تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد " مات " ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ " لا يموت "



بنـ الدحيل ـت
04-11-2005, 06:29 AM
~*¤ô§ô¤*~وقفات بعد رحيل رمضان~*¤ô§ô¤*~

* محمد الجابري *


--------------------------------------------------------------------------------


أيه الاخوة ( والأخوات ) إليكم هذه الوقفات بعد رحيل رمضان:

: : : : : : : : :

~*¤ô§ô¤*~الوقفة الأولى :~*¤ô§ô¤*~

هاهي أيام رمضان قد انقضت ، ولياليه قدتولت .
انقضى رمضان و ذهب ليعود في عام قادم ، انقضى رمضان شهر الصيام و القيام ، شهر المغفرة و الرحمة .

انقضى رمضان و كأنه ما كان

آيه رمضان ماذا أودع فيك صالحات ، و ماذا كتبت فيك من رحمات .
كم من صحائف بيضت ، وكم من رقاب عتقت ، وكم حسنات كتبت .

انقضى رمضان و في قلوب الصالحين لوعة ، وفي نفوس الأبرار حرقة .

و كيف لا يكون ذلك ؛ و هاهي أبواب الجنان تغلق، و أبواب النار تفتح ، و مردة الجن تطلق بعد رمضان .

انقضى رمضان : فا ليت شعري من المقبول فنهنيه و من المطرود فنعزيه .

انقضى رمضان فماذا بعد رمضان ؟

لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف و الرجاء .
كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهم على أحدهم : أقبل الله منه ذلك أم رده عليه .

هذه حال سلف هذه الأمة فمل هو حالنا ؟

و الله إن حالنا لعجيب غريب .

فو الله لا صلاتنا كصلاتهم، و لا صومنا كصومهم ، ولا صدقتنا كصدقتهم ، و لا ذكرنا كذكرهم ؟

لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد، و يتقنونه و يحسنونه ، ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله .
و أحدنا يعمل العمل القليل و لا يتقنه ولا يحسنه ، ثم ينصرف وحاله كأنه قد ضمن القبول و الجنة .

فيا أخي( وأختي ) عليك أن تعيش بين الخوف و الرجاء ، إذا تذكرت تقصيرك في صيامك وقيامهم ؛ خفت أن يرد الله عليك ذلك ، و إذا نظرت إلى سعة رحمة الله ، وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير ، رجوت أن يتقبلك الله في المقبولين .

:: : : : : : : ::

~*¤ô§ô¤*~الوقفة الثانية :~*¤ô§ô¤*~

أن لكل شيء علامة ، وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة أخري .

فما هو حالك بعد رمضان ؟

هل تخرجت من مدرسة التقوى في رمضان فأصبحت من المتقين .
هل تخرجت من رمضان و عندك عزم الاستمرار على التوبة و الاستقامة ؟
هل أنت أحسن حالا بعد رمضان منك قبل رمضان ؟

أن كنت كذلك فاحمد الله ، و إن كنت غير ذلك فابك على نفسك يا مسكين فربما أن أعمالك لم تقبل منك ، وربما أنك من المحرومين و أنت لا تشعر.

: : : : : : : : : :

~*¤ô§ô¤*~الوقفة الثالثة :~*¤ô§ô¤*~

أقسام الناس بعد رمضان :

لقد انقسم الناس بعد رمضان إلى أقسام

1- الصنف الأول : قوم كانوا على خير وطاعة ، فلما جاء رمضان شمروا عن سواعدهم ، وضاعفوا من جهدهم و جعلوا رمضان غنيمة ربانية ، و منحة إلاهية ، استكثروا من الخيرات ، و تعرضوا للرحمات ، وتداركوا ما فات ، فلعله أن تكون قد أصابتهم نفحة من النفحات .
فما انقضى رمضان إلا و قد حصلوا زادا عظيما، علت رتبتهم عند الله ، و زادت درجتهم في الجنات، و ابتعدوا عن النيران .
علموا أن لا مستراح لهم إلا تحت شجرة طوبى، فاتعبوا هذه النفوس في الطاعات .
علموا أن الصالحات ليست حكرا على رمضان ، فلا تراهم إلا صوما قوما ،
حافظوا على صيام الست في شوال ، حافظوا على صيام الاثنين و الخميس و الأيام البيض.
دمعتهم على خدودهم في جوف الليل، و عند الأسحار استغفار أشد من استغفار أهل الأوزار .
.يعيشون بين الخوف و الرجاء، حالهم كما قال الله ( و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم و جلة أنهم إلى ربهم راجعون ).
في السنن من حديث عائشة ( قالت : قرأ رسول الله هذه الآية ، فقلت يا رسول الله : أهم الذي يسرقون و يزنون و يشرب الخمر و يخافون من الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم أقوام يصلون و يصومون و يتصدقون و يخافون أن يرد الله عليهم ذلك )

فهؤلاء هم المقبولون ،هؤلاء هم السابقون ، هؤلاء هم الذين عتقت رقابهم ، و بيضت صحائفهم .
فطوبى ثم طوبى لهم.

= = = = =

2- الصنف الثاني : قوم كانوا قبل رمضان في غفلة و سهو و لعب ، فلما أقبل رمضان أقبلوا على الطاعة و العبادة ، صاموا و قاموا ، قرأوا القران و تصدقوا ودمعت عيونهم و خشعت قلوبهم ، و لكن ما أن ولى رمضان حتى عادوا إلى ما كانوا عليه ،عادوا إلى غفلتهم ، عادوا إلى ذنوبهم .

فهؤلاء نقول لهم :
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات ، و من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت .

أن الذي أمرك بالعبادة في رمضان هو الذي أمرك بها في غير رمضان .

يا عبد الله ( يا أمة الله )

يا من عدت إلى ذنبوك و معاصيك و غفلتك :
تمهل قليلا ، تفكر قليلا:

كيف تعود إلى السيئات ، و ربما قد طهرك الله منها .
كيف تعود إلى المعاصي و ربما محاها الله من صحيفتك

يا عبد الله ( يا أمة الله )

أيعتقك الله من النار فتعود إليها ؟ أيبيض الله صحيفتك من الأوزار و أنت تسودها مرة أخرى ؟

يا عبد الله ( يا أمة الله ) :

آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها .
آه لو تدري أي بلاء نزل بك ، لقد استبدلت بالقرب بعدا، و بالحب بغضا .

يا عبد الله ( يا أمة الله )

إياك أن تكون كالتي نقضت غزالها من بعد قوة انكاثا .

لا تهدم ما بنيت ، لا تسود ما بيضت ، لا ترجع إلى الغفلة و المعصية فو الله أنك لا تضر إلا نفسك
يا عبد الله ( يا أمة الله ) إنك لا تدري متى تموت ، لا تدري متى تغادر الدنيا .
فاحذر أن تأتيك منية و أنت قد عدت إلى الذنوب و المعاصي . و تذكر ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فغير من حالك ، اترك ذنوبك ، أقبل على ربك حتى يقبل الله عليك .

= = = = =

3- الصنف الثالث : قوم دخل رمضان و خرج رمضان ، وحالهم كحالهم ، لم يتغير منهم شيء ، ولم يتبدل من أمر ، بل ربما زادت آثامهم ، وعظمت ذنوبهم ، و اسودت صحائفهم ، و زادت رقابهم إلى النار غلا . هؤلاء هم الخاسرون حقا .عاشوا عيشة البهائم ، لم يعرفوا لماذا خلقوا عوضا أن يعرفوا قدر رمضان و حرمة رمضان ، ولقد سمعت و الله أحدهم يتبجح و يجاهر بالفطر في نهار رمضان . فهؤلاء ليس أمامنا حيلة معهم إلا أن ندعوهم إلى التوبة النصوح ، التوبة الصادقة ، و من تاب ، تاب الله عليه.

وإليك يا أخي ( يا أختي ) كلمات من كلمات سلف هذه الأمة ، فو الله أن كلامهم لقليل و لكنه يحي القلوب .

قال أبو الدرداء : ( لو أن أحدكم أراد سفرا ، أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ؟ قالوا: بلى .
قال: سفر يوم القيامة أبعد ، فخذوا ما يصلحكم ؛ حجوا لعظائم الأمور . صوموا يوما شديد حره لحر يوم النشور . صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور . تصدقوا بالسر ، ليوم قد عسر )

و قال الحسن البصري : ( إن الله جعل رمضان مضمار لخلقه ؛ يتسابقون فيه بطاعته فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا . فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون و يخسر المبطلون )

اللهم اجعل ما نقول حجة لنا لا علينا .

محمد الجابري


--------------------------------------------------------------------------------


* مع تعديل بسيط .