المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية يفتح أبواب جهنم على قطاع البتروكيماويات



Love143
05-11-2005, 03:05 AM
انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية يفتح أبواب جهنم على قطاع البتروكيماويات الأوروبي

إعداد- أيمن جمعة:
جاءت الانباء عن توصل الرياض لاتفاق تجارة ثنائي مع الولايات المتحدة ليمهد الطريق أمام انضمام السعودية الى منظمة التجارة العالمية وذلك بعد مفاوضات شاقة دامت أكثر من 12 عاما، وهو ما قوبل بترحيب واسع على الصعيدين الدولي والمحلي السعودي· وشارك الجميع بمن فيهم باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية في الاشادة بهذه التطورات التي وصفها بانها ''فرصة تاريخية لمنظمة التجارة العالمية والنظام التجاري المتعدد الاطراف'' وتوقع أن تكمل الرياض عملية الانضمام قبل قمة هونج كونج في ديسمبر المقبل لتصبح العضو رقم ·149
ورغم أجواء الترحيب فان بعض الاطراف في صناعة البتروكيماويات ترى في هذه العضوية نوعا من ''الدواء المر''· فانضمام الرياض الى المنظمة يحمل في طياته فتح الاسواق الاوروبية دون أية حواجز جمركية أمام عملاق البتروكيماويات السعودي، ومن ثم تراجع الارباح التي تحققها الشركات الغربية· وكانت هذه النقطة من محاور الخلاف الرئيسية في مفاوضات شهدتها جنيف خلال شهر أكتوبر بين السعودية والاتحاد الاوروبي·
وكانت السعودية والاتحاد الاوروبي قد أبرما اتفاقا تجاريا أوليا في 2003 لتحصل السعودية به على دعم القارة العجوز على الانضمام لمنظمة التجارة· ومجرد ابرام ذلك الاتفاق اضافة الى الاتفاق الاميركي هو انجاز في حد ذاته لانه يؤكد ان السعودية نجحت في اقناع الشركاء التجاريين الرئيسيين بان اقتصادها أصبح أكثر ليبرالية وانفتاحا على الاستثمارات الاجنبية·
لكن ظلت هناك بعض المشكلات الشائكة العالقة بين السعودية والاتحاد الاوروبي والتي لم يتم تسويتها حتى الان· ومن أبرز نقاط الخلاف، شكاوي شركات البتروكيماويات الاوروبية من الاسعار المنخفضة التي تحصل بمقتضاها شركات البتروكيماويات السعودية على مستلزماتها من الغاز الطبيعي المسال والايثان، وهو ما يعطي لشركات المملكة ميزة تنافسية غير عادلة أمام مثيلاتها الاوروبية· فمتوسط سعر الايثان في السعودية يبلغ 0,75 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مقارنة مع ستة دولارات كاملة في اوروبا·
واضافة الى ارتفاع أسعار المواد الخام، فان الشركات الاوروبية تواجه ضغوطا اخرى، منها رغبة الاقتصاديات الاسيوية الناشئة وفي مقدمتها الصين، في تقليل اعتماداتها على وارداتها من البتروكيماويات، أضف الى ذلك ان قوانين مكافحة الاحتكار الاوروبية تجعل الاندماجات ليست بالخيار المجدي لان الاعتبارات البيئية وأوضاع أسواق العمل تجعل في حكم المؤكد ارتفاع نفقات التشغيل·
المسمار الاخير
وفي ظل هذه الصورة فان البعض يرى انه اذا حصل المنتجون السعوديون على فرصة الدخول الحر الى الاسواق الاوروبية فقد يكون هذا هو المسمار الاخير في نعش صناعة البتروكيماويات الاوروبية· ويقود عملاق البتروكيماويات السعودي، الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) التي تأسست في عام 1976 وهي من اكبر شركات البتروكيماويات في العالم، ويتركز نشاطها على استثمار الموارد الهيدروكربونية والمعدنية في السعودية الى جانب شركات في اوروبا وآسيا وامريكا لتسويق منتجاتها·
وتقول اندريا بوروسو المحللة البارزة في مؤسسة ''اس أر أي'' الاميركية للاستشارات ''اوروبا في مازق خطير للغاية· هناك خوف حقيقي من ان الصناعة ستتكبد خسائر فادحة بداية من عام 2007 بسبب ما يحدث في السعودية·'' ورغم ان السعودية ظلت لاعوام تتجاهل هذه الشكوى فان الانضمام الى منظمة التجارة العالمية يعني انه يتعين عليها رفع أسعار المواد الخام لتتماشى مع المستويات الدولية· ويدفع المسؤولون السعوديون بانه لا يتعين ان يعاقبهم أحد بسبب ما حبا الله به بلادهم من كميات كبيرة في الموارد الطبيعية، وهم يشيرون دوما الى ان السعودية لا تتعمد فرض اجراءات تمييزية على الشركات الاجنبية·
وهناك من يرى ان بوسع السعودية ان تعتمد خلال مواجهتها مع الاتحاد الاوروبي على الدعم الاميركي· فواشنطن مؤيد قوي لإنضمام السعودية لمنظمة التجارة منذ اعوام ولم يسبق ان أثارت أية شكاوي بشأن أسعار المواد الخام· وتقول بوروسو ''تقبلت الولايات المتحدة بشكل متفتح حقيقة انهم مورد اقليمي لا عالمي للبتروكيماويات· ورغم ان صناعة البتروكيماويات السعودية يمكن ان تضر بنظيراتها في اسيا واوروبا فان الشركات الاميركية تسيطر على اسواق اميركا الجنوبية بشكل يحميها من اية منافسة عالمية·''
اسعار الايثان
لكن التأييد الاميركي وحده ربما لا يكون كافيا· فقد أوردت الصحف السعودية في منتصف أكتوبر ان الرياض توصلت لاتفاق مع الاتحاد الاوروبي حول اسعار المواد الخام، ولكن بدون التطرق الى تفاصيل· ويرى البعض ان عدم توفر معلومات يعني ان السعودية ستضطر لتقديم بعض التنازلات· ويقول سعد الشيخ كبير الاقتصاديين في البنك التجاري الوطني ''عندما تتسرب معلومات فانها عادة ما تكون لارضاء الجانب السعودي· أما في هذه الحالة فربما يتعين علينا ان ننتظر ونرى·''
ورغم حساسية اسعار الايثان الرخيصة في السعودية فان مصادر قريبة من المفاوضات أكدت ان المشكلة الحقيقية تتعلق باسعار المواد الكربوهيدراتية المسالة· ويقول مصدر ''الاساس الذي ينطلق منه الاتحاد الاوروبي ليس قويا بالنسبة للايثان، فاسعار الايثان السعودية لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها في باقي دول الخليج وايران·''
لكن النقطة الرئيسية هي اسعار مواد خام اخرى تطبق الرياض لها آلية تسعير مزدوجة· فالحكومة السعودية تبيع منتجاتها من البروبان والبوتان ونافتا للشركات المحلية بأسعار تقل عن أسعار التصدير بنسبة تصل الى 30 %· وتقول المصادر إن الهدف من هذا الخصم هو تعزيز الصناعة المحلية· لكن الاتحاد الاوروبي يرى ان هذه سياسة تمييزية تجعل المنافسة في غير صالح شركات القارة العجوز· فاذا علمت ان ما بين 60 الى 70 % من تكلفة البتروكيماويات تتوجه لتمويل شراء المواد الخام، فيمكننا ان ندرك ان خصم 30% من أسعار هذه المواد يعني الكثير في نهاية الامر خاصة اذا أضفت الى ذلك رخص نفقات التشغيل والايدي العاملة·
الدواء المر
ومن المفهوم ان الاتحاد الاوروبي يضغط بقوة في هذا المجال، وسط توقعات بان تظهر نتائج المفاوضات الشهر المقبل· واذا اضطرت السعودية لتقديم تنازلات فقد تتعرض شركاتها لتعقيدات صعبة· والمفارقة ان المشروعات الحديثة في السعودية تعتمد بشكل متزايد على البروبان والبوتان نظرا لتراجع مخزونات الايثان· وهناك من يخشى من ان هذه المصادر الوليدة سرعان ما ستواجه عراقيل هي الاخرى·
ويقول محلل ''اذا فشلت جهود الاتحاد الاوروبي في دفع السعودية للتخلي عن سياسة الاسعار المزدوجة فان بعض الشركات الاوروبية ستغلق أبوابها· الاتحاد الاوروبي يواجه ضغوطا مكثفة من جماعات الضغط الممثلة لصناعة البتروكيماويات المترنحة بالفعل·'' واضاف المحلل ''واذا قدمت السعودية تنازلات فان شركاتها ستتضرر· الامر كله مرهون بما سيتفقون عليه والفترة التي يتعين ان توافق السعودية خلالها على الاجراءات الجديدة·'' ومضى يقول ''الرهان كبير· ويبدو ان كل جانب سيعاني من بعض الخسائر· والكثير مرهون الان بما يحدث في ردهات وقاعات مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف·· ما أعتقده بشكل خاص هو صيغة ما ترفع السعودية بمقتضاها الدعم خلال فترة معينة·''
ورغم كل هذه التوقعات فان كثيرين يستبعدون ان تتنازل السعودية بسهولة لانه اذا حدث ذلك فسيكون السؤال الاساسي المثار داخل الدوائر الاقتصادية السعودية هو ''ما الذي استفادته السعودية من الانضمام الى منظمة التجارة اذا كانت ستتخلى عن كل مزاياها الصناعية؟''
مستقبل واعد
وبعيدا عن الخلافات السعودية الاوروبية، فان المملكة تمضي قدما في سياسة توسيع قطاع البتروكيماويات الذي ترى ان له مستقبلا واعدا، ومن شأنه أن يستوعب الكثير من الأيدي العاملة السعودية، بعدما تحولت المملكة الى مركز عالمي رئيسي لصناعة البتروكيماويات التي تجاوز إنتاجها 34 مليون طن في 15 مجمعا صناعيا خلال عام ·2004 ويمثل انتاج القطاع نحو سبعة في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي من البتروكيماويات الأساسية والوسيطة·
وتتمتع المملكة بميزة تنافسية قوية في استقطاب الاستثمارات في مجال وحدات تكسير الأوليفينات والمشتقات الناتجة عنها بسبب انخفاض متوسط التكلفة المتغيرة والتكلفة الثابتة والأسعار التنافسية والثابتة للغاز الطبيعي· كما تعكف الهيئات المعنية على استراتيجيات للترويج للاستثمار في مجالات عدة للصناعات البتروكيماوية، بما يؤدي إلى توفير المزيد من الفرص الاستثمارية· وتتركز هذه الجهود في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين اللتين تضمان مصانع للبتروكيماويات بمقاييس عالمية وبقدرات تنافسية عالية·
ويعكس الحجم الكبير لاستثمارات كبريات الشركات العالمية خلال السنوات القليلة الماضية مدى نجاح القطاع السعودي والثقة المتزايدة للمستثمرين فيه، لتتحول السعودية الى مركز ثقل صناعة البتروكيماويات العالمية التي توفر أفضل معدلات التكلفة· وتفيد الاحصائيات ان مشاريع الشركات العالمية تمثل ما نسبته أكثر من 70% من المشاريع التي شهدها القطاع السعودي عام ·2004 ومع الاخذ في الاعتبار الوتيرة الراهنة لنمو صناعة البتروكيماويات في العالم، فمن المتوقع ان ترتفع حصة المملكة الى 13% تقريبا بحلول عام ·2009
قصة نجاح
ومن نماذج النجاح الغربية في القطاع السعودي، يبرز اسم شركة سامسونج للهندسة· وبخلاف الشركات الكورية التي تدفقت على منطقة الخليج مع انطلاق فورة النفط في السبعينيات، فان سامسونج حديثة العهد نسبيا بهذه السوق· ويقول اتش· بي كونج المدير العام للانشطة الخارجية في سامسونج ''اول مشاريعنا الخارجية كان في الشرق الاقصى· لم نفكر فيما هو أبعد من ذلك·'' لكن السيناريو تغير في عام ،1998 عندما عصفت الازمة الاقتصادية بشرق اسيا وتسببت في توقف كل المشروعات الضخمة تقريبا· ويقول ''كونج كان لزاما علينا ان نتطلع لاسواق جديدة، وبدأنا نتطرق الى الشرق الاوسط بحذر·''
فتحت سامسونج اول مكتب اقليمي في دبي عام ،1998 وحصلت على اول عقد بالخليج في العام التالي مباشرة في السعودية· وكان نجاح الشركة في اكمال المشروع حسب الجدول الزمني المحدد والميزانية المرصودة، انجازا فريدا أعطاها موطيء قدم راسخ في السوق السعودي· واتسعت دائرة نشاط سامسونج لتصل الى مصر وسوريا·
وحصلت سامسونج على عقدين في السعودية في اطار خطة طموح لانتزاع عقود من المملكة تتجاوز قيمتها 1,8 مليار دولار خلال السنة المالية 2005-·2006 وهناك من يرى ان الشركة تستطيع تحقيق هذا الهدف الطموح· ويقول لي شانج كيون من مؤسسة ''دايو للاوراق المالية'' المستقلة في سول ''من المهم هنا ان نلاحظ ان معدل ربح سهم سامسونج في بورصة سول بلغ 13,5% وهو ما يمكن ان يقدم مؤشرا لما يمكن ان نتوقعه من أداء الشركة في العام المقبل، خاصة عندما ننظر الى متوسط أسعار اسهم الشركات العالمية·''
وكان سهم الشركة ارتفع في اوائل اكتوبر بنسبة 15 % بعدما أبلغت بورصة سول بانها فازت بعقد قيمته 500 مليون دولار لبناء مصنع للبتروكيماويات على أحدث المواصفات العالمية في الجبيل بالسعودية· ويتوقع المستثمرون الكوريون مزيدا من الاعلانات المماثلة خلال الفترة المقبلة· ويقول المحلل لي ''العقد كبير وهو بمثابة شهادة لمهارات سامسونج الفائقة في مجالي تصميم وادارة مشاريع البتروكيماويات وأيضا نجاحها في تعزيز مكانتها بالسوق السعودية العملاقة·'' وحصلت سامسونج على العقد من ''الشركة المتقدمة للبولي بروبلين'' والذي يستهدف انشاء مصنع لإنتاج البروبان والبولي بروبلين بطاقة 450 ألف طن متري سنويا على ان يكون مقره في مدينة جبيل الصناعية السعودية·
وفي اواخر سبتمبر، وقعت سامسونج خطاب نوايا لعقد تتراوح قيمته بين 350 و400 مليون دولار مع الشركة الشرقية للبتروكيماويات السعودية (شرق) لتشييد مصنع لانتاج جلايكول الإثيلين بطاقة سنوية (700) ألف طن متري· وبهذه العقود تتأهب شركة شرق لتصبح أكبر مجمع مفرد لإنتاج جلايكول الإثيلين في العالم·

جلوبل
07-11-2005, 02:04 PM
تسلم ياغالي ومشكور على نقل اخر الاخبار :nice:

Love143
07-11-2005, 02:17 PM
تسلم ياغالي ومشكور على نقل اخر الاخبار :nice:


الله يسلمك اخوي والعفو يا جلوبل

ومشكور على المشاركه :)