المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاث مهلكات



الامل القديم
12-06-2008, 01:06 AM
دكتور
علاء إسماعيل الحمزاوي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله .. حديث قدسي (أهل الذكر في حضرتي، وأهل الفكر في ضيافتي، وأهل المعاصي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إليّ قبلتهم، وإن لم يتوبوا داويتهم، أبتليهم بالمصائب؛ لأطهرهم من المعايب". سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
وبعد ..
فنعيش هذا اللقاء مع حديث النبي e (ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، ثلاث منجيات: تقوى الله في السر والعلن، وقول الحق في الرضا والسخط، و( نسيتها)، وثلاث مهلكات: شح مطاع وهوىً متبع وإعجاب المرء بنفسه). والحديث يحذر المسلم من الوقوع في واحدة من هذه الصفات السيئة التي تهلك صاحبها بأن تودي به إلى النار يوم القيامة، ونفصل القول في كل واحدة على حدة.
بدأ الحديث بصفة (الشحّ المطاع)، والشح هو البخل الشديد، وقيل: البخل يكون في الأشياء المادية التي تقدر بمال، كأن يبخل في عطاء الفقراء والمحتاجين مما رزقه الله، وقد يكون كريما على نفسه وبيته، وإن كان بخيلا على نفسه والآخرين، فهو شديد البخل، والشحّ يكون في الأمور المادية والمعنوية، كأن يبخل بالمال ويبخل بالنصيحة إذا طُلِبت منه، فهو يضنّ بالنصيحة التي فيها خير للناس. وقيل: البخيل هو الذي لا يأخذ ولا يعطي، والشحيح هو الذي يأخـذ ولا يعطي، والرجل البخيل الشحيح بعيد من الناس بعيد من الله بعيد من الجنة قريب من النار.
والبخل صفة ذميمة حذّر منها النبي e فقال: "مَـن آتاه الله مالا، فلم يؤد زكاته، مُثّل له يوم القيامة شجاعا أقرع يطوّقه يوم القيامة، يقول له: أنا مالك أنا كنزك"، ثم تلا النبي e قوله تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، أي لا يحسبن البخيل أن جمعه للمال سينفعه، بل هو مضرة له في دينه وربما في دنياه، وروي أن رجلا من الصحابة (الأنصار) اسمه ثعلبة طلب من رسول الله أن يدعو الله له بالغنى، فرفض النبي حرصا عليه، وقال له: أما ترضى أن تكون مثل نبي الله؟ فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تصير الجبال ذهبا وفضة لصارت، فأصرّ ثعلبة واستحلف النبي أن يدعو الله أن يرزق ثعلبة مالا، وأقسم إن رزقه الله ليعطين كل ذي حق حقه، فرزقه الله غنما تكاثرت ونمت حتى أشغلته عن صلاة الجماعة، وجعلته بخيلا حتى على دفع الزكاة والصدقة، فأنزل الله فيه قرآنا وفي أمثاله في كل زمان، وذلك قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ. فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ. فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)، حكم الله عليه أن يكون من المنافقين، فجاء إلى النبي e مسرعا ليعطيه الزكاة، فرفض صدقته ولم يقبلها حتى توفي النبي e فجاء إلى أبي بكر، فرفض، وكذلك عمر وعثمان اقتداء برسول الله، وماتوا جميعا غاضبين عليه. فهل ترضى وتقبل أن يغضب رسول الله عليك، وأن تحشر في زمرة البخلاء المنافقين؟!
بسبب البخل والشح قد يغيّر الله الأمة بأمة أخرى، فقال تعالى لصحابة رسول الله e ولنا جميعا: (هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).
والبخل والشح ضد ضد الفلاح، والجود الإنفاق خير للإنسان، قال تعالى: (وأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ. إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ).
أي أنفقوا على الأقارب والمحتاجين مما رزقكم الله يكن خيرا لكم في الدنيا والآخرة. وبيّن أن مَن يتحلى بالكرم، ويتجنب صفة الشحّ فقد فاز وأفلح في الدنيا والآخرة (صفات المفلحين في مطلع سورتي البقرة والمؤمنون)، ثم أشار إلى أن الشحّ مناف للقرض، وأن القرض من صفات المؤمن الكريم، فحث على القرض من خلال الجزاء الحسن، واعتبر أن الذي يقرض أخاه فكأنما أقرض الله، ويضاعفه الله له أضعافا كثيرة.
والشحّ والبخل ضد الجود والكرم، فالبخل منع، والكرم عطاء، والعطاء نوعان: عطاء بحب مع المقدرة، وهذا ممدوح في القرآن، كما في قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبـه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) وقوله: (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ)، وخير من يمثله سيدنا عثمان؛ حيث جهز ثلث الجيش، حتى قال فيه النبي: إن الله قد غفر لك ما قدمت وما أخرت وما أعلنت وما أسررت، وما هو كائن إلى يوم القيامة. وعطاء بحب مع الاحتياج، وهو الإيثار، وما أجمل صفة الإيثار، وقد مدح الله الأنصار بهذه الصفة في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، فالأنصار أحبوا المهاجرين وآثروهم على أنفسهم في كل شيء رغم احتياجهم. وخير من يمثله أبو بكر حينما تصدق بكل ماله، ولما سأله النبي ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. والصحابي الذي ضيّف ضيف رسول الله بطعام أهله وأولاده الصغار، وقد أطفأ السراج وتمثّل هو وزوجته بالأكل حتى شبع الضيف. فلما أصبح والتقى برسول الله قال له النبي: إن الله قد عجب ـ أو ضحك ـ من صنيعكما بضيفكما الليلة.
والبخل يخرج صاحبه عن دائرة الإيمان؛ لذا حذر منه رسول الله، فجاء في الحديث "إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، وإياكم والشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم". وقال أيضا: "لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا". وقال: "البخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار"، ومدح الكرم، فقال: "برئ من الشحّ مَن أدّى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة"، وقال: "السخي قريب من الناس قريب من الله قريب من الجنة بعيد عن النار".
وأما الصفة الثانية فهي (الهوى المتبع)، والهوى هو الحب والرغبة، فإذا كان الشيء المحبوب فيه معصية فهو هـوى محرّم، وإن كان شيئا حميدا فهو هـوى مباح، وفي الغالب أطلقت كلمة الهوى على حب الشهوات والرغبة فيها، كالطمع الذي يجلب ظلما وجورا، وكذلك ارتكاب الفواحش وغير ذلك مما يغضب الله، وبهذا المعنى جاء الهوى في عدة مواضع من القرآن، منها قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا) وقوله: (يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)، ومثال للهوى (ضرب عبدالله بن عمرو بن العاص للمصري الذي غلبه في السباق، وعدل عمر في أن يضرب المصري عمرو بن العاص قصاصا).
أما الإنسان الذي يقاوم هواه فهو مؤمن يخاف ربه، مصيره الجنة، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى. فإن الجنة هي المأوى)، وقد نزلت هذه الآية فيمن همّ بمعصية في خلوة، فتركها خوفا من الله وهو قادر عليها، وقد أمر الله رسوله ألا يتيع أصحاب الهوى، فقال له: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْـرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) وكذلك قوله تعالى: (فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى)، وفي وصف النبي e (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَـوَى).
أما الهوى المحمود فقد جعله النبي e شرطا من شروط الإيمان، وذلك في قوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به". أي تكون رغباته وشهواته متوافقة مع السنة النبوية، فلا يحب شيئا فيه معصية لله ومخالفة لهدي الحبيب e , والهوى المنهي عنه هو الهوى الشيطاني، ومعناه أن الإنسان إذا أتبع نفسه شهواتها وجعلها أسيرا للشيطان فقد هلك، فالنفس البشرية نفس تجمع بين الخير والشر، كما قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا). أي أن الله خلق النفس سوية مستقيمة على الدين الحنيف المتوافق مع الفطرة، ثم وضع فيها الخير والشر، وقد أفلح وفاز من جعل هواه تبعا لما أمر به الشرع، فيأتي الأمر الحسن وهو فرِح تقوده نفسه إليه، ولا يرغمها عليه، وهذه مرحلة تحتاج إلى ترويد النفس البشرية وتعوّدها على فعل الخيرات؛ لأنها أقرب إلى فعل الشهوات بفضل الشيطان؛ إذ الشهوات ليس فيها مشقة؛ ولذا حفّت النار بالشهوات وحفّت الجنة بالمكاره، فالأعمال الصالحة فيها مشقة ومكروه يحتاج وقتا طويلا حتى تُعوّد النفس عليه، فتأتيه وهي راضية.
وأما الصفة الثالثة فهي (إعجاب المرء بنفسه)، وما أخطر هذه الصفة على صاحبها، والإعجاب معناه أن الإنسان يرى نفسه أفضل وأحسن الناس؛ ولذا فصاحبه يتصف بالغرور والاستعلاء والخيلاء والتكبر، وكلها صفات تحرّم على صاحبها الجنة؛ قال النبي e: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) وأخبر e أن من الثلاثة الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة من جرّ ثوبه خيلاء، أي إعجابا وغرورا وتكبرا؛ لأنها صفات إبليس؛ حيث رفض السجود لآدم؛ تكبرا وغرورا وإعجابا بنفسه؛ حيث قال الله له: (مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)، أعجب بنفسه، ورأى نفسه أفضل من آدم، فرفض السجود.
ومن مظاهر الإعجاب أنك لا تسمع للآخرين ولا تولي لهم اهتماما ولا تحترمهم، وأنك تحتقر مَن تراه أقل منك، لكن مَن أدراك؟! فقد يكون عند الله خيرا منك وأحسن؛ ولذا حذرنا النبي e من أن نحتقر أي إنسان مهما كان حاله، فقال: "إن الله أخفى ثلاثا في ثلاث، أخفى رضاه في طاعته، فدخل رجل الجنة في كلب سقاه، فلا تحتقرنّ طاعة لله، وأخفى سخطه في معصيته، فدخلت امرأة النار في هـرّة حبستها عن الطعام والشراب، فلا تحتقرن معصية لله، وأخفى أسراره في خلقه (فجعل بعضكم لبعض سخريا)، فلا تحتقرنّ عبدا لله".
هاهي المهلكات الثلاث التي تهلك صاحبها يوم القيامة؛ لأنها من أعظم المعاصي، ونحن لا نطيق عذاب الله، فليتق الله كل مسلم، وليتجنب هذه المهلكات، وليتذكر دائما أنه لا ملجأ ولا منجأ من الله إلا إليه.

ســـهم
12-06-2008, 05:10 AM
يرجى ذكر الرواه في مثل هذه الأحاديث ..

الامل القديم
12-06-2008, 10:39 PM
عن أبي هريرة ‏(‏رواه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب قول الله تعالى وفي الرقاب ‏(‏3/150‏)‏ ص‏)‏‏.‏

عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقيه ثم يقول‏:‏ أنا مالك أنا كنزك‏.)

قال عليه الصلاة والسلام : وإن الشح والفحش والبذاء من النفاق . رواه البيهقي في شعب الإيمان

والبخل مُنافٍ للإيمان لقوله عليه الصلاة والسلام : لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا .

وروى أبو بكر عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { برئ من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة ...
http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=43&ID=511

ضرب عبدالله بن عمرو بن العاص للمصري الذي غلبه في السباق، وعدل عمر في أن يضرب المصري عمرو بن العاص قصاصا

القصه هي عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ جاء رجل من أهل مصر فقال : يا أمير المؤمنين هذا مقام العائذ بك قال: وما لك؟ قال أجرى عمرو بن العاص بمصر الخيل فأقبلت فرسي، فلما رآها الناس قام محمد بن عمرو فقال: فرسي ورب الكعبة. فلما دنا مني عرفته فقلت: فرسي ورب الكعبة، فقام إلي يضربني بالسوط ويقول: خذها وأنا ابن الأكرمين. وبلغ ذلك عمرا أباه، فخشي أن آتيك فحبسني في السجن، فانفلت منه، وهذا حين أتيتك. قال أنس رضي الله عنه: فوالله ما زاد عمر على أن قال: اجلس. وكتب إلى عمرو : إذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل معك بابنك محمد. وقال للمصري : أقم حتى يأتيك مقدم عمرو. فدعا عمرو ابنه ، فقال: أأحدثت حدثا؟ أجنيت جناية؟ قال: لا. قال: فما بال عمر يكتب فيك؟ فقدما على عمر. قال أنس رضي الله عنه: فوالله إنا عند عمر ، إذا نحن بعمرو وقد أقبل في إزار ورداء، فجعل عمر يلتفت هل يرى ابنه فإذا هو خلف أبيه. فقال عمر: أين المصري؟ قال : ها أنا ذا . قال دونك الدرة فاضرب بها ابن الأكرمين . فضربه حتى أثخنه، ونحن نشتهي أن يضربه، فلم ينزع عنه حتى أحببنا أن ننزع من كثرة ما ضربه، وعمر يقول: اضرب ابن الأكرمين.
ثم قال عمر: أجلها على صلعة عمرو، فوالله ما ضربك إلا بفضل سلطانه. فقال المصري: يا أمير المؤمنين، قد استوفيت واشتفيت، يا أمير المؤمنين قد ضربت من ضربني.
قال عمر رضي الله عنه: أما والله لو ضربته ما حلنا بينك وبينه، حتى تكون أنت الذي تدعه.
يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟
فجعل عمرو يعتذر ويقول إني لم أشعر بهذا. ثم التفت عمر إلى المصري فقال: انصرف راشدا، فإذا رابك ريب فاكتب لي.
الوعيد الشديد لمن أخفر ذمة معاهد

عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر رواه الترمزي ومسلم .