عبدالله العذبة
06-06-2008, 07:29 PM
نتطلع إلى « شورى » لا مساقط فيه
- انعم الله علينا بنعم كثيرة متوالية لا ندرك جلها،
ويحتل مقدمتها ديننا ونشأتنا على ارض الجزيرة وما
احتوته من أماكن مقدسة وما درج عليها من نبوات
متعاقبة ختمت بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
- وترعرعنا على ارض حسبت من قديم الزمان
وحديثه بأنها ارض رخاء وأمان هي "قطر" وبفضل الله
أدركنا عهد قاد زمام أمورها رجل سعى ليحقق مجد
أهلها على أسس راسخة وقواعد متينة مسابقا الزمن
في ذلك ومستبقا شعبه بل ومتحسسا لحاجاتهم
ومقرا بحقهم في حياة كريمة ليشترك الجميع في
تحقيقها.
- ولأني لا اتفق مع من يطلق المكرمات على أعمال
او قرارات هي حق من حقوق الإنسان ومسئولية يناط
بها من يتولى أمرهم، فان صاحب السمو الأمير قد
أكرمه الله بمبادرة لمشروع دستور للبلاد هو القمة
فيما يرتجيه شعب من قائده، فكان لسموه هذا
الشرف والسبق في عمل جديد وقرار رشيد سيظل
شعبه يدين به له ما تعاقبت الليالي والأيام وما أنجز
في ظلاله من مشاريع سيكون فيها الخير والرشاد.
ولأنه مشروع عملاق فإننا نتطلع الى قيامه على أساس
يقوم على الثوابت لا المتغيرات وعلى نظرة بعيدة
نتخطى فيها زماننا ويتسع أفقنا لا نظرة مجهريه
تضيق مساحتها وتركز على جزيئات بسيطة فيه.
- نريد شورى يفسح فيه لأجيال تحسن أدب الحوار
لا التشهير والتجريح والنقد الهدام وتحمى بقانون لا
يخضع لأهواء الأفراد.
- ان المساقط التي نخشاها في مشروعنا العملاق ان
يبنى على اسس قبلية او عائلية تلعب فيها المشاعر لا
العقول دورها ويتقزم فيها الفكر لينحصر في مصلحة
افراد قليلة لا ليتعملق ليحمل هم امته ووطنه، انه
مسقط نخشى منه على هذا الوطن لأنه يحمل عاقبة
اسوأ من ذلك وهي الظلم لافراد عاشوا على ارض هذا
الوطن واسسوا لأمجاده ثم يهمشون في مشروع ما
شرع الا ليحقق العدل ويحفظ الكرامات.
- ايضا من المساقط التي يجب تجنبها هو ذلك
المسقط "مسقط الرأس" وان جاء كموضوع للنقاش
فانه يحمل مؤشرا لزيادة نسبة الخطأ في معايير
الترشيح التي من المفروض ان يتجنب القائمون فيها
قدر المستطاع احتمالات الخطأ ، ويراعوا سهولة
التطبيق والتقييم، فهل يقدر القائمون على هذا
العمل نسبة الخطأ في ذلك وهل هم على قدرة بتتبع
سجل الافراد وحياتهم وهل ادرك القائمون انهم
بذلك قد تحولوا من مشروع دستوري وطني الى
مشروع يخرجون به كتبا لمذكرات حياة كل فرد.
- المسقط الاخر الذي لابد ان يدرك انه من
المستلزمات المهمة لقيام مجلس الشورى المنتظر
هىَ حقوق المواطنة الواضحة التي يجب ان يعرفها
كل مواطن ومقيم. يأتي في مقدمتها حقه في التمتع
بحقوقه الكاملة في هذا الوطن من حمل جنسيته
ووضع القوانين التي تحمى من انتزاعها منه لاي سبب
من الأسباب او تحرمه من اكتسابها، فان ذلك اول
الحق للابناء على اوطانهم وإلا لولا ذاك فإن الارض
واسعة والأرزاق بيد الكريم المتعال.
- إن من حق من عاش على هذه الارض عشرات
السنين او لجأ اليها "بسلب اوطانهم او ضيق العيش
فيها" وواكب نشأتها وساهم في بنائها ولم يحملوا
جنسيتها في حين تمتع بها آخرون لا يشفع لهم سوى
معرفتهم او عملهم عند فلان او فلان، ان من حقهم ان
يمنحوا حق المشاركة بارائهم السديدة في اختيار من
يرونهم اولى بمن يرسم سياسة بلد يعيشون فيه.
- أما المرأة التي كثر الجدل في أمرها متجاهلين
دورها قديما في صناعة الرجال وإدارة البيت وتربية
الأجيال والمال، وكيف أنها شاركت أعظم الرجال
وهو محمد صلى الله عليه وسلم في سيرته السياسية
والدينية والاجتماعية والاقتصادية بقرارات لا يزال
يتعبد بها من 15 قرنا الى قيام الساعة، فإنها حتما
ستكون قادرة على أن تشق طريقها لتأخذ مكانها لا
اعتمادا على جنس ولا حاجة الى "كوتا" ولا تعيين
ولكن بقوة عزيمة وصدق نية وصلاح مظهر ومخبر
وإدراك لأولوياتها، وتلك هي مقوماتها للنجاح وفوزها
بعمل صالح تسهم به في بناء الوطن، فالله سبحانه
خاطب الجنسين بالدعوة للعمل الصالح ولم يحدده
وشملهم بالجزاء ولم يقتصره على جنس دون آخر (من
عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة
طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) آية
97 النحل.
- ان المجالس البرلمانية او الشورية وقيامها والقوانين
التي تمكن الأفراد من المشاركة فيها والدوائر
الانتخابية التي تمثلها قد سبقنا فيها امم قامت
وكونوا بهذه المجالس حضارات وانعمت على بلادهم
واهلها برغد العيش وفي مقدمتها العدالة والكرامة
الانسانية منها من نختلف معه في الدين كبريطانيا
ومنها من نتشارك معه في كثير من الظروف كدولة
الكويت (وان طغت خلافاتهم ولكني على ثقة بانهم
في حالة صحية واوثق خطى من غيرهم).
- ان علينا ان نستفيد من تجاربهم الثرية ونبني
مجلسنا على اساس يبقى للزمان لا يتحول مع تحول
الافراد وتنقلهم من مكان الى مكان.
ختاما:
اننا في انتظار نظام انتخابي يجتهد قبل قيامه في
حصر احتمالات الخطأ في ادنى معدلاته وترتفع فيه
العدالة والكرامة والمساواة لتبلغ اعلى معدلاتها.
و اننا نطمح في مجلس شورى او برلمان نيابي
نرتقي به بوطننا وامتنا الى مصاف دول حققت به
الرخاء المعيشي والعدالة الانسانية وذلك لتفعيل
power دولة المؤسسات التي تتلاشى عندها ال
أي تلك التي يغلب على سياستها distance
وقراراتها الطابع المؤسسي لا الفردي وهي التي بينها
في دراسته القائمة على خمس Geet Hofstede
power محاور للثقافة المجتمعية من ضمنها ال
والتي مع الأسف دولنا العربية صنفت من distance
بنسبة بلغت % 80 في large power distance
small power distance حين ان إسرائيل من ال
بنسبة بلغت % 13 ، وفي هذا ما يكفي من الشرح.
بقلم د. نورة بنت علي آل حنزاب
كاتبة قطرية
n-alhenzab@hotmail.com
المصدر الشرق 5-6-2008 http://www.al-sharq.com/UserFiles/PDF/WeeklyArchive/------5-6-2008------.pdf
- انعم الله علينا بنعم كثيرة متوالية لا ندرك جلها،
ويحتل مقدمتها ديننا ونشأتنا على ارض الجزيرة وما
احتوته من أماكن مقدسة وما درج عليها من نبوات
متعاقبة ختمت بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
- وترعرعنا على ارض حسبت من قديم الزمان
وحديثه بأنها ارض رخاء وأمان هي "قطر" وبفضل الله
أدركنا عهد قاد زمام أمورها رجل سعى ليحقق مجد
أهلها على أسس راسخة وقواعد متينة مسابقا الزمن
في ذلك ومستبقا شعبه بل ومتحسسا لحاجاتهم
ومقرا بحقهم في حياة كريمة ليشترك الجميع في
تحقيقها.
- ولأني لا اتفق مع من يطلق المكرمات على أعمال
او قرارات هي حق من حقوق الإنسان ومسئولية يناط
بها من يتولى أمرهم، فان صاحب السمو الأمير قد
أكرمه الله بمبادرة لمشروع دستور للبلاد هو القمة
فيما يرتجيه شعب من قائده، فكان لسموه هذا
الشرف والسبق في عمل جديد وقرار رشيد سيظل
شعبه يدين به له ما تعاقبت الليالي والأيام وما أنجز
في ظلاله من مشاريع سيكون فيها الخير والرشاد.
ولأنه مشروع عملاق فإننا نتطلع الى قيامه على أساس
يقوم على الثوابت لا المتغيرات وعلى نظرة بعيدة
نتخطى فيها زماننا ويتسع أفقنا لا نظرة مجهريه
تضيق مساحتها وتركز على جزيئات بسيطة فيه.
- نريد شورى يفسح فيه لأجيال تحسن أدب الحوار
لا التشهير والتجريح والنقد الهدام وتحمى بقانون لا
يخضع لأهواء الأفراد.
- ان المساقط التي نخشاها في مشروعنا العملاق ان
يبنى على اسس قبلية او عائلية تلعب فيها المشاعر لا
العقول دورها ويتقزم فيها الفكر لينحصر في مصلحة
افراد قليلة لا ليتعملق ليحمل هم امته ووطنه، انه
مسقط نخشى منه على هذا الوطن لأنه يحمل عاقبة
اسوأ من ذلك وهي الظلم لافراد عاشوا على ارض هذا
الوطن واسسوا لأمجاده ثم يهمشون في مشروع ما
شرع الا ليحقق العدل ويحفظ الكرامات.
- ايضا من المساقط التي يجب تجنبها هو ذلك
المسقط "مسقط الرأس" وان جاء كموضوع للنقاش
فانه يحمل مؤشرا لزيادة نسبة الخطأ في معايير
الترشيح التي من المفروض ان يتجنب القائمون فيها
قدر المستطاع احتمالات الخطأ ، ويراعوا سهولة
التطبيق والتقييم، فهل يقدر القائمون على هذا
العمل نسبة الخطأ في ذلك وهل هم على قدرة بتتبع
سجل الافراد وحياتهم وهل ادرك القائمون انهم
بذلك قد تحولوا من مشروع دستوري وطني الى
مشروع يخرجون به كتبا لمذكرات حياة كل فرد.
- المسقط الاخر الذي لابد ان يدرك انه من
المستلزمات المهمة لقيام مجلس الشورى المنتظر
هىَ حقوق المواطنة الواضحة التي يجب ان يعرفها
كل مواطن ومقيم. يأتي في مقدمتها حقه في التمتع
بحقوقه الكاملة في هذا الوطن من حمل جنسيته
ووضع القوانين التي تحمى من انتزاعها منه لاي سبب
من الأسباب او تحرمه من اكتسابها، فان ذلك اول
الحق للابناء على اوطانهم وإلا لولا ذاك فإن الارض
واسعة والأرزاق بيد الكريم المتعال.
- إن من حق من عاش على هذه الارض عشرات
السنين او لجأ اليها "بسلب اوطانهم او ضيق العيش
فيها" وواكب نشأتها وساهم في بنائها ولم يحملوا
جنسيتها في حين تمتع بها آخرون لا يشفع لهم سوى
معرفتهم او عملهم عند فلان او فلان، ان من حقهم ان
يمنحوا حق المشاركة بارائهم السديدة في اختيار من
يرونهم اولى بمن يرسم سياسة بلد يعيشون فيه.
- أما المرأة التي كثر الجدل في أمرها متجاهلين
دورها قديما في صناعة الرجال وإدارة البيت وتربية
الأجيال والمال، وكيف أنها شاركت أعظم الرجال
وهو محمد صلى الله عليه وسلم في سيرته السياسية
والدينية والاجتماعية والاقتصادية بقرارات لا يزال
يتعبد بها من 15 قرنا الى قيام الساعة، فإنها حتما
ستكون قادرة على أن تشق طريقها لتأخذ مكانها لا
اعتمادا على جنس ولا حاجة الى "كوتا" ولا تعيين
ولكن بقوة عزيمة وصدق نية وصلاح مظهر ومخبر
وإدراك لأولوياتها، وتلك هي مقوماتها للنجاح وفوزها
بعمل صالح تسهم به في بناء الوطن، فالله سبحانه
خاطب الجنسين بالدعوة للعمل الصالح ولم يحدده
وشملهم بالجزاء ولم يقتصره على جنس دون آخر (من
عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة
طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) آية
97 النحل.
- ان المجالس البرلمانية او الشورية وقيامها والقوانين
التي تمكن الأفراد من المشاركة فيها والدوائر
الانتخابية التي تمثلها قد سبقنا فيها امم قامت
وكونوا بهذه المجالس حضارات وانعمت على بلادهم
واهلها برغد العيش وفي مقدمتها العدالة والكرامة
الانسانية منها من نختلف معه في الدين كبريطانيا
ومنها من نتشارك معه في كثير من الظروف كدولة
الكويت (وان طغت خلافاتهم ولكني على ثقة بانهم
في حالة صحية واوثق خطى من غيرهم).
- ان علينا ان نستفيد من تجاربهم الثرية ونبني
مجلسنا على اساس يبقى للزمان لا يتحول مع تحول
الافراد وتنقلهم من مكان الى مكان.
ختاما:
اننا في انتظار نظام انتخابي يجتهد قبل قيامه في
حصر احتمالات الخطأ في ادنى معدلاته وترتفع فيه
العدالة والكرامة والمساواة لتبلغ اعلى معدلاتها.
و اننا نطمح في مجلس شورى او برلمان نيابي
نرتقي به بوطننا وامتنا الى مصاف دول حققت به
الرخاء المعيشي والعدالة الانسانية وذلك لتفعيل
power دولة المؤسسات التي تتلاشى عندها ال
أي تلك التي يغلب على سياستها distance
وقراراتها الطابع المؤسسي لا الفردي وهي التي بينها
في دراسته القائمة على خمس Geet Hofstede
power محاور للثقافة المجتمعية من ضمنها ال
والتي مع الأسف دولنا العربية صنفت من distance
بنسبة بلغت % 80 في large power distance
small power distance حين ان إسرائيل من ال
بنسبة بلغت % 13 ، وفي هذا ما يكفي من الشرح.
بقلم د. نورة بنت علي آل حنزاب
كاتبة قطرية
n-alhenzab@hotmail.com
المصدر الشرق 5-6-2008 http://www.al-sharq.com/UserFiles/PDF/WeeklyArchive/------5-6-2008------.pdf