ليث العرين
17-07-2008, 04:48 AM
مــــحــــاكــــمــــه رئـــــيـــــــس عــــــربـــــــــــي
لم نكد ننسى ما حصل بالعراق من احتلال لأسباب كاذبة وافتراء، ولا ننكر في نفس الوقت ما كان يتعرض له الشعب العراقي من قهر وتعذيب إبان حكم الرئيس صدام حسين، ولكن الأمر كان يجب أن يترك للعراقيين أنفسهم وعلى كل الأحوال، فالعراق بعد إعدام صدام حسين ليس بأحسن حالاً من قبل بل أسوأ، ونسبة القتل والتعذيب فاقت النظام السابق بكل المقاييس، ولكن الطريقة التي أعدم بها صدام حسين أساءت لكل الرؤساء العرب، وكأن الرئيس الليبي معمر القذافي آنذاك يدرك خفايا الأمور وعند رجوعنا لخطابه الشهير في مؤتمر القمة العربية في دمشق «مارس 2008م» عبر عن هذا الأمر، وأكد أن السكوت العربي وعدم اتخاذ أي موقف قبل محاكمة صدام وبعدها هي بداية لمحاكمات قادمة للرؤساء العرب الذين لا يكونون على القياس الأمريكي.
إلى متى نرضى بهذه الاهانات؟ وأين دور الجامعة العربية والدول ذات المساحة الكبيرة في هذا العالم العربي؟ انهم سوف يصدرون قراراً بمحاكمة رئيس عربي آخر ألا وهو «عمر حسن البشير» من خلال المنظمات التي تدار في نيويورك من أمم متحدة ومجلس أمن، والله نحن شعوب سوف نفقد الاحترام لكثير من الرؤساء العرب ان حصل هذا الأمر بغض النظر عن أي أمر آخر فهم يقولون إن هناك مجازر ترتكب بدارفور، ونحن ندرك ان هذا شأن داخلي صرف بغض النظر عن تداعيات الأمور، أضف إلى ذلك ان هناك أزمة أيضا في جنوب السودان وتم تسوية الأمر بعض الشيء مع «سيلفا كير» الذي حل مكان «جون قرنق»، اذن الأمور متجهة نحو أزمة دولية ومذكرة خاصة باعتقال الرئيس السوداني البشير من مجلس الأمن والمحكمة الدولية، وكأن هذه المحاكم والمشانق علقت للعرب فقط ولا يستحقها من دمر العراق وفلسطين ولبنان والصومال ويهدد كل العالم العربي بهذه المشانق والمحاكم.
سؤال برئ نطرحه على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث هناك اعترافات من الصقور في الحزب الجمهوري بهذه التجاوزات فلماذا عدم القياس بأمراً ما سواء كان من الناحية الدبلوماسية أو حتى تسجيل اعتراضات، ولا ننسى ان هناك محكمة دولية ايضا سوف تسيس والمطلوب فيها كبارات دمشق في قضية الحريري إذن الكل متجه نحو المشنقة الأمريكية. للأسف أننا أصبحنا لا نملك الوقت لأن المصائب متتالية والمشهد واحد يتكرر في أكثر من مكان والظروف الإقليمية والسياسية مختلفة. وإننا نرجو من الله العلي القدير ان تخرج أمتنا إلى بر الأمان في الفترة المتبقية من عهد الكاوبوي بالولايات المتحدة الأمريكية.
إن الاهانات بهذه الصورة الصارخة هي الأولى من نوعها وحتى في عهد الاستعمار الفرنسي والبريطاني لم نصل إلى هذا الدرك من الانحطاط إذن كان القذافي محقا ووقتها لم يعره الإعلام أي اهتمام بما صرح به، ولكن بعد المذكرة المقرر إصدارها بحق البشير الكل سوف يدرك معاني كل حرف وكلمة نطق بها القذافي، وبعد ان كان الاكتفاء بتغيير الأنظمة والاتيان برؤساء من صنع الغرب أصبح المطلوب أكبر والخوف ان تطول هذه الأحكام أنظمة أخرى وذلك بدعاوى كثيرة سواء أكانت الدعوى جنائية أو شعبية أي الحديث باسم الشعوب العربية حيث من الممكن المطالبة بتغيير النظام في مصر وذلك لما يتعرض له الاقباط «المسيحيون» هناك من اضطهاد ديني من وجهة نظر البعض، وإن كانت الأمور على خير ما يرام ولكن من يعرف ما الذي بذهن الغرب، ألا يكفيه السيطرة الاقتصادية على الموارد والخيرات العربية؟! ولعل المضحك في الأمر ان هناك تقريرا كشف عن تهريب كميات كبيرة من اليورانيوم العراقي لكن بموافقة الحكومة العراقية ولا أعلم عن أي حكومة يتحدثون.
ولكن الذي لا يدركه كثير من الناس ان هناك كميات كبيرة من البترول اكتشفت في السودان، وهذا هو بيت القصيد وموضوع دارفور مناسب للغرب للمطالبة برأس البشير للأسف، ولكن هل من الممكن في غضون الفترة المتبقية للرئيس الأمريكي «جورج بوش» الابن ان تحصل كل هذه الأحداث؟ كل شيء جائز والسيناريو الآخر ان يأتي «مكين» لسدة الحكم ويكمل رسم باقي الأحداث والمشاهد المقطوعة أو الممنوعة من العرض في دور السينما العربية وحتى إن كانت أكبر دور عرض بالمنطقة، ولكن لا اعتقد بهذه السياسات يستطيعون أن يسيطروا على العالم العربي لسبب واحد بسيط ان هذا الوطن العربي كتب له ان يعيش في ظروف أقسى مما عليه نحن الآن، فعلى الغرب ان يدرك ان الاساءات إلينا وبهذه الصورة سوف نكون ضد حكامنا ونقف في صفهم وهم والمثال واضح فيما يحصل بالعراق والثمن الغالي الذي يدفعه الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية من قتل لجنوده بصورة شبه يومية، وأصبح الآن الحديث عن الخروج المشرف وألا يأتي القرار من الحكومة العراقية ولا يعلمون ان المستنقع السوداني اخطر وأفتك عليهم، وهل السودان يتحمل هذه المطالبات أو الحروب؟ قد لا يتحمل ولكن في النهاية هذا هو السودان المترامي الأطراف فهو أكبر الدول العربية مساحة، فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود ونقول له مبروك السلام، والغابات بالسودان كفيلة بردع أي هجوم لا قدر الله عليها.
إذن هل سنشاهد حربا على أدغال إفريقيا؟ فكل شيء كفيل بتصرفات وردود أفعال الرئيس بوش خلال الفترة المتبقية من رئاسته، ولكن الحسنة الوحيدة الآن للعرب هي الأوضاع الحاصلة بالعالم من تغيرات بالمواقف من روسيا تجاه الغرب، فهناك رؤية أمريكية لنشر الصواريخ المضادة في جورجيا وهذا ما يعتبره الروس خطرا قوميا واستراتيجيا عليهم وممكن نشوب حرب النجوم مرة أخرى بعد ما اطفأها «غوربتشوف وكلينتون»، ولكن الأمور مدعاة للتغيير واختلاف موازين القوى وعودة القطبين هي في صالحنا بلا شك، وهنا على الإعلام العربي معالجة هذه التجاوزات بكل ما أوتوا من قوة على الأقل على الصعيد الإعلامي، خاصة ان الفضاء أصبح مفتوحاً وعلينا ان نحاربهم بأسلحتهم ألا وهي الإعلام، حيث إنهم يخلقون القصة أو الراوية، ومن ثم ينتجونها باستوديوهاتهم، وتكون أرض التنفيذ في بلاد العرب والأبطال دائماً هم أصحاب العيون الزرقاء والخاسر أصحاب العيون السود.
للكاتب: امير الملا
a-mulla@hotmail.com
لم نكد ننسى ما حصل بالعراق من احتلال لأسباب كاذبة وافتراء، ولا ننكر في نفس الوقت ما كان يتعرض له الشعب العراقي من قهر وتعذيب إبان حكم الرئيس صدام حسين، ولكن الأمر كان يجب أن يترك للعراقيين أنفسهم وعلى كل الأحوال، فالعراق بعد إعدام صدام حسين ليس بأحسن حالاً من قبل بل أسوأ، ونسبة القتل والتعذيب فاقت النظام السابق بكل المقاييس، ولكن الطريقة التي أعدم بها صدام حسين أساءت لكل الرؤساء العرب، وكأن الرئيس الليبي معمر القذافي آنذاك يدرك خفايا الأمور وعند رجوعنا لخطابه الشهير في مؤتمر القمة العربية في دمشق «مارس 2008م» عبر عن هذا الأمر، وأكد أن السكوت العربي وعدم اتخاذ أي موقف قبل محاكمة صدام وبعدها هي بداية لمحاكمات قادمة للرؤساء العرب الذين لا يكونون على القياس الأمريكي.
إلى متى نرضى بهذه الاهانات؟ وأين دور الجامعة العربية والدول ذات المساحة الكبيرة في هذا العالم العربي؟ انهم سوف يصدرون قراراً بمحاكمة رئيس عربي آخر ألا وهو «عمر حسن البشير» من خلال المنظمات التي تدار في نيويورك من أمم متحدة ومجلس أمن، والله نحن شعوب سوف نفقد الاحترام لكثير من الرؤساء العرب ان حصل هذا الأمر بغض النظر عن أي أمر آخر فهم يقولون إن هناك مجازر ترتكب بدارفور، ونحن ندرك ان هذا شأن داخلي صرف بغض النظر عن تداعيات الأمور، أضف إلى ذلك ان هناك أزمة أيضا في جنوب السودان وتم تسوية الأمر بعض الشيء مع «سيلفا كير» الذي حل مكان «جون قرنق»، اذن الأمور متجهة نحو أزمة دولية ومذكرة خاصة باعتقال الرئيس السوداني البشير من مجلس الأمن والمحكمة الدولية، وكأن هذه المحاكم والمشانق علقت للعرب فقط ولا يستحقها من دمر العراق وفلسطين ولبنان والصومال ويهدد كل العالم العربي بهذه المشانق والمحاكم.
سؤال برئ نطرحه على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث هناك اعترافات من الصقور في الحزب الجمهوري بهذه التجاوزات فلماذا عدم القياس بأمراً ما سواء كان من الناحية الدبلوماسية أو حتى تسجيل اعتراضات، ولا ننسى ان هناك محكمة دولية ايضا سوف تسيس والمطلوب فيها كبارات دمشق في قضية الحريري إذن الكل متجه نحو المشنقة الأمريكية. للأسف أننا أصبحنا لا نملك الوقت لأن المصائب متتالية والمشهد واحد يتكرر في أكثر من مكان والظروف الإقليمية والسياسية مختلفة. وإننا نرجو من الله العلي القدير ان تخرج أمتنا إلى بر الأمان في الفترة المتبقية من عهد الكاوبوي بالولايات المتحدة الأمريكية.
إن الاهانات بهذه الصورة الصارخة هي الأولى من نوعها وحتى في عهد الاستعمار الفرنسي والبريطاني لم نصل إلى هذا الدرك من الانحطاط إذن كان القذافي محقا ووقتها لم يعره الإعلام أي اهتمام بما صرح به، ولكن بعد المذكرة المقرر إصدارها بحق البشير الكل سوف يدرك معاني كل حرف وكلمة نطق بها القذافي، وبعد ان كان الاكتفاء بتغيير الأنظمة والاتيان برؤساء من صنع الغرب أصبح المطلوب أكبر والخوف ان تطول هذه الأحكام أنظمة أخرى وذلك بدعاوى كثيرة سواء أكانت الدعوى جنائية أو شعبية أي الحديث باسم الشعوب العربية حيث من الممكن المطالبة بتغيير النظام في مصر وذلك لما يتعرض له الاقباط «المسيحيون» هناك من اضطهاد ديني من وجهة نظر البعض، وإن كانت الأمور على خير ما يرام ولكن من يعرف ما الذي بذهن الغرب، ألا يكفيه السيطرة الاقتصادية على الموارد والخيرات العربية؟! ولعل المضحك في الأمر ان هناك تقريرا كشف عن تهريب كميات كبيرة من اليورانيوم العراقي لكن بموافقة الحكومة العراقية ولا أعلم عن أي حكومة يتحدثون.
ولكن الذي لا يدركه كثير من الناس ان هناك كميات كبيرة من البترول اكتشفت في السودان، وهذا هو بيت القصيد وموضوع دارفور مناسب للغرب للمطالبة برأس البشير للأسف، ولكن هل من الممكن في غضون الفترة المتبقية للرئيس الأمريكي «جورج بوش» الابن ان تحصل كل هذه الأحداث؟ كل شيء جائز والسيناريو الآخر ان يأتي «مكين» لسدة الحكم ويكمل رسم باقي الأحداث والمشاهد المقطوعة أو الممنوعة من العرض في دور السينما العربية وحتى إن كانت أكبر دور عرض بالمنطقة، ولكن لا اعتقد بهذه السياسات يستطيعون أن يسيطروا على العالم العربي لسبب واحد بسيط ان هذا الوطن العربي كتب له ان يعيش في ظروف أقسى مما عليه نحن الآن، فعلى الغرب ان يدرك ان الاساءات إلينا وبهذه الصورة سوف نكون ضد حكامنا ونقف في صفهم وهم والمثال واضح فيما يحصل بالعراق والثمن الغالي الذي يدفعه الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية من قتل لجنوده بصورة شبه يومية، وأصبح الآن الحديث عن الخروج المشرف وألا يأتي القرار من الحكومة العراقية ولا يعلمون ان المستنقع السوداني اخطر وأفتك عليهم، وهل السودان يتحمل هذه المطالبات أو الحروب؟ قد لا يتحمل ولكن في النهاية هذا هو السودان المترامي الأطراف فهو أكبر الدول العربية مساحة، فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود ونقول له مبروك السلام، والغابات بالسودان كفيلة بردع أي هجوم لا قدر الله عليها.
إذن هل سنشاهد حربا على أدغال إفريقيا؟ فكل شيء كفيل بتصرفات وردود أفعال الرئيس بوش خلال الفترة المتبقية من رئاسته، ولكن الحسنة الوحيدة الآن للعرب هي الأوضاع الحاصلة بالعالم من تغيرات بالمواقف من روسيا تجاه الغرب، فهناك رؤية أمريكية لنشر الصواريخ المضادة في جورجيا وهذا ما يعتبره الروس خطرا قوميا واستراتيجيا عليهم وممكن نشوب حرب النجوم مرة أخرى بعد ما اطفأها «غوربتشوف وكلينتون»، ولكن الأمور مدعاة للتغيير واختلاف موازين القوى وعودة القطبين هي في صالحنا بلا شك، وهنا على الإعلام العربي معالجة هذه التجاوزات بكل ما أوتوا من قوة على الأقل على الصعيد الإعلامي، خاصة ان الفضاء أصبح مفتوحاً وعلينا ان نحاربهم بأسلحتهم ألا وهي الإعلام، حيث إنهم يخلقون القصة أو الراوية، ومن ثم ينتجونها باستوديوهاتهم، وتكون أرض التنفيذ في بلاد العرب والأبطال دائماً هم أصحاب العيون الزرقاء والخاسر أصحاب العيون السود.
للكاتب: امير الملا
a-mulla@hotmail.com