المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجتمع ٌ لا يرحم....3



هتـان قطر
10-07-2008, 01:56 PM
نبدأ القصة على لسان الدكتورة ناعمه...تقول كنت في الحديقة مع ابنتي ..واراقبهما وهما تلعبان

واذا بابنتي تأتي الي وتقول أمي هناك احدى النساء تراقبك وتنظر اليك باستمرار..



فرأيت إمرأة تجلس بعيدا، وتحدق بي بابتسامة، حاولت أن أتعرف عليها، لكني لم أذكر ملامحها، …….. فقلت قد تكون عميلة قديمة، نسيت وجهها، أو متدربة، في إحدى دوراتي، ….. وعندما أردت أن أرفع عيني عنها، وجدتها تلوح لي بيديها، ثم قامت من كرسيها، وخرجت من البوفيه، متجهة نحوي، وبينما كانت تقترب،



كانت صفحات الذكرى تتقلب سريعا في فكري، بَرود، ذات الوشاح المخملي،







كانت برود حديث الجامعة بأسرها، قبل سنوات عندما كنا زميلتين ندرس في ذات الكلية، اكتسبت ألقابا عديدة ولأسباب متعددة،
كانت ذات الوشاح المخملي، لفرط أناقتها، وعلو ذوقها،
وسميت بالقطة السيامية، لروعة هيئتها، ورقة سلوكياتها، وجاذبية طلتها،
وكنت شخصيا أسميها العاصفة، لأنها لا توجد في مكان إلا وتثير عواصف الإعجاب.









كانت إحدى صديقاتي المقربات، في الجامعة، قضينا معا أجمل السنوات،


وكنا إلى حد ما، تشبه إحدانا الأخرى في التفكير والتحليل، والفلسفة، نعم كنا نتفلسف كثيرا، عندما نحاول أن نمنطق الظروف، ونعلق على الأحداث،
كانت تسألني: ناعمة لم الفتيات يخشون دخول الحديقة ليلا…؟
فأقول: لأنهن لا يستطعن رؤية وجوههن في المرايا، وهذا يرعب المرأة…
فتضحك، ثم تسألني: ولم لا يمكن رؤية وجوههن في المرايا…؟
فأقول: لأن الحديقة مظلمة،……..
فتقول: لا، لأن وجوههن مظلمة ……!!! فأضحك لأنها تكون قد سبقتني في فلسفة الأمر،


الحياة في الجامعة لم تكن لتمضي بلا صديقة صدوقة، ورغم وجود الكثير من الصديقات حولي، بقيت هي أكثرهن قربا من قلبي،
والغريب، أنه رغم تلك العلاقة الوطيدة والحميمة التي جمعتني بها، إلا أننا افترقنا بعد التخرج، فراقا مفاجئا، ولست أذكر كيف، ولا أذكر من منا توقفت فجأة عن الإتصال بالأخرى، فقد كانت من إمارة أخرى، …….










شريط الذكريات مر أمام عيني سريعا بصفحات الحنين، وأنا أنظر إليها تقترب نحوي، وابتسامتها الدامعة تسبقها، وذراعيها يهمان بالإحتضان، …………: بَرود..!!! قلت بصوت مخنوق: لا أصدق ……


كانت صادقة في شوقها، وضمتني بقوة، ثم نظرت لي تتأمل وجهي: ما شاء الله لم تتغيري، ………. كان بودي أن أقول لها وأنت أيضا، ……. لكن بَرود لم تعد بَرودا، …….. كانت بقايا …… وأية بقايا….!!!!









دعوتها لتجلس: كيف حالك،………..؟ ياه بعد كل تلك السنوات، …….


- كنت أراقبك منذ زمن، وترددت في الحضور للسلام عليك، ثم ما إن رأيتني حتى شعرت بقدمي تسبقاني إليك….


- ولم ترددت..... لا تعلمين كم من السنوات وأنا أبحث عنك، لم أجد لك رقما، حتى هاتف بيتكم تغير....


- تجاملينني، أم حاولت فعلا،


- بل حاولت، ...... وقد سألت عنك بعض الصديقات، ولكنهن جميعا لا يعلمن عنك شيئا،


نظرت بعد سماعها هذه العبارة باتجاه الحوض، وقالت: طيب، .... كيف حالك أنت.....؟ هؤلاء أولادك......؟


- نعم، وأنت أليس لديك أولاد....؟؟


- بلى.... هناك،


فنظرت للبعيد، كانت طفلتان تلعبان، وطفل صغير مع خادمته، .......


- ماشاء الله، ربي يخليهم، ......


ثم نظرت إلي من جديد، تلك النظرة التي لم تتغير، عندما تكون زعلانة، وحزينة، وتريد أن تقول شيئا، وعندما بادلتها النظرة، ابتسمت: أشعر أننا لم نفترق يوما، كأني كنت البارحة معك، في الحديقة، نمنطق الأشياء،



فضحكت بصوتي، وقلت لها: لا زلت تذكرين،


- طبعا أذكر، وهل هناك شيء آخر يستحق الذكرى أكثر من تلك الأيام، أجمل أيام حياتي، ....


- أتذكرين..........


وصرنا نستعيد الذكريات الجميلة ونضحك عليها، ....... كانت منسجمة معي، وكأن الدنيا هاهنا، وكأن العالم من حولها لم يعد يعنيها،








هذا النوع من الإنفصال عن العالم، أثناء الحديث، أعرفه جل المعرفة، أعرف كيف يغرق الإنسان، في حديث مع إنسان آخر، عندما يستخف بالعالم أجمع، ولا يبقى من شيء يقدره سوى تلك اللحظات، أعرف أن هذه التجربة لا يعايشها إلا إنسان فقد كل معاني الحياة الجميلة، وأحبطته الظروف حتى لم يعد قادرا على التعاطي مع الواقع، ولم يبق له من عزاء سوى سنوات الماضي، تلك التي لا زالت تعيش في الذاكرة.









بَرود الصديقة التي أعانتني على غربة السكن الداخلي، وبادلتني الأمن وهونت علي غربتي، تلك الفتاة التي أثارت جنون الفتيات، وأشعلت غيرتهن في كل المناسبات، تجلس قربي اليوم، بوجه ذابل، متعب، حزين متألم، لا مساحيق، وثوب سادة، ....... لغتها الجسدية، تخبرني كم يؤلمها الجرح، ويداها الساقطتان على حجرها، تنمان عن عمق المأساة، وشفتاها الباردتان، تكتمان صرخة الكرامة، وأنين الهجر، عيناها اللتان كانتا تشعان بالحياة والشقاوة، أصبحتا راقدتين ساكنتين سكون القلق، والإحباط معا،


وجهها يحتج على الألم، والألم يحتج على التعبير، والسعادة التي تبديها بلقائي، كفرحة طفل يتيم بطيف والدته في المنام، لعلي في هذه اللحظة بالنسبة لها لست أكثر من رائحة الذكريات الجميلة، ولست أجمل من أسطورة مضت ولا سبيل لعودتها اسمها السعادة.........










انتبهت أني أراقبها، وهي تتحدث فصمتت، ثم ابتسمت: كدت أنسى أنك تتفرسين الوجوه، ......!!
ثم نظرت باعتراض مفتعل: لا أسمح لك.........، فابتسمت: ومتى كنت تسمحين،...... !!!!



قالت من جديد: أنا جادة لن أسمح لك بتحليلي ليس من جديد......!!!


- هل أنت سعيدة......؟؟


- نعم....... وهل لديك رأي آخر.......


- نعم........ فهل أنت سعيدة.......


- نعم، ........ وابتسمت، فهل لديك رأي أخر.....


- نعم، ...... فنظرت لي بتحدٍ: إذا قولي لي ما رأيك.......؟؟؟


- أنت حزينة، وزوجك السبب، والقلب الجريح في صدرك يشهد ... أنت متعبة وإحباطك السبب، والنظرة الكسيرة في عينيك تشهد، أنت..........


- كفى، ....... ألن تتغيري، ........ بالله عليك كل تلك السنوات ولم تتغيري، لازلت تحللين الوجوه، .... كل ما قلته غير صحيح، .......


- بلى، إنه صحيح، وفي كل مرة كنت أحلل لك بشكل صحيح،


- كانت صدف،
- بل كانت حقيقة،
- ناعمة، إن لم تكفي رحلت،
- طيب، أكملي حديثك........








- سمعت أنك أضحيت استشارية، وأنك تحللين الوجوه، وتحلين المشاكل،


- وكيف سمعت،


- قد لا تصدقين، لكن إحدى عميلاتك هي أمي، ......جاءتك إمرأة من فترة تشكو ابنها، تلك أمي، .....


- صحيح، ...... لكنها جاءت من فترة طويلة،


- نعم، وقد أخبرتني عن نصائحك، ولم تكن تعلم أنك صديقة قديمة، عرفتك من اسمك، ووصفها لك، فقلت هذه أكيد ناعمة صديقتي،


- والدتك تبدو أصغر سنا منك،


- تلمحين، لا تلمحي، انا أعرفك، فلا تستخدمي معي هذه الخدعة، قولي لي مباشرة أني أضحيت بشعة وعجوزا، عادي، لن أزعل، فهذه حقيقة، كبرت، ......... تعرفين الأولاد يشيبون شعر الرأس،


- ابتسمت لها بلا تعليق،


- ماذا لا تصدقين .؟........ نعم إنهم الأطفال، وتضحك، فلولاهم، لطلبت الطلاق من والدهم السافل، ...... وتنظر لي بتحد ٍ، ........... ما رأيك هل أرضيت غرورك الآن، ....... زوجي سبب هذا الوجه الحاقد........









- لا أرى وجها حاقدا، فلا زال وجهك صادقا، كما كنت دوما، ولا زال قلبك الطيب نابضا لم يتغير، ما تغيرت هي آمالك، فقط آمالك...


- كنت متأكدة أنك الوحيدة القادرة على فهمي، ( تبتسم وكلها أمل) ........ لكني لا أجرؤ على لقائك، أخجل منك، انظري كيف أصبحت، انظري ياناعمة، بالله عليك لو عدنا للجامعة تقبلين صحبتي على هذه الشاكلة، أنت بالذات لا تحبين صحبة الذابلات، أنت بالذات، ...... كنت قد خططت لزيارة مركزكم، وعندما علمت أنك ناعمة الهاشمي، لم أجرؤ على الحضور، .......



وضحكت: يا مجنونة، أية صحبة، أنت صديقتي، أفضل البقاء معك، وإن كنت فزاعة، ......!!!


تضحك: أو لا أعرفك، ....... سأسر لك بشي، عندما كنا في الجامعة، اضطررت ذات يوم إلى كي شعري بالمكواة لأن سيشواري تعطل، خوفا من أن تعلقي على تجاعيده بعد الإستحمام،


ابتسمت فقد تذكرت بالفعل كيف كنت انتقد شعرها، .....: لكنك كنت تحبين تعليقاتي،.......


- تصدقين، على مدى سنوات زواجي المؤلمة، كانت ذكريات الجامعة كالمرطب، وكالتفريج عن همي، كانت أيامي الجميلة الأخيرة حتى اليوم،...










- إذا متى سنضع خطة الهجوم،


تبتسم، ....... وتنظر لي بثقة: اليوم إن شئت، هل ترغبين في رؤية صورته أولا، أم تحبين سماع تسجيل؟


- أوه، انت مستعدة، هل هناك من أخبرك بأني أقضي يوم إجازتي هنا، هل خططت لرؤيتي،


- لا، أقسم أنها مصادفة، ومن سيخبرني، ...... لكني كنت أنوي زيارتك كما قلت، وأتردد، ولهذا في كل مرة أعد لزيارتك شيئا، .............


- جيد، ما رأيك أن ندخل الجيم، لدي كورس الآن، .......... نتحدث على العشاء إن شئت،


- أوكيه،









قالتها بشخصية برود التي عهدتها طوال سنوات الجامعة، والتي أحببت فيها تفاؤلها وروحها المرحة، وإرادتها القوية، والأكثر من هذا رقيها الأخلاقي، .......... فسأعرفكم بإذن الله عبر هذه القصة على أجمل امرأة عرفتها في حياتي، ....... إمراة لا يمكنكن نسيانها أبدا، إنها بَرود، بفتح الباء، ......... عاصفة الإعجاب المتحركة، ...... سنحييها، بإذن الله، فكونوا معي عبر أحداث حكايتها، لتتعلمون شيئا ً من معنى الحب، عندما يغزو القلب، ومعنى الإنسانية عندما تتفتق في الإحساس، ومعنى الصبر عندما يثمر خيرا، ومعنى الإرادة عندما تحملها امرأة، ........


تابعووووني

khaldoon
10-07-2008, 02:04 PM
والله فعلا عندها فراسه.....بس الفراسه مب علم بالغيب



قصه حلوه راح اتابعها

احييكي

هتـان قطر
10-07-2008, 02:11 PM
والله فعلا عندها فراسه.....بس الفراسه مب علم بالغيب



قصه حلوه راح اتابعها

احييكي



خلدون انا اسفه بخصوص قصتك اللي ماكتملت..:(

لكن ماراح تخسر ..تابعنا وفالك طيب..:nice:

هتـان قطر
10-07-2008, 02:15 PM
ظلموني يا ناعمة، قيدوني بالسلاسل، ........... وعندما غرقت، رموني................ لآخر شحاذ طرق الباب،....... وسالت دمعاتها الثكلى، ........
وغامت عيناها، لكن نظرتها الحرة بقيت صامدة قاهرة للألم،



-بعد أن تخرجنا، وكل واحدة منا مضت في طريقها، عينت في وظيفة مرموقة، ....... وكما تعلمين كنت المميزة في الوظيفة، ........ وكان لي حظا وافرا من الخطاب، ..... دق بابنا القريب والبعيد، وإخوتي يا ناعمة لا يقبلون، فكل خاطب في نظرهم طامع، في ورثي من أبي، أو راتبي الكبير، وبقيت أنتظر الرجل الذي سيقتنعون به، انتظرت طويلا، حتى قلت فرصي، وصارت الناس تتحاشى طرق بابنا، ...... مرت الأيام، والسنوات، وبات حظي نزرا يسيرا، وبات أهلي يتذمرون...... وكأنني السبب في عنوستي، ..... صار همي يكبر مع زواج فتيات العائلة الأصغر مني سنا،
وأنا أنظر، ووالدتي تتحسر علي، ...... ولتساعدني صارت تلمح للنساء من أقاربنا ومعارفنا بأننا بتنا مستعدون لقبول أي عريس ولن نعجزهم كما فعلنا سابقا،



لكن أحدا لم يحرك ساكنا، لم يتجرأ رجل على خطبتي، بعد كل المسرحيات الهزلية التي خاضها إخوتي في تشنيع الخطاب، وبعد كل الحكايات الملفقة التي نسبوها لهم، ليشوهوا سمعتهم في نظري، .........









كان إخوتي مستفيدون من راتبي، ومسيطرون على ميراثي، أكلوني حية ولم يبقوا مني شيئا، وعندما أفلست، تذمروا من وجودي وسموني العانس، الحاقدة التي تجلب النحس، تخيلي.......


فعندما يشب شجار بين أحدهم وزوجته، يعني أني حسدتهم، لأني أغار منهم، كوني لم أتزوج، وإن طلبت رفقتهم في السفر فلا محرم لي غيرهم، فهذا يعني أني متطفلة وغراب البين، وإن حاولت تسلية نفسي برفقة أبنائهم فيعني رغبتي في سرقتهم من أمهاتهم،


أصبحت شماعة الأخطاء، وخشخيشة الأطفال، ومتجر الأعذار، .......... فكل مشكلة هي لي ومني،


وأمي، وحدها أمي، كانت ملاذي، والتي تشعر بي وبعذابي، والتي حاولت بكل طاقتها إنقاذي، بطريقتها التي قد لا تعجبك، لكنها لم تكن تعرف دربا آخر،


بدأت يا صديقتي تدلل بي على الأسر، وتخطب لي الرجال، ....... تصوري،............
لا تعاتبيني،








إن كنت لا زلت تذكرين، عندما قلت لك ذات مرة: بأن الزواج ليس كل شي، وأني لن أتزوج إلا شخصا أحبه، عندما تحدثنا كثيرا عن طموحاتنا في الرجل، عندما قلت لك أني لن أتزوج إلا من رجل يعرف قيمتي، ويتوجني ملكة على عرش قلبه، ......... وأني سأبقى دائما ذات التاج،


سرقوه، سرقوا التاج، ....... وجعلوني خادمة في بيت أبي، ...... قد لا تصدقين، لكن بَرود ذات الوشاح المخملي، مرت بالغابة، وفقدت حذاءها الأنيق، وتمزق ثوبها الغالي، أما وشاحها فلا تذكر عند أي منعطف سرقته الأشجار الشائكة، ....... لم تعد أحلامي مغرورة كما كانت، تنازلت مع الأيام، وأصبح الفارس الذي حلمت به ذات يوم في سيارته الفخمة، لا مانع عندي لو مر على بيتنا حافيا، المهم أن أتزوج، .........


لم أكن أعلم بأن الزواج مهم للمرأة هكذا ...... لو علمت لكنت فعلت المستحيل لأتزوج من أحد خطابي السابقين ولتنازلت عن كل ميراثي طواعية لإخوتي ليتركوني في حالي،









المرأة تحتاج لرجل، ......... ليشبع لديها هاجس الحب، ويملئ فراغ القلب،
نتزوج، لنصبح حبيبات رجل ما، في هذا الوجود، وما أن نتزوج حتى نكتشف أن الرجل الوحيد الذي يحق لنا أن نحبه، لن يحبنا أبدا.......






وبعد أن يئست كل محاولات والدتي في العثور على زوج لي، بدأت أبحث لنفسي، ..... وصرت أتصيد الرجال، ياااااااااااه، بَرود تتصيد الرجال، أي ذل ذقته، ........


أصبحت أنتقل من تجربة عاطفية إلى أخرى بهدف الزواج، لكني لم أسمح لأي علاقة بأن تتمادى، فأنت تعرفينني جيدا، فقط كنت أسمح لهم بمحادثتي لمرة، وأخبرهم أني أبحث عن زوج، ...... لكن كل من يحادث لا يرغب في الزواج، ........


وجاءني بعد سنوات الجدب والعطش الطويلة، مطر، ....... زوجي الحالي، وأب أبنائي،



كان مطر ابن حارتنا، سافر منذ سنوات طويلة للخارج، ليدرس، لكن العالم الخارجي سلب لبه، فترك الدراسة وانصرف إلى اللهو، وبات يستدعي المال من أهله، حتى قضى على كل ما يملكون، وعندما عاد إليهم، عاد وبصحبته امرأة شقراء ادعى أنها زوجته، .......


فمرض والده مرضا شديدا، وأقسمت والدته بأن تتبرى من دمه إن لم يطلقها، ويتزوج إحدى نساء البلد، ....... فطلقها، كما قال للجميع، وهمت والدته بالبحث له عن عروس تليق بهم، واحدة منهم وفيهم، لكن أحدا لم يقبل به زوجا لابنته، بقيت تحاول كثيرا، حتى يئست، وكنت أنا خيارها الأخير، وجاءت تخطبني على مضض، فأنا أكبر من ابنها، والعانس بلا مال، ودينها البنكي يكاد يرافقها مدى العمر، .......















لكن قدومها أحدث فرحة كبيرة في كل أرجاء البيت، الجميع دونما استثناء استبشروا ورحبوا بها، وحملوها على أكف الراحة، أشعروها بالكرم الكبير الذي تكرمت به علينا بتلك الزيارة، وكادوا أن يقبلوا قدميها شكرا وعرفانا، وبلا مقدمات ولا شكليات، وافق الجميع، واقترحوا تعجيل الدخلة، .....


فالكل يرغب في الإحتفال..... حتى أنا يا صديقتي، كنت مستعجلة، لم أكن أفكر في أي شيء، سوى أن أصبح عروسا ليوم واحد، ثم فلتنهار الدنيا بأسرها فوق رأسي لا مشكلة، المهم أن أنجو من ذل العنوسة، ........... منطق غريب، لم تعتاديه مني، لكنه الواقع، ولهذا ابتعدت عنك وعن كل صديقاتي فحين تزوجتن جميعا الواحدة تلو الأخرى، ....... أحسست بالنقص .....



وشخصيتي الشامخة التي طالما تعودت عليها تقوضت، وتقهقرت مع الأيام، وصرت شحاتة، ......أتسول خيال رجل في ثوب أخي المعلق على الشماعة، ........






كنت سعيدة، وأتخيل كيف سأقضي أول يوم معه، وأنا لأول مرة سأكون بصحبة رجل غريب وحدنا، وأفكر ماذا سأقول له، وكيف سأتصرف، ......... وفي غمرة أحلامي وانفعالاتي، رن جرس الهاتف في البيت، وصدف أن أرد بنفسي،



-ألو....
-ألو، السلام عليكم، ممكن أكلم بَرود
-أنا بَرود، من معي،
-مطر، كيف حالك،.....؟؟
-بخير، كيف حالك أنت ( وفرحت ورفرف قلبي من السعادة، تراه اتصل ليسمع صوتي، ويحدثني عن اجراءات الزواج، كم هذا ممتع)


-بخير، أريد أن أتحدث إليك بصراحة، أتمنى أن تتفهمي موقفي، أولا أشكر موافقتك على الإقتران بي، فهذا يسعدني، لكني وللأسف مرتبط عاطفيا بزوجتي السابقة، وقد أعدتها في السر، ولا أنوي الزواج من أخرى، ستقدمين لي خدمة كبيرة لو رفضتي الزواج بي، رجاء، فأنت تعلمين بأن والدتي عنيدة، ولا أستطيع رفض طلبها، أسعى لأن أجعلها يائسة، لتقبل أخيرا بزوجتي، حبيبة قلبي جوليا، هل تساعديني رجاء، أنا لا أحب سواها.








نزلت كلماته على رأسي كالصاعقة، حطمتني بعنف، وجعلتني كهشيم الخبز، ........ كبرادة الحديد، ...... كرمل الجبال الحالي، ...........


قتلتني كلماته، ودمرت آخر ما تبقى لي من كرامة، مزقتني ياصديقتي، بقيت صامتة لا أعرف ماذا أقول، لا يمكن أن يكون الظرف قاسيا هكذا، لايمكن أن أحتمل كل هذا العذاب في وقت واحد، يا ناعمة أذلتني الظروف حتى فقدت هويتي، ولم أعد أعرف من أنا.....



أغلقت سماعة الهاتف، بعد أن ودعت فرصة السعادة الوحيدة التي لا حت أمامي منذ سنوات، ومضيت نحو غرفة المعيشة حيث تجلس أمي مع زوجات إخوتي، يتحدثون عن ليلة الزفاف، ويعدون الإجراءات، اقتربت من أمي، وقلت لها أريد أن أتحدث إليك، ........
-خير فديتج تكلمي،
-على انفراد يا أمي .....
-إن شاء الله سيري حجرتج وياية وراج.......


دخلت والدتي الغرفة، وكانت لأول مرة تبدو بصحة جيدة، كنت أرمقها بانكسار، كيف سأشرح لها سبب رفضي، أظنها ستموت بين يدي،


حبيبتي، غاليتي أمي، قد أحتمل أن أبقى عانسا طوال العمر، وأعيش وأتأقلم، لكن كيف أجعلك لا تقلقين بشأني، قلت لها: هل أنت مرتاحة لهذا الخاطب،...؟؟؟
نظرت لي بهلع: (( عيوني فديت عمرج، لا تترددين أريد أطمن الغالية عليج، دخيلج دخيل روحج، تراني ما بتم لج دوم، أريد أطمن عليج، في بيت زوجك، لا تحرميني، الرياييل كلهم واحد، وأنت وشطارتج بتعدلينه، حبيبتي، اسم الله عليج، حسد وعين وصابتج، تعالي الغالية برقيج، ايلسي خلني اقرا عليج المعوذات........))







تتوقعين أني بالقسوة التي تدفعني لتحطيم حلمها...
تعتقدين أني أتجرأ على فطر فؤادها، لم أستطع،
وانسحبت نحو غرفتي متصنعة الفرح، ......... واختبأت هناك أنعي حظي، وتذكرت وجه والدي، وبكيت حتى الصباح،
وعندما بزغ ضوء الشمس، كنت قد تحولت، ........ من فراشة جميلة، إلى بزاقة مزارع لزجة، تتقن الإلتصاق، .....!!!!
وقررت أن أمتهن البلادة، وألبس ثوب الغبيات الثقيلات، ..........وعندما اتصل في مساء اليوم التالي:
ـ هل أخبرتهم،......؟؟
-لم أتجرأ..... فظرفي أصعب من ظرفك، أمي قد تموت، فأنت كما ترى فرصة ...... لعانس مثلي.
-هل تتزوجين من شخص يقول لك بأنه يحب امرأة أخرى،
-لا خيار،
-أي النساء أنت، قلت لك أحب زوجتي السابقة، وسأعيدها حالما تحين الفرصة، وهذا الزواج لن يتم، وسأتركك في يوم الزفاف وحيدة على الكوشة،
-إفعل ما شئت، .......... أنت الرجل حدث والدتك .......
-هل يعقل، لا أصدق ما أسمع، هل بلغ بك اليأس لتتزوجي من رجل يعلن لك رفضه لهذا الزواج، وحبه لامرأة أخرى، .........
- أمي يا مطر لن أقتلها.............




تابعووووني..

khaldoon
10-07-2008, 02:42 PM
تبين اعلق والا اسكت احسن......يعني بالله عليكي مب اولى انها تقول لامها انه هو اللي رافض حتى لو بغت تتزجه و ما تضيع الفرصه والا بتسوي هي فيها فيلم هندي



بخصوص الموضوع ولا يهمج يا اختي العزيزه نزلي كل يوم موضوع خذي راحتج

هتـان قطر
10-07-2008, 02:52 PM
تبين اعلق والا اسكت احسن......يعني بالله عليكي مب اولى انها تقول لامها انه هو اللي رافض حتى لو بغت تتزجه و ما تضيع الفرصه والا بتسوي هي فيها فيلم هندي



بخصوص الموضوع ولا يهمج يا اختي العزيزه نزلي كل يوم موضوع خذي راحتج



علق ..بس لا تشطح بعيد..:)

بتوافق لانها امام مجتمع يشهر سيوفه في كل لحظه على البنت اللي ماتزوجت

وهذا هو الظلم بعينه..

The Vision
10-07-2008, 03:00 PM
تابعي

هتـان قطر
10-07-2008, 03:22 PM
وتم الزواج وهو حاقد علي كل الحقد، ويتوعدني بالذل والهوان، ................... لماذا تحدقين في وجهي، هل بقي في وجهي ماء تتفرسين فيه، لقد سال كل الماء، وانسلخت من جلدي، وأضعت كرامتي في متاهات، ....... لا أعرف من أدخلني فيها، فأنت تعرفين أني لا أحب المتاهات، وحدك تدركين، كم كنت أتحاشى اللعب في متاهات الحدائق، تذكرين كيف كنت أمنطقها،
المتاهة حجرة نضيع فيها الأوقات، والأوقات أعجوبة، تتباطأ في المتاهات.






- ما الذي جرك لكل هذا اليأس، في أي سن تزوجت......؟؟
- في التاسعة والعشرين، .............. لم يكن السن هو السبب، بل الأجواء التعيسة التي أحاطت بي، هي التي دفعتني لكل ذلك اليأس، لي قرينات لم يتزوجن حتى الآن، لكنهن لازلن يحلمن بالزوج المثالي، أنا فقط عانيت ظروفا دفعتني لتسول الزوج.



راودني أمل عنيد، وحلم جميل بأن أجعله بعد الزواج يكتشف الفتاة الحلوة التي تسكنني، وأن يساعدني قربي منه على كشف مواطن الجاذبية في شخصيتي، كنت رغم كل الظروف أثق في ذاتي، وقدرتي على إثارة إعجاب الآخرين بي، وعللت لنفسي عذاب كرامتي، بأني سأستعيد كبريائي قريبا، عندما أجعله أسير حبي، ورهين الشوق في فلكي،








اعتقدت أن الأمر أسهل بكثير من سلق البطاطا، .......
وسألتني بخبث: هل لازلت تسلقين البطاطا قبل أن تعدي طبق المحشي، ........ ونظرت لي بنصف عين، ...... مبتسمة، فقلت لها: أيتها الشريرة، حتى و أنت تشكين معاناتك لا يفوتك تذكيري بذلك، اطمأني فقد تعلمت كيف أعد محشي البطاطا دون سلقها، هلا أكملت الرواية،


- هل لا زلت تعانين الفضول نحو الأحداث، ....... بعد كل تلك السنوات؟



- لا ......... ، تعرفين أني مهتمة بالتحليل، ...... أكملي وإلا تركتك، وذهبت ألعب السلة مع تلك النسوة،


- من المؤكد أنك تمزحين، طوال حياتك تخشين نساء السلة، أجسادهن الضخمة تخيفك، لكنهن يمتلكن ميزة جميلة،....... إنهن قادرات على ارتداء الأحذية الصحية بلا كعب، ويبدون بها طويلات أيضا، .... لذلك أعلم لما تمنيت ذات يوم أن تكوني لاعبة سلة،


- أيتها المجنونة، ...... كم مرة قلت لك بأني قادرة على لبس هذا النوع من الأحذية، وأني أحببت أن أكون من نساء السلة بسبب قدرتهن على القفز عاليا، مما يسهل علي التقاط بعض ثمار المانجا النامية في فناء دارنا، كيف أصبحت تنسين الوقائع، بالفعل أصبحت عجوزا تخرف،


- هل لازلت تلعبين الطائرة،......؟؟؟


- ليس حتى اليوم، وأنت .....؟؟


- تصوري هذا الشيء الوحيد الذي لازلت أزاوله، لذلك أنتظم في زيارة النادي،


- جيد، يبدو جسدك مشدودا رغم ذبول وجهك، .... والآن أكملي الأحداث،


- أين توقفنا؟ ......... نعم تزوجنا وفي ليلة الزفاف، أدخلته والدته بعد أن حلقوا له وحمموه رغما عنه، وعندما رمقني أجلس على الكوشة وكانت تلك أول مرة يراني فيها، لاحظت نظرة دهشته الطويلة، إذ لم يتصور أن أكون جميلة، لربما تصور أن قلة جمالي هي السبب في عنوستي،..... بدا معجباً ولا تعلمين كيف استعدت في تلك اللحظات بعض كرامتي، وارتفعت معنوياتي، وبشكل خاص عندما مال برأسه علي،


وبدأ يحدثني: لم تقولي لي بأنك جميلة،
فقلت: لم تعطني فرصة لأخبرك،
قال: جيد، فبعض الوصف لا يغني كثيرا عن الواقع، ...... ألست أكبر مني بسنتين، أراك أصغر سنا،......
قلت: لأنك شاحب، فقلبك أسود كوجهك،
ضحك: وتعرفين كيف تنتقمين، ......
قلت: نعم، أعرف، سأريك الليلة، ........
ضحك: سنرى من سيري من ؟؟



ثم جلس بقربي، ومد يده بجرأة ليمسك يدي، ولا يمكنني أن أصف لك نظرة الفخر التي علت وجهه، تناقض غريب وعجيب، بدا سعيدا،


- حجزوا لنا في الفندق، لكني سأبيت بك في بيت أهلي، لأجعل ليلتك ليلكي.


- لا بأس، فجل ما يسعدني الليلة أن أنام بعيدا عن وجهك.


- وجهي الذي تحبين، متأكد أنك مغرمة بي، لذلك تتزوجينني، لأول مرة في حياتي أعرف أن الرجال يرغمون على الزواج ... مثلك طرفة يجب كتابتها في موسوعة الطرف العالمية،


- شكرا، ( واغتمت نفسي، وكدت أبكي، فكلامه جرحني، وخوفي على الكحل أنقذ دموعي من السقوط)


- مابال يداك ترتجفان، ..... هل بدأت أثيرك،


نظرت للأسفل، فقد خدش حيائي، كلامه مباشر ولم اعتد ذلك شعرت بالخجل الشديد،


- بل أشعر بالخجل والتوتر بسبب تحديق الناس.


- حلوة، أنت حلوة، فليحدقوا كيفما شاؤوا.










وعندما أصبحنا وحدنا لم يتردد، ولم ينتظر، ......... بدأ مباشرة في مداعبتي، وكأنه ليس ذلك الرجل، الذي أقسم أنه يحب جوليا، ولا يعشق سواها


قضيت معه أسبوعا رائعا، لم يشعرني في أية لحظة منها بنفوره، أو رفضه، كما لم أره يحدثها، وكأنه لي وحدي، لاحظت أنه منجذب نحوي، ويعاملني كأميرة حقيقية، حتى أني أحببته، من كل قلبي، وتمنيت لو أنه غير متزوج، شعرت في ذلك الأسبوع بالأمل في حياة كريمة حياة عاطفية، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن،
بعد أسبوع وجدته يعد حقيبة صغيرة، ويضع فيها ملابسه، وبجوار الحقيبة تذكرة سفر، فصعقت، اقتربت منه وسألته: إلى أين،


- مسافر.


- كيف....؟؟،
ولم...؟؟،
نحن لازلنا في شهر العسل.


- أي شهر عسل، هل وعدتك به، هل تقررين كما تشائين، ....؟؟


- ماذا تقصد، إن ماتفعله عيب، كيف تتركني بعد أسبوع من زواجنا، ماذا سيقول الناس..؟؟


- أي ناس، لا أحب هذا الأسلوب، إن كنت تمانعين سفري قولي لي ذلك، لا تضعي كلام الناس في الموضوع، لأني لا أبالي بكلام الناس....... تخلف ورجعية..... أيتها الرجعية.


جررت نفسا طويلا، وأخرجت آخر ثائرا، ثم اندفعت إلى حقيبته وبدأت أخرج الملابس وألقي بها بعيدا، فأسرع نحوي وأمسك بيدي بقوة: مالذي تفعلينه......؟؟


- لن أسمح لك بالسفر، هل ترغب في إهانتي أمام الآخرين، كيف تجرؤ، ماذا فعلت لك، ماذا جنيت في حقك لتهينني بهذا الشكل.....؟؟


- تزوجتِ بي رغما عني، لترضي نفسك، وتنقذي نفسك من كلام الناس، والآن ترغبين في منعي من السفر بسبب كلام الناس، أنت عبدة للناس، ..........!!!!


- بل هي العادات، لا يحق لك أن تتركني بعد أسبوع من زواجي........


لكنه تركني وبدأ بإعادة ملابسه للشنطة، وأنا أنظر له بحسرة، وضربات فؤادي تتسارع من شدة الخوف، كيف سأشرح لوالدتي الظرف، وماذا سأقول للناس، .... اقتربت منه من جديد، وبصوت متوسل هذه المرة:


ـ أرجوك، انتظر أسبوعا آخر، لا تعرضني لهذه المهانة، أرجوك.


- الآن اتبعي معي أسلوباً جديداً، ...... وفري ألاعيبك، سأسافر حتى لو أدى ذلك إلى قتلك، سأسافر، لأرضي زوجتي التي تسببت في زعلها، سافرت ليلة زفافنا، وسأذهب لأعيدها فهي أهم عندي منك، ويكفي أني جاملتك أسبوعا كاملا، يكفيك، ...... أسبوعا لم تحلمي به.....


وجر شنطته وخرج وسط ذهولي، .....
...












انهرت على السرير أفكر، ماذا سأفعل، .....؟؟ ....... لكني وجدت نفسي أفكر في أمر ٍ آخر، في شعور مختلف، بالغيرة، والحزن ..... وجدتني أتساءل كيف سأحتمل فراقه هذه الليلة، أحببته، ومن تلك القادرة على معرفة هذا الرجل ولا تحبه، إنه لبق، يعرف كيف يثير أحاسيس المرأة، يغازلني مطولا قبل الجماع، ويداعبني بطرق ٍ مختلفة، وعندما نتناول الطعام، يضع أمامي ألذ الأصناف، ويقطع لي اللحم ليسهل علي تناوله بالشوكة، ......
استغربت يا صديقتي كل هذا التناقض في شخصيته، فعلى الرغم من رفضه لي، عاملني برقي وشهامة، وجعلني أعتقد أنه فارس أحلامي المنتظر، وبأسلوب جعلني أعتقد أنه أحبني، ..... لكني لم أفهم، كيف يعاملني هكذا ثم يتركني ليسافر لأخرى، ......كيف، فسري لي ما فعله ......؟؟ اشرحي لي لم فعل ذلك..........؟؟




أحل الله للرجل الزواج من اثنتين وثلاث وأربع، وهيأه نفسيا وبدنيا وعقليا أيضا للقيام بهذه المهمة، لذلك فهو قادر على التعامل معهن جميعا بنفس المقدار من الحب والإهتمام في وقت واحد، دون أن يشعر بالتشتت أو العصاب، أو ينتابه القلق إزاء الأمر، فيما تصاب المرأة بالأمراض النفسية لو فعلت ذلك، ......... والحكمة في قوله تعالى:



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ))
تعود من باب خبرتي إلى حالة أخرى، وهي العشق، أو الإحترام المصحوب بالهيام، فالرجل الذي يتزوج من عدة نساء يحبهن جميعا في وقت واحد إما بتساو ٍ أو بتفاوت، لكنه إن عشق إحداهن، أصبح من الصعب عليه أن يعطي الأخريات حقهن العاطفي أو الجنسي، ..... ولهذا حذر القرآن في (( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ))







إقبال مطر الجنسي عليك يشير إلى أنه لا يعشق امرأة في ذلك الوقت، وقلبه لازال حرا طليقا، في انتظارك،


كان بإمكانك الحصول على قلبه، قدم لك أكثر من فرصة لم تشعري بها،...


- كيف........؟؟


- عندما اتصل بك أول مرة وأخبرك أنه لا يرغب في إتمام الزواج، أخبرته ببساطة أن ظروفك الإجتماعية تمنعك من الإنسحاب،


- وهذه هي الحقيقة،


- لكنها جارحة.....


- جارحة له أم لي.


- بل له أولا، فعندما تشعرينه أنك قبلت الزواج به فقط للهرب من العنوسة فهذه إهانة كبيرة له، وأعتقد والله أعلم أن هناك من أخبره بذلك، فهل تحدثت أمام أي أحد عن الأمر؟


- لا أذكر، ......... ربما، جارتنا أم عبيد، كانت تحقد علي بعد أن رفضت ابنها، قبل سنوات، وكان قد تزوج عندما قبلت الزواج من مطر، زارتنا ذلك اليوم، وبدأت تعاتب والدتي بشي من الغيظ، إذ كيف قبلنا بمطر الذي تراه أقل شأنا بكثير من ابنها بينما لم نقبل بهم، وردت عليها والدتي بأن البنت كبرت وصار عليها أن تتزوج، وعندما انتقل الحديث إلي قلت لها رجل والسلام، أنا غير مقتنعة به، فهو لم يكمل تعليمه، ومتزوج من كافرة، ولا أعتقد أنه يليق بي، لكن ماذا أفعل يا خالة هي الفرصة الوحيدة،


- هل تعتقدين بقدرتها على نقل الكلام،


- لم لا، إنها مشهورة بذلك .... كما أذكر ........... قلت نفس الكلام في حضور زوجة أخي الأوسط، وهي أيضا تحقد علي بسبب شجار قديم،


- قد تكون إحداهن نقلت الأمر لأهله، ......... أو حتى له شخصيا، فلا يمكنك تصور خبث النساء،


- معقول........!!!


- كل شيء معقول، لو أخبرتك كيف تفعل الأخت بأختها أسوأ من ذلك، للزمت الصمت في قضاء أمور حياتك،
- هل تعتقدين أن كلامي السبب ....... لذلك طلب مني رفضه علانية،


- الجنوبي على وجه التحديد، لا يحب الزواج من امرأة لا تقدره، ولا ترغب به، مهما كان شأنه بسيطا، يحب أن يتزوج من امرأة مغرمة، أو على الأقل لديها بعض التقدير، أو حتى القبول،.....


- لكني أفسدت الأمر، عندما أخبرته أني أتزوج به للحفاظ على صورتي الاجتماعية،


- بل كنت قليلة التهذيب للأسف، فنحن نتعلم كيف نتعامل باحترام وذوق مع الغرباء، لكننا نهمل الذوق مع أهم الأشخاص في حياتنا، أولئك الذين سيعاشروننا سنوات طويلة، وقد تكون للأبد.


- لم يكن لدي خيار، ماذا كنت سأقول له، رفضه لي جرح كرامتي، ولم يخطر ببالي أن أسأله عن الأسباب، أو أتوقع وجود وشاية في الأمر،







- في كل الأحوال المرأة الذكية لا تعلق مشاعرها على شماعة المجتمع، كان بإمكانك أن تخبريه بأنك كنت سعيدة بتقدمه لك، ووافقت عليه لأنك صليت استخارة، ....... إن كنت قد فعلت، فهذا يرفع المعنويات ولا يحط من قدرك،
- وإلى أي مدى يؤثر ما حدث في حياتنا الحالية.....؟؟


- إلى المدى الذي يجعله يعاشر العديد من النساء، ويتعرف على الكثيرات ليذلك.......


- مستحيل، .......... إن ما تقولينه هو ما يحدث اليوم، لو تعلمين، فقط لو تعلمين،


- أكاد أجزم أنه يتعرف على النساء ........ بينما يتركك تتفرجين، ويحرص على جعلك مفتوحة العينين لكل ما يقوم به، ليثبت لك ما لم يستطع اثباته بالمعاملة الحميمة.


- ماذا تقصدين..........؟


- بعد الزواج، حاول التقرب منك، لكن وجودك في إطار التجربة السابقة تجربة رفضه لك حالت بينك وبين رؤية الواقع آنذاك.








- كيف..... أحيانا أشعر أنك تتحدثين في ألغاز.


- ليست ألغازا، هي معادلة بسيطة، عندما تأخر زواجك، وجاءت أمه تخطبك، كان بالنسبة لك الذليل الذي لم يجد امرأة تقبل به، وبناء على ذلك تصرفت، والأسوأ عزة نفسك، أو لنقل غرورك، الذي أصابه بمقتل عندما علم الناس قبولك به، أنت التي كان أهلك يفاخرون بك، ويتشدقون، لذلك بدأت تتحدثين عنه بالصورة التي تخفف من إحساسك بالذل،
هذه حيلة تتبعها الكثيرات، بل الكثير من الناس، فعندما نضطر ذات يوم لارتداء ثوب بال ٍ، نقول كنت على عجلة من أمري، ولم أجد غيره أمامي، بدلا من أن أقول، هذا الاستايل يعجبني، والواقع أن العبارة الثانية أفضل بكثير من الأولى لأنها ترفع معنوياتنا شخصيا، وتقنع الآخرين بما نقول غالبا،
ومن هنا كان الأجدى بك أن تقولي للجميع، إنه تجربة أحب أن أخوضها، أو هذا الرجل يعتبر بالنسبة لي تحديا، فقد عاصر الحياة في مكان مليء بالتحديات، الكثير من العبارات التي لا تضر إحساسه، ولا تجرحه كرجل، كما لا تحط من قدرك كامرأة.










- وماذا فعل هو ليشعرني برغبته بي، هو أيضا جرح إحساسي،


- بل تقدم لخطبتك، في وقت كنت فيه تعانين، إن خطبته لك في حد ذاتها تقدير، ولا يقدم رجل على خطبة امرأة لا يريدها، حتى و إن كانت أمه من قامت بذلك،


- خطبني بعد سلسلة من المحاولات،


- لكنه تقدم لك، سواء بعد سلسلة من المحاولات أو لا، ولو فكرت قليلا، لوجدت أن غيرك من الفتيات كن بانتظاره، فكم من فتاة في حارتكم كانت ترغب في الزواج،


- كان هناك كثيرات، وسمعت أن ثمة فتاة كانت ترغب به، لكنه لم يرغب بها،


- أرأيت،...... تخدعنا أحاسيسنا والمظاهر الخادعة، بينما يمكننا أن نفعل الكثير ونجني الأفضل لو فكرنا بحكمة، بقليل من الحكمة، عندما اتصل بك وطلب إنهاء الخطبة، أكدت له كم أنت متوحشة، .....


- متوحشة؟


- نعم، الرجل الجنوبي، يعتقد أن المرأة التي لا تعبر عن مشاعر الحب أو الإعجاب، متوحشة، وعندما أخبرك أنه يريد إنهاء الخطبة، ذهبت لإخباره بأنك مضطرة للإستمرار من أجل الحفاظ على موقفك الإجتماعي، وهذا رد قاتل فيه مهانة لكيانه كرجل جنوبي، فلو أخبرته بأنك ترغبين في إتمام هذا الزواج لما لديك من مشاعر له، ولأنك تعتقدين أنك قادرة على اختراق قلبه لكان رداً أكرم بكثير،


- سبحان الله، اعتقدت أن ردي هو الصح، لأنقذ كرامتي وأمنعه من السخرية مني،








- يحترم الرجل الجنوبي كثيرا المرأة التي تعبر عن مشاعرها وإعجابها نحوه، يحبها وإن كانت قبيحة، أو ذات مستوى اجتماعي متدن، أو مهما كانت عيوبها، يقدرها لأنها أحبته ذات يوم، على عكس ما تتصورين،.......... إنه لا يقدرك اليوم، ويشعر نحوك بالإشمئزاز، فأنت في نظره إنسانة مجردة من المشاعر، ويراك كغولة تلتف من حوله لتسرق سنوات شبابه، وأعز لحظات حياته، لتنجو بنفسها من كلام الناس،


- كأنك تصفين ما أراه في عينيه كلما رآني،


- كلام الناس، الذي جعلته شماعة لتضعي عليها كل احباطاتك، كانت كارثة أخرى، فرجل عاش سنوات طويلة في الخارج، لا يول ِ أية أهمية لكلام الناس، ولهذا وصفك بالرجعية، إنه لا يحترمك أيضا،
- كل هذا حدث في الأسبوع الأول،


- بل قبل الأسبوع الأول، استهانتنا باللحظات الصغيرة في الحياة غير صحي، فاللحظة مقياس نغفل عنه، ونستهتر به، بينما هي التي تحدد مدى نجاح علاقتنا، فلحظة صغيرة تتصرفين فيها بعشوائية وقلة تقدير كفيلة بتحطيم حياتك وعلاقتك الزوجية، عليك أن تكوني حكيمة، ولن أقول دقيقة، فقط تعلمي كيف تفكرين فيما تقولين، أو أصمتي،


- أخطأت كثيرا دون أن أعلم.......








- عندما فكرت أن ردودك ستحمي ماء وجهك، وأن إعلامه بأنك لم تتزوجي منه حبا فيه، بل هربا من وضع مؤلم، عندما اعتقدت أن هذا سيحمي كرامتك، كنت في الواقع تذلين نفسك أكثر، فالحب عذر جيد للإرتباط، بينما الظروف تعد في كل المجتمعات سببا مقلقا وأحيانا مهينا كسبب للزواج، بيد أننا نستصغر النساء اللاتي يتزوجن هربا من الفقر، وأنت هنا لم تختلفي عنهن هربت بالزواج من العنوسة،


- كل هذا ..... أكاد أعيد حساباتي،


- والرجل الجنوبي يا صديقتي على وجه التحديد لا يحترم المرأة التي تتزوج به لهذه الأسباب، يريدها مغرمة به، عاشقة له، لتكون كافية لمشاعره عن غيرها، بينما يتفهم الرجل الشمالي الكثير من الظروف التي تدفع المرأة للزواج، وفي كل الأحوال يحترمها، ولهذا تجدينه يتزوج بطريقة تقليدية غالبا، كما يمكنه أن يغرم بامرأة تجبر على العيش معه، ويعتبرها فرصة جيدة ليتحدى قلبها ويدفعها للوقوع في حبه، ...... بينما يرغب الرجل الجنوبي في امرأة تعجب به منذ النظرة الأولى، وتحبه وتعبر عن ذلك بكل السبل،........... معظم الرجال متعددي العلاقات من الجنوبيين إنهم يسافرون بحثا عن نساء ترضي الغرور الداخلي لهم، أو تشعرهم بالقبول،


- أولا يجد....؟


- بل يجد، الكثير من النساء مستعدات لتقديم الحب، والإعجاب له، لكنهن كالماء المالح لا يطفئن العطش، لهذا يبقى يتنقل بين العلاقات، ..... بحثا عن حب امرأة لم يحصل عليه،


- ومن هذه المرأة؟
- قد لا تكون امرأة معينة، لكنها بمواصفات معروفة تقريبا،


- ماهي.....؟؟


- يحب الرجل الجنوبي الزواج ممن تدعى بسيدة عصرها، تلك صفة بارزة لديه، لأنها مميزة وعلى المرأة التي سيحبها أن تكون مميزة،


- وكيف أصبح سيدة عصري،


- سأخبرك لاحقا،.........







تابعوني...

hamoor4ever
10-07-2008, 04:36 PM
متابعين كالعاده :)

مرسيدس
10-07-2008, 05:03 PM
متابعينك

shrook
10-07-2008, 05:40 PM
في الانتظار ..................

Mo0o0oM
10-07-2008, 05:47 PM
تبين الصراحه انا كرهت شخصيتها الانهزاميه . .



متابعـــــــه . . وتحياتي لك

:)

hamoor4ever
10-07-2008, 07:45 PM
شصار نبي نعرف الباقي
قاعدين ننطر

الامل القديم
10-07-2008, 09:07 PM
انا معك متابعه

وطن
10-07-2008, 09:52 PM
متابعة
بس استغرب من بعض الرجال
يبي المرأة تكون هي أقوى منه وتواجه أهلها
وهو ما يواجه !!

crazy

القهيدان
10-07-2008, 11:23 PM
قصص نسوان حلوه
بس اكيد المره تكون الضحيه
والرجال المسكين المتلته في حياته هو الفرعون

شاهيناز
10-07-2008, 11:53 PM
هتان وينك؟

هاجر
11-07-2008, 12:53 AM
:eek5: متى نزلتي القصه توني أشوووفها :( المهم انتي ووووووووووينج :telephone: كملي تعبت :yawn: ومااااقدر لازم أكمل قراااءة القصه لاتقووولين ماراح تكملينها اليووووم :rolleyes2:

بوخالد2
11-07-2008, 01:07 AM
متابعينج ياهتان

قصه جميله و اتنمى الاستفاده منها من قبل الذين يتصفون بالامور هذه

khaldoon
11-07-2008, 05:20 AM
كلام جميل بس ليش ما في احتمال انه تعامل معاها بكل لطف و حب و اظهر شخصية العاشق لتتعلق به و هو مبيت النية لهجرها مثلما قال لها انها قضت اسبوع لم تحلم به و انه اخبرها اصلا انه سيذلها

خصوصا انه شاب و مرت عليه تجارب كثيره و يعلم كيف يعلق النساء وهي فتاة جميله و قد تفاجأ بجمالها فلم يستغل هذا الجمال و يسعد نفسه باسبوع معها خصوصا انها زوجته

hamoor4ever
11-07-2008, 12:39 PM
هتااااااااااااااااااااان صار لي يوم كامل انطر

هتـان قطر
11-07-2008, 03:02 PM
:shy:

اسفه جدا جدا ..نسيت اقول لكم اني بتأخر عليكم..:secret:

كنت في زياره لبيت اهلي وماقدرت اتواصل معكم..اسفه والله..

يالله نتابع بإذن الله...:)

وطن
11-07-2008, 03:04 PM
ولكم باك هتان

هتـان قطر
11-07-2008, 03:08 PM
وبينما كنت منهارة أنظر في لاشيء دخلت علي والدته مسرعة بلا استئذان: حبيبتي، الغالية ماعليج منه، خليه، دخيلج فديت عمرج، ما تخبرين أحد، بيردونه أخوانه، بيردونه، هذا الريال مسواي له عمل، جوليه حسبنا الله عليها ساحرتله، .......................))


بينما كانت تتحدث وتتعذر عما فعله ولدها دخلت شقيقته، كانت في الثامنة عشر آنذاك، وبعد أن خرجت والدتها اقتربت مني وقالت: أخي غير مسحور، إنه مغرم، ..... أو هكذا أراه، ....... .!!!


- أعلم هو أخبرني أنه مغرم بجوليا، زوجته السابقة،


- فضحكت، ....زوجته السابقة، أية زوجة!! جوليا لم تكن زوجته، كانت عشيقته فقط،









- غير معقول، وماذا عن حديث الناس، ..... وهو قال لي بأنها زوجته،


- بل هي عشيقته، ولهذا مرض والدي عندما تجرأ على إحضارها في بيتنا ليمارس معها الزنا، وعندما مرض الوالد أخرجها في شقة منفردة، بينما أخبرنا والدي أنه تاب، وسفرها بلادها، ...... لقد تحدثت معها وعلمت منها أنه متعدد العلاقات، ... وأنها واحدة من صديقاته العديدات،....هل ترغبين في الحديث إليها......


- لم أتحدث إليها.........؟؟


- لتعرفينه عن قرب، جوليا صديقته المقربة وقد تنصحك بالكثير، إنها متفهمة، تحدثت معها، ووجدت أنها متعاونه وستساعدك على فهمه، ......


- ولم أتعب نفسي، لأفهم رجلا بهذا الشكل،


- لأنه زوجك،...... وستعيشين معه طوال عمرك، أم تفكرين بالطلاق؟


نظرت لها باستغراب، هل هي جادة في مساعدتي، هذه المراهقة الصغيرة، تريد مساعدتي أم السخرية مني، قالت: هل أحضر الرقم، ......؟؟


فوجدتني أقول بلهفة: نعم، أحضريه، ............


- تعالي إلى غرفتي لنحدثها على راحتنا، ...... حتى لا تطب علينا أمي، أو مطر....


- مطر سيسافر، أو ربما سافر،


- لن يسافر، لن يسمحوا له بذلك، سيعيدونه ككل مرة، حتى جوازه تم مصادرته ...... ( وابتسمت بطريقة أثارت القشعريرة في جسدي، كأنها تنتظر ابتسامتي، ......... فرحت عندما تأكدت أني أرغب في بقائه)


- هل حاول السفر من قبل؟


- كل أسبوع يحاول، ........ لا يطيق البقاء في البلد، يقول إنه يختنق هنا، تعود على شم الزهور والعيش في الهواء الطلق، .......


- أها.....


- تعالي غرفتي بسرعة فالوقت من ذهب، .......


- نعم.









وذهبت معها إلى غرفتها، ولم أدرك ماهذه القوة التي حركتني، وهذه الحماسة التي دفعتني للقيام بهذه الخطوة،
قالت مي شقيقة مطر: ألو كيف حالك يا جوليا، اعتذر لأني لم أرد عليك البارحة، معي مفاجأة زوجة مطر إلى جواري، ستتحدث معك،


قلت: ألو...... كيف حالك يا جوليا .


- بخير، كيف حالك أنت، .........


- بخير، ( وبقيت صامتة لا أعرف ماذا أقول)


- مبروك زواجك من مطر، مطر رجل ممتاز، سيسعدك، لا تملك امرأة إلا أن تعجب به،


- شكرا.


- كنت أريد التحدث معك عنه قليلا، فسعادة مطر تهمني، وأتمنى أن تسعديه، لقد أحببت مطر كثيرا، وعشت معه كزوجين لمدة طويلة 10 سنوات ربما، أو أكثر،


- هل تزوجتما..؟؟


- لا لم نتزوج، كنت أرغب به زوجا، فرفضني في أكثر من مرة، يقول بأنه لن يتزوج إلا من امرأة مسلمة، وعندما فكرت في أن أسلم، قال بأنه سيساعدني لكنه أيضا لن يتزوجني، لأني عاشرت غيره من الرجال، مع أني لم أعاشر سواه بعد أن تعرفت عليه،


- هل أحبك،......؟؟


- لا أعتقد، أنا أحببته، مطر لم يحب أحدا من النساء، كان يتجول بينهن، وكم من مرة خانني، إنه على علاقة بالعديد من النساء حول العالم، فاحذري، يمكنك أن تتخلصي منهن إن استطعت،


- كيف..؟؟


- لا أعرف، لكن مطر يشعر بالضياع، ولديه فراغ في قلبه، ..... أشعر أنه يبحث عن شيء ما، لا أفهم ماهو، صدقيني، مطر رجل رائع، لكنه يعاني من مشاكل،


- مثل ماذا.......؟؟


- يبحث عن التقدير لا يثق في نفسه كفاية،.... دلليله إنه يحب التدليل، .....!!



وفجأة دخلت والدته علينا: (( ميوه، حسبنا الله عليج، ما توبين، كم مرة قلت لج لا تكلمين هالساحرة، حسيبج الله، يايبة مرت أخوج تكلمها، أنت مينونه جيه))










فأغلقت السماعة في وجهها، وأنا أرى أم مطر تشد مي نحوها، وتأخذها خارج الغرفه، ثم تقترب مني وتقول: يا بنتي يا حبيبتي، أنت كاملة مكملة، لا ينقصك شي، ماشاء الله عليك، تستطيعين بأسلوبك أن تخطفي قلبه، وأنصحك بأن لا تخبري أحدا بما حدث، فالناس ليس لها إلا الشماتة، وقد بت واحدة منا، فلا تشمتي الناس بنا.........!!!






اختلطت مشاعري فى تلك اللحظة، ووجدتني أفكر في كلامها، حدثتني بصوت يصرخ بحبه، كم تحبه هذه الجوليا، أحبته ولم يحبها، وهي تعلم ذلك، .... انتظرت خروج عمتي بفارغ الصبر ففي حلقي سؤال أريد أن أطرحه عليها، علي أفهم، بت أرغب في فهم دوافعها أكثر من رغبتي في فهم مطر،








- أهلا جوليا، في محادثتنا السابقة شيء لم أفهمه، ذكرت أنه لم يحببك، فكيف علمت بذلك؟
- لأنه كان يخونني على الدوام، إنه مستعد طوال الوقت ليدخل علاقة نسائية جديدة.
- لم لا يحبك إن كنت صديقته كل تلك الفترة.......؟؟
- كنت صديقته المقربة، يمكنك أن تفهمي معنى الصداقة التي جمعتنا، فأنت امرأة بالغة، جمعتنا الظروف والحاجات، والإهتمامات والأفكار، وأحببته كثيرا، إلى درجة أني قدمت له كل ما يريد من دعم وتنازلات، لكني اكتشفت أني لا أحقق طموحه كرجل ٍشرقي.
- وما الذي دفعك للحديث معي حول الأمر.........
- أردت مساعدتك فقط، يمكنني أن أصف لك الكثير عن حياته، لأساعدك على فهمه، ....
صمت قليلا وأنا أسمع كلمات أخرى لم تنطقها، فجوليا يا صديقتي لا تريد مساعدتي، إنها ترغب في التعرف على تفاصيل حياتنا، ترغب في تتبع أخباره، تريد أن تعرف كيف سيعامل زوجته، وكيف سيتصرف معها بعد أن تخلى عنها، أدركت ذلك بنفسي، من الواضح أنها لم تكن سوى متعة جنسية، لم يحبها، ولم يعجب بها، كانت تلبي له حاجته الجنسية فقط،



- برود، هل أنت معي.
- نعم،
- كنت أحدثك عن أسلوبه، هل .................
- عفوا جوليا، لدي عمل الآن أشكرك، مع السلامة،









ثم اتجهت إلى مي، .......... : أطلب منك وبرجاء عدم الإتصال بجوليا، إن كنت حريصة على مصلحة مطر.
- أنا لا أتصل بها، هي من تتصل على الدوام،
- إن لم تشجعيها لن تتصل، لا تردي عليها، إنها ماكرة بالفعل،
- وماذا تريد...؟؟
- تريد الفشل لمطر في علاقته الزوجية ليعود لها،
- معقول، ......
- تتوقعين امرأة أحبت رجلا، لعشر سنوات تتنازل عنه بهذه السهولة؟
- صحيح، اعتقدت أنها ستساعدك في فهمه،
- لا أحتاج لمساعدتها،
- مطر في المجلس، لم يستطع السفر.
- الحمد لله.









_ تحليلك صحيح، فعلى ما يبدو أن جوليا، تتبعت مطر طوال العشر سنوات، كانت تحيط به، وتحاول إفشال كل علاقة حب يمر بها، كانت تتعرف إلى صديقاته الجدد وتتخلص منهن بطريقتها، إنها تحبه، وترغب في استعادته في كل مرة، وظنت أنك كغيرك من النساء، كانت تدافع عن حبها وحبيبها، .......


أكملي



مر المساء ثقيلا لم أر فيه أحداً، وعند منتصف الليل، دخل مطر بهدوء، وسمعته وهو يغتسل في الحمام، ثم يندس عاريا تحت الفراش، عادته في النوم، عادة أظنه اكتسبها في الغرب، لكنه لم يحاول لمسي، واستغرق في النوم سريعا،








مضت الأيام التالية بشكل عادي جدا، لكني بدأت أشعر بمشاعر الحب تنمو في قلبي تجاهه، شيء غريب حقا، أن نحب هكذا، بلا مقدمات، ونحب بلا عوامل واضحة، أحببته بشيء من الشغف، أصبحت أراقبه، وهو يأكل وهو يرتدي ملابسه، وهو يتحدث، بدأت أرى مالم أره من قبل، فزوجي بالفعل رجل شديد الجاذبية،


عاملني مطر ببرود شديد، ولم يبد نحوي أي نوع من الاهتمام، وشعرت بالحيرة، بدأت أثير انتباهه بزينتي، في البداية بدا مهتما قليلا، لكن مع الأيام شعرت بالملل، وبدأت أكره الزينة، حتى أني صرت أنفر من الجماع، مما أساء الأحوال أكثر وبات يعاملني بقسوة ويتجاهلني، شكل كل ذلك ضغطا رهيبا على قلبي، لا تعلمين إلى أي حد،








- ما رأيك لو نخرج لتناول العشاء.
- تتناولين العشاء في الخارج؟
- نعم، هل من مشكلة؟
- لا، لكني لا أعرف مكانا مناسبا هنا.
- غريبة ألست تخرج كل يوم بصحبة الرفاق لتناول الطعام في الخارج، .........؟
- ليس كل مكان أخرج إليه يناسبك،
- كيف؟
- نحن نخرج إلى أماكن لا تناسب العوائل،
- جد مكانا يناسبنا،
- اقترحي،
- لا أعرف لم يسبق لي الخروج لأماكن عائلية، لست أعرف شيئا على وجه التحديد.
- إذا ابقي في البيت،
- كريه.








نظرت إليه بحزن، وسحبت كتابا كنت اقرأ فيه من تحت الوسادة، وفتحته بعصبية وصرت أقرأ، شعرت أنه بدأ يحدق بي،



- ماذا تقصدين بكلمة كريه، ..........
- .................
- يبدو أنك لم تحصلي على كفايتك من التأديب في بيت أهلك،
- لا تتحدث عن أهلي، أنت آخر من يتحدث عن الأدب
- سأكسر وجهك بقبضتي إن تماديت،
- حاول، وأنا سأريك من أكون،
- هل تتحديني، هل تجرئين....؟؟؟
واندفعت إلى الخارج هربا من عصبيته، لكنه مد يده وأمسك بي، فصرخت في وجهه: اتركنننننننييييييييييي، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أدوخ، والدنيا تلف من حولي وكدت أسقط، فأمسك بي، ثم أخذني نحو السرير: مابك.........؟؟
لم أستطع الرد عليه، فقد بدأت أفقد وعيي، ثم فقدته، .................










استيقظت لأجد عمتي إلى جواري، وهو يقف بعيدا عن السرير، ينظر لي بقلق، قالت عمتي: بسم الله عليك، يبدو أنك حاملا، متى كان آخر موعد للدورة،........... قلت :لم أرها منذ تزوجت،
قالت: ماشاء الله، يبدو أنك حامل، ألاحظ هذه الأيام عدم رغبتك في الطعام،........ حبيبتي، الله يتمم لك بالخير،
ونظرت نحو مطر الذي بدا منتشيا سعيدا وقالت: مبروك يا مطر، يالله فديتك خذنا الطبيب خلنا نتأكد ونطمن عليها،



ثم ساعدتني لأقف،......... وأسرع مطر لمساعدتنا، ............
عندما خرجنا من عند الطبيبة أسرعت عمتي لزف النبأ السعيد لمطر، فقد تأكد حملي، ومطر الذي بدا سعيدا، لم يستطع إخفاء ابتسامته عني، شعرت في تلك اللحظات بأني أميرته المتوجة على عرش قلبه لأول مرة في حياتي، سار أمامنا دون أن يحاول مساندتي، لكنه فتح لي باب السيارة، وساعدني على الركوب، ......
قالت عمتي: الرجل لا يعلم كيف تشعر المرأة الحامل، لأنه لا يحمل ولا يلد، المرأة في هذه الظروف تحتاج لتغيير الجو، خذها لتتناول الطعام في الخارج، فالطفل بحاجة للغذاء.
رد عليها مطر بحذر: أين نذهب، ........؟؟










قالت: هناك أماكن كثيرة، خذها شاميات، مطعم جميل، وعائلي، كم من مرة عزمونا أخوتك هناك، ....
قال لها بحماس واضح : إذا هل نذهب الآن إلى شاميات.
ردت بخجل: لا.. أعدني الآن إلى البيت، ثم خذها واذهبا، فأنا متعشية ولله الحمد ولا أشعر بالجوع، اذهبا وحدكما.
قال بعد أن خطفني بنظرة: ما رأيك هل لديك القدرة على الذهاب للمطعم؟
قلت : نعم، .......... أشعر بالجوع الشديد.


وفكرت في نفسي، لم َ لم يقبل أن يأخذني إلى المطعم عندما طلبت منه، هل كان على أمه أن تطلب منه ذلك، ألهذه الدرجة لا يحترم رأيي، ولا يقدر طلباتي، .........
ما رأيك فيما حدث ياصديقتي..........؟؟









- إن ما حدث طبيعي، ويثبت نظريتي حول كونه جنوبي، غربي، لأن هذا النوع من الرجال يشعر بالتردد على الدوام، ولا يستطيع أن يحدد ما يريده غالبا، كما لا يستطيع أن يتخذ لك قرارا أبدا، عليك عندما تطلبين منه أي نوع من الخدمات، أن تحددي بالضبط ما تريدين، الكثير من النساء يعانين من الرجل الجنوبي بسبب هذه النقطة، عندما سألك أين آخذك، فهمت أنه يرفض اصطحابك للخارج، بينما كان في الواقع يسأل ليعرف، فهو بالفعل لا يستطيع تحديد هدف الخروج،



تعاني النساء يا بَرود من هذه المشكلة لدى الرجل الجنوبي، فهو قادر على التوقف عن الخروج معك إن لم تحددي وجهتك بشكل واضح، بينما بمجرد أن تصفي وجهتك يصبح مستعدا لأخذك حيث تريدين، ووالدته كانت أكثر حكمة منك عندما أعطته مكانا.



يحاول الجنوبي قدر الإمكان أن يبدو لطيفا مع كل أنواع النساء، إنه رجل يعرف كيف يكسب قلب النساء، فهو يعطيهن الحق في التعبير عن أنفسهن، ويدعم آراءهن، ويضايقه وجود امرأة لا تعرف ماذا تريد، فعلى الرغم من تردده في الحياة يبحث عن امرأة ثابتة الخطى، لتعوض ما يعانيه من نقص، وتدعم حياته من تلك الناحية.



عندما تقررين أمرا وتطلبي منه المساعدة تجدينه متعاونا، لكن إن لمس منك ترددا، تقاعس، بل وربما لا يعود يثق في قراراتك لاحقا.





- فهمت الآن، علي في كل مرة أن أحدد ما أريد عندما أطلب، لاحظت كثيرا ذلك، فعندما يسألني ماذا أشرب، و أقول أي شي، يقول لا يوجد في المطعم ما يسمى أي شي، عليك الإختيار، قرري ما تشربين.....
- نعم هذا ما أقصد، قرري ما تريدين بكل دقة في كل مرة، والآن أكملي ما حدث.




- أنزلنا عمتي، ............ وما أن نزلت حتى شعرت بتوتر الأجواء، ورغبت لو أنه يتحدث، لكنه لم يفعل، كنت في داخلي أشعر بشوق قاتل إلى لمسات أنامله، أو ابتسامة وجهه الجميلة، ......... فنظرت إليه أكثر من مرة وكأني غير قاصدة، لكنه لم يفهم، أو لم يرغب في التجاوب، وعندما وضعت خدي على طرف الباب من جهتي، وبدوت يائسة التفت نحوي وسألني: تعبانة؟




- قليلا،


- تريدين العودة للمنزل.


- لا أرجوك، لم أعد أطيق المنزل، أختنق هناك.


- أعرف هذه الأعراض قرأت عنها.


- جيد، يعني أنك تدرك ما أنا عليه .....


- تفضلي.


وكنا قد وصلنا
اخترنا زاوية خاصة جدا، وبدأ في تأمل المكان، الذي يزوره لأول مرة،
- جميل هذا المطعم، ديكوره رائع، يشعرك بأنك في مكان دافيء، كأننا بالفعل في الخارج، بين أشجار الليمون.
- كلفهم الكثير حسب علمي.
- لابد أن يكون كذلك، ...........



ثم صمت وعاد يتأمل المكان،
- سأذهب للحمام ، هل ترغبين في غسل يديك.
- لا، لست في حاجة إلى ذلك.
ذهب للحمام، ونسي هاتفه النقال على الطاولة، لتصله رسالة نصية قصيرة، فدفعني الفضول إلى فتحها: شيري، أنا في البلد، وصلت قبل ساعة، أين أنت...؟؟ الرسالة كانت من جوليا.


إذا لهذا كان مستعجلا، ولهذا بدا متوترا.

هتـان قطر
11-07-2008, 03:20 PM
ولكم باك هتان


مرحبا وطن..اسمحولي على التأخير..

:)

وطن
11-07-2008, 03:28 PM
حسبي الله عليه وعلى هالجوليا وياه
اووف انا تنرفزت

وطن
11-07-2008, 03:30 PM
مرحبا وطن..اسمحولي على التأخير..

:)

مسمووحه اختي
افا عليج

مستثمرة صغيرونة
11-07-2008, 03:38 PM
متابعينك هتان
go ahead

هتـان قطر
11-07-2008, 03:39 PM
شصار نبي نعرف الباقي
قاعدين ننطر


هتااااااااااااااااااااان صار لي يوم كامل انطر



هذا انا جيت ارجع تابع....:)

هتـان قطر
11-07-2008, 04:00 PM
بدأت يداي ترتجفان من شدة الغضب، وفقدت السيطرة على أعصابي، حاولت أن أبدو هادئة، بصعوبة حاولت، انفجر كياني حنقا وغضبا عليهما، كيف تجرؤ على القدوم إليه، كيف يتجاهلان حقي ووجودي بهذه الطريقة، كيف أتصرف الآن ماذا علي أن أفعل، ..........


قررت أن أتناول عشائي بهدوء، ثم أتناقش معه في وقت لاحق، لكن كيف أفعل ذلك، لا أكاد أسيطر على ارتجافاتي،







وعاد، ومن فوره حمل هاتفه النقال، ثم نظر لي غاضبا: هل فتحت رسالتي للتو...........؟؟


- نعم فعلت، وليتني لم أفعل........
- بالفعل ليس من حقك التجسس علي، وسأضع رقما سريا منذ الآن، لأمنعك من إقحام نفسك فيما لا يعنيك.


- ما هو الذي لا يعنيني.
- شأني، حياتي، حريتي.
- بل هي حياتي، شئت أم أبيت أنت زوجي، أم تراك نسيت،



وفي هذه اللحظات، بدأ النادل في إنزال الطلبات إلى الطاولة، ........







- هي أيضا زوجتي.....


- من، جوليا، ...عشيقتك لعشر سنوات،... تلك التي كنت تخونها حتى ابيض شعر رأسها.


- من أخبرك ..... كل هذا كذب وهراء.


- بل هي الحقيقة، هي بنفسها أخبرتني بكل هذه الحقائق.


- تحدثت إليها،



- نعم، فعلت، هي من طلبت الحديث معي، كانت تبحث خلفك، ظنت أني بلهاء غبية، لأعطيها فرصة في حياتي.


- جوليا لا تفعل ذلك،



- بل تفعل،........... إنها تفعل أي شيء لتحصل عليك.


وشعرت أني ارتكبت غلطة بهذه الكلمة،



- إنها تحقد عليك لأنك لم تتزوج بها، وتريد الإنتقام منك.


- تناولي طعامك، سيبرد، ودعي حياتي الشخصية فهي لا تعنيك.








نظرت له بقهر، ففي أعماقي صرخة كبيرة، كيف يقول بأن حياته لا تعنيني، أليس زوجي، ما هذه المهانة يا الله كيف أسيطر على نفسي، أكاد أضربه بالصحن على وجهه، .......تمالكت أعصابي، ونظرت نحو صحني وكلي ألم، فسالت دمعاتي حارة على خدي، ولاحظ ذلك،







- لم تبكين الآن؟ هل علينا أن نقضي الوقت في النكد.


- وهل علي أن أتجاهل لقاءك بها، لأكون غير نكدية، .......


- هل تغارين...........


- أشعر بالإهانة، لا يحق لكما تجاهلي.


- إن كنت ستستمرين في النقاش حول الأمر تركنا المطعم وأعدتك للبيت.



صمت، شعرت أنه يلمح لتركي في البيت،
ثم يذهب لها، تناولت بعض اللحم من صحني، وكان يراقبني، وبدأ يأكل بكل برود، يأكل بنهم،









- طعامهم لذيذ، هل ذقت هذه التبوله، لذيذة جربيها،


لم آكل سوى لقيمات قليلة، ...
أجبرني عليها، وأشعرني بوده مع كل إصرار وهو يطعمني،
وتنازعت مشاعري فيه، فكيف يهتم بي هكذا بينما أحضر تلك الحقيرة ليعاشرها، .........
سالت دمعاتي على خبزي،
وصرت أفكر فيه، وأتأمله، كيف يهون عليه أن يعذبني هكذا بلا ذنب.
أردت يا صديقتي أن أثور،
وأصرخ فيه بكل قوة وبأعلى صوتي وأقول: أليس من حقي أن أغار عليك، ألست زوجي،
وحبيبي وأب ابني، ألست بشرا أتعذب،
لماذا تستغرب غيرتي، ولماذا تسلبني فرصتي في الدفاع عن زوجي،
زواجي منك بتلك الصورة لا يعني أني لا أشعر بحقي فيك................









- مابالك، ألم تنسي الأمر.


- كيف أنسى، زوجي يستعد للقاء عشيقته، فكيف أنسى....؟؟


- من قال لك أني سألقاها، .........؟؟


- إذا لم جاءت، ولم تخبرك بقدومها؟


- بما أنك تعلمين، فهي تجري خلفي منذ سنوات، ........


- ليس هذا هو الأمر، أشعر أنك طلبت منها الحضور، بسبب رفضي لك في الفراش، لكني واحم،


- لم أكن أعلم أنك واحم، ظننت أنك لا ترغبين بي،


- والآن بعد أن علمت،


- يمكنني أن أتصل بها الآن وأطلب منها المغادرة إن كان الأمر يريحك.


- نعم، يريحني، وأريد أن أحدثها لتعلم أني علمت.


- ليس الآن، غدا نتصل بها،


- لتحصل على فرصة للقائها، ... بعد أن تكون قد عاشرتها،


- ما بك، كيف تتحدثين معي هكذا، بأي حق تحاسبيني، هل تتخيلين أني شخص لا يفكر سوى في الجنس.


- نعم، أرى ذلك،


- إذا فقد أخطأت، أنت مجرد كئيبة، لا تفهمين ولن تفهمي، ......


- إتصل بها الآن،


- لن أتصل، وكفي عن التدخل في حياتي، وتذكري أن سبب زواجنا لا يساعدك على المضي فيما تفعلين، .....



مرت دقائق طويلة قبل أن أصرخ في وجهه بصوت مكتوم: إن استمرت علاقتنا بهذا الشكل، فالأفضل أن نفترق، فنار العنوسة أبرد مما أعيشه معك، وابتلعت مع كلامي اختناقة بكوة حزينة، فرق لحالي وقال: لن أذهب لها فهل تهدئين.......؟؟؟



فسالت دمعاتي، ... وأنا أنظر إليه غير مصدقة،


كان هاتفه النقال الصامت، يشير إلى وجود مكالمة ملحة، فقام من فوره بإغلاقه، وسألني: بماذا تحلين..؟؟ قلت: لا أطيق الحلا، أشعر بالغثيان اعذرني...


- لا بأس هل نرحل..؟؟
- يا ليت.


وفي السيارة كان طوال الطريق ممسكا بيدي، وقبلها مرتين، ثم ينظر لي بابتسامة حميمة بين وقت وآخر، نسيت معها بعضا من همي،







كنت أفكر طوال الطريق في اللحظة التي سأنزل فيها من السيارة، كيف سأحتمل أن ينزلني ليسرع إليها، حملت هم تلك اللحظات، ولم يسعفني شعوري المتوتر بالتفكير في طريقة تمنعه من فعل ذلك، وكانت المفاجأة السارة أنه أشار للبواب بفتح باب الكراج، مما أثار ارتياحي الكبير فهذا يعني أنه بالفعل لن يذهب إليها، لا تعلمين كم قدرت له الموقف، فعلى الرغم من كل حقدي عليه لأنه سمح لها بزيارته إلا أني قدرت له تلك الليلة عدم خروجه إليها،



لم أناقش الأمر، ونزلت من السيارة مسرعة نحو غرفة نومي، بينما قال لي: بردي الغرفة، سأتحدث مع أمي قليلا ثم آتي، .......
لا تعلمين حجم الدفء الذي حملته لي تلك الكلمات، وانتابتني فرحة وبهجة، وصعدت الدرج وأنا أحمد ربي وأشكر فضله أن جنبني الألم هذه الليلة.





أسرعت نحو دولابي، وبدأت أبحث عن ثوب مغر، لأثيره به، فأعوضه عن أيام الرفض والحرمان، تطيبت وسرحت شعري، ولم أنس أن أبرد الغرفة، وأبخرها أيضا، ثم اندسست في فراشي، وفتحت التلفاز، مر وقت قبل أن يدخل حاملا في يده طبقا من الرز بالزبادي والسمن البلدي)،
- هذه من أمي، تقول إن الحوامل يحببنه .. كما يمكنك أكله دون أن تصابي بالغثيان، ..
- شكرا، ( كنت قد ازددت حيرة في أمره، فشعوري يقول بأنه طلب من والدته أن تقوم بإعداده خصيصا لي ولهذا تأخر علي)
اقترب مني وبدأ يطعمني بالملعقة، لقمة لي ولقمة له، كان طبقا لذيذا جدا، بالفعل تناولته بشهية،



- يكفي، لن آكل أكثر، سأنهي الصحن عنك.
- شكرا أنا أيضا شبعت،
- بل ستأكلين حتى آخر حبة رز في الصحن،








وبعد أن أنهيت الصحن، كان علي أن أغسل فمي وشفتي، فقمت من سريري، قاصدة لفت انتباهه لملابسى واستعدادي لقضاء ليلة خاصة، ......وعندما عدت من الحمام، صدمتني نظرته الباردة، وبدا منسجما في مشاهدة التلفاز، بل هاربا مني، كان يجلس على الصوفا، متجاهلا،
اقتربت منه، وجلست قربه، فوضع يده على كتفي، وبدأ يعبر عن تعبه والإرهاق الذي يحس به، وحاجته للنوم، لكن تفسيري للأمر لم يكن جديدا، فتصورت مباشرة أنه يوفر طاقته لها، أو لم يعد يرغب بي،
اندفعت بكل غيظ نحو فراشي، واندسست فيه، وجرح كرامتي يئن في ذاتي، تكورت وأردت البكاء، حتى أحسست به وهو يدخل الفراش ويضع يده على كتفي، ... وأقبل علي بكل مشاعره.


فكيف تفسرين الأمر.........؟؟؟








الرجل الجنوبي، إنه الرجل الذي يحب الفتيات الخجولات جنسيا، ويحب المتمنعات، لا يحب المجاهرات، كما لا يفضل المبادرات،






تواصل الدكتورة ناعمه....

يحدث أن تلتقي بشخص ما فيعيد إليك ذكريات غابت عبر الأيام، وبَرود التي كانت تختزن في ذاكرتها أيام الدراسة الجميلة، بكل تفاصيلها،
أنعشت الذكرى في قلبي، إذ كانت الحياة أكثر بساطة،
ولم يكن لدينا من هموم سوى كيف نجتاز الإمتحانات بدرجات مرتفعة، كانت أيامنها الجميلة لا ينغصها سوى ذكرى الإمتحانات، وفي ما عدا ذلك فهي رائعة،
لأيام العصرية في السكن عبق خاص في الشتاء،
إذ نجتمع معا في الحديقة لنشرب الشاي والقهوة مع البقسماط، ونتبادل النكات، وأذكر حينما تسابقنا سباقا غريبا، لا يعبر سوى عن بساطتنا،
فالسباق كان: من تستطيع رمي شبشبها إلى أبعد مسافة بقدميها،
فكانت إحدانا من فرط حماسها أن رمت شبشبها فوق المظلات،
ولم تتمكن من استعادته، ............ ذكريات،
فمن يمكن أن يصدق أننا ذات يوم من فرط بساطتنا تسابقنا برمي شباشبنا،








الحياة تمضي، والمجتمع الخارجي يطالبنا بالكثير من النظام والحياة الزوجية تلقي بثقل مسؤوليتها على قلوبنا وتنسينا كيف نستمتع بالأوقات الجميلة، بتنا نفكر في مشاكلنا في كل وقت، أثناء تناول الطعام،
وعندما نجلس تحت يدي المزينة في الصالون، وحتى حين نستحم، الحياة الزوجة باتت تشكل لدينا هاجسا، بكل ما تحمل من ألم أو جمال،غادرت صديقتي القديمة، وأبقت في قلبي حديثا لا يفتأ، الصداقة التي فقدت مع الأيام قيمتها، والتي باتت في حياتي حلما بعيد المنال، هل من أمل إلى عودتها، فمنذ أن اعتليت منصب الإستشارية،
لم يعد لدي الوقت للقيام بواجب هذه العلاقات الطبيعية، ...... مضى وقت طويل على آخر مرة تمتعت فيها بصحبة صديقة، ......


أمسكت بهاتفي، واتصلت بها،


- متى آخر مرة ركبت فيها الألعاب، .......؟؟


- لا أذكر، ربما كانت أيام الجامعة،.......؟؟


- مارأيك لو نفعل ذلك..؟؟


- هل أنت جادة........ ألعاب ماذا، وأين... أتمزحين..؟؟


- بل أتحدث بجدية، تحتاجين لبعض الترفيه،كما أحتاج.


- أين.....؟؟


- أرض المعارض، يفتتحون الألعاب هذا المساء للنساء فقط، إن شئت ذهبنا........!!


- رائع، سنركب الحلزون، والأخطبوط،.......


- لم لا، .......!!!


- هل أنت جادة..؟؟ في هذه السن...؟؟


- نعم، نحلق عاليا، ننسى الدنيا، ونعود طفلتين، ....؟؟


- خلاص، الليلة، تمرين علي، أم أمر عليك.......؟؟؟






وجاء المساء، وكنا قد استعددنا، بارتداء ملابس تساعدنا على ركوب الألعاب، مع أطفالنا، وبالفعل، كنا هناك، حيث كل النساء مجتمعات، فتيات وسيدات من كل الأعمار، كوكب نسائي فقط، يعطيك الحرية، لتنطلقي بلا قيود، فركبنا كل الألعاب تقريبا، حتى شعرنا بالتعب،


- الآن، إلى قاعة المطاعم....


- هيا.


وما أن جلسنا،





- لا أعرف كيف أشكرك، هذه الرحلة أنتزعت الكثير من ثقل مشاعري، عندما طلبت مني الخروج في رحلة للألعاب، استغربت، وقلت في نفسي، كيف تدعوني للألعاب وأنا أعاني من كل هذه المشاكل، لكني بعد تفكير، قلت لا بأس فناعمة على كل حال تعرف ماذا تفعل، وقد يكون هذا جزء من العلاج، ..... لا تصدقين أشعر بالتفاؤل، أشعر أني كنت أنكد على نفسي في السابق، وأحرمها من فرص المتعة والاستجمام.







- عندما يصيب الهم إحدانا، وأقصد نحن النساء، نحيط أنفسنا بهالة من الحزن، والإنطوائية، معتقدين أن علينا التركيز في مشاكلنا كنوع من العلاج، بينما العلاج يحتاج إلى بعض الترفيه، الرجل على وجه الخصوص، كلما زادت مشاكله كلما اتجه إلى الترفيه عن نفسه، وتجدينه يدمن الألعاب الإلكترونية، والورقة، والرماية، وكرة القدم، والرياضة، كل ذلك رغم مسؤولياته ومشاكله، إنه يعالجها بتلك الطريقة، وأنا شخصيا أجدها مجدية إلى حد ما، فالأعصاب المتوترة لا تحل المشاكل، والترفيه يرخي الأعصاب، وينقي الرؤية، ......



- كلما وجدت فرصة لألعب، أقول بأنني كبرت على ذلك، ...




- كلنا نقول ذلك، وقد تفاجئين بأني كنت أعتقد أني كبرت على ذلك منذ أن ارتديت ثوب المرحلة الثانوية في الدراسة، وغيرت رأيي فيما بعد، عندما قرأت رواية كانت البطلة فيها تتحدث عن أسباب احتفاظها بشبابها، منها أنها تتصرف دائما كما لو أنها شابة، ....



- هل تعرفين ما يدور في بالي الآن......



- ماذا.....؟؟


- اقرئي أفكاري.......


- ومن قال لك بأني أقرأ الأفكار.....؟؟


- سمعت ذلك......


- هذا غير صحيح.......



- طيب، اسمعي ما رأيك لو نقوم نهاية كل أسبوع بزيارة للحدائق العامة لنلعب، ......


- هنا في أبوظبي ...... هذا غير ممكن.


- لماذا .؟؟


- لا توجد لدينا حدائق نسائية، الوحيدة حديقة المشرف، وهي قديمة، وبصراحة لا أحب زيارتها..... بل لا يمكن....


- كيف تبدو..؟؟


- لن أخبرك كيف تبدو، كي لا تصابي بصدمة، يكفي أن تعلمي أنها غير مناسبة البتة، للأسف......


- ياه، لماذا لا يهتمون بإعداد حديقة نسائية راقية وجميلة، نحن بحاجة إلى ذلك....!!!


- إن شاء الله، نعد رسالة نحن النساء ونرفع بها طلبا لما لا...؟؟


- فكرة ......هل هناك أماكن ترفيهية نسائية هنا........ هل تعرفين مكانا ما........؟؟


- فيمَ تفكرين.؟؟


- بأن أخرج كل يوم، وأجري كالأطفال، لأنقي قلبي، أشعر بأن الحياة جميلة، وكنت غارقة في مشاكلي، للأسف نسيت كل أنواع البهجة في حياتي......


- كيف حالك مع المنتجعات، ما رأيك بمنتجعات (ْْْْ .......)


- لا أعرف عنها شيء،


- إنها رائعة، لدي موعد بعد يومين، هل أحجز لك معي، نجلس في جكوزي تحت ضوء الشمس، في مكان بعيد عن الهموم، ونساء متخصصات يقمن بالعناية بك، يوم كامل للإستجمام، ما رأيك، .....؟؟


- أوووووووووه، أرجوك احجزي لي، أريد أن أعود للعالم، فقد كنت طوال تلك السنوات خلف الشمس.


- لا تنسي أن تحضري معك أدواتك الشخصية، كلها، من أمشاط، وفوط، وشورتات، للسباحة، وكل ما تحتاجين للرياضة، .... إنه يوم طويلة ...


- نعم، نعم، فلتحيا الحياة الجميلة، الله الله، لا أعرف لماذا كنت أحرم نفسي كل هذه المتع الحلال، لا أعرف ما الذي جعلني أغمض عيني عن العالم، ياه كم متلهفة لذلك اليوم، ....... هل لديهم خدمة الهاواي..؟؟


- لا أصدق أنك تذكرين، كنت سأخبرك وأنتظرتك أن تسألي، نعم لديهم خدمة الهاواي (( وهي خدمة تقديم الفاكهة لك وأنت في المغطس، وكنا نتحدث عنها في أيام الجامعة، ونسميها خدمة الهاواي))


- رائع، لن تصدقيي فآخر مرة زرت فيها منتجع من هذا النوع كانت قبل سنوات..!!


- ما رأيك لو نأخذ بعض الفوشار والعصائر ونذهب لنجلس هناك أعلى المدرجات، أريد أن أرى الدنيا من الأعلى، ........


- نعم، وهل تسمحين لو نكمل استشاراتي.....


- طبعا، ........


- والعيال، أين نتركهم........؟؟


- يلعبون على مقربة منا، بينما تراقبهم الشغالات.....


- جميل،.......


- هل ترين تلك الأضواء هناك، خلف تلك الأشجار، ...... هناك يقع بيتنا، إنه قريب جدا من هنا....


- إذا فزوجك ثري، تلك منطقة لا يسكنها سوى الأثريا


- ثري نعم، إلى حد ما، ..... كله من مال العائلة.


- موقعه جميل، ومثالي، لديكم حديقة أمام الدار كما أتصور، هل تستغلينها...؟؟


- لا أبدا، تعلمين أهل زوجي متحفظين جدا لا يسمحون بذلك،


- أقصد أن تضيفي لها ألعاب أطفال كبيرة، ليلعب أطفالك فيها، بدلا من البقاء في البيت طوال الوقت.


- لم أفكر في ذلك مسبقا......


- ها أنا أقترح عليك، فهي مناسبة للترفيه عنهم، ضعي سياجا أيضا، لتضمني عدم اندفاعهم للشارع.


- ياه ....... كيف تجعلين الحياة أسهل....


- إنها الحياة، تحتاج إلى القليل من التركيز لتصبح واحة استرخاء، ومنتجع مريح.


- نعم، فاتني الكثير من المرح طوال تلك السنوات، وارتكبت أخطاءا عدة، .........



تابعوووني

وطن
11-07-2008, 04:51 PM
متابعة

هتـان قطر
11-07-2008, 05:32 PM
كنت قلقة طوال الليل، خائفة من اليوم القادم، لن أسمح له بالخروج من المنزل، لأمنعه من رؤيتها، وفي نفس الوقت، أتحاشى جرح كرامتي.
استيقظنا صباح اليوم التالي، لأجده يستعد للخروج إلى عمله، فاقتربت منه وسألته: هل ستراها....؟؟


- من..؟؟


- جوليا....!!!


- ولماذا أراها...؟؟


- لأنها جاءت لتراك.....


- من قال لك...؟؟ جوليا لديها أصدقاؤها هنا، هي تزورهم باستمرار....


- بل جاءت من أجلك، ولهذا راسلتك.....


- راستلني لتعلمني بقدومها لكن هذا لا يعني أني سأراها....؟؟


- هل تقسم أنك لن تراها.....


- أقسم، والآن هل تتركيني فقد تأخرت على العمل..


لا أعرف لماذا أحسست بشيء من المراوغة في صوته ، كان يكذب علي، فقد خرج لها، ولا أستبعد أن يكون قد عاشرها، لا تعرفين شعوري نحو هذه المصيبة آن ذاك........


- وكيف عرفت أنه ذهب إليها......


- عندما عاد من العمل، قمت بتفتيش جيوبه، وملابسه، لأجد بقع الروج، ورائحة العطر عالقة في ثيابه، كما وجدت ورقة صغيرة خاصة بالبنك، باسمها، مما يعني أنه أخذها لينهي لها معاملات بنكية.









- وماذا فعلت....؟؟


- واجهته بما وجدت، ...... وكنت منهارة وأبكي، فنظر لي بغضب في البداية وسحب الورقة من يدي، وهو يقول توقفي عن التدخل في حياتي، لا أسمح لك، ولا تضطريني للمبيت خارج البيت، تصرفاتك ستجعلني أسكن في بيت منفرد، وأزورك متى شئت، لا تستمري في التدخل في حياتي، ........
فنظرت له بصدمة غير مصدقة، إذ كان كلامه تهديد علني، بأنه سيستمر في علاقته معها، دون أي اعتبار لي ولحياتي.... وعندما رآى ما حل بوجهي من الكآبة، اقترب مني، وكنت قد انطويت في فراشي حزنا،



- اسمعي يا بَرود، علاقتي بك جيدة، طالما توقفتي عن التدخل في حياتي، أنا رجل لست طفلا، وما بيني وبين جوليا انتهى، إن كنت أزورها فذلك لأنها تطلب المساعدة....


لم أرد عليه، وكنت في تلك اللحظة لا أصدق أي كلمة من كلماته، فقط كنت أفكر كيف تجرأ على تهديدي بتلك الصورة، وأي واقع مؤلم ينتظرني، إنه يقولها بكل صراحة، إما أن أقبل بنزواته، أو يتركني على هامش حياته، وفي كل الأحوال لست في حياته سوى الهامش، ....... اعتراني هم عظيم، وصارت أفكاري تتضارب، فبينما عقلي يأمرني بالتخلي عنه، كان قلبي يأملني فيه خيرا،


أسوأ ما تمر به امرأة أن تحب رجلا، لا يحبها، أو أن يكون مغرما بامرأة غيرها، .......!!!


لكني اكتشفت فيما بعد أن جوليا لم تكن هي المشكلة الحقيقية، وأني لم أعاصر المشاكل بعد، إذ رأيت فيما بعد كيف يصبح زوجي، حينما يعشق أمرأة فعلا.....!!!







آثرت الصمت،...... بينما خرج من عندي ولم يعد حتى منتصف الليل، لا أعرف كيف احتملت، فالواحدة منا قد تحارب في البداية لكن عندما تعلم أن الحرب ستنقلب عليها قد تتهاون، وتتنازل، ربما، .......
مرت الأيام ثقيلة وأنا صامتة، كنت أفكر أكثر من مرة في رؤيتها والحديث معها لتتركني في حالي بصحبة زوجي، لكنني أتراجع في آخر لحظة، .........


وبقيت جوليا في حياة زوجي العشيقة السرية التي أعرف كل تحركاتها، اصطحبها معه أكثر من مرة في رحلات خارج الدولة، أخذها أسبانيا، البلد الذي كنت أحدثه دائما عن رغبتي بزيارته،


رأيتها، في صور وجدتها عند أخته، وأذهلني ما رأيت، فهي كبيرة في السن، جميلة، وتبدو من الصور أنها ذات شخصية قيادية، .......... هل ترغبين في رؤية صورتها.......؟؟


- نعم .. هل لديك واحدة.....؟؟


- أحضرتها معي توقعت أن تطلبيها.........


- دعينا نقترب من تلك الأضواء، أحتاج إلى نور أبيض لأرى الصورة بوضوح......


- هاه، ماذا رأيت...؟؟


- من النظرة الأولى أقول لك، أن منافستك هذه ضعيفة........ لا تساوي قرشا واحدا......


- أعلم..... لقد فهمت ذلك مؤخرا، ...... على كل حال أريد أن أفهم لماذا كان متمسكا بها...؟؟؟


- لأنها كبيرة في السن، وذات شخصية قيادية......


- ماذا قلت........ هل أنت جادة....؟؟


- نعم أنا جادة، فالرجل الجنوبي، يحب البقاء بصحبة امرأة حاسمة، تنظم حياته المبعثرة، ولهذا يميل للإعجاب بالنساء الأكبر منه سنا، والشماليات على وجه الخصوص، ولايعني ذلك أنه يوفق معهن لكنه يحب لديهن الثقة التي يتمتعن بها،


وبشكل خاص لو أفتقد والدته في سن مبكر، قد تجدينه يميل للزواج بمن تكبره سنا بأعوام،


- وهل يحبها، أم يحتاج إليها فقط....؟؟؟





- تظهر العلاقة في البداية بصورة حاجة، لكن المرأة الذكية تجعل من الإحتياج حب، والرجل الجنوبي يقع في حب من هي أكبر منه سنا، أكثر بكثير، وأسرع من الوقوع في حب صغيرات السن، لكن، واحذري من هذه الـ لكن، فالمرأة التي تتزوج الجنوبي، وتمثل معه دور الأم، لا تستبعد أن يأتي الجنوبي ليخبرها برغبته في الزواج من زميلته الصغيرة في العمل، أو زميلته في الدراسة،..!!!


لأنك حينما تمثلين دور الأم، لا يبقى أمامه، إلا أن يعيش دور الإبن المدلل الذي يحب أن يحياه، وبالتالي يبحث عن العروس التي سيقدمها لأمه، المطلوب من أمه التي تحبه أن تخطب له حبيبة قلبه، ..!!


- يا إلهي، هذا الرجل معقد، ........ كيف أتعامل معه بحكمة، وفي نفس الوقت أن لا أكون أمه، ...؟؟ هذه معجزة.



- ليست كذلك، فالأمر يتبسط، بالإعتياد، فعندما أصف لك طبخة معينة قد تستغرق منك ثلاث ساعات حتى تنجزيها في البداية، وبالتعود، تصبح سهلة، الرجل، أيضا يبدو معقدا في البداية و مع السنوات وبالإعتياد على سلوكياته يصبح أسهل.........


- بل هي عقد، كيف أفهم طريقة تفكيره، لو لم ألتقيك، لبقيت طوال الوقت أفكر ما سر ارتباطه بتلك المطربة ، .......
.
- أية مطربة...؟؟


- المطربة التي وقع في غرامها لا حقا، ......... والتي هدت كياني، وجعلتني المرأة الهامشية بالفعل.......!!!



تقول الاستاذه..لا يرهق الإنسان في هذه الدنيا سوى المتاعب النفسية، والضغط العصبي،


تنال من صحته وأعصابه، ومن راحة باله، لكن الشخصيات المتحدية، العنيدة، تبقى متشبثة بالحياة على الرغم من كل التحديات، وتصر على البقاء،



إذ لا خيار في هذه الأرض سوى البقاء، الموت ليس خيارا، الموت مصير، ...!!!


وبما أنك باقية، فلتستمري في البقاء كما ينبغي أن تكوني،


بَرود، التي كانت محط الأنظار، وذات الشخصية المميزة، وصاحبة المنصب المرموق في عملها، وقعت ضحية ظروف، عصفت بكل مميزاتها،


يقدم الإنسان بعض التنازلات في كثير من الأحيان، لتمضي به الحياة على ما يرام،


وبعد حين يعتاد على التنازل، ودونما يدرك، يجد نفسه قد تنازل عن كل شيء،


لهذا يقال من يتنازل مرة قد يتنازل ألف مرة،


التنازل عن الحق، كالعدوى، تتفشى في القلب، وتخلق السلبية،


العمر الذي تتنازلين لتجعلينه يمر بسلام، يمر فيما بعد بمنتهى الصعوبة،


والحلم الذي تنازلت من أجل أن يكتمل، يموت، ..


الحقيقة أن التنازلات لا تحل الأزمات، والعلاج هو خير سبيل،


صديقتي التي اعتقدت أنها بذلك تقود حياتها العاصفة إلى بر الأمان، أخطأت التقدير،


تنازلها عن حقها في نهره عن لقاء عشيقته جوليا، كان سببا لتماديه في علاقة أخرى،


اعتقادها أن تنازلها عن نهره سيحافظ على زواجها الشكلي على أقل تقدير، كان سببا مباشرا لإنهائه شكليا أيضا،









الحياة متناقضة نعم، لكنها في العمل لا تعطيك سوى ما ترغب في أن تجنيه،


الضعيف، يبقى على الرصيف، ملقىً بلا أهمية،


والقوي، يسبح مع التيار، أو عكسه، المهم أنه بدأ السباحة وقد يصل.







في مساء ذلك اليوم، اتصلت بي، وفي صوتها بحة بكاء، ..


- خرج معها هذا المساء، تطيب، واهتم بنفسه، ... وعندما سألته عن وجهته نشأ عراك كبير بيننا، دفعني بقوة بعيدا عنه لأقع على الأرض، وقال لي (( لا أحبك، افهمي))....
- خرج مع من...؟؟
- مع المطربة، (ليزا)...!!!
- اهدئي، هل ترغبين في الخروج...؟؟
- لا أستطيع أشعر بالحزن الشديد، وأرغب في البكاء، ... إني..
- تعالي إلي بيتي، هل تعرفين الطريق،...؟؟









كانت ملامحها الحزينة، شاهد على انكسار صديقتي القديمة، التي لم يتبقى منها سوى تلك الملامح، تحت الرماد،
بَرود، لم تعد بَرود، وكنت أفكر إن كانت ستعود ذات يوم أم لا،
أعددت لك عصير الليمون، جيد لترتاحي،
- أريد التحدث، .... والفضفضة، لا أريد شرب أي شيء،
- كيف تعرف بالمطربة،...؟؟
- إنها صديقته منذ فترة طويلة ولا أذكر متى تعرف عليها، تكبره بخمسة أعوام، ..
استمرت علاقته بجوليا لوقت طويل، وفجأة بدأ يهمل رسائلها واتصالاتها، وبدا مشغولا عنها، ثم تشاجر معها لأسباب تافهة، ولم تعد تزوره بعد ذلك نهائيا، وفي نفس الوقت توقعت أن يعود لي، لكنه أصبح أكثر بعدا عني،
عندما كان على علاقة بجوليا، كان يحبني، كنت أشعر بذلك، وكانت علاقتنا جيدة جدا قياسا بما حدث بيننا بعد علاقته بليزا، ..
علمت كيف يصبح زوجي عندما يعشق امرأة، لا يستطيع أن يجامل أخرى، يصبح مهموما في غيابها، مندفعا لها، وهائما، لا يتحمل لمساتي، ولا القرب مني، ..
لا أعرف ماذا أقول، هل أخبرك بالحقيقة، هل أخبرك أنه يقرف مني، ...!!!!
نعم أظن ذلك، فلا يطيق أية لمسة من يدي..؟؟ يتفادى النظر في عيوني، ...


صديقتي أخشى على نفسي من الإنهيار، ...


في بيتي إنسانة بلا معنى، امرأة غير مهمة، في عملي، عيون الرجال تلاحقني في كل مكان، والإعجاب ينصب علي من الجميع،


أحتار، إن كنت جذابة كالسابق، ما الذي يعمي عيني زوجي، ..


هل ستتفهمين .. عندما أقول لك، إني أصبحت أفرح كثيرا عندما يعبر لي أي زميل عن إعجابه بي، .. فالحرمان، أساء إلى أخلاقي، إنني أحلم كالمراهقين، أحلام يقظة غبية، ..


تعبت، تجاهله يجرحني، وعمى عينيه عني، يصيبني بالجنون، ولا أفهم ماذا علي أن أفعل، لأعيده لي،


بصراحة لم أعد أرغب به، أرغب في قتله، لأنه مجرد تافه، هل تعلمين لماذا لا يراني، لأنه تافه، لا يرى سوى من على شاكلته، في تفاهته، وحمقه وغبائه، رجل عبيط، غبي، يعتقد، أن العالم لم يخلق إلا للاستهتار، يقضي كل وقته متسكعا بين المقاهي، باحثا عن المتعة واللهو، لا طموحات له، اهتمامه الوحيد في هذه الحياة الجنس، الطعام، والنساء، لا شيء آخر،


هذا الرجل لم ينضج، غبي، غبي،


تخيلي، أنا لا أحترمه، في الواقع، لا أحبه، أتمنى لو تزوجت برجل مثقف، رجل أعمال مميز، يتحدث قليلا، لكنه يعمل كثيرا، رجل يشاكلني في مستواي الفكري، أشعر معه بذاتي،


لا يمكنني التواصل مع زوجي لأنه لا يفهم،


إنه سطحي، يركز على المظاهر، يهمه كثيرا كيف يلبس، وماذا يركب من سيارات، ويدخل في تحديات غبية مع صحبه، ويفتخر بما ليس فيه، ويوهم الآخرين بتميزه، في ماذا ..؟؟ لست أفهم، ...


هذا التافه، يصر على أنه أعلى مني شأنا....!!!


- اهدئي...... هل فكرت يوما ترى كيف ينظر إليك ..؟؟ ولما لا يقدرك...؟؟



- لماذا تسأليني كيف يراني...؟؟


- لأنه من المؤكد أن يكون لديه فكرة ما عنك، زوجك ليس طفلا ولا غبيا كما تعتقدين، إنه رجل بالغ، أعجبك ذلك، أم لم تقتنعي تلك الحقيقة، ومثلما تحملين تصورا عنه، لا بد أن لديه واحدا عنك..


- دائما يراني نكدية، ودائما في نظره العصبية، التي لا أفكر سوى في المال، ......!!


- وبعد، ........


- لا أعرف، .....قد يراني معقدة، يراني أيضا غبية ربما، من وجهة نظره،


- وبعد،


- ماذا تقصدين، عمَ تبحثين ...؟؟؟


- عن كلمة يرددها باستمرار، تشعرين معها بالنقص،


- ............. كلمة، ........ مثل ماذا؟؟.......... مثل أني لست أنثى كفاية........ يقول أني لست امرأة ........ نعم هذه الكلمة تجرحني، ....... لا أفهم لماذا يدعي أني لست امرأة.


- هذا على الرغم من أنك تتزينين، كثيرا،


- نعم، صدقت، أتزين، وأهتم بنفسي في السابق لكنه يصر على أني لست امرأة،




- لا أفهم ما تقصدين، ......




لو سألت زوجك كيف يراك....؟؟


قد يقول ما يلي: إنها امرأة نكدية، بل هي ليست امرأة إنها رجل في جسد امرأة، تريد أن تفعل كل شيء بنفسها،
وتفكر أكثر من أي شيء آخر، وتدير الحياة وتسيطر على حياتي، وترغب في أن تتحكم بي، ولا ينقصها سوى أن تمسك بالعصمة، ............!!،
لا أستطيع الإستمرار مع زوجة من هذا النوع، لأنها لا تحيي في قلبي أي شعور بالجاذبية، بل أشعر معها بأني أعيش مع مديرة عملي، مزعجة، وقلقة دائما، متوترة، وتعتقد أن كثرة العمل تضمن المستقبل،
كل همها تكديس المال، لا تفكر سوى في المشاريع، متعة حياتها الوحيدة، شخصية مريضة، معقدة، كئيبة، هذه كئيبة لا يمكنني تحملها....!!


- هل من الممكن أن يكون هذا رأيه عني، ........؟؟


- نعم، ........ وقد يكون أسوأ بكثير، فما يحدث في الواقع، أننا نختلف، وكل منا يرى الآخر من منطقه الشخصي، وبالتالي فحكمك عليه غير منطقي، أنت ترينه ناقصا، وهو يراك ناقصة، لأنكما مختلفين كذكر وأنثى، ..........


- ومن منا على حق........؟؟


- لا أحد منكم على خطأ، أنت تمارسين طبيعتك، وهو يمارس طبيعته، الخلل الوحيد، أنكما لا تعلمان الإختلافات، ولم تتعلما فن التعامل مع هذه الإختلافات، .......


- وهل يعني ذلك أننا لا نناسب بعضنا، هل نفترق......؟؟
تابعوني..

هتـان قطر
11-07-2008, 06:18 PM
:unsure:


وينكم...؟ نبي فاصل..نبي مناقشه...:omen2:


ترى ماراح اكمل...:omen2:

رنج سبورت
11-07-2008, 06:21 PM
كملي وعن التأخير:)

هتـان قطر
11-07-2008, 06:24 PM
كملي وعن التأخير:)


بعد الصلاه بكمل ان شالله...:)

رنج سبورت
11-07-2008, 06:26 PM
بعد الصلاه بكمل ان شالله...:)

ان شاءالله

الامل القديم
11-07-2008, 06:48 PM
متابعه

وطن
11-07-2008, 06:55 PM
الصراحة عوار راس
يا شمالي يا جنوبي

يعني الوحده
شلون تعرف اذا زوجها شمالي أو جنوبي !!

هتـان قطر
11-07-2008, 07:06 PM
أووووووووه، وكأنه يتحدث، هكذا يصفني باستمرار، ويقول إني معقدة، وأني أشعر بالخوف بعد أن سلب إخوتي مالي، وأحاول أن أعوض ما خسرته، مع أني لا أفكر في جمع المال، أفكر في النجاح، والمال يأتي كتحصيل حاصل بشكل تلقائي بسبب نجاحي........ .......!!


رن هاتفها النقال، ........
- إنه هو........ لن أرد عليه، لا أرغب في الرد عليه، .....
- يمكنك تجاهله، ...... في الوقت الحالي، ريثما تهدئين، ...... لكن ما قصة المطربة،...؟؟
- ليزا، مطربة من أصل عربي مقيمة طوال حياتها مع أسرتها في المهجر، وتطمح للنجومية، حصلت على عدة تقاعدات مع فنادق هنا، وبدأت بالإنتشار، وطبعت ألبومين حتى الآن، .......
- لم أسمع بها سابقا، .......
- لأنها لا تغني للعرب، ...... !!!
- وهل تتحدث العربية....؟؟
- بطلاقة، وتحيي أمسيات غنائية بلهجتها العربية، لكن لم تجرب طباعة البوم باللغة العربية، ...... مع أن صوتها جميل....!!
- تعلمين الكثير عنها....
- رغما عني، بدأت أبحث خلفها، جميلة وذات شعر أشقر وطويل، زوجي يحب الشعر الطويل.....!!!
- كل الرجال يحبون الشعر الطويل، فالشعر يمتلك طاقة خاصة، تثير إفراز هرمونات الرجل الذكرية، ... لهذا أمرنا الإسلام بالحجاب، وكلما ازداد طول الشعر ومعدل اسوداده، كلما أثر ذلك في قوة تأثيره على إثارة الرجل،
- عن أية طاقة تتحدثين، ......؟؟
- نوع مختلف عن الطاقة التي يعرفها الناس، أتحدث عن الطاقة الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الأجساد البشرية، ويمكنك تسميتها بالطاقة الأثيرية، أو الإيحائية، وهي طاقة شديدة التأثير، انهمك العالم مؤخرا في دراستها كحقيقة علمية غريبة، ....
- هل تؤمنين بصحة هذا الكلام، .....؟
- لا يوجد مجال للشك، فالأمر عبارة عن اكتشافات علمية، وليست نظريات أو تهيؤات، ...
- كيف.....؟؟
- لاحقا أشرح لك كل شي، فقط أردت أن أخبرك بأن هذا الشعور المتشائم نحو حياتك، وإحساسك المستمر بالإضطهاد، يجتذب نحوك الكثير من الأحداث التعيسة، ويلقي بك إلى المزيد من الألم، قال تعالى: ({قَالُواْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُواْ طَـٰئِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ}
والطائر هنا الشؤم، أي أن الإنسان المتشائم، يجتذب الكثير من الشؤم إلى حياته،
- لست متشائمة صدقيني، لست كذلك، الأمر أني أعاني، فأبدو كئيبة، تعيسة، فأي امرأة في مكاني ستشعر بما أشعر به الآن،
- الشعور شيء، وما أنتظره في الأيام القادمة شيء آخر، فدخولك الحياة الزوجية، وأنت متخوفة من الطلاق، قد يجرك ذلك الشعور للطلاق، ركزي على أن حياتك الزوجية ستكون ناجحة، وأنك ستتغلبين على كل العوائق في حياتك،
- هل أخدع نفسي، كيف سأنجح مع رجل كهذا،
- بالتفاؤل، فالرسول عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى قال)) تفاءلوا بالخير تجدوه((، فتفائلي بحياة زوجية سعيدة لتحصلي عليها بالفعل،
- كنت متفائلة حتى صدمني......
- تعاملك مع أول مشكلة في حياتك الزوجية، يحدد قدرتك على إدارتها، ونوعية الحياة التي ستحصلين عليها، ....... وأنت تصرفت بشكل جيد لدى القليل من المشكلات، بينما انبريت في الجزء الأكبر منها، حزينة ضعيفة، تعالجين احباطاتك وصدماتك، وجروحك بالدموع والكبت، وصرت تنظرين إلى نفسك على أنك ضحية، ..... لم تكوني شجاعة،
- وكيف تكون الشجاعة، ......



- كلنا يا بَرود نستطيع أن نجلس لنبكي، وكلنا قادرات على أن نعيش المشاهد الدرامية في حياتنا بنجاح، لكننا لا نتجاوز ذلك، والبعض يستمتع بالألم، ويحب مع الأيام دور الضحية، ويستلذ بالعذاب الذي أصبح جزءا من حياته، لكن الشجاعة هي التي تغتسل سريعا من تلك الجروح، وتنظر للجارح على أنه طالب في مدرستها ستلقنه درسا لن ينساه في كيفية التعامل معها، ......!!!
- والطالب هو الزوج، ......
- نعم، فكلنا في الحياة معلمون، نعلم الآخرين فن التعامل معنا، وندرس لهم مادة أنفسنا، ليتعرفوا علينا بشكل جيد، ........ ولهذا قالوا في الأمثال ( اللي ما يعرفك ما يثمنك)
- هو بالفعل لم يتعرف إلي جيدا، لم يعطيني الفرصة لأشرح له،
- وربما لم تكوني على ثقة كافية بأنك مثيرة للإنتباه، انتباهه هو على الأقل،
- رجل تعلم في الخارج، وتعرف لنساء ناصعات البياض، لا يشوب أجسادهن أية شائبة، لن يهتم لأمر امرأة حنطاوية، مثلي، ......
- هل أشعرك بذلك، ....؟؟
- مرات، يخبرني بأن وجهي أصبح شاحبا، ومرات أخرى يطلب مني أن أغير لون شعري، وأحيانا يقول لي اهتمي بصحتك....
- ليس لأنه يقارنك بالأخريات، بقدر ما يسعى إلى نصحك بقلب صادق، ......
- كيف أبدأ التغيير، ....... هل هناك أمل في نجاح علاقتي بزوجي......؟؟
- ابدئي التغيير من الدراسة، ادرسي نفسية زوجك جيدا، راقبيه،..... تخيلي أنك في لعبة، وعلى أحدكما أن يغزوَ قلب الثاني، ولفعل ذلك عليك ببحث نقاط الضعف الخاصة بالآخر، ......
- تعلمين على الرغم من عشرتي الطويلة معه، لم أفهمه يوما، كنت أعتقد أنه رجل صعب المراس، واليوم ترجمت لي شخصيته بكلمات قليلة، وكأنك تعيشين معنا، جعلتني أقتنع أن زوجي بسيط جدا، ...... لكني لم أكن أفهمه، ..... تلك المطربة التي تأخذه مني......
- لم تأخذه بعد، لازال زوجك أنت، هناك أمل كبير في استعادته، فخططي وابدئي الهجوم، .......
- أسعفيني بخطة..........!!!
- في البداية، أريد زيارة بيتك، لأرى دولاب ملابسك، فالخطة تبدأ من هناك، أرغب في رؤية كل ما لديك من ملابس، لأجردها، ........
- ألا تعجبك ملابسي، ....؟؟
- تعجبني، كلها ماركات عالمية، لكنها تفتقر إلى الحس الذي يحبه زوجك........ أعطيني صورته وسأخبرك كيف يحبك أن تكوني، وأي لون يفضل، وأي الموديلات تثيره، .... بالتفصيل الممل........



-واو، جلسة دسمة، .... لحظة سأعطيك الصورة، بالله عليك ستخبرينني كل هذا، .... كل هذا من الصورة...... !! خذي.....
- متى صور هذه الصورة.......؟؟
- هل هذا مهم....؟؟
- نعم، يهمني أن تكون حديثة، إلا إن شئت أن ندرس وضعه لحالة مر بها في الماضي....
- هذه الصورة، ........ لا أتذكر، ربما من شهرين أو ثلاثة،
- جيد، جيد جدا، إنها حديثة، المهم لم تتعدى السنة، .....
- هل إذا أحضرت لك صورة له في بداية زواجنا، هل يتغير التحليل، ...؟؟
- بالطبع، عندما أرى صورته لتلك الفترة ستفسر لي شخصيته تلك الفترة، والتي غالبا ما تتطور، وتتغير، وتتجدد على مر السنوات، ولهذا أطلب صورا حديثة، لكن هناك سمات رئيسة في الشخصية لا تتغير مطلقا، أو تتغير بشكل طفيف جدا، .... ولهذا تنفع الصور القديمة في الحالات العامة،
- ما رأيك فيه.......
- يبدو تعيسا، تائها، ولديه مشاكل عاطفية، ............... لا أظنه مرتاحا في علاقته بليزا، زوجك حتى اليوم لم يجد نفسه، يفتقد الحنان بشدة، ولديه ألم غائر في صدره،
- كل هذا في الصورة......
- بل كل هذا في التجاعيد الصغيرة أعلى عينيه، وفي انحراف مقلته نحو الكاميرا، وفي شق وجه البارز، ......
- كيف..... ما علاقة جهة وجهه....
- كل إنسان عندما يصور، يطلب منه أن يواجه الكاميرا، ولكنه في الوقت ذاته، يبقى محتفظا بانحراف صغير يبرز جانبا من الوجه أكثر من الآخر، وهذا في علم قراءة الوجوه يدل على سر يخفيه، ....... كما يدل على شدة التألم، ...... بينما لو أبرز الجهة ( ) من وجهه فيدل ذلك على أنه لئيم دنيء، وإن أبرز الشق ( ) من وجهه، فيدل ذلك على سعادته وفرحه الحالي،
- سبحان الله، ....... ما رأيك في هذا القسم من وجهه، انظري دائما يفعل ذلك،.....
- لأنه جنسي، ..... يميل إلى الحياة المرفة، أيضا، ...... انظري إلى أرنبة أنفه، هذه لها دلالة أيضا، عندما تبدو في هذا الإتجاه من الصورة، .....
- كل ذلك في اتجاه وجهه نحو الكاميرا، وماذا عن ملامحه، .......
- سنتحدث بالتفصيل، بعد أن نتناول الطعام، لأني أشعر بجوع شديد.......
- أرجوك لا تتركيني على أعصابي، سنأكل لاحقا، ......
- بل نأكل ونتحدث ، ......


زوجك يحب الألوان الباردة، ولا يحب المبهرجة أكثر من اللازم، يحب الأناقة العصرية، الفخامة، والرقي،


هناك خط فاصل بين التزين لأجل التزين، وبين الأناقة الراقية، يستطيع بطريقة بديهية، وبطبيعته أن يفصل بين الأثنين،


يميل نحو الغربيات لأسباب أكثر من كونه غربي، يجذبه هناك بساطة الملابس، فهن يملن غالبا إلى الحفاظ على تلك البساطة في انتقائها،


غالبا ما ترتدي الغربية، الحمالات وأعلاها القميص الحريري، مع بنطال بسيط، غالبا ما تتكون ملابسها من أربع قطع فقط،


فيما تتعدى ملابس الشرقية للكثير، وملابسها ثقيلة، وكثيرة التفاصيل، ( المطرز والمخور، والمفصص، وبالذيول، وغيره) الملابس الشرقية تجتذب الرجال الشرقيين، الجنوبي الشرقي على وجه الخصوص،......!!!


لاحظت أنك تميلين كثيرا نحو الملابس الثقيلة، .......!!!


- لأبدو أجمل، وأظهر ثرائي، تعلمين تلك عادة اجتماعية في عائلتنا، .......


- حاولي أن تجددي وتبتكري ما يناسبك، وما يجذبه في نفس الوقت، ..... بقليل من التغييرات ستشعرين بالتحسن، وتصبحين أجمل، ...... الرقة في الملبس مريحة للجسد والنفسية، وستحبينها، ..... سأدلك على ما يحب، ......


- تذكرت الآن، أحد إخوتي تعجبه ملابسي كثيرا، وزوجته لا تحب ارتداءها تقول إنها غير عملية، ...... هل هذا يعني أنه شرقي،.....


- ربما،
- سأخبرها لتبدأ بارتداء ما يحب، ....... ربما أهديتها بعض ملابسي، ... إن
قبلت....!!!







-بالنسبة لزوجك، يحب القطع السادة والمخمل، والشمواه، تعطيه شعورا بالفخامة، كما يحب الحرير السادة، والمقلم، والمنقوش بألوان البنفسجي بكل درجاته، .......


- صحيح لاحظت ذلك، ...... ولا أعرف لِمَ لم أحاول تغيير أسلوبي في اللبس، أنت تعرفين ذوقي جيدا، أحب النقوش الشرقية، كثيرا، وأحب الذهب، بينما يحب الإكسسوارات العاجية، والمصنعة، غريب .....


تعلمين، هناك مشكلة تحيرني، زوجي يحب الإلتصاق فعلا، في الماضي كان يداعبني كثيرا، وأحيانا في أوقات غير مناسبة، عندما أشاهد فيلما في التلفاز أرغب في متابعته حتى النهاية، لكنه يداعبني ويحاول أن ..... وأتضايق، لأني مصرة على متابعة الأحداث،


لا يختار الوقت المناسبة، دائما على هذا الحال، ...... ومنذ أن تعرف على ليزا افتقدت هذا الأمر،
كان يحب الإحتضان وقت النوم، ولم أكن أحب ذلك، كنت أبتعد عنه، وأخبره أني لا أستطيع النوم بقرب أحد، أقلق، ويربكني احتضانه، لم أتعود،



أستأذن، فقد تأخر الوقت، هل أرد عليه إن اتصل مجددا،


- ردي عليه، وليكن صوتك باكيا، كالتي عانت كثيرا،


- وما الحكمة ؟؟ أنا لا أحب إظهار ضعفي أمامه،


- ومن قال إن البكاء ضعف، إنما هو تنفيس عن الهم، وعليه أن يشعر بأنك ضعيفة، لما لا تريدين أن يرى ضعفك كإنسانة، إنه جنوبي، يتعاطف مع النساء الحزينات، ويرى أنه مسؤول عن إسعاد كل امرأة تعيسة،


-ألم تقولي بأنه يحب القويات ...؟؟؟


- لم أقل ذلك، قلت يحب قويات الشخصية ذوات المقام الإجتماعي المميز، لكن هذا لا يعني أنه يحبها متحجرة، إنه يريد امرأة قوية اجتماعيا، ذات سمعة ومنصب، ولكنها في الخفاء حزينة، تحتاج لرجل يسعدها،


- ما هذه القصة، هل هي من قصص ألف ليلة وليلة، كأنك تسردين قصة فيلم هندي، أية امرأة قوية وفي الخفاء تعيسة،


- كثيرات، وأنت واحدة منهن، ألست تشغلين منصبا قويا، ألست ثرية، ألست من سيدات المجتمع المرموقات، ....... لكنك تعيسة في الواقع،


- صحيح، إذا لماذا لم اجتذبه، بعد كل هذا...؟؟


- لأنك لم تشعريه بهذا، فدائما تخفين دموعك عنه، ودائما، تشعرينه بأنك الغولة،


- أنا، أنا الغولة، ...... هذا وأنت تعلمين، كم تعز علي نفسي، لا أحب استجرار عطف الآخرين، أريد أن يحبني لأجل شخصي، لا عن طريق دموعي


عليك أن تكوني، تلك الأميرة الجميلة، قوية الصيت، لكنها لا تبتسم، لأنها تعيسة بحاجة إلى بطل الحكاية ليأتي ويرسم الإبتسامة على شفتيها، فيصبح حديث الناس، كيف استطاع هذا الرجل رسم ابتسامتها، إنه بطل حقيقي، .....
- هههههه، أضحكتني، بالفعل، أظنه يفكر هكذا، لكني هههههههه، هههههههه، لا أستطيع التوقف عن الضحك، هل بالفعل هذا ما يدور في عقله، كم هم بسطاء هؤلاء الرجال، ليس أسهل من ذلك في هذه الحياة، ...... صدقي أو لا تصدقي.. يمكنني أن ألعب هذا الدور ببساطة، تعرفين أني أتقن التمثيل،
- بل مارسيه بشكل طبيعي في حياتك، لا تمثلي، عندما تصابين بالجرح من جراء تصرفاته، ابكي أمامه، لا تصرخي في وجهه، لا تعنفيه، لا تجرحيه، ولكن، انظري له واتركي دمعاتك تنساب بحرية، اتركيه يراها، ثم ارحلي بصمت، .... هو أيضا إنسان، وسيفهم، لكن عندما تصرخين عليه، يحدث أمر عكسي، إذ يرى بأنك متسلطة، ..
- أنا متسلطة، .........
- نعم متسلطة من وجهة نظره، ......


تـــقــول:
لماذا هذا الرجل لا يرى عيني، لماذا لا يشعر بوجودي،



وقفت قرب نافذة غرفتي المطلة على البعيد، أتأمل عينيك، الغائبة خلف الغيوب..
(أنت أيه) أغنية نانسي عجرم تتسرب إلى غرفتي، من تلفزيون الصالون ... أستشعر الألم في أجزاء من جسدي، وقطرات دمعي تتساقط غزيرا على ثوبي، ..........



أمسكت طرف النافذة خوفا من السقوط من شدة الإعياء، كنت قد قضيت ساعتين متواصلتين أبكي بلا انقطاع، وكأنك يا صديقتي قد أعطيتني تصريحا بالبكاء، وكأن البكاء كان يختبئ في قلبي حبيسا في انتظار من يطلق سراحه،




كان يندفع خارجا، كشلال من التعب، ذلك الألم المتراكم لسنوات، كنت دائما أخاف البكاء، فلا يجوز أن يعلم أني أبكي لأجله، ......... (أنت أيه)، ...... ليتها تكف عن الغناء هذه اللحظات، فكلماتها تنتزع المزيد من الألم في داخلي، وكأن الألم خلايا تتوالد لا تتوقف عن التكاثر، ........



اختبأت مشاعري خوفا من غضبي، وانهالت دمعات جديدة، والقلب الغائم، يهوي كورقة الخوف في شتاء مر حزين، ....... سنوات الألم متى ستنتهي،




وجدتك قربي، عينيك، كلماتك، وكأنك تمدين يديك إلي فتمسحين على رأسي بحب وحنان، وكأنك أمي تضميني إلى صدرك فأغفو كطفلة صغيرة، وجدتك قربي .... ولم تكوني قربي، عيناي تسافران خلف الربوة هناك، حيث قمر الليلة يراقبني بدهشه، وحيث النجمات تلاشت، ......



الذنب، أي ذنب ذلك الذي اقترفته، لأعاني حبك الجارح..................


لم أسمع صوت سيارته تتوقف في المرآب، لكني رأيت أضواء اشتعلت هناك ثم انطفأت، وكنت أنظر بسرعة إلى وجهي الباكي في صفحة النافذة الزجاجية، لأمسح دموعي، لكني تذكرتك، لم لا يعلم أني أعاني، لم لا يعلم كم أتألم،
كان شعري ينساب باكيا معي، نائما في حزن على كتفي، ولأول مرة أرى شفتي بهذا الجمال، ربما لأني أخيرا تمكنت من استعادة ذاتي، معك، صديقتي،


كنت أتابع خطواته على درجات السلم، .... يصعد إلى أعلى، ولازالت نانسي تغني (أنت أيه)، .... وفاض المزيد من الدمع مع شعوري بقربه، دخل الغرفة واتجه إلى الشماعة علق ثيابه، كما يعلق حياتي طوال تلك السنوات، وهم بالخرج من غرفتي، لكن شهقات الألم ودموعي اللامعة عبر الزجاج، استوقفته، ولأول مرة كان يرى ......... انهياري منذ سنوات زواجنا الأولى،
- ما بك........
واقترب مني بخوف، ورفع يده إلى كتفي، وأمسك بي برفق.. : لم كل هذه الدموع..؟
- لا شيء.....
- إن كان على ماحدث، فلم أقصد أن أدفعك، قمت باستفزازي، وحدث ما حدث.....
فنظرت له في عينيه، ..... وكنت لا أراه جيدا، نظراتي غارقة حتى الثمالة في بحر من الدموع الساخنة، نظرت له بصدق، لأول مرة أنظر في عينيه منذ سنوات طويلة، وقلت بصوت بمحوح: إلى متى .......؟؟
- إلى متى ماذا.......؟؟
- إلى متى ستعلقني في حياتك، وإلى متى سأبقى على الرف، إلى متى ستستمر في تجاهل مشاعري، وإلى متى ستستمر في قتلي........
- عدنا للحديث ..
- نعم عدنا، لكن هذه المرة أهددك، بأني ما عدت أحتمل، وسأبحث لي عن حبيب يعوضني الحب الذي حرمتني منه.....
- ما هذا الكلام الذي تقولينه، ألا تستحين، ..
- لا أستحي، لم أعد أستحي، وهل أستحي من قول ما علمتني إياه ينفسك،
- ماذا علمتك أنا ، ..... الصياعة،
- بل الحرمان الذي يدفعني رغما عني إلى الإنحراف، إني محتاجة إليك، .....
- وهل قصرت معك في شي.
- تحب غيري.......
- لا أحب أحدا

..........!!!!



تابعوني...

هتـان قطر
11-07-2008, 07:10 PM
الصراحة عوار راس
يا شمالي يا جنوبي

يعني الوحده
شلون تعرف اذا زوجها شمالي أو جنوبي !!



تصدقين اناكنت اتحاشى هذا السؤال ..

ومادام جبتي الطاري راح ابين كل شخصيه على حده..

ومع ذلك مب كل شخصيه بينطبق عليها هذا الشي

لان هناك عوامل اخرى تؤثر في شخصية كل رجل..

منها التربيه والبيئه وعوامل اخرى كثيره..


تابعينا وطن..وبالتوفيق :)

الامل القديم
11-07-2008, 07:22 PM
طيب انا معك

Mo0o0oM
11-07-2008, 07:23 PM
يعني شنو شمالي وجنوبي . . ؟؟

على العموم . . انا متابعه

:nice:

هتـان قطر
11-07-2008, 07:39 PM
-بل تحبها،.................................... تعبت، تعبت كثيرا ( وانهرت على الكرسي) لم أعد أحتمل، ..... كل هذا لماذا ..؟؟، هل لأني قبلت الزواج بك، وأنت لا تريدني، .... ألم تحبني حتى اليوم، ألن تحبني مطلقا ...؟؟؟، ماذا ينقصني، ..... تعبت، فقدت كل أمل في أن أكسب قلبك، وكلما أخفقت كلما يأست، .... وفقدت أجمل حلم في حياتي، حب الرجل الوحيد الذي أحببته، ....... وليتني لم أحبك.......


توقف ينظر إلي وكأنه رجل من عالم آخر:........ أحببتني، أنت لم تحبينني يوما، تزوجت بي لظروف تخصك،
-بل أحببتك، وأنت تعلم، فإن كنت لا تعلم، فأنت أعمى، لا شيء يجبرني على احتمال كل نزواتك، لا شي، لا شيء يدفعني إلى الإنجاب منك، لا شيء، إلا لأني أحببتك، لا شيء يدفعني إلى تحمل قسوة قلبك علي.......... سوى أني أحبك، ........



ولأول مرة أشعر أن مشاعري تنساب بحرية، لأني أخذت تصريحا بأن انسياب المشاعر والتعبير عنها بحرية لا ينقص الإنسان بل يزيد من مكانته وبشكل خاص لدى الجنوبي، .......


وليتك كنت هناك، لتري تلك النظرة التي ارتسمت على وجهه، وذلك الشعور الغريب الذي انتابني، بدأت أرجف من شدة التأثر، ثم كورت نفسي، واحتضنت ركبتي، وأخفيت وجهي في حجري، وبكيت بصوت عالي، لم أستطع التحكم في نفسي، وشعرت به وهو يقترب مني، ويحتضن رأسي، فرفعت وجهي وطوقت رأسه بيدي، وبدأت أبكي وأتحدث إليه كطفلة: إني أحتاجك، تلك هي الحقيقة، طوال الوقت أخفيت مشاعري لكي لا تجرحني، اعتقدت أن من العيب أن أخبرك بحبي، وأنك وحدك ستفهم، أحبك كثيرا، وأشعر أن لا حياة لي بدونك، أنت كل أهلي، ولا أهل لي سواك، ........ لا تتركني، ولا تعذبني بهجرك، فأنا لا أطيق بعدك، إني وحيدة بدونك، ساعدني، لا تتخلى عني، لم تقسو علي وأنت كل ما لدي............. أأأأأأأأأأأأه،


وصرت أبكي وهو يربت على كتفي ويقول لي: لا بأس أنا آسف، اهدئي حبيبتي، ..... آسف، يكفي، اهدئي............ وبقيت أبكي بين يديه، حتى شعرت بالإنهاك، وكان يحملني إلى السرير، بينما أصبت بحالة من الخدر في أعضائي، .......


ومر وقت، عندما فتحت عيني لأراه يحدق بي شارد الذهن يفكر، ..... رن هاتفه النقال، فنظر إلي بحرج، وأمسك بالهاتف وأغلقه، ..... ، ثم اقترب مني، وبدأ يمسح على رأسي: هل أنت بخير........؟؟


لكني لم أستطع الكلام، حيث أصابتني نوبة بكاء جديدة: ............ أه، لست بخير، إني أتعس امرأة في الوجود، لست بخير إني وحيدة ومتعبة، .....


- غير صحيح، أنا قربك، ..... ولن أتخلى عنك.......
طوقته من جديد بذراعي، وحاولت التعلق به، وبكيت على صدره من جديد..


كان يوما عصيبا،







مر بكل ما فيه من تساؤلات ملأت عقل مطر، وبكل ما فيه من ألم سال دمعا من عيني برود،


- أتعلمين، لم أتصور أن تؤثر فيه كلماتي إلى هذا الحد، فقد قضى وقتا طويلا معي ذلك اليوم، وأصر على الترويح عني مشيا على الأقدام في الحديقة العامة، كذلك دعاني للعشاء ومضى وقت طويل على آخر مرة فعل فيها ذلك، أعتقد أن الأمر لم يكن صعبا لكنه بحاجة لدراسة وضع، لو علمت أن تصرفا بسيطا كهذا سيغير موقفه تجاهي لقمت به منذ زمن بعيد.
- يمكنك تدارك الأمر على كل حال.
- أتمنى ذلك، بات الأمر بالنسبة لي كتحدي، بدأت أشعر أني أغامر في رحلة غامضة، لا أعرف أين ذهبت مشاعر الإحباط التي كانت تسيطر علي، حتى الغيرة تغير مذاقها.
- علينا أن ندرس أمر محبوبته جيدا، لنبدأ العمل.
- ما رأيك أي الخطط نتبع..؟؟
- بعد أن نحدد طبيعة العلاقة،
- أعتقد أنها علاقة عميقة، إنهما يتعاشران كالأزواج، إنه لا يتركها أبدا، هو معها دائما.
- هناك أعراض يمر بها الرجل، تشير إلى معدن المرأة التي يعاشرها، ولذلك سأسألك بعض الأسئلة لنرى أية أحاديث تدور بينهما.
- تفضلي، وسأجيب قدر استطاعتي .
وبدأت في توجيه الأسئلة إلى برود....







- نعم تماما، دائما يتذمر، ويبدي تقززا إزاء أمور من هذا النوع، فماذا يعني ذلك..؟
- إنها الحرب الكلامية، التي تشنها الأخرى عليك، ..!!
- كيف..؟؟


تميل بعض النساء إلى تحطيم المرأة الأخرى في حياة الرجل، وذلك عبر إيحاءات تحرص على بثها، كالسم، تشعره أن المرأة التي معه في البيت، لا تساوي شيء، وأنها لا تعلم ولا تفقه أي أمر، وأنها غير مطلعة، بينما تظهر نفسها في صورة أفضل، ....... لا حظي معي، عشيقات النت، هن الأخطر في هذه المهمة، فيمكنها أن تصف للزوج غرفة نومها بصورة كاذبة، فتقول أنها عطرة بهية، بفراش قرمزي حريري، وأنها تجلس على سريرها بثوب أحمر براق، وشعرها المنسدل على ....... إلخ، بينما هي في الواقع، تجلس على أرض لا فراش عليها، في ردهة قذرة من البيت، وترتدي ربما ملابس لم تغيرها منذ خمسة أيام، يعني تكذب عليه، وبعض الرجال السفهاء يصدقون ذلك، وعندما يعودون لزوجاتهم، فيرون الحياة المختلفة، يبدؤون في الاشمئزاز من الزوجات....






- لكني جميلة ونظيفة، ومنظمة،...
- نعم، أنت كذلك، لكن ماذا لو هاجمتك من منطلق آخر، ...
- مثل ماذا...؟؟
- ماذا لو كانت تقول له، أنت الأروع، وأنت كنز لا تستطيع أية امرأة تجاهله، ثم يأتي عندك ليرى أنك تزدرينه، وتعاملينه بسوء، ...!!
- نعم، .. يمكن أن يحدث ذلك.
- لهذا أرى أن علينا معرف ما الذي يدور بينهما من أحاديث، لكن عندما أتأكد من قدرتك التامة على التكيف مع ما ستسمعين، ومن جلدك وصبرك وقوة التحمل لديك.
- صدقيني، لم يعد هناك ما يجرحني أكثر، أصبحت أتحمل كل شي.
- في الواقع، أنه مهما قلت يبقى ما ستسمعين جارح، ومؤلم، مهما تخيلت أو توقعت من كلمات جارحة، ومواقف مؤلمة، إلا أن ما ستسمعين، سيصيبك بالمزيد من الألم.



وهناك أمور أخرى، في لقائي القادم معك سأخبرك كيف تحطمين نفسيتها، وتدمرين ثقتها في نفسها، عبر استراتيجيات التعامل مع الزوج الخائن، ....
- أرجوك لا أطيق صبرا، علميني الآن اشرحي لي بعضها....
- لا وقت لدي اليوم، لكن كنصيحة سريعة، اتركي ربطة شعرك الجميلة هذه بعد تعطيرها، اتركيها في سيارة زوجك في باب المقعد الأمامي حيث ستركب هي معه بعدك، لعلها تراها، فتعلم أنك كنت معه، فتصيبها الغيرة، .. اقلبي الموقف ضدها........
- رائع، فكرة جيدة، هل هناك أفكارا أخرى....
- نعم، لكن سنحكيها في الداخل، تعالي معي،








فهي أسرار مهمة لن نكتبها على صفحات المنتدى العام، لا يمكن ذلك، ستقرؤها كل النساء، وقد تكون بينهن عشيقات والله أعلم، دعيها سر نناقشه في دورة استراتيجيات التعامل مع الزوج الخائن.


تعلمين، لم أتصور يوما بأن أتعامل مع مشكلتي بهكذا أسلوب، كنت دائما انفعالية، كنت دائما عصبية، أو أبكي في صمت،




الواقع أني تعاملت مع حياتي كقصة فيلم حزين، وأنا الضحية فيه، لكني معك تعلمت كيف أكون فعالة وإيجابية، لم أعد أقف بعيدة ً متفرجة بينما يسلبني الآخرون حقي، بل صرت اليوم أخطط لاستعادته، وأدبر نفسي بطرق لم تخطر لي على بال،




الحياة بالفعل بحاجة لاستراتيجية عمل من هذا النوع، والإنسان يتطور ويتبدل وفق خبرات معينة، لكن الجهل كفيل بجعل النتائج سيئة، إن ما تعلمته عن فن الحوار مع الرجال، أو التعامل مع الجنوبي جعل النجاح حليفي،




لكني أتهور بين وقت وآخر وأصب جام ضغطي وغضبي على من حولي، إني لا أصدق حتى اليوم كيف كان يستغفلني ويجرح شعوري،







هل من علاج من هذه الحالة.........؟؟


- نعم هناك علاج جيد، لكني أجد أنها حالة صحية يجب أن تبقى، لتذكرك بين وقت وآخر أن عليك أن تحذري كثيرا وأن لا تنامي في العسل، لكن أيضا لا تصبي جام غضبك على أحد، حولي هذا الغضب لطاقة بناء المزيد من صرح حياتك معه.........
- لقد فعلت كل شيء، اشتريت تلك الملابس التي يحبها، وصرت أتعلق بساعده كل مساء وأطلب منه أن يرفه عن قلبي لأني متمللة، صرت أقولها بدلع، لدرجة أن الرجل بدأ يصدق..!!!
- ولم لا يصدق أنت في الواقع ترغبين في الترفيه عن نفسك...
- صحيح، لكنها لازالت موجودة، إنها تحوم حوله، وبدأت تشعر باهتمامه بي، وصارت تعاتبه، إني أسمعها وهي تعاتبه كل يوم على تقصيره، وقالت ذات مرة إن تركها ستنتحر..
- مشكلة، فالرجل الجنوبي حساس،
- وكيف الحل... لقدر قرأت رسائلها عبر النقال وجميعها حب وغزل، وفي آخر رسالة كانت صورة، لها معه، تخيلي كيف مسكت أعصابي لحظتها، قامت بتصويره وهو معها، نائمين في السرير، ثم أرسلت الرسالة له بعد ذلك وكتبت عليها أحلى لحظات حياتي، ......
- التصوير، قيمة أخرى من قيم زوجك، حسب قراءتي لصورته، إنه يحب التصوير، ويحب أن يصور نفسه كثيرا، يشعر بالفخر ومعجب بشكله، هل تصورينه عادة...
- لا، لا أحب التصوير،
- صوريه بين وقت وآخر، ليشعر أنك معجبة به.
- طيب سأفعل... ( ورمقتني بتذمر) أليس أمرا سخيفا، ما الذي يعجبه في التصوير.؟؟
- تلك شخصيته لا تغيريها اليوم، بل تقبليها وتعلمي كيفية التعامل معها.
- جيد، ماذا أيضا.....
- ما رأيك بأن نرسم خطة جيدة للقضاء عليها.....
- نعم أريد ذلك بفارغ الصبر...


وهذه الاستراتيجية، يمكنك استخدامها على حسب ذوقك، مزمزي أعصاب العشيقة ، براحتك،


واشويها على نار هادية


واستمتعي برائحة الشياط


ومتعي عينيك بإحمرار عينينها من وهج النار المحرقة


اسقيها من ذات الكأس التي سقتك منها






كيف تعمل هذه الاستراتيجية..............؟؟



لا حظت من خلال عملي أن الزوجة وهي تتجسس على الزوج، ....... تستمع لمواعيد لقاءاته بعشيقته الفاجرة، فتغتاظ وتحترق، وتنهار وتبكي، وهذا غلط.......... الصحيح أن تراقبي بقوة ، وأن تبعثري كل أوارقها، وأن تدمري كل مخططاتها، وأن تدحضي كل مواعيدها معه








نكد في نكد،


(كيف...............؟؟


العشيقات على العموم، لهن مواعيد ثابتة، إما لأنها تعمل بدوامين، أو أنها بنت في بيت أهلها،..... المهم أن لها مواعيد محددة للخروج واللقاء وحتى الأحاديث الهاتفية،



لذلك وأنت تتجسسين عليه، ستكتشفين تلك المواعيد، ............. ولأنك زوجة لا تعلم أي شيء أمامه، ستقومين بابتداع الخطط الفتاكة،

ومرت الأيام، وبرود تتصل بي وتخبرني عن التطورات،


- لدي شريحة موبايل كانت لخادمة في بيت أهلي، تركتها بعد أن سافرت، منذ مدة بسيطة، قمت بإرسال رسائل حب وغزل لزوجي منها، وأسميت نفسي الحلوة هيا
- وبعد،
- لن تصدقي، راسلني وسألني من أكون،
فقلت معجبة بك،
فرد علي وقال، اتصلي
لكني لن أتصل، وسأعاود مراسلته عند المساء، عندما أتأكد أنه معها،


وعند المساء، خرجنا أنا وبرود معا للشاطئ مع الأطفال، وفي الطريق تحدثنا،
- أصبح وجهك بشوشا، وتغيرت صحتك إنك أفضل بكثير،
- إنها المعنويات ياناعمة، ففي الماضي كنت محطمة، محبطة، وأعاني، لكن انظري لي اليوم، لدي أمل، وأشعر بالقوة، لا تعلمين كيف علت همتي وأنا أرى نجاحي، أصبح كل همي أن أنجح في استعادته وكأنه جائزتي، فكما قلت علي أن لا أتخلى عن زوجي أبدا، وأقاتل وأحارب من أجله، إنه أب أطفالي، أصبح الأمر بالنسبة لي مختلفا، وبشكل خاص عندما علمت كل شيء عن حياة الرجل الجنوبي، وفهمت أننا مخلتفان فقط، لكننا متكاملان، واكتشفت أني أحبه، رغم أني أقنعت نفسي على مدى سنوات أن زواجي لايمكن أن يخلق حبا، زوجي يا أختي حبيب للقلب، لم أكن أراه مسبقا لأني لا أرى إلا عيوبه، أما اليوم بدأت أفهم لما يثير النساء إعجابا، وفهمت لما هو جذاب....
- ما شاء الله، وكيف سير الخطة
- رائع حتى الآن، تخيلي ما فعلت به، استدرجته بأسلوب لم يعهده في حياته مني، وثارت رغبته وتجاوب بشغف، ثم قبلته حتى تركت علامات عديدة على جسده، لتراها عشيقته فتموت،



تابعوني...:)

رنج سبورت
11-07-2008, 07:47 PM
من القصه نفهم ان المشكله الرئيسيه هم العشيقات اللي مايخلون حد في حاله:)

الله يعين الرجال :)

وطن
11-07-2008, 07:49 PM
يحب قويات الشخصية ذوات المقام الإجتماعي المميز، لكن هذا لا يعني أنه يحبها متحجرة، إنه يريد امرأة قوية اجتماعيا، ذات سمعة ومنصب، ولكنها في الخفاء حزينة، تحتاج لرجل يسعدها،

يا رب صبرنا

ما نعرف لهم شيبوون

ويقولون ان النساء مو مفهومات

الله كريم

هتـان قطر
11-07-2008, 07:50 PM
عندما خرجنا صباح اليوم للعيادة معا، تركت علبة عطر كتبت عليها إلى غاليتي جانيت، ....... لأنه مغرم بالأجانب وهي تعلم، وتركتها في جيب باب الكرسي الأمامي
- وكيف ستتصرفين إن سألك
- سأقول، بأني اشتريتها لموظفة في العمل، وبالفعل موظفة الخدمات المطبخية في المكتب اسمها جانيت، واخترتها بالذات لأن اسمها جميل، وسأقول إنها مكافأة على عملها، لكني نسيت الهدية في باب السيارة، بينما كنت أرغب في أخذ رأيه بها،
- كل هذا التخطيط محكم وجميل، ....
- وستأتي النتائج أجمل، بعد أن أرسل الرسالة، أعتقد أنه الآن معها في أحضانها ..



وهكذا قلبت برود اللعبة، على صاحبتها، وبدلا من الوقوف بحسرة، انتقلت إلى مركز القوة، إنه الهجوم بلا رحمة أو هوادة،


تاركة العشيقة تغرق في الهواجس والظنون، وتنكد على مطر لياليه لينفر ويقرف......






وفي المساء، كانت صديقتي برود قد أعدت الغرفة لتبدو كجناح في فندق، ونظمت البانيو ليفوح بعطر الورد، مع زخات من ورق الورد، واستعدت كما اتفقنا....
دخل مطر إلى الغرفة، محبطا، ورمى بنفسه على السرير بثقل شديد، ولم يلحظ برود التي كانت عند ردهة غرفة الملابس تطل على زينتها، فاستوعب تلك اللحظات، أن ثمت رائحة زكية في الغرفة، رائحة تبث النشاط والحيوية، وأضواء الغرفة رومانسية، ولأنه رجل رومانسي، شعر بحاجته إلى تبديل مزاجه النكد، بعد ذلك الموعد المزعج مع تلك النكدة، فحدث نفسه ربما يستمتع بوقته، فهو غالبا ما ينسى مشاكله عبر الانغماس في الاستمتاع،




غاليتي،



إن كان زوجك من هذا النوع ، فعليك بالطريقة التالية:




أولا: أرسلي له عدة رسائل تصفين فيها شوقك وهيامك به، فليس من الصحي تركه على راحته هكذا، ومن مصلحتك البدء بمصالحته، والرسائل النصية وسيلة تعبيرية جيدة، وأرسلي له نكاتا وكأنت تتجاهلين المشكلة الحاصلة كأن شيئا لم يكن مثلا أكتبي : (( وحشتي حيل ما وحشتك ))


(( نفسي في ......... كذا كذا شو رايك))


(( أنا وأنت أسعد زوجين في العالم، ومشاكلنا زوبعة في فنجان بهارات الحياة، لكني أموت فيك))


لا تقولي لا أستطيع وكرامتي لا تسمح لي، لأن القوي من يضحك لا حقا.



إذا اشترط عليك أمرا، قولي موافقة، فهو غالبا يفعل ذلك ليبرر لنفسه أمرا، لكنه لا يلزمك بالشرط.


بعد الصلح إن شاء الله، أدرسي كل ما حوله، والأسباب التي أدت به الي إطالة الخصام،




عليك الاختيار ولا يوجد وسط بين الجنة النار


إما أن تختاري تجاوز أمر الخيانة والبدء من جديد مع شخصية أكثر قوة،


أو تنازلي عنه نهائيا لأنك لم تعودي راغبة فيه بعد موقف الخيانة منه.


لكن بقاؤك في وسط المفترق بهذه الصورة، فيه ظلم كبير له، وظلم لك،


وظلم لعيالك، ولكل من حولك، إنك تهدرين أهم ما تملكين ، إنك تهدرين صحتك،


لأنك كل يوم تعاشرين شخصا تحقدين عليه، وتضيعين أجمل سنوات عمرك،


وأنت تحتسبين في كل ساعة ودقيقة لحظات خيانته لك،


ستموتين وحدك، بهذا الشكل غاليتي، وبعد أن تموتي ( حفظك الله من كل شر) سيتزوج من أخرى،


فهل هذا المصير الذي ترغبين فيه،







يقال إن من يعذب حبيبه يعذب نفسه، وهذا ما تفعلينه بنفسك،


أي حياة هذه، وماهو هدفك من الحياة عزيزتي.....................؟؟؟؟!!!!!!!


هل ستمضيى السنوات وأنت متوقفة هناك جامدة لا حراك،


هل ستمضي السنوات وأنت تحدقين في ذكرى خيانته،


ارحميه وارحمي نفسك، فلن تغيري الماضي، لكن المستقبل أمامك،






إن كنت ستنتقمي فانتقمي من الشيطان،


الذي عاداك ولا زال يعاديك، والذي أزل يوما زوجك، ولا زال يحطمك...!!


احفظي زوجك وعفيه، واحتضني حاجته،


فخيانته أنت تتحملين جزءا من مسؤوليتها،


إن حضرت سري جدا ستفهمين أي ضلال تعيشه النساء الرافضات جنسيا لرغبة الأزواج،


تعالي احضري، أو اقرئي كتبا في هذا المجال، لكن لا تتوقفي بنفسك في جحيم الإنتقام،



اليوم لا تستطيعين نسيان الألم والخيانة، ..... وستمضي السنوات،


وتسقط أسنانك ويبيض شعرك، وسيفاجئك الموت ذات يوم،


فستندمين أشد الندم، إذ ضاعت سنوات عمرك في سراب وبلا أمل يرجى




وسترينه يوم الحشر أمامك، فقد يغفر الله له، ولا نعلم إن كان سيغفر لك، ......


لا تكوني سلبية فما تفعلينه يدفعه دفعا للزنى فلا تشمتي في نفسك الشيطان،.....


كوني إيجابية وكوني مجاهدة فهذا جهادنا اليوم،


في عصر التكنولوجيا والفضائيات، هذا جهادنا، وهنا نصرنا، أن نحصن الفروج، ونعف الحاجات،


فالحرب اليوم اختلفت ولم تعد بالسيوف والخناجر أو الدبابات،


بل أصبحت بنشر الدعارة والفسق



انتهت...

الامل القديم
11-07-2008, 08:09 PM
مشكوره على القصه الجميله وننتظر اخرى

وياريت تفهمينا كيف نميز بين الجنوبي والشمالي

وطن
11-07-2008, 08:09 PM
أكره هالنوع من الرجال
لا وازع ديني ولا شي
عايش على ما هيمت مثل ما يقولون

التيما
11-07-2008, 09:04 PM
القصه حلوة .. بس لو مكانها ما تمسكت بزوج على هالشاكله .. لا دين ولا مخافه من الله .. بس يشفع لها انها حبته .. والي يحب يسوي اي شي عشان الي يحبه ..

hamoor4ever
11-07-2008, 09:12 PM
شوي غامضه النهايه

مشكوره هتان بس ابي اعرف الحين انا جنوبي ولا شمالي

هتـان قطر
11-07-2008, 09:15 PM
مشكوره على القصه الجميله وننتظر اخرى

وياريت تفهمينا كيف نميز بين الجنوبي والشمالي



ان شاءالله بحاول انزل موضوع لانماط الشخصيات وعلى ضوئه يتم تحديد الشخصيه

ومن ثم معرفة الايجابيات والسلبيات وكيفية التعامل مع كل شخصية..

مع ان الامر فيه تعقيد شوي..:)




أكره هالنوع من الرجال
لا وازع ديني ولا شي
عايش على ما هيمت مثل ما يقولون


المفروض يكون الوازع الديني هو اللي يردعه..لكن مع ذلك كان على الزوجه

تغييره بأي طريقه...


القصه حلوة .. بس لو مكانها ما تمسكت بزوج على هالشاكله .. لا دين ولا مخافه من الله .. بس يشفع لها انها حبته .. والي يحب يسوي اي شي عشان الي يحبه ..



مقيوله الحب اعمى...

هتـان قطر
11-07-2008, 09:17 PM
شوي غامضه النهايه

مشكوره هتان بس ابي اعرف الحين انا جنوبي ولا شمالي



هي فيها شوي تقطيع لان فيها جرائه ماقدرت اعرضها كامله...

انتظر الموضوع الجاي عن انماط الشخصيات...