Love143
02-11-2005, 02:05 AM
خبراء الاقتصاد: زايد أسس اقتصاداً عصرياً منفتحاً استقطب رؤوس الاموال العالمية
دبي - حسين الحمادي:
اكد عدد من الخبراء الاقتصاديين ان القيادة الحكيمة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ورؤيته البعيدة اسست لدولة الامارات اقتصادا متينا وعصريا يتسم بالانفتاح والمنافسة والقدرة على التفاعل والتأقلم مع مختلف الاوضاع والظروف الاقتصادية بالعالم، مشددين على انه لولا هذه الرؤية والقيادة الواعية لما تمكنت الدولة من استقطاب رؤوس الاموال العالمية وضخها في مشاريع عملاقة يتم انشاؤها على ارض الدولة·
وشددوا على ان الامارات تحولت خلال فترة قصيرة الى ما يمكن تسميته بـ ''الدولة النموذج'' في الجوانب الاقتصادية والتي تمكنت من تحقيق الكثير من الطموحات وتفوقت على العديد من الدول والبلدان التي عاشت ظروفا اقتصادية مماثلة، مشددين على ان الامارات كانت محظوظة بهذه القيادة التي تمكنت من تسخير عوائد النفط في بناء دولة متماسكة عصرية وتنويع مصادر دخلها وتقوية مختلف القطاعات الاقتصادية، مشيرين في الوقت نفسه الى ان القيادة الحالية للدولة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تسير على نفس النهج والخطى وتتجه نحو تحقيق المزيد من الاهداف والتقدم والنمو في مختلف القطاعات· ودعا المحلل والخبير الاقتصادي الدكتور محمد العسومي الدول والبلدان النامية وخصوصا المنتجة للبترول الى دراسة تجربة دولة الامارات التي اسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وارسى قواعدها على اسس علمية ومدروسة وتمكن من تسخير عوائد النفط في انشاء ما يمكن تسميته بـ (الدولة النموذج) خاصة في ظل التطور والنمو الاقتصادي الكبير الذي تميزت به الدولة في عهده وتحولت الى مركز اقتصادي وتجاري مهم على مستوى الشرق الاوسط·
وشدد العسومي على ان عوائد النفط لم تكن السبب الوحيد في التطور الاقتصادي الملفت الذي تحققه دولة الامارات، مشيرا الى ان هذا النجاح قام على عاملين اساسيين هما النفط والقيادة الحكيمة المتمثلة في شخص الشيخ زايد، خصوصا ان هناك دولا اخرى منتجة للبترول وبكميات اكبر من التي تنتجها الامارات لم تتمكن من تحقيق نفس النجاح·
وقال: اعتقد ان فترة حكم الشيخ زايد رحمه الله كانت فترة ازدهار ونمو اقتصادي غير عادي للدولة، وتحول الوضع الاقتصادي من اقتصاد متواضع الى اقتصاد متقدم ومتطور للغاية، مشيرا الى ان هذا التطور شمل جميع القطاعات الاقتصادية وتحولت الامارات خلال 30 سنة الى مركز اقتصادي وتجاري ليس على مستوى الخليج فقط بل على مستوى الشرق الاوسط·
واضاف: اصبحت الامارات اليوم تستقطب رؤوس أموال عالمية وهذا الوضع لم يحدث من صدفة او من فراغ، بل جاء ضمن رؤية واضحة وسياسة اقتصادية ونظرة تبحث عن ايجاد اقتصاد حديث، الى جانب رفع مستوى المعيشة لمواطني الدولة، وهو ما حدث بالفعل فقد ارتفع المستوى المعيشي بالدولة واصبح في وضعية متقدمة للغاية ويمكن مقارنته بالدول المتقدمة، واتصور ان كل ذلك جاء ضمن سياسة حكيمة تقوم على عوامل اساسية كان من ضمنها تسخير عوائد البترول لمصلحة النمو الاقتصادي ورفع المستوى المعيشية بالدولة وهو الامر الذي نجحت سياسة زايد في تحقيقه طوال السنوات الماضية·
واشار العسومي الى ان دولة الامارات شهدت خلال فترة قصيرة انشاء البنى التحتية للدولة حيث تم توصيل الكهرباء وانشاء المطارات والموانئ والطرق والمستشفيات والمدارس والمناطق السكنية وغيرها، مضيفا بأنه بدون هذه البنية لم يكن من الممكن تحقيق هذا النمو الاقتصادي، الى جانب توفير الحياة الكريمة للمواطنين·
الدولة النموذج
واضاف: اعتقد ان فترة حكم الشيخ زايد رحمه الله اوجدت من يمكن ان نسميه ''الدولة النموذج'' والتي ينبغي للدول النامية المنتجة للنفط ان تستفيد منها كتجربة ناجحة لاقامة دولة عصرية بتسخير عوائد النفط بشكل صحيح وناجح، وقال العسومي ان ما حدث بالامارات لم يكن فقط نتيجة امتلاكها للموارد النفطية، فهناك الكثير من الدول المنتجة تفوق عوائدها النفطية ما لدى الامارات، مشيرا الى ان هناك جانبين مهمين في التطور الاقتصادي الذي تشهده دولة الامارات الاول هو العوائد النفطية والثاني هو السياسة الحكيمة واعتقد ان غياب احد هذين العنصرين كان سيعيق النجاح الذي تحقق، الا ان الامارات محظوظة بتوفر هذين العنصرين المهمين·
وحول نجاح سياسة الدولة خلال السنوات الماضية في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط قال محمد العسومي: اعتقد ان الامارات حققت انجازا لا يستهان به في هذا الجانب، فمع بدايات الدولة كانت العوائد النفطية تشكل 75% من اجمالي الناتج المحلي للدولة مقابل 25 الى 30% للقطاعات الاخرى، اما الآن فقد اصبحت الصورة معكوسة واصبحت مساهمة النفط لا تتجاوز 35%، وهذا التحول لم يكن بالامر السهل والبسيط، كما شهدت القطاعات الاخرى تطورات مهمة، حيث ارتفعت نسبة مساهمة الصناعات التحويلية من 2% الى 14% في الوقت الحالي·
واضاف: القيادة الحالية للدولة والمتمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ونائب رئيس الدولة تسير في نفس الاتجاه وتكمل المسيرة على نفس الخطى، مشيرا الى ان عملية التطوير الاقتصادي عملية مستمرة ولا تتوقف وهو ما نراه حاليا، وقال: اتصور ان المستقبل الاقتصادي للدولة سيكون في اتجاه المزيد من تنويع مصادر الدخل للاقتصاد المحلي، وكل المؤشرات تشير الى اننا سنرى المزيد من التقدم في هذا الجانب·
واكد العسومي على ضرورة ان تقوم بقية الدول وخصوصا الدول الخليجية والعربية بدراسة هذه التجربة والسعي الى تطبيقها خصوصا ان الامارات مستعدة لتقديم أي مساعدة للآخرين لتحقيق النجاح المشترك، مشددا على ان زايد غاب عن الامارات بجسده الا انه باق بأفكاره ورؤيته وهو ما نراه في استمرار نهجه في بناء وتقدم الدولة·
من جانبه قال أحمد بن بيات مدير عام منطقة دبي للتكنولوجيا والاعلام ان بصمات الشيخ زايد رحمه الله تمتد الى جميع المجالات والقطاعات سواء الاقتصادية او الاجتماعية او الامنية والقطاعات الاخرى، مشيرا الى ان القطاعات الاقتصادية شهدت في عهد زايد تطورا كبيرا ومهما جاءت من ادراكه بأهمية توفير البنية الاقتصادية للدولة·
واضاف ان زايد اولى اهتماما كبيرا بقطاعات اساسية منها قطاع الطاقة وقطاع التعليم، مشيرا الى ان الطاقة البشرية في أي دولة تعتبر من العناصر ذات الاهمية البالغة لتحقيق اقتصاد قوي وناجح وهو الامر الذي ركز عليه زايد واهتم بتوفيره من خلال نشر المدارس والمعاهد والجامعات وتأهيل الكوادر البشرية لخدمة الوطن·
واضاف انه وبعد مرور عام على وفاة الشيخ زايد رحمه الله نرى بصماته في كل مكان، فقد اتسمت رؤيته المستقبلية بالحكمة وبالتالي رأينا له مبادرات في كل المجالات وتمكن بذلك من تأسيس بنية مهمة قادرة على العطاء والاستمرار في المسقبل·
واشار بن بيات الى ان دولة الامارات قطعت شوطا مهما في تجربتها الاقتصادية والتحول من مرحلة الاعتماد شبه الكلي على القطاع النفطي والبترولي الى مرحلة تنويع مصادر الدخل، مشيرا الى انه بالرغم من ان التركيز على القطاع النفطي لا يزال مستمرا الا ان الشيخ زايد دعم بقوة القطاعات الاخرى مثل الزراعات والبناء والتشييد والصناعة واصبحنا نرى المصانع تنتشر في جميع الامارات، مشددا على ان الدولة تسير الآن على نفس الخطى وتتجه نحو المزيد من التقدم في كافة المجالات·
تسخير للثروة
وقال حميد القطامي مدير عام معهد الامارات للدراسات المصرفية ان الشيخ زايد رحمه الله كان قائدا نادرا ما يجود بمثله التاريخ، فقد كانت نظرته وحدوية وتنموية وانسانية وهذا ينطبق على اعماله منذ اللحظات الاولى من تقلده مقاليد الحكم في امارة ابوظبي وايضا منذ اللحظات الاولى لتدفق العائدات النفطية على الدولة·
واضاف القطامي: ادرك زايد ان تسخير الثروة النفطية يجب ان يتحقق في بناء الوطن والانسان وتمكن من ترجمة ذلك الى واقع تنموي ملموس، وذلك من خلال تدشين البنى الاساسية للدولة من شبكات طرق واتصالات وبناء المرافق والخدمات والتركيز على التعليم كبنية اساسية وتوفير الخدمات والتركيز على التعليم كبنية اساسية وتوفير الخدمات الاولية والاساسية للمواطن والمقيم، مشيرا الى ان ذلك تجلى في بناء مسار تشريعي يوفر للانسان حقوقه ويمنحه الاستقرار والتفاعل مع الاخرين·
وقال ان تلك النظرة وهذه العوامل ادت الى ايجاد انسان يسعى الى التقدم والتطور ويكتسب المعارف والمهارات كما ادت الى اقتصاد منفتح ومستوعب للمتغيرات واصبح ينمو باستمرار وبوتائر متسارعة·
واضاف ان التقارير والدراسات من المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية اكدت ان البنية التي توفرها الامارات هي من افضل البيئات الاقتصادية وتمثل مناخا مثاليا للاستثمارات، كما باتت الامارات واحة للامن والاستقرار ينعم بها المواطنون واصحاب جميع الجنسيات المتواجدة بالدولة ليجسدوا حلما في بناء وطن مزدهر·
وقال القطامي ان الشيخ زايد اسس نهضة وطنية وقواعد واسس تتوجه للانسانية وهي مبنية على الترابط والتضامن والتسامح كدعائم اساسية في بناء الانسان الحضاري الملتزم بالقيم البشرية والمتسلح بالعلم والمعرفة·
وحدة وخصوصيات
من جهته تحدث سليمان المزروعي المدير الرئيسي للتسويق ببنك الامارات عن رؤية الشيخ زايد رحمه الله خلال التجربة الوحدوية للدولة، وقال ان زايد كان واعيا بأهمية الاحتفاظ ببعض الخصوصيات لكل امارة من امارات الدولة وهو ما ادى الى ايجاد بيئة تنافسية صحية خصوصا في القطاعات الاقتصادية وقال ان هذا هو السر وراء المكانة التي وصلت اليها الدولة جعلها في مقدمة دول الخليج والدول العربية في الكثير من الجوانب المهمة·
واشار الى انه ومع ذكرى رحيل زايد لا بد من التوقف امام نقطة في غاية الاهمية تعكس حكمة سموه ونظرته البعيدة، والمتمثلة في المحافظة على شيء من الخصوصية لكل امارة من امارات الدولة، وهو الامر الذي ادى الى حدوث تنافس داخل الدولة وادى الى التطوير المستمر في المجالات الاقتصادية بمختلف الامارات، مشيرا الى انه كان من الممكن ان يلح زايد على اقامة دمج كامل بين كافة المرافقة في الامارات وبصورة غير مدروسة ولا تراعي خصوصيات كل امارة، الا ان سموه كان يمتلك هذه النظرة سواء في داخل الدولة او حتى في العلاقات بين الدول والبلدان الاخرى، وهي نقطة مهمة وحساسة للغاية·
واضاف سليمان المزروعي ان هذه النظرة تجسد التحول الوحدوي التدريجي والمدروس وهو الامر الذي تميزت به الدولة واستطاعت من خلاله المحافظة على هذا الانجاز، خصوصا اننا عاصرنا عددا من محاولات الدمج بين الدول والتي كانت تقوم على العاطفة فقط دون مراعاة أي خصوصية للاطراف ولم تتمكن من المحافظة على كياناتها· وقال المزروعي: عاصرت الاتحاد منذ بداياته، واتصور ان من اهم الامور التي زرعها زايد في مواطني الامارات هو الاحساس بالانتماء الى الوطن والى دولة الامارات حيث اصبحت الرمز الذي ينتمون اليه وتحولت الى علامة فارقة مميزة وموحدة في نفس الوقت بالنسبة لنا كمواطنين·
واضاف: في الجانب الاقتصادي كان من فلسفة الشيخ زايد رحمه الله الوعي الكبير بضرورة بناء اقتصاد حر بالدولة وهو الامر الذي كان من اهم العوامل التي سارت بدولة الامارات الى الوضع الذي نراها عليه اليوم·
دبي - حسين الحمادي:
اكد عدد من الخبراء الاقتصاديين ان القيادة الحكيمة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ورؤيته البعيدة اسست لدولة الامارات اقتصادا متينا وعصريا يتسم بالانفتاح والمنافسة والقدرة على التفاعل والتأقلم مع مختلف الاوضاع والظروف الاقتصادية بالعالم، مشددين على انه لولا هذه الرؤية والقيادة الواعية لما تمكنت الدولة من استقطاب رؤوس الاموال العالمية وضخها في مشاريع عملاقة يتم انشاؤها على ارض الدولة·
وشددوا على ان الامارات تحولت خلال فترة قصيرة الى ما يمكن تسميته بـ ''الدولة النموذج'' في الجوانب الاقتصادية والتي تمكنت من تحقيق الكثير من الطموحات وتفوقت على العديد من الدول والبلدان التي عاشت ظروفا اقتصادية مماثلة، مشددين على ان الامارات كانت محظوظة بهذه القيادة التي تمكنت من تسخير عوائد النفط في بناء دولة متماسكة عصرية وتنويع مصادر دخلها وتقوية مختلف القطاعات الاقتصادية، مشيرين في الوقت نفسه الى ان القيادة الحالية للدولة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تسير على نفس النهج والخطى وتتجه نحو تحقيق المزيد من الاهداف والتقدم والنمو في مختلف القطاعات· ودعا المحلل والخبير الاقتصادي الدكتور محمد العسومي الدول والبلدان النامية وخصوصا المنتجة للبترول الى دراسة تجربة دولة الامارات التي اسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وارسى قواعدها على اسس علمية ومدروسة وتمكن من تسخير عوائد النفط في انشاء ما يمكن تسميته بـ (الدولة النموذج) خاصة في ظل التطور والنمو الاقتصادي الكبير الذي تميزت به الدولة في عهده وتحولت الى مركز اقتصادي وتجاري مهم على مستوى الشرق الاوسط·
وشدد العسومي على ان عوائد النفط لم تكن السبب الوحيد في التطور الاقتصادي الملفت الذي تحققه دولة الامارات، مشيرا الى ان هذا النجاح قام على عاملين اساسيين هما النفط والقيادة الحكيمة المتمثلة في شخص الشيخ زايد، خصوصا ان هناك دولا اخرى منتجة للبترول وبكميات اكبر من التي تنتجها الامارات لم تتمكن من تحقيق نفس النجاح·
وقال: اعتقد ان فترة حكم الشيخ زايد رحمه الله كانت فترة ازدهار ونمو اقتصادي غير عادي للدولة، وتحول الوضع الاقتصادي من اقتصاد متواضع الى اقتصاد متقدم ومتطور للغاية، مشيرا الى ان هذا التطور شمل جميع القطاعات الاقتصادية وتحولت الامارات خلال 30 سنة الى مركز اقتصادي وتجاري ليس على مستوى الخليج فقط بل على مستوى الشرق الاوسط·
واضاف: اصبحت الامارات اليوم تستقطب رؤوس أموال عالمية وهذا الوضع لم يحدث من صدفة او من فراغ، بل جاء ضمن رؤية واضحة وسياسة اقتصادية ونظرة تبحث عن ايجاد اقتصاد حديث، الى جانب رفع مستوى المعيشة لمواطني الدولة، وهو ما حدث بالفعل فقد ارتفع المستوى المعيشي بالدولة واصبح في وضعية متقدمة للغاية ويمكن مقارنته بالدول المتقدمة، واتصور ان كل ذلك جاء ضمن سياسة حكيمة تقوم على عوامل اساسية كان من ضمنها تسخير عوائد البترول لمصلحة النمو الاقتصادي ورفع المستوى المعيشية بالدولة وهو الامر الذي نجحت سياسة زايد في تحقيقه طوال السنوات الماضية·
واشار العسومي الى ان دولة الامارات شهدت خلال فترة قصيرة انشاء البنى التحتية للدولة حيث تم توصيل الكهرباء وانشاء المطارات والموانئ والطرق والمستشفيات والمدارس والمناطق السكنية وغيرها، مضيفا بأنه بدون هذه البنية لم يكن من الممكن تحقيق هذا النمو الاقتصادي، الى جانب توفير الحياة الكريمة للمواطنين·
الدولة النموذج
واضاف: اعتقد ان فترة حكم الشيخ زايد رحمه الله اوجدت من يمكن ان نسميه ''الدولة النموذج'' والتي ينبغي للدول النامية المنتجة للنفط ان تستفيد منها كتجربة ناجحة لاقامة دولة عصرية بتسخير عوائد النفط بشكل صحيح وناجح، وقال العسومي ان ما حدث بالامارات لم يكن فقط نتيجة امتلاكها للموارد النفطية، فهناك الكثير من الدول المنتجة تفوق عوائدها النفطية ما لدى الامارات، مشيرا الى ان هناك جانبين مهمين في التطور الاقتصادي الذي تشهده دولة الامارات الاول هو العوائد النفطية والثاني هو السياسة الحكيمة واعتقد ان غياب احد هذين العنصرين كان سيعيق النجاح الذي تحقق، الا ان الامارات محظوظة بتوفر هذين العنصرين المهمين·
وحول نجاح سياسة الدولة خلال السنوات الماضية في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط قال محمد العسومي: اعتقد ان الامارات حققت انجازا لا يستهان به في هذا الجانب، فمع بدايات الدولة كانت العوائد النفطية تشكل 75% من اجمالي الناتج المحلي للدولة مقابل 25 الى 30% للقطاعات الاخرى، اما الآن فقد اصبحت الصورة معكوسة واصبحت مساهمة النفط لا تتجاوز 35%، وهذا التحول لم يكن بالامر السهل والبسيط، كما شهدت القطاعات الاخرى تطورات مهمة، حيث ارتفعت نسبة مساهمة الصناعات التحويلية من 2% الى 14% في الوقت الحالي·
واضاف: القيادة الحالية للدولة والمتمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ونائب رئيس الدولة تسير في نفس الاتجاه وتكمل المسيرة على نفس الخطى، مشيرا الى ان عملية التطوير الاقتصادي عملية مستمرة ولا تتوقف وهو ما نراه حاليا، وقال: اتصور ان المستقبل الاقتصادي للدولة سيكون في اتجاه المزيد من تنويع مصادر الدخل للاقتصاد المحلي، وكل المؤشرات تشير الى اننا سنرى المزيد من التقدم في هذا الجانب·
واكد العسومي على ضرورة ان تقوم بقية الدول وخصوصا الدول الخليجية والعربية بدراسة هذه التجربة والسعي الى تطبيقها خصوصا ان الامارات مستعدة لتقديم أي مساعدة للآخرين لتحقيق النجاح المشترك، مشددا على ان زايد غاب عن الامارات بجسده الا انه باق بأفكاره ورؤيته وهو ما نراه في استمرار نهجه في بناء وتقدم الدولة·
من جانبه قال أحمد بن بيات مدير عام منطقة دبي للتكنولوجيا والاعلام ان بصمات الشيخ زايد رحمه الله تمتد الى جميع المجالات والقطاعات سواء الاقتصادية او الاجتماعية او الامنية والقطاعات الاخرى، مشيرا الى ان القطاعات الاقتصادية شهدت في عهد زايد تطورا كبيرا ومهما جاءت من ادراكه بأهمية توفير البنية الاقتصادية للدولة·
واضاف ان زايد اولى اهتماما كبيرا بقطاعات اساسية منها قطاع الطاقة وقطاع التعليم، مشيرا الى ان الطاقة البشرية في أي دولة تعتبر من العناصر ذات الاهمية البالغة لتحقيق اقتصاد قوي وناجح وهو الامر الذي ركز عليه زايد واهتم بتوفيره من خلال نشر المدارس والمعاهد والجامعات وتأهيل الكوادر البشرية لخدمة الوطن·
واضاف انه وبعد مرور عام على وفاة الشيخ زايد رحمه الله نرى بصماته في كل مكان، فقد اتسمت رؤيته المستقبلية بالحكمة وبالتالي رأينا له مبادرات في كل المجالات وتمكن بذلك من تأسيس بنية مهمة قادرة على العطاء والاستمرار في المسقبل·
واشار بن بيات الى ان دولة الامارات قطعت شوطا مهما في تجربتها الاقتصادية والتحول من مرحلة الاعتماد شبه الكلي على القطاع النفطي والبترولي الى مرحلة تنويع مصادر الدخل، مشيرا الى انه بالرغم من ان التركيز على القطاع النفطي لا يزال مستمرا الا ان الشيخ زايد دعم بقوة القطاعات الاخرى مثل الزراعات والبناء والتشييد والصناعة واصبحنا نرى المصانع تنتشر في جميع الامارات، مشددا على ان الدولة تسير الآن على نفس الخطى وتتجه نحو المزيد من التقدم في كافة المجالات·
تسخير للثروة
وقال حميد القطامي مدير عام معهد الامارات للدراسات المصرفية ان الشيخ زايد رحمه الله كان قائدا نادرا ما يجود بمثله التاريخ، فقد كانت نظرته وحدوية وتنموية وانسانية وهذا ينطبق على اعماله منذ اللحظات الاولى من تقلده مقاليد الحكم في امارة ابوظبي وايضا منذ اللحظات الاولى لتدفق العائدات النفطية على الدولة·
واضاف القطامي: ادرك زايد ان تسخير الثروة النفطية يجب ان يتحقق في بناء الوطن والانسان وتمكن من ترجمة ذلك الى واقع تنموي ملموس، وذلك من خلال تدشين البنى الاساسية للدولة من شبكات طرق واتصالات وبناء المرافق والخدمات والتركيز على التعليم كبنية اساسية وتوفير الخدمات والتركيز على التعليم كبنية اساسية وتوفير الخدمات الاولية والاساسية للمواطن والمقيم، مشيرا الى ان ذلك تجلى في بناء مسار تشريعي يوفر للانسان حقوقه ويمنحه الاستقرار والتفاعل مع الاخرين·
وقال ان تلك النظرة وهذه العوامل ادت الى ايجاد انسان يسعى الى التقدم والتطور ويكتسب المعارف والمهارات كما ادت الى اقتصاد منفتح ومستوعب للمتغيرات واصبح ينمو باستمرار وبوتائر متسارعة·
واضاف ان التقارير والدراسات من المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية اكدت ان البنية التي توفرها الامارات هي من افضل البيئات الاقتصادية وتمثل مناخا مثاليا للاستثمارات، كما باتت الامارات واحة للامن والاستقرار ينعم بها المواطنون واصحاب جميع الجنسيات المتواجدة بالدولة ليجسدوا حلما في بناء وطن مزدهر·
وقال القطامي ان الشيخ زايد اسس نهضة وطنية وقواعد واسس تتوجه للانسانية وهي مبنية على الترابط والتضامن والتسامح كدعائم اساسية في بناء الانسان الحضاري الملتزم بالقيم البشرية والمتسلح بالعلم والمعرفة·
وحدة وخصوصيات
من جهته تحدث سليمان المزروعي المدير الرئيسي للتسويق ببنك الامارات عن رؤية الشيخ زايد رحمه الله خلال التجربة الوحدوية للدولة، وقال ان زايد كان واعيا بأهمية الاحتفاظ ببعض الخصوصيات لكل امارة من امارات الدولة وهو ما ادى الى ايجاد بيئة تنافسية صحية خصوصا في القطاعات الاقتصادية وقال ان هذا هو السر وراء المكانة التي وصلت اليها الدولة جعلها في مقدمة دول الخليج والدول العربية في الكثير من الجوانب المهمة·
واشار الى انه ومع ذكرى رحيل زايد لا بد من التوقف امام نقطة في غاية الاهمية تعكس حكمة سموه ونظرته البعيدة، والمتمثلة في المحافظة على شيء من الخصوصية لكل امارة من امارات الدولة، وهو الامر الذي ادى الى حدوث تنافس داخل الدولة وادى الى التطوير المستمر في المجالات الاقتصادية بمختلف الامارات، مشيرا الى انه كان من الممكن ان يلح زايد على اقامة دمج كامل بين كافة المرافقة في الامارات وبصورة غير مدروسة ولا تراعي خصوصيات كل امارة، الا ان سموه كان يمتلك هذه النظرة سواء في داخل الدولة او حتى في العلاقات بين الدول والبلدان الاخرى، وهي نقطة مهمة وحساسة للغاية·
واضاف سليمان المزروعي ان هذه النظرة تجسد التحول الوحدوي التدريجي والمدروس وهو الامر الذي تميزت به الدولة واستطاعت من خلاله المحافظة على هذا الانجاز، خصوصا اننا عاصرنا عددا من محاولات الدمج بين الدول والتي كانت تقوم على العاطفة فقط دون مراعاة أي خصوصية للاطراف ولم تتمكن من المحافظة على كياناتها· وقال المزروعي: عاصرت الاتحاد منذ بداياته، واتصور ان من اهم الامور التي زرعها زايد في مواطني الامارات هو الاحساس بالانتماء الى الوطن والى دولة الامارات حيث اصبحت الرمز الذي ينتمون اليه وتحولت الى علامة فارقة مميزة وموحدة في نفس الوقت بالنسبة لنا كمواطنين·
واضاف: في الجانب الاقتصادي كان من فلسفة الشيخ زايد رحمه الله الوعي الكبير بضرورة بناء اقتصاد حر بالدولة وهو الامر الذي كان من اهم العوامل التي سارت بدولة الامارات الى الوضع الذي نراها عليه اليوم·