امـ حمد
18-07-2008, 12:51 AM
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المؤمن الصادق هو الذي يتلقى ماينزل به من نوائب الزمان ومصائب الزمان ومصائب الأيام بقلب صابر مفعم بالإيمان ونفس مطمئنه راضيه بقضاء الله سبحانه وتعالى القائل :
" والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " .. وماأسرع ماتمر الأيام وتقضي الأعوام فلا بقاء لشيء ولا دوام لحال ..
فالله تعالى يواصل البلاء بعبده المؤمن فينزل عليه بلاء بعد بلاء حتى يمشي على الأرض وليست عليه خطيئة .
وحكمة الله نافذة دائماً فيما قدر وقضى وإن دقت معانيها على الإفهام لذلك عندما نرى قضاء الله يجري علينا فلا نجزع لما نزل بنا ولا نحزن لما أصابنا ونلجأ الى الله ولا نيأس من روح الله ... " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " .
وعلى كل حال فالبلاء لا يخلو من أن يكون تمحيصاً للقلوب لتظهر القلوب على حقيقتها أو تكفيرا للذنوب ورفعا للدرجات وقليل من الناس من يدرك هذه الحكمة ويفهمون هذه الأسرار ولذلك فإنهم يعدون النقمة نعمه والمحنة منحه فالله تعالى يقول : " ام حسبتم أن تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين "...
وما الإبتلاء إلا ليوقظ العباد من الغفلة ويذكرهم بعد نسيان ليهرعون إلى الله متضرعين ويلوذون بجنابه مستغيثين وقد قيل إن الله إذا أحب عبدا إبتلاه حتى يسمع دعاه ويحقق له رحاه ...
فعلينا بالتوكل على الله والإعتماد عليه والثقه به والتسليم له وتفويض الأمر اليه فهو وحده الذي يقول للشيء كن فيكون وعلينا أن نعلم أن قضاء الله دائما خير لنا في المنع وخير في العطاء خير في التيسير وخير في عدم التيسير فإذا منع الله عنا شيئا نهواه أو شيئا نريده فلأنه يريد أن يعطينا خير منه والله في منعه هذا الشيء رغم مايحيط به من بريق الدنيا هو أعلم منا جميعا بالخير والشر ومن هنا فإن كان قد منع عنا خيرا نعرفه فلأنه يريد أن يعطينا خيرا أكثر منه لا نعرفه وإذا منع عنا شيئا نريده فلأنه يريد أن يعطينا شيئا أحسن منه لا تصل إليه إرادتنا وعلمنا في هذه اللحظه فالخير فيما إختاره الله فالنفس لا تستطيع أن تصل إلى الحكمة من كل شيء ولكن الإنسان في تعلقه في كثير من الأحيان يرى الشر خيرا ويحسب السوء منفعه ولكن الأحداث عندما تتضح والزمن عندما يمر علينا يرينا الله الحكمة فيما منع والحكمة فيما أعطا ....
مثل تلك النفس إذا إطمئنت إلى خيرة الله ورضيت بها عاشت سعيده أمنه مطمئنه راضية فهي موقنه أن الغد يحمل مما في قدره الله ما سيزيح وينهي كل ظلم وإجحاف تم وبأن الحق يهزم الباطل والخير يهزم الشر والظلم ليس له أقدام وسرعان مايزول ...
فإياك والقلق والإضطراب والإستسلام والبكاء واليأس فكن كالشجرة العظيمة العالية لا تؤثر فيها الرياح العاتيه فاعلم أن الله هو وحده الذي يصرف الأمور ويفرج الكروب......
.... إتجه إلى الله وعش حاضرك ومستقبلك مع الله وانظر إلى الحياه من زواياها الجميلة ولا تتذكر الماضي ولا تفكر فيما سيكون وتوقع الخير دائماً ولا تتوقع الشر أبدا ... وتذكر دائماً قوله تعالى " سيجعل الله بعد عسر يسرا " .... فالإنسان لا يتطهر إلا بتقلبه بين الخير والشر والعسر واليسر فإذا نظرنا إلى الماضي البعيد نرى أن الله تعالى إبتلى أدم بإبليس وابراهيم بالنمرود وموسى بفرعون ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بابي جهل وابتلى الله أوليائه الصالحين ولعل الحكمة في ذلك ان الله يرفع بالابتلاء أقدارهم ......
فما على الانسان في حالة شعوره بالضيق سوى أن يلجأ الى الله مستغفراً متضرعاً بالدعاء لمنحه الرضا بقضائه .... فالإنسان لا بد أن يتعرض لبعض المحن في ظروف سيئه قاسيه من شأنها أن تهز إيمانه وليس ذلك سوى إمتحان المبلغ إيمان الناس بربهم حيث لا يظهر الإيمان على حقيقته إلا إذا تعرض بين الحين والحين لإمتحان بالغ القسوة فكما يحصل للشمس والقمر كسوف وخسوف كذلك يحصل للإنسان بلاء .. وعناء .. وشقاء .. وعلى كل حال إن مافي الحياه من آلام ومصائب ومصاعب كله يهون بجانب ما أعد الله للصابرين على بلائه والراضين بقضائه من احسن الجزاء وجزيل الثواب ....
إن كل عذاب في الدنيا مهما عظم واشتد لا يقاس بعذاب الأخره وكل نعيم فيها لا يسمو إلى نعيم الجنة فلتكن الحياة كما تكون ألما وشقاء حرمانا وعذابا فالحرمان محدود والعذاب مؤقت وليكن ما فيها من نعيم وترف وصحة وسعادة فهو نعيم فان وسعاده إلى أمد مهما يطل فانه قصير ..........
فلو فكر الممتحن بالمصائب والمفتون بالنعيم في هذا كله وعرف انه بالصبر والرضا والتسليم والتوكل سيكون رابحا في صفقته اذن لكان ذلك داعيا لك إلى أن تواجه كل مصيبه بالصبر وتستقبل كل بليه بالرضا لأنك واثق من عدل الله ومايدخره لك من الأجر الخالد والنعيم المقيم ....
واعلم أن شقاء الجسم بالأوجاع والأمراض أهون من شقاء الروح بالبعد والحرمان .
فإتخذ الله حبيباً فلن يتركك الله ولو تركك كل الناس حيث لا راحة لنا عند غير الله......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المؤمن الصادق هو الذي يتلقى ماينزل به من نوائب الزمان ومصائب الزمان ومصائب الأيام بقلب صابر مفعم بالإيمان ونفس مطمئنه راضيه بقضاء الله سبحانه وتعالى القائل :
" والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " .. وماأسرع ماتمر الأيام وتقضي الأعوام فلا بقاء لشيء ولا دوام لحال ..
فالله تعالى يواصل البلاء بعبده المؤمن فينزل عليه بلاء بعد بلاء حتى يمشي على الأرض وليست عليه خطيئة .
وحكمة الله نافذة دائماً فيما قدر وقضى وإن دقت معانيها على الإفهام لذلك عندما نرى قضاء الله يجري علينا فلا نجزع لما نزل بنا ولا نحزن لما أصابنا ونلجأ الى الله ولا نيأس من روح الله ... " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " .
وعلى كل حال فالبلاء لا يخلو من أن يكون تمحيصاً للقلوب لتظهر القلوب على حقيقتها أو تكفيرا للذنوب ورفعا للدرجات وقليل من الناس من يدرك هذه الحكمة ويفهمون هذه الأسرار ولذلك فإنهم يعدون النقمة نعمه والمحنة منحه فالله تعالى يقول : " ام حسبتم أن تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين "...
وما الإبتلاء إلا ليوقظ العباد من الغفلة ويذكرهم بعد نسيان ليهرعون إلى الله متضرعين ويلوذون بجنابه مستغيثين وقد قيل إن الله إذا أحب عبدا إبتلاه حتى يسمع دعاه ويحقق له رحاه ...
فعلينا بالتوكل على الله والإعتماد عليه والثقه به والتسليم له وتفويض الأمر اليه فهو وحده الذي يقول للشيء كن فيكون وعلينا أن نعلم أن قضاء الله دائما خير لنا في المنع وخير في العطاء خير في التيسير وخير في عدم التيسير فإذا منع الله عنا شيئا نهواه أو شيئا نريده فلأنه يريد أن يعطينا خير منه والله في منعه هذا الشيء رغم مايحيط به من بريق الدنيا هو أعلم منا جميعا بالخير والشر ومن هنا فإن كان قد منع عنا خيرا نعرفه فلأنه يريد أن يعطينا خيرا أكثر منه لا نعرفه وإذا منع عنا شيئا نريده فلأنه يريد أن يعطينا شيئا أحسن منه لا تصل إليه إرادتنا وعلمنا في هذه اللحظه فالخير فيما إختاره الله فالنفس لا تستطيع أن تصل إلى الحكمة من كل شيء ولكن الإنسان في تعلقه في كثير من الأحيان يرى الشر خيرا ويحسب السوء منفعه ولكن الأحداث عندما تتضح والزمن عندما يمر علينا يرينا الله الحكمة فيما منع والحكمة فيما أعطا ....
مثل تلك النفس إذا إطمئنت إلى خيرة الله ورضيت بها عاشت سعيده أمنه مطمئنه راضية فهي موقنه أن الغد يحمل مما في قدره الله ما سيزيح وينهي كل ظلم وإجحاف تم وبأن الحق يهزم الباطل والخير يهزم الشر والظلم ليس له أقدام وسرعان مايزول ...
فإياك والقلق والإضطراب والإستسلام والبكاء واليأس فكن كالشجرة العظيمة العالية لا تؤثر فيها الرياح العاتيه فاعلم أن الله هو وحده الذي يصرف الأمور ويفرج الكروب......
.... إتجه إلى الله وعش حاضرك ومستقبلك مع الله وانظر إلى الحياه من زواياها الجميلة ولا تتذكر الماضي ولا تفكر فيما سيكون وتوقع الخير دائماً ولا تتوقع الشر أبدا ... وتذكر دائماً قوله تعالى " سيجعل الله بعد عسر يسرا " .... فالإنسان لا يتطهر إلا بتقلبه بين الخير والشر والعسر واليسر فإذا نظرنا إلى الماضي البعيد نرى أن الله تعالى إبتلى أدم بإبليس وابراهيم بالنمرود وموسى بفرعون ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بابي جهل وابتلى الله أوليائه الصالحين ولعل الحكمة في ذلك ان الله يرفع بالابتلاء أقدارهم ......
فما على الانسان في حالة شعوره بالضيق سوى أن يلجأ الى الله مستغفراً متضرعاً بالدعاء لمنحه الرضا بقضائه .... فالإنسان لا بد أن يتعرض لبعض المحن في ظروف سيئه قاسيه من شأنها أن تهز إيمانه وليس ذلك سوى إمتحان المبلغ إيمان الناس بربهم حيث لا يظهر الإيمان على حقيقته إلا إذا تعرض بين الحين والحين لإمتحان بالغ القسوة فكما يحصل للشمس والقمر كسوف وخسوف كذلك يحصل للإنسان بلاء .. وعناء .. وشقاء .. وعلى كل حال إن مافي الحياه من آلام ومصائب ومصاعب كله يهون بجانب ما أعد الله للصابرين على بلائه والراضين بقضائه من احسن الجزاء وجزيل الثواب ....
إن كل عذاب في الدنيا مهما عظم واشتد لا يقاس بعذاب الأخره وكل نعيم فيها لا يسمو إلى نعيم الجنة فلتكن الحياة كما تكون ألما وشقاء حرمانا وعذابا فالحرمان محدود والعذاب مؤقت وليكن ما فيها من نعيم وترف وصحة وسعادة فهو نعيم فان وسعاده إلى أمد مهما يطل فانه قصير ..........
فلو فكر الممتحن بالمصائب والمفتون بالنعيم في هذا كله وعرف انه بالصبر والرضا والتسليم والتوكل سيكون رابحا في صفقته اذن لكان ذلك داعيا لك إلى أن تواجه كل مصيبه بالصبر وتستقبل كل بليه بالرضا لأنك واثق من عدل الله ومايدخره لك من الأجر الخالد والنعيم المقيم ....
واعلم أن شقاء الجسم بالأوجاع والأمراض أهون من شقاء الروح بالبعد والحرمان .
فإتخذ الله حبيباً فلن يتركك الله ولو تركك كل الناس حيث لا راحة لنا عند غير الله......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.