Love143
01-11-2005, 01:51 AM
في تقرير مجلة ميد : أداء اقتصادي غير مسبوق في قطر
تقرير خاص - آفاق باهرة
في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة من مساء يوم 19 مارس وقعت عملية إجرامية في الدوحة. فبينما كان المقيمون والمواطنون يجلسون في صمت ليشاهدوا عرضا لمسرحية وليام شكسبير الليلة الثانية عشرة هز انفجار الجانب الغربي من مسرح الدوحة بلايرز مما أسفر عن مقتل مواطن بريطاني وجرح 12 آخرين علي الأقل.
لم تكن تلك هي المرة الأولي التي تتعرض فيها الدوحة لهجوم بسيارة مفخخة، ففي فبراير من عام 2003 اغتيل الرئيس الشيشاني الأسبق سليم خان يندر باييف من قبل العملاء الروس في الخليج الغربي مما أدي إلي توسعة الحرب الشيشانية لآلاف الأميال غير ان هجوم مارس جاء مختلفا للغاية ومثيراً للقلق بدرجة أكبر فقد كان الهدف هشاً ورمزاً لمجتمع الجالية الغربية وكان مدبر الهجوم رب أسرة مصري عاش في الدوحة لمدة 15 عاماً ولم تكن لديه صلات معروفة مع منظمات مسلحة وكان يعمل لدي قطر للبترول، أكثر شركات الدولة أهمية من الناحية الاستراتيجية.
وكما حدث في أماكن أخري في الخليج تم التشديد علي الأمن الداخلي منذ غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في شهر أبريل من عام 2003. وكان للدوحة باعتبارها قاعدة للألوف من القوات الأمريكية لإبقائها علي علاقات ممتازة مع واشنطن ولندن ولكونها نقطة جذب لكبار المستثمرين العالميين في مجال الطاقة كان لها أسباب معقولة لأن تتحلي باليقظة. ومع ذلك فقد جاءت التفجيرات كصدمة إذ ان قطر لم تشهد في تاريخها الحديث عمليات مسلحة إسلامية.
جاءت ردة الفعل علي المأساة قوية ومعبرة. وكان أكثر الردود وضوحاً في الحادي والعشرين من مارس عندما خرجت مسيرة شارك فيها الآلوف ومثلت كل المواطنين والاتجاهات الدينية في البلاد لتدين الهجوم ولتعبر عن تأييدها للضحايا. وما يماثل ذلك أهمية هو ان التفجير لم يتسبب في خروج جماعي للأجانب كما لم يحدث ذعراً في الشراء أو تكالبا علي النقد الاجنبي أو علي سوق الدوحة للأوراق المالية مما يدل علي ان الأغلبية العظمي من المقيمين نظروا إليه باعتباره حدثا معزولا. يقول أحد الدبلوماسيين المقيمين في الدوحة: لو أن هذا وقع في أجزاء أخري من الخليج لحدث صخب وهزة اقتصادية خطيرة. لقد أظهرت ردة الفعل هنا مدي قوة الأسس في الساحات السياسية والاقتصادية .
ظهرت قوة قطر الاقتصادية التي تتجذر في مكامن حقل غاز الشمال أكثر وضوحاً في الأشهر الستة التي أعقبت الهجوم. بدا الاقتصاد معافي بصورة استثنائية. ويعني أسعار الطاقة المرتفعة والازدياد في إنتاج البترول والغاز الطبيعي المسال ان النمو الاقتصادي الاسمي في العام الحالي سيصل حسب التوقعات إلي 25 - 27 في المائة، كما ان فائض الحكومة سيرتفع إلي 4 مليارات دولار فيما سيقفز متوسط دخل الفرد إلي أكثر من 40 ألف دولار ليضع قطر فوق الولايات المتحدة.
أما زيادة السيولة التي يدفعها جزئيا زيادة قدرها 23 في المائة في النفقات العامة المدرجة في موازنة العام المالي 2005/2006 فيمكن ان تلحظ في كل مكان. ففي الخليج الغربي هناك العشرات من الأبراج قيد الإنشاء إذ ان المستثمرين غرقوا في سوق العقارات الذي يشهد طفرة كبيرة. وقد حققت سوق الدوحة للأوراق المالية ارتفاعاً يصل إلي ما يقارب 100 في المائة منذ شهر يناير وشهدت طلبا مسعورا علي الطلبات العامة المبدئية كما شهدت معارض السيارات مبيعات قياسية.
ومن غير المنتظر ان يكون أداء عام 2005 أداء استثنائيا إذ قال سعادة الشيخ محمد بن أحمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة لميدز سنواصل تحقيق نمو قوي خلال الأعوام الستة إلي الثمانية القادمة وليست ثقة الوزير في غير مكانها، ففي الأشهر التسعة الأخيرة وحدها ارست قطر للبترول وشركاؤها الأجانب في الغاز الطبيعي المسال بقطر مقاولات لبناء منشآت لإنتاج أكثر من 30 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في العام مع أعمال لإنتاج 15،8 مليون طن في العام من المتوقع ان يتم ارساؤها خلال العام القادم. وأول المقاولات الرئيسية أرسيت بشأن مشروع متكامل لتحويل الغاز إلي سوائل بقيمة 7 مليارات دولار خططت له مجموعة شل الهولندية الملكية والثاني برنامج استثمار البتروكيماويات كاتوفين كيوكم 2 بقيمة 2،5 مليار دولار ومشروع الدولة لتطوير البنية التحتية بقيمة 7 مليارات دولار. ولن يكون ذلك نهاية المطاف حيث ان هناك مشروعاً جديداً بقيمة 100 مليار يجري الحديث عنه خلال السنوات العشر القادمة.
ولا شك ان حمي المشروعات غير المسبوقة سيتسبب حتمياً في ضغط شديد علي الموارد.
في الربيع أعلن سعادة السيد عبد اللَّه بن حمد العطية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة انه بينما ستمضي
تقرير خاص - آفاق باهرة
في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة من مساء يوم 19 مارس وقعت عملية إجرامية في الدوحة. فبينما كان المقيمون والمواطنون يجلسون في صمت ليشاهدوا عرضا لمسرحية وليام شكسبير الليلة الثانية عشرة هز انفجار الجانب الغربي من مسرح الدوحة بلايرز مما أسفر عن مقتل مواطن بريطاني وجرح 12 آخرين علي الأقل.
لم تكن تلك هي المرة الأولي التي تتعرض فيها الدوحة لهجوم بسيارة مفخخة، ففي فبراير من عام 2003 اغتيل الرئيس الشيشاني الأسبق سليم خان يندر باييف من قبل العملاء الروس في الخليج الغربي مما أدي إلي توسعة الحرب الشيشانية لآلاف الأميال غير ان هجوم مارس جاء مختلفا للغاية ومثيراً للقلق بدرجة أكبر فقد كان الهدف هشاً ورمزاً لمجتمع الجالية الغربية وكان مدبر الهجوم رب أسرة مصري عاش في الدوحة لمدة 15 عاماً ولم تكن لديه صلات معروفة مع منظمات مسلحة وكان يعمل لدي قطر للبترول، أكثر شركات الدولة أهمية من الناحية الاستراتيجية.
وكما حدث في أماكن أخري في الخليج تم التشديد علي الأمن الداخلي منذ غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في شهر أبريل من عام 2003. وكان للدوحة باعتبارها قاعدة للألوف من القوات الأمريكية لإبقائها علي علاقات ممتازة مع واشنطن ولندن ولكونها نقطة جذب لكبار المستثمرين العالميين في مجال الطاقة كان لها أسباب معقولة لأن تتحلي باليقظة. ومع ذلك فقد جاءت التفجيرات كصدمة إذ ان قطر لم تشهد في تاريخها الحديث عمليات مسلحة إسلامية.
جاءت ردة الفعل علي المأساة قوية ومعبرة. وكان أكثر الردود وضوحاً في الحادي والعشرين من مارس عندما خرجت مسيرة شارك فيها الآلوف ومثلت كل المواطنين والاتجاهات الدينية في البلاد لتدين الهجوم ولتعبر عن تأييدها للضحايا. وما يماثل ذلك أهمية هو ان التفجير لم يتسبب في خروج جماعي للأجانب كما لم يحدث ذعراً في الشراء أو تكالبا علي النقد الاجنبي أو علي سوق الدوحة للأوراق المالية مما يدل علي ان الأغلبية العظمي من المقيمين نظروا إليه باعتباره حدثا معزولا. يقول أحد الدبلوماسيين المقيمين في الدوحة: لو أن هذا وقع في أجزاء أخري من الخليج لحدث صخب وهزة اقتصادية خطيرة. لقد أظهرت ردة الفعل هنا مدي قوة الأسس في الساحات السياسية والاقتصادية .
ظهرت قوة قطر الاقتصادية التي تتجذر في مكامن حقل غاز الشمال أكثر وضوحاً في الأشهر الستة التي أعقبت الهجوم. بدا الاقتصاد معافي بصورة استثنائية. ويعني أسعار الطاقة المرتفعة والازدياد في إنتاج البترول والغاز الطبيعي المسال ان النمو الاقتصادي الاسمي في العام الحالي سيصل حسب التوقعات إلي 25 - 27 في المائة، كما ان فائض الحكومة سيرتفع إلي 4 مليارات دولار فيما سيقفز متوسط دخل الفرد إلي أكثر من 40 ألف دولار ليضع قطر فوق الولايات المتحدة.
أما زيادة السيولة التي يدفعها جزئيا زيادة قدرها 23 في المائة في النفقات العامة المدرجة في موازنة العام المالي 2005/2006 فيمكن ان تلحظ في كل مكان. ففي الخليج الغربي هناك العشرات من الأبراج قيد الإنشاء إذ ان المستثمرين غرقوا في سوق العقارات الذي يشهد طفرة كبيرة. وقد حققت سوق الدوحة للأوراق المالية ارتفاعاً يصل إلي ما يقارب 100 في المائة منذ شهر يناير وشهدت طلبا مسعورا علي الطلبات العامة المبدئية كما شهدت معارض السيارات مبيعات قياسية.
ومن غير المنتظر ان يكون أداء عام 2005 أداء استثنائيا إذ قال سعادة الشيخ محمد بن أحمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة لميدز سنواصل تحقيق نمو قوي خلال الأعوام الستة إلي الثمانية القادمة وليست ثقة الوزير في غير مكانها، ففي الأشهر التسعة الأخيرة وحدها ارست قطر للبترول وشركاؤها الأجانب في الغاز الطبيعي المسال بقطر مقاولات لبناء منشآت لإنتاج أكثر من 30 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في العام مع أعمال لإنتاج 15،8 مليون طن في العام من المتوقع ان يتم ارساؤها خلال العام القادم. وأول المقاولات الرئيسية أرسيت بشأن مشروع متكامل لتحويل الغاز إلي سوائل بقيمة 7 مليارات دولار خططت له مجموعة شل الهولندية الملكية والثاني برنامج استثمار البتروكيماويات كاتوفين كيوكم 2 بقيمة 2،5 مليار دولار ومشروع الدولة لتطوير البنية التحتية بقيمة 7 مليارات دولار. ولن يكون ذلك نهاية المطاف حيث ان هناك مشروعاً جديداً بقيمة 100 مليار يجري الحديث عنه خلال السنوات العشر القادمة.
ولا شك ان حمي المشروعات غير المسبوقة سيتسبب حتمياً في ضغط شديد علي الموارد.
في الربيع أعلن سعادة السيد عبد اللَّه بن حمد العطية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة انه بينما ستمضي