي أصبحت معظم مدارس الهيئة حقول تجارب للطلبة داخل نطاقها التعليمي بوجود المعلم الضعيف لغويا وعلميا، المعلم المتذبذب، المعلم المتغيب المعلم المنقطع.. الخ.
.. إن
التصريحات التي يدلي بها المسؤولون عن العملية التعليمية والمتعلقة بالتطوير والتغيير يغيب عنها التركيز علي المعلم وكفاءته وقدراته التعليمية والتربوية.. كما يغيب عنها المتابعة والمحاسبة للمتلاعبين بالعملية التعليمية من المعلمين المقصرين الذين اتخذوا التعليم مهنة وليست رسالة، هناك من لا يدرك كيفية تطبيق المعايير وهناك من لا يحسن التعامل مع الطلبة تربوياً، وهناك من تنقصه المعلومات والحقائق العلمية، ونقلها بالصور الصحيحة والسليمة، وهناك.. الكثير.. تفسرها شكاوي أولياء الأمور وشكاوي الطلبة من التقصير في كيفية الأداء داخل الفصل الدراسي وكيفية التدريس للمناهج، ومدي تطبيق المعايير، وكيفية الإهمال في المتابعة للطلبة، واللامبالاة في صحة المعلومات والمعارف، وغيرها من الأمور المتعلقة بالمناهج والمعلمين في أغلب المدارس التابعة للهيئة والتي اصبحت - مع الأسف - معظمها أمكنة حاضنة لإيواء واحتضان مَنْ يبحثون عن وظائف شاغرة وخاصة العناصر الأجنبية والتي ارتفع فيها المؤشر التعليمي لها في هذه المدارس بنصيب الأسد ومن مختلف الجنسيات واللغات والسلوكيات، فكيف لا يتدني المستوي التعليمي، وكيف لا تضعف المخرجات التعليمية.. وكيف يمكن اصلاح الخلل.. والقضية التعليمية يسودها التهميش والتذييل في حقيبة المسؤولين عنها، ومن يقع علي عاتقهم المسؤولية التعليمية في هيئة التعليم.
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=352195&version=1&template_id=24&parent_id=23