سيف قطر
08-06-2008, 08:26 AM
انخفاض سعر صرف الدولار
| تاريخ النشر:يوم الأحد ,8 يُونْيُو 2008 1:56 أ.م.
تقارير عديدة تؤكد تراجع الدولار امام العملات الرئيسية في الاسواق العالمية بشكل لم يسبق له مثيل خلال الـ 15 سنة الماضية وعدد كبير من خبراء المال والاقتصاد يؤكدون ان السبب الرئيسي لانخفاض سعر صرف الدولار يعود الى ان الاقتصاد الامريكي يعاني من عجز مزمن في ميزانه التجاري الذي يقدر بما يزيد على 832 مليار دولار، بالاضافة الى عوامل اخرى ولقد تركته الادارة الامريكية في هذه الحالة من الضعف والانخفاض المستمر لأنها تجد في ذلك سببا لانعاش قدرة صادراتها على المنافسة في الاسواق العالمية وبكل تأكيد فهي تعلم علم اليقين بأن الدولار الضعيف ومنخفض القيمة امام العملات الاخرى سيؤثر سلبا على كل المصدرين العالميين من خارج الولايات المتحدة الامريكية.
ولقد تسبب انخفاض الدولار في انه اسهم بشكل مباشر وبشكل قوي في رفع المؤشر العام للأسعار مسببا لتضخم عالمي للأسعار غير مسبوق منذ زمن طويل، حيث بات كل فرد يشعر به وفي مختلف بقاع العالم وبكل تأكيد فان تأثيره الأكثر صعوبة هو في ازدياد التحديات امام ذوي الدخل المحدود واتساع رقعة الفقر والجوع في كثير من بقاع العالم.
ان العالم الذي بات يصيح ليل نهار على المزيد من الارتفاعات الهائلة في مختلف صنوف المأكل والملبس والعيش الكريم بشكل لم يعد ممكنا معه للعديد من الأسر في العديد من دول العالم التكيف معها وفي رأي العديد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين وخبراء المال ان من احد اهم الاسباب لتلك الموجة العارمة من ارتفاع الاسعار والغلاء هو ان العالم بات تتحكم به القوة الاقتصادية والعسكرية الكبرى في العالم ومن خلال عملتها التي بدأت تتهاوى للعديد من الاسباب الداخلية والمغامرات العسكرية غير محسوبة العواقب الى درجة ان وصف رئيس صندوق النقد الدولي الازمة المالية التي تواجهها امريكا بأنها الاخطر منذ النكسة الكبرى.
وهنا نقتبس بعضا مما قاله الخبير الاقتصادي مروان اسكندر حيث لخص بان هبة الاسعار ارتبطت بضعف سعر الدولار الذي هو كذلك أثر على أسعار النفط وعلى أسعار الغاز وما شابه ذلك وضعف سعر الدولار يعود إلى سياسات أمريكية تعمم الآثار الضارة لأزمة التسليف المنزلي على بقية العالم، بمعنى ان الأمريكان كونهم يشكلون ما نسبته 25% لوحدهم من الاقتصاد العالمي يشركون بقية العالم في مشاكلهم شاء العالم أم لم يشأ، ويردف القول بان الدولار اليوم هو مشكلة أساسية وبالتالي فان الأسعار التي تقيم بالدولار سنبقى نشهد استمرار تصاعد اسعارها لمختلف السلع والمستوردات بشكل عام. وتشير تقارير صندوق النقد الدولي إلى ان ارتباط العملات بالدولار منخفض القيمة ادى الى ان اسعار صرف عملات دول مجلس التعاون الخليجي قد انخفضت فعليا بحوالي 12.5% فيما بين عامي 2003 و2006 بسبب ربط العملات بالدولار، وكذلك تقرير منظمة الاوبك في شهر 7- 2007 الذي يشير بوضوح الى انه مع انخفاض سعر الدولار فان اسعار النفط الحقيقية نظرا لارتباطها بالدولار متواصل الانخفاض قد انخفضت اي اسعار النفط بمقارنتها بأسعار النفط ذاتها لعام 2006م.
ويمكن تلمس اثر انخفاض سعر الدولار امام مختلف العملات العالمية، وذلك من خلال ما قدمته الكويت حينما اتخذت قرارها الاخير بربط سعر صرف دينارها بسلة عملات بدلا عن الدولار حيث قدمت تبريرها بالقول إنه كانت هناك انعكاسات سلبية لانخفاض سعر صرف الدولار على الاقتصاد الكويتي كما ساهم في تراجع القوة الشرائية للدينار الكويتي مقابل العملات الرئيسية العالمية.
وما حديث المستشار الاقتصادي الدكتور ابراهيم الابراهيم والمنشور بأنه لابد من التحرك بخصوص ربط الريال بالدولار وكذلك قوله إن الموضوع بات هو ما اذا كانت قطر ستتخذ قرارا منفردا ام مع شركائها في مجلس التعاون الخليجي وبكل تأكيد فان ما صرح به ينطلق من قناعة مستندة الى ما لديه من علم وخبرة واسعة ومن حرص اكيد.
سعيد خليل العبسي
salabsi@yahoo.com
| تاريخ النشر:يوم الأحد ,8 يُونْيُو 2008 1:56 أ.م.
تقارير عديدة تؤكد تراجع الدولار امام العملات الرئيسية في الاسواق العالمية بشكل لم يسبق له مثيل خلال الـ 15 سنة الماضية وعدد كبير من خبراء المال والاقتصاد يؤكدون ان السبب الرئيسي لانخفاض سعر صرف الدولار يعود الى ان الاقتصاد الامريكي يعاني من عجز مزمن في ميزانه التجاري الذي يقدر بما يزيد على 832 مليار دولار، بالاضافة الى عوامل اخرى ولقد تركته الادارة الامريكية في هذه الحالة من الضعف والانخفاض المستمر لأنها تجد في ذلك سببا لانعاش قدرة صادراتها على المنافسة في الاسواق العالمية وبكل تأكيد فهي تعلم علم اليقين بأن الدولار الضعيف ومنخفض القيمة امام العملات الاخرى سيؤثر سلبا على كل المصدرين العالميين من خارج الولايات المتحدة الامريكية.
ولقد تسبب انخفاض الدولار في انه اسهم بشكل مباشر وبشكل قوي في رفع المؤشر العام للأسعار مسببا لتضخم عالمي للأسعار غير مسبوق منذ زمن طويل، حيث بات كل فرد يشعر به وفي مختلف بقاع العالم وبكل تأكيد فان تأثيره الأكثر صعوبة هو في ازدياد التحديات امام ذوي الدخل المحدود واتساع رقعة الفقر والجوع في كثير من بقاع العالم.
ان العالم الذي بات يصيح ليل نهار على المزيد من الارتفاعات الهائلة في مختلف صنوف المأكل والملبس والعيش الكريم بشكل لم يعد ممكنا معه للعديد من الأسر في العديد من دول العالم التكيف معها وفي رأي العديد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين وخبراء المال ان من احد اهم الاسباب لتلك الموجة العارمة من ارتفاع الاسعار والغلاء هو ان العالم بات تتحكم به القوة الاقتصادية والعسكرية الكبرى في العالم ومن خلال عملتها التي بدأت تتهاوى للعديد من الاسباب الداخلية والمغامرات العسكرية غير محسوبة العواقب الى درجة ان وصف رئيس صندوق النقد الدولي الازمة المالية التي تواجهها امريكا بأنها الاخطر منذ النكسة الكبرى.
وهنا نقتبس بعضا مما قاله الخبير الاقتصادي مروان اسكندر حيث لخص بان هبة الاسعار ارتبطت بضعف سعر الدولار الذي هو كذلك أثر على أسعار النفط وعلى أسعار الغاز وما شابه ذلك وضعف سعر الدولار يعود إلى سياسات أمريكية تعمم الآثار الضارة لأزمة التسليف المنزلي على بقية العالم، بمعنى ان الأمريكان كونهم يشكلون ما نسبته 25% لوحدهم من الاقتصاد العالمي يشركون بقية العالم في مشاكلهم شاء العالم أم لم يشأ، ويردف القول بان الدولار اليوم هو مشكلة أساسية وبالتالي فان الأسعار التي تقيم بالدولار سنبقى نشهد استمرار تصاعد اسعارها لمختلف السلع والمستوردات بشكل عام. وتشير تقارير صندوق النقد الدولي إلى ان ارتباط العملات بالدولار منخفض القيمة ادى الى ان اسعار صرف عملات دول مجلس التعاون الخليجي قد انخفضت فعليا بحوالي 12.5% فيما بين عامي 2003 و2006 بسبب ربط العملات بالدولار، وكذلك تقرير منظمة الاوبك في شهر 7- 2007 الذي يشير بوضوح الى انه مع انخفاض سعر الدولار فان اسعار النفط الحقيقية نظرا لارتباطها بالدولار متواصل الانخفاض قد انخفضت اي اسعار النفط بمقارنتها بأسعار النفط ذاتها لعام 2006م.
ويمكن تلمس اثر انخفاض سعر الدولار امام مختلف العملات العالمية، وذلك من خلال ما قدمته الكويت حينما اتخذت قرارها الاخير بربط سعر صرف دينارها بسلة عملات بدلا عن الدولار حيث قدمت تبريرها بالقول إنه كانت هناك انعكاسات سلبية لانخفاض سعر صرف الدولار على الاقتصاد الكويتي كما ساهم في تراجع القوة الشرائية للدينار الكويتي مقابل العملات الرئيسية العالمية.
وما حديث المستشار الاقتصادي الدكتور ابراهيم الابراهيم والمنشور بأنه لابد من التحرك بخصوص ربط الريال بالدولار وكذلك قوله إن الموضوع بات هو ما اذا كانت قطر ستتخذ قرارا منفردا ام مع شركائها في مجلس التعاون الخليجي وبكل تأكيد فان ما صرح به ينطلق من قناعة مستندة الى ما لديه من علم وخبرة واسعة ومن حرص اكيد.
سعيد خليل العبسي
salabsi@yahoo.com