المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال للدكتور أحمد عبد الملك في جريدة الأتحاد الأماراتية



مواش
26-06-2008, 06:31 PM
العدد 12044 الخميس 22 جمادى الآخر 1429هـ - 26 يونيو 2008





د. أحمد عبد الملك

شمسُ "الخليجي" الآفلة!


وبأسلوب سوسيولوجي ساخر يُحلل الكاتب تراجُعَ النسل الخليجي بسبب خروج المرأة للعمل، وبالتالي يحد ذلك من الإنجاب وفرص الإنجاب. وحتى الطفل أو الطفلين اللذين تنجبهما الأم الخليجية، ستكون لهما أمٌ غيرها وهي الخادمة التي ترضع الطفل ثقافتها وسلوكياتها مع "الرضاعة" التي تساهم في إبعاد الطفل عن أمه وبالتالي إبعاد المواطن عن هموم وطنه عندما يستقيم عودهُ!

كما يذكر الزميلُ العاملَ الآخر في موضوع النسل أو التكاثر، وهو زواج الخليجي (السهل) من غير الخليجيات، حيث يتم "تخليق" جيناتٍ جديدة في المجتمع، وبالتالي يتلاشى صفاءُ الجنس أو العرق، ويذوبُ في الأعراق الأخرى، حيث يُمكن أن يذهب الطفل إلى مدرسة فلبينية أو هندية أو روسية لأن شكله لا يختلف عن أشكال أقرانه في تلك المدارس، حيث تأخذه والدته الأجنبية إلى تلك المدارس ويتعلم ثقافتها ومناهجها وعاداتها وسلوكياتها، وبالتالي تتلاشى هويته الخليجية ويصبح "مَسخاً" لا هوية له!

المجتمع الخليجي تشوّه كثيراً... تعودنا على البحث عن أسماء جديدة لأطفالنا كي نجنبهم الشعور بالدونية! وأصبحت فتياتنا رهائن لدور الموضة!

أعتقد أن الإنسان الخليجي أصبح مسلوباً في نواح عديدة؛ فهو مهموم بالديون التي خلّفتها ثقافة البورصة والإثراء السريع، أو الحياة الاستهلاكية وحالات "الفشخرة" الزائدة كي يتساوى مع أبناء الأثرياء الآخرين! ولربما ساهم جوُ المنزل وطلبات الزوجة المتكررة وضغوطها عليه في ذاك الاستلاب. وعلى اتصال بالإنجاب، أعتقد أن خليجيين كثيرين أصحبوا "عنينين" -أي أصابتهم عِنةٌ- ولا يُمكن أن يُنجبوا، وذلك لتعرضهم لجرعات متلاحقة من الاضطهاد الوظيفي والسياسي والاجتماعي، وبعد أن ابيضت عيونُهم من انتظار "فجر" الديمقراطية الذي يعتقدون أنه سيأتي بالبشرى ليحوّل هذه المجتمعات! فكيف لهم أن ينجبوا أطفالاً ويلتقوا زوجاتهم وعقولهم مأخوذة بالحذر و"المحاتاة" للغد، وإمكانية جرجرتهم لمراكز الشرطة لوجود شيكات بدون رصيد حرروها لآخرين! أو لأنهم كتبوا مقالات طالبوا فيها بمزيد من الحريات، أو إصلاح الأوضاع المقلوبة في بعض الأحيان!
انقراض الإنسان الخليجي يأتي أيضاً مع موجات القهر التي يتسبب فيها سوءُ الفهم بين الأنظمة وبعض الفئات الإصلاحية في المنطقة! وإذا كان الدكتور طارق قد طرح بأسلوب أدبي موضوع "سفينة نوح" لتفادي الطوفان المقبل، أو إنقاذ العرق الخليجي، أو الهجرة إلى "جزيرة مُؤَمّنة"، للحفاظ على ميزات الشخصية الخليجية، أو العيش في "محمية طبيعية"، وهو حلٌ يراه ُ ناجعاً، كون هذا المجتمع سيكون في مأمن من غوائل الدهر!
فنحن، وبنفس الحلول الساخرة، نقول: وهل نحن لم نكن يوماً داخل هذه "المحميات الطبيعية" حيث تمارَسُ علينا طقوسٌ سياسية واقتصادية اجتماعية لا دخل لنا فيها؟ وهل غياب العدالة الاجتماعية وتغليب سخافة "الفزعة" على فضيلة الكفاءة وعدالة التوافق العائلي والإداري، إلا نتاج واضح وجلي لنتائج التركيبات داخل تلك المحميات؟

نحن فعلاً آيلون للانقراض، ليس بحكم الهجرات العديدة غير المقننة إلينا -والتي ستجعلنا مثل شعب "المايا"- بل لأننا نفتقد لأن نُحبَّ بعضنا بعضاً، ونطرد آفات الحسد من قلوبنا، ونحارب نظرة التشكيك والتخوين ضد كل من يرفع رأسه بفكرة المُواطنة، والسعي نحو دمقرطة المجتمع، وهي الوسيلة الوحيدة لإخراجنا من "المحميات الطبيعية" التي نعيش فيها، حيث يأتينا الماء بالتقطير، والنفط بالتقطير، والحليب بالتقطير، والحب بالتقطير، والراتب بالتقطير، والرضا بالتقطير... وهذه "المحميات الطبيعية" هي التي تقرر متى ننام ومتى نصحو، متى نأكل ومتى نشرب، متى نمارس حقوقنا المشروعة مع زوجاتنا ومتى نهجرهن... متى نذهب إلى أعمالنا ومتى لا نعود إليها مطلقاً..!

إن هذه "المحميات الطبيعية" لم تكن طبيعية في روح وجسد المجتمع الخليجي! ونحن تشوّهنا كثيراً عندما تحولت الخيام الحنونة والأشرعة الباسمة إلى "محميات طبيعية" وهي ليست طبيعية! بعد أن كان آباؤنا وأجدادنا يجوبون من الخليج إلى أفريقيا والهند، يمارسون ثقافة التحاور مع الآخر، أصبحنا لا نطيق الحوار مع بعضنا بعضا، وكل من يحاول إنشاء حوار حول المجتمع ومستقبله يُوسَم بالتخريب أو المشاكسة! لقد تعود أطفالنا أن يبحثوا لهم عن أسماء جديدة لأن التوجه القبلي أو الطائفي يُلزمهم بعدم الشعور بالنقص أو الدونية! كما أصبحت فتياتنا رهائن لدور الموضة! وقد يستلفن المال من أجل شنطة أو ساعة "ماركة"!

زميلنا يدعو إلى وضع استراتيجيات عملية لمعالجة التركيبة السكانية، والكف عن استغلال البعض للأوضاع في المنطقة والمتاجرة في التأشيرات وخلق ثقافة الاستهلاك التي تدمِّر الشباب!

ونحن بدورنا نطالب الجهات المختصة أن تبادر بدراسة هذه القضية بصورة جادة قبل أن تصل نسبة الخليجيين في المنطقة إلى 1%، وهي جريمة تُرتكب بحق أهل المنطقة وتاريخها الطويل.

نحن نعتقد أن الإنسان أغلى من الدولار؟ وأهمُ من الأبراج، وأهمُ من المدن التي يسكنها أجانب، وبالطبع سيجلبون معهم عائلاتهم وخادماتهم وحاشياتهم!

نحن نعتقد أن الإنسان الخليجي الذي شربَ آباؤهُ ملحَ الخليج، وعانى أجدادهُ بردَ الصحراء وقيظها القاتل، وعاشوا على القديد ورحمة الخيمة، لا يجوز أن تتم المغامرة بمستقبل أبنائه من أجل بناء المدن الكوزمولوليتيكة، ونحن ولله الحمد نشهد ارتفاع أسعار البترول إلى نحو 140 دولاراً للبرميل، وهو كافٍ لتطوير الخدمات التي يحتاجها المجتمع، دونما الحاجة إلى توسع يُهدد الشخصية الخليجية، بل ويُهدد الأمن المحلي والإقليمي على المدى القصير وليس الطويل.

إن الوقت قد حان -مع هذا الخير الذي هو ملك للشعب في الخليج- أن يُصار إلى محو مساحات الألم والعوز لدى فئات كبيرة من مجتمعات الخليج! حيث يعتقد البعض أن كل طفل خليجي يشرب من بئر بترولية -على طريقة الفنان عبدالحسين عبدالرضا- أو أن الإنسان الخليجي لا يغسل السيارات ولا يعمل حارساً، ولا المرأة الخليجية تعمل "فراشة" في مدرسة -مع الاحترام لهذه المهنة الشريفة- وأن المواطن الخليجي لا يموت في اليوم ألف مرة من حالات العسف الإداري والأمور المقلوبة، والبحث عن العدالة الإدارية في عالم ينكر ثقافة العدالة.

كيف لا ينقرض المواطن الخليجي وهو بين مطرقة الهجرة المليونية وبين واقع الحال المؤلم؟!

الوعد2016
26-06-2008, 06:58 PM
مشكور على النقل

صوت قطر
26-06-2008, 08:43 PM
المدن الكوزمولوليتيكة
[/b][/size]

ايش معنى الكوزمو هذي

الغني بالله
26-06-2008, 10:31 PM
ايش معنى الكوزمو هذي

هذه الكلمة الظاهر انها من اختراع الكاتب ، لكن اظن انه يقصد بها كلمة cosmetic ( كوزميتك ) اي بمعنى = شيء تجميلي