مغروور قطر
17-07-2008, 01:57 PM
الحربي: قضية الاختيار لم تعد متوقفة على حجم الشركة وأداء السهم فقط
ضبابية تعاملات بورصة السعودية تعرقل مساعي متداولين لاقتناء "أسهم الصيف"
ركود ما بعد النتائج
تكاثر المؤشرات السلبية
حركة الكتلة الواحدة
الرياض - نضال حمادية
وضع الأداء المتذبذب للسوق السعودية عِصيّه في عجلة اختيار الأسهم المناسبة لموسم الصيف، معطلاً "تقليدًا" يحرص معظم المتداولين على اتباعه أثناء فترة الإجازة، في سوقٍ مايزال طابع الاستثمار الفردي مسيطرًا عليها بنسبة تتعدى 90%.
وجاءت تداولات الأسبوع الثاني من يوليو/ تموز لتزيد ضبابية الأمور، مع خسارة المؤشر العام حوالي 5% من قيمته وتسجيله أدنى مستوى منذ بداية 2008، إضافةً لإعلان "تداول" عن بدء الاستعدادات لتطبيق نظام وحدة التغير متعددة الشرائح، وما أثاره من تكهناتٍ بشأن تغيير أحجام النشاط على الشركات؛ ما قد يستدعي "تصنيفًا جديدًا" لقائمة شركات المضاربة، كما تردد فئة من المتداولين.
ركود ما بعد النتائج
وفي هذا السياق، قال المحلل الفني فايز الحربي إن قضية اختيار "أسهم صيفية" لم تعد متوقفة على حجم الشركة وأداء السهم فقط؛ بل باتت أعمق من ذلك بوجود مناخ من تدهور الثقة في السوق، ربما لم يسبق للمتداولين أن عايشوه حتى في أحلك الظروف التي رافقت انهيار فبراير 2006.
وأضاف: الخوف من القادم سد أكثر المنافذ في وجه السيولة التي ترغب الدخول بأسهم وصلت إلى قيعان سعرية مغرية، وما حدث في الأيام الأخيرة يصعب محوه من ذاكرة المتداولين بسهولة، في ظل هبوط أكثر من 30 شركة إلى أدنى مستوياتها.
ولفت الحربي إلى أن السوق السعودية تمر عقب إصدار النتائج النصفية بمرحلة من الركود النسبي، تتزامن مع فترة الإجازة الصيفية، وقد جرت عادة المتداولين خلالها على اقتناء مجموعةٍ مما يسمى بأسهم العوائد، لكن تغير الظروف التي تتحكم بالسوق من الداخل والخارج جعل وجود أسهم العوائد بمعناها الصريح نادرًا أو شبه معدوم.
وإزاء هذا التصور رأى أن السيولة الموجودة في المحافظ هي المكسب الحقيقي خلال هذه الفترة، لأن مناطق خروج السيولة من السوق هي فرص لقنص المتداولين وليست لاقتناص (شراء) الأسهم.
كما نبَّه إلى أن مكمن الخطر على سوق الأسهم ينبع بشكل أساسي من هروب السيولة الاستثمارية، التي يصعب إقناعها بالعودة من جديد دون توفر محفزات استثنائية.
تكاثر المؤشرات السلبية
واقترح الحربي على الراغبين بتعديل محافظهم أن ينظروا إلى شركات النمو القوي فقط، ولتكن رؤيتهم ممتدة إلى نهاية 2008 على أقل تقدير، مع التركيز على خطط ومشروعات التوسع باعتبارها مؤشرًا على ملاءة أي شركة وانفتاح الأفق أمام مضاعفة إيراداتها وأرباحها.
من ناحيته أكد مراقب التداولات هاني الرشيدي أن المفترض في فترة الصيف أن تكون مدخلاً ملائمًا لتقليل نسبة المضاربات اليومية والأسبوعية، وتعويد المتداولين تدريجيًا على تصرفات تقترب بهم من مفهوم الاستثمار، لكن الملاحظ أن موسم العطلات صار مليئًا بالأحداث المؤثرة من اكتتابات وإدراجات، ما قلل فرص الفكاك من شاشة التداول.
واعتبر الرشيدي أن معدل القلق لدى المتعاملين ارتفع بداية هذا الصيف بفعل تكاثر المؤشرات السلبية، من هبوط عدة شركات عن سعر اكتتابها، بل عن القيمة الاسمية المقدرة بعشرة ريالات، إضافةً لتسجيل أخرى أدنى سعر لها منذ عام 2005.
وتابع: الأمر لا يقتصر على المؤشرات الرقمية، فمؤشرات الشفافية والإفصاح لا تبشر بخير أيضًا، فمن شركة تصرح أن ليس لديها أخبارٌ جوهرية ثم تكشف بعد تصريحها بأيام قليلة عن حيازتها ترخيص التشغيل التجاري، إلى شركة تبرر انخفاض أرباحها نصف السنوية بما أسمته ارتفاع مصروف الزكاة لهذا النصف، دون أن توضح لنا مقصد عبارتها، في ظل ما يعرفه الجميع عن ثبات نسبة الزكاة عند نسبة 2.5%!
حركة الكتلة الواحدة
ومما زاد الطين بلة بحسب الرشيدي تدفق التوقعات ودراسات التقييم العادل للأسعار دون ضابط يأخذ بالحسبان ظرف السوق وتوقيت الإعلان عن الدراسة.
بدورهم، قال متداولون سعوديون لموقعنا إنهم يفضلون خيار التصفية المؤقتة لمحافظهم، أو إبقائها كما هي دون تعديل إلى ما بعد شهر رمضان القادم (سبتمبر) على الأقل، حيث لن يبدأ دوام المدارس الذي يؤقت لانقضاء موسم الإجازة إلا بعد عيد الفطر هذه السنة.
وأرجع المتعامل عبد المجيد الصالحي عدم رغبته في تعديل محفظته إلى أن هذه الخطوة قد تكون مكلفة جدًا في ظرفٍ ارتبك معه مسار السوق، وأصبحت الشركات تتحرك كتلة واحدة هبوطًا أو صعودًا دون تفريق بين خاسر و رابح.
فيما حاول ياسر البدوي توجيه دفة الحديث إلى اتجاهٍ آخر، قائلاً إن الكثيرين ليس لديهم نية لاقتناء أسهم صيفية، إذ لا حضور للصيف ضمن برنامجهم هذا العام من الأساس، في ضوء ما يعانون من غلاء الأسعار وضعف قيمة الريال الشرائية، إلى حدٍّ باتت معه ميزانية الإجازة المخصصة لأسرة كاملة غير كافية إلا لفرد أو فردين.
ضبابية تعاملات بورصة السعودية تعرقل مساعي متداولين لاقتناء "أسهم الصيف"
ركود ما بعد النتائج
تكاثر المؤشرات السلبية
حركة الكتلة الواحدة
الرياض - نضال حمادية
وضع الأداء المتذبذب للسوق السعودية عِصيّه في عجلة اختيار الأسهم المناسبة لموسم الصيف، معطلاً "تقليدًا" يحرص معظم المتداولين على اتباعه أثناء فترة الإجازة، في سوقٍ مايزال طابع الاستثمار الفردي مسيطرًا عليها بنسبة تتعدى 90%.
وجاءت تداولات الأسبوع الثاني من يوليو/ تموز لتزيد ضبابية الأمور، مع خسارة المؤشر العام حوالي 5% من قيمته وتسجيله أدنى مستوى منذ بداية 2008، إضافةً لإعلان "تداول" عن بدء الاستعدادات لتطبيق نظام وحدة التغير متعددة الشرائح، وما أثاره من تكهناتٍ بشأن تغيير أحجام النشاط على الشركات؛ ما قد يستدعي "تصنيفًا جديدًا" لقائمة شركات المضاربة، كما تردد فئة من المتداولين.
ركود ما بعد النتائج
وفي هذا السياق، قال المحلل الفني فايز الحربي إن قضية اختيار "أسهم صيفية" لم تعد متوقفة على حجم الشركة وأداء السهم فقط؛ بل باتت أعمق من ذلك بوجود مناخ من تدهور الثقة في السوق، ربما لم يسبق للمتداولين أن عايشوه حتى في أحلك الظروف التي رافقت انهيار فبراير 2006.
وأضاف: الخوف من القادم سد أكثر المنافذ في وجه السيولة التي ترغب الدخول بأسهم وصلت إلى قيعان سعرية مغرية، وما حدث في الأيام الأخيرة يصعب محوه من ذاكرة المتداولين بسهولة، في ظل هبوط أكثر من 30 شركة إلى أدنى مستوياتها.
ولفت الحربي إلى أن السوق السعودية تمر عقب إصدار النتائج النصفية بمرحلة من الركود النسبي، تتزامن مع فترة الإجازة الصيفية، وقد جرت عادة المتداولين خلالها على اقتناء مجموعةٍ مما يسمى بأسهم العوائد، لكن تغير الظروف التي تتحكم بالسوق من الداخل والخارج جعل وجود أسهم العوائد بمعناها الصريح نادرًا أو شبه معدوم.
وإزاء هذا التصور رأى أن السيولة الموجودة في المحافظ هي المكسب الحقيقي خلال هذه الفترة، لأن مناطق خروج السيولة من السوق هي فرص لقنص المتداولين وليست لاقتناص (شراء) الأسهم.
كما نبَّه إلى أن مكمن الخطر على سوق الأسهم ينبع بشكل أساسي من هروب السيولة الاستثمارية، التي يصعب إقناعها بالعودة من جديد دون توفر محفزات استثنائية.
تكاثر المؤشرات السلبية
واقترح الحربي على الراغبين بتعديل محافظهم أن ينظروا إلى شركات النمو القوي فقط، ولتكن رؤيتهم ممتدة إلى نهاية 2008 على أقل تقدير، مع التركيز على خطط ومشروعات التوسع باعتبارها مؤشرًا على ملاءة أي شركة وانفتاح الأفق أمام مضاعفة إيراداتها وأرباحها.
من ناحيته أكد مراقب التداولات هاني الرشيدي أن المفترض في فترة الصيف أن تكون مدخلاً ملائمًا لتقليل نسبة المضاربات اليومية والأسبوعية، وتعويد المتداولين تدريجيًا على تصرفات تقترب بهم من مفهوم الاستثمار، لكن الملاحظ أن موسم العطلات صار مليئًا بالأحداث المؤثرة من اكتتابات وإدراجات، ما قلل فرص الفكاك من شاشة التداول.
واعتبر الرشيدي أن معدل القلق لدى المتعاملين ارتفع بداية هذا الصيف بفعل تكاثر المؤشرات السلبية، من هبوط عدة شركات عن سعر اكتتابها، بل عن القيمة الاسمية المقدرة بعشرة ريالات، إضافةً لتسجيل أخرى أدنى سعر لها منذ عام 2005.
وتابع: الأمر لا يقتصر على المؤشرات الرقمية، فمؤشرات الشفافية والإفصاح لا تبشر بخير أيضًا، فمن شركة تصرح أن ليس لديها أخبارٌ جوهرية ثم تكشف بعد تصريحها بأيام قليلة عن حيازتها ترخيص التشغيل التجاري، إلى شركة تبرر انخفاض أرباحها نصف السنوية بما أسمته ارتفاع مصروف الزكاة لهذا النصف، دون أن توضح لنا مقصد عبارتها، في ظل ما يعرفه الجميع عن ثبات نسبة الزكاة عند نسبة 2.5%!
حركة الكتلة الواحدة
ومما زاد الطين بلة بحسب الرشيدي تدفق التوقعات ودراسات التقييم العادل للأسعار دون ضابط يأخذ بالحسبان ظرف السوق وتوقيت الإعلان عن الدراسة.
بدورهم، قال متداولون سعوديون لموقعنا إنهم يفضلون خيار التصفية المؤقتة لمحافظهم، أو إبقائها كما هي دون تعديل إلى ما بعد شهر رمضان القادم (سبتمبر) على الأقل، حيث لن يبدأ دوام المدارس الذي يؤقت لانقضاء موسم الإجازة إلا بعد عيد الفطر هذه السنة.
وأرجع المتعامل عبد المجيد الصالحي عدم رغبته في تعديل محفظته إلى أن هذه الخطوة قد تكون مكلفة جدًا في ظرفٍ ارتبك معه مسار السوق، وأصبحت الشركات تتحرك كتلة واحدة هبوطًا أو صعودًا دون تفريق بين خاسر و رابح.
فيما حاول ياسر البدوي توجيه دفة الحديث إلى اتجاهٍ آخر، قائلاً إن الكثيرين ليس لديهم نية لاقتناء أسهم صيفية، إذ لا حضور للصيف ضمن برنامجهم هذا العام من الأساس، في ضوء ما يعانون من غلاء الأسعار وضعف قيمة الريال الشرائية، إلى حدٍّ باتت معه ميزانية الإجازة المخصصة لأسرة كاملة غير كافية إلا لفرد أو فردين.