المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفــــــــــــــــــــاحة



شكري وتقديري
20-07-2008, 01:25 PM
روي أن " إبراهيم بن أدهم نَبَذَ المُلْكَ وانقطع إلى الله تعالى حسبما شُهِرَ ذلك.

ولم يكن إبراهيم من بيت مُلْك كما يظنه الناس، إنما ورثَ المُلْكَ عن جدّه أبي أمّه.

وأما أبوه أدهم فكان من الفقراء الصالحين السائحين المتعبّدين الوَرِعين المنقطعين.‏

‏ ويُذكَر أن أدهم هذا مرّ ذات يوم ببساتين مدينة بُخارى وتوضّأ من بعض الأنهار التي تتخللها، فإذا

بتفاحة يحملها ماء النهر. فقال: "هذه لا خَطَرَ لها". فأكلها.

ثم ندم ووقع في خاطره من ذلك وسواس. فعزم على أن يعترف لصاحب البستان وأن يَسْتَحِلّه.

فقرع باب البستان فخرجت إليه جارية، فقال لها: ‏ ‏ ادعي لي صاحب المنزل.‏ ‏ فقالت: إنه لامرأة.‏

‏ فقال: استأذني لي عليها.‏ ‏ ففعلت، فأخبر المرأة بخبر التفاحة، وطلب عفوها، فقالت له:‏ ‏ إن هذا

البستان نِصفُه لي ونِصفُه للسلطان.

(والسلطان يومئذ بمدينة بَلْخ، وهي مسيرة عشرة أيام من بُخارى). ‏

‏ وأحَلَّتْه المرأة من نصف التفاحة.

فذهب إلى بلخ، فاعترض السلطان في موكبه وأخبره الخبر واستحلّه، فأمره أن يعودَ إليه في الغد.‏

‏ وكان للسلطان بنت بارعة الجمال، قد خطبها أبناء الملوك فتمنّعت، وحُبِّبتْ إليها العبادة وحُبّ

الصالحين، وهي تحبّ أن تتزوج من ورِع زاهد في الدنيا.

فلما عاد السلطان إلى منزله أخبر بنتَه بخبر أدهم، وقال: ‏ ‏ ما رأيتُ أروعَ من هذا، يأتي من بُخارى إلى

بلخ لأجل نصف تفّاحة؟ ‏

‏ فرغبت في تزوّجه.

فلما أتى أدهم من الغد قال له السلطان: ‏ ‏ لا أحِلُّك إلا أن تتزوج ببنتي.‏

‏ فتمنَّع أولاً ثم قبِل الزواج منها.

وحملت منه فولدت إبراهيم رضي الله عنه الذي أسند الملكُ إليه بعد وفاة جدّه." ‏

من كتاب "رحلة ابن بطوطة". ‏

اسعاف
20-07-2008, 02:09 PM
روي أن " إبراهيم بن أدهم نَبَذَ المُلْكَ وانقطع إلى الله تعالى حسبما شُهِرَ ذلك.

ولم يكن إبراهيم من بيت مُلْك كما يظنه الناس، إنما ورثَ المُلْكَ عن جدّه أبي أمّه.

وأما أبوه أدهم فكان من الفقراء الصالحين السائحين المتعبّدين الوَرِعين المنقطعين.‏

‏ ويُذكَر أن أدهم هذا مرّ ذات يوم ببساتين مدينة بُخارى وتوضّأ من بعض الأنهار التي تتخللها، فإذا

بتفاحة يحملها ماء النهر. فقال: "هذه لا خَطَرَ لها". فأكلها.

ثم ندم ووقع في خاطره من ذلك وسواس. فعزم على أن يعترف لصاحب البستان وأن يَسْتَحِلّه.

فقرع باب البستان فخرجت إليه جارية، فقال لها: ‏ ‏ ادعي لي صاحب المنزل.‏ ‏ فقالت: إنه لامرأة.‏

‏ فقال: استأذني لي عليها.‏ ‏ ففعلت، فأخبر المرأة بخبر التفاحة، وطلب عفوها، فقالت له:‏ ‏ إن هذا

البستان نِصفُه لي ونِصفُه للسلطان.

(والسلطان يومئذ بمدينة بَلْخ، وهي مسيرة عشرة أيام من بُخارى). ‏

‏ وأحَلَّتْه المرأة من نصف التفاحة.

فذهب إلى بلخ، فاعترض السلطان في موكبه وأخبره الخبر واستحلّه، فأمره أن يعودَ إليه في الغد.‏

‏ وكان للسلطان بنت بارعة الجمال، قد خطبها أبناء الملوك فتمنّعت، وحُبِّبتْ إليها العبادة وحُبّ

الصالحين، وهي تحبّ أن تتزوج من ورِع زاهد في الدنيا.

فلما عاد السلطان إلى منزله أخبر بنتَه بخبر أدهم، وقال: ‏ ‏ ما رأيتُ أروعَ من هذا، يأتي من بُخارى إلى

بلخ لأجل نصف تفّاحة؟ ‏

‏ فرغبت في تزوّجه.

فلما أتى أدهم من الغد قال له السلطان: ‏ ‏ لا أحِلُّك إلا أن تتزوج ببنتي.‏

‏ فتمنَّع أولاً ثم قبِل الزواج منها.

وحملت منه فولدت إبراهيم رضي الله عنه الذي أسند الملكُ إليه بعد وفاة جدّه." ‏

من كتاب "رحلة ابن بطوطة". ‏
رضي الله عنه
تقال للصحابة
وابن بطوطة في اخباره الغث والسمين

شكري وتقديري
20-07-2008, 05:11 PM
رضي الله عنه
تقال للصحابة
وابن بطوطة في اخباره الغث والسمين

لاتنس أن إبن بطوطة عاش في زمن له علاقة بالتعلق بمن تسموا بالأولياء وذوي الحظوة من

المتصوفة .

ولكننا حين التصفح والقراءة لأي كتاب قديم أو حديث لابد أن نعرضه على محك الدين .

جزاك الله خيرا على مرورك

Abdulla Ahmed
20-07-2008, 09:03 PM
س518: جزاكم الله عنا كل خير , ونفعنا الله بعلمك .. قول ( رضي الله عنه ) هل هي مختصة فقط للصحابة رضي الله عنهم حيث إن هذا القول هو إخبار من الله تعالى أنه رضي عن الصحابة رضوان الله عليهم , وهل يجوز أن نقول هذه العبارة لغير الصحابة مثل أن نقول للأئمة والعلماء وغيرهم من الصالحين ! وإن كان الجواب بأنه لا يجوز قول هذه العبارة لغير الصحابة, فما حكم قائلها عمداً أو جهلاً منه .. هذا وأستغفر الله لي ولكم , وأتوب إليه؟


جـ: الحمد لله رب العالمين. عبارة " رضي الله عنه " هي صيغة إخبار ودعاء؛ أي يجوز القول بها كإخبار لمن ثبت بالنص أنه من أهل الرضى يوم القيامة .. ويجوز أن تقال كدعاء وطلب لمن عُرف بالتقوى والصلاح .. وهي كصيغة الصلاة عندما يُقال " صلى الله عليه وسلم " فهي ليست إخبار بأن الله قد صلى على نبيه وحسب .. بل هي دعاء وطلب كذلك، لذلك فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قال:" اللهم صل على آل أبي أوفى ". وقال r:" إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " ولا شك أن المتسحرين يشمل الصحابة وغيرهم.

ولكن قد تعارف أهل العلم بأن يطلقوا عبارة الصلاة على الأنبياء .. وعبارة الترضي على الصحابة .. وعبارات الترحم ونحوها على من سواهم من أهل العلم والفضل .. من باب التمييز بين كل فريق وفريق.

وعليه فأقول: إذا كان سيُفهم من إطلاق الترضي على غير الصحابة رفعهم إلى درجة الصحابة .. والتسوية بينهم وبين الصحابة .. الواجب حينئذٍ الإمساك عن ذلك .. أما إذا كان سيُفهم كدعاء وطلب .. فلا بأس من إطلاقه على من عُرف بالتقوى والصلاح، والله تعالى أعلم.

وعندما نقرأ لبعض أهل العلم ترضيهم على آحاد أهل العلم والفضل ممن سلف من غير الصحابة .. نحمله على وجه الدعاء والطلب، وليس الإخبار؛ إذ لا يجوز أن نشهد لمعين بأنه من أهل الجنة والرضوان إلا بنص .. والله تعالى أعلم.

* * *

Abdulla Ahmed
20-07-2008, 09:27 PM
س518: جزاكم الله عنا كل خير , ونفعنا الله بعلمك .. قول ( رضي الله عنه ) هل هي مختصة فقط للصحابة رضي الله عنهم حيث إن هذا القول هو إخبار من الله تعالى أنه رضي عن الصحابة رضوان الله عليهم , وهل يجوز أن نقول هذه العبارة لغير الصحابة مثل أن نقول للأئمة والعلماء وغيرهم من الصالحين ! وإن كان الجواب بأنه لا يجوز قول هذه العبارة لغير الصحابة, فما حكم قائلها عمداً أو جهلاً منه .. هذا وأستغفر الله لي ولكم , وأتوب إليه؟


جـ: الحمد لله رب العالمين. عبارة " رضي الله عنه " هي صيغة إخبار ودعاء؛ أي يجوز القول بها كإخبار لمن ثبت بالنص أنه من أهل الرضى يوم القيامة .. ويجوز أن تقال كدعاء وطلب لمن عُرف بالتقوى والصلاح .. وهي كصيغة الصلاة عندما يُقال " صلى الله عليه وسلم " فهي ليست إخبار بأن الله قد صلى على نبيه وحسب .. بل هي دعاء وطلب كذلك، لذلك فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قال:" اللهم صل على آل أبي أوفى ". وقال r:" إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " ولا شك أن المتسحرين يشمل الصحابة وغيرهم.

ولكن قد تعارف أهل العلم بأن يطلقوا عبارة الصلاة على الأنبياء .. وعبارة الترضي على الصحابة .. وعبارات الترحم ونحوها على من سواهم من أهل العلم والفضل .. من باب التمييز بين كل فريق وفريق.

وعليه فأقول: إذا كان سيُفهم من إطلاق الترضي على غير الصحابة رفعهم إلى درجة الصحابة .. والتسوية بينهم وبين الصحابة .. الواجب حينئذٍ الإمساك عن ذلك .. أما إذا كان سيُفهم كدعاء وطلب .. فلا بأس من إطلاقه على من عُرف بالتقوى والصلاح، والله تعالى أعلم.

وعندما نقرأ لبعض أهل العلم ترضيهم على آحاد أهل العلم والفضل ممن سلف من غير الصحابة .. نحمله على وجه الدعاء والطلب، وليس الإخبار؛ إذ لا يجوز أن نشهد لمعين بأنه من أهل الجنة والرضوان إلا بنص .. والله تعالى أعلم.

* * *

شكري وتقديري
21-07-2008, 12:13 AM
س518: جزاكم الله عنا كل خير , ونفعنا الله بعلمك .. قول ( رضي الله عنه ) هل هي مختصة فقط للصحابة رضي الله عنهم حيث إن هذا القول هو إخبار من الله تعالى أنه رضي عن الصحابة رضوان الله عليهم , وهل يجوز أن نقول هذه العبارة لغير الصحابة مثل أن نقول للأئمة والعلماء وغيرهم من الصالحين ! وإن كان الجواب بأنه لا يجوز قول هذه العبارة لغير الصحابة, فما حكم قائلها عمداً أو جهلاً منه .. هذا وأستغفر الله لي ولكم , وأتوب إليه؟


جـ: الحمد لله رب العالمين. عبارة " رضي الله عنه " هي صيغة إخبار ودعاء؛ أي يجوز القول بها كإخبار لمن ثبت بالنص أنه من أهل الرضى يوم القيامة .. ويجوز أن تقال كدعاء وطلب لمن عُرف بالتقوى والصلاح .. وهي كصيغة الصلاة عندما يُقال " صلى الله عليه وسلم " فهي ليست إخبار بأن الله قد صلى على نبيه وحسب .. بل هي دعاء وطلب كذلك، لذلك فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قال:" اللهم صل على آل أبي أوفى ". وقال r:" إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " ولا شك أن المتسحرين يشمل الصحابة وغيرهم.

ولكن قد تعارف أهل العلم بأن يطلقوا عبارة الصلاة على الأنبياء .. وعبارة الترضي على الصحابة .. وعبارات الترحم ونحوها على من سواهم من أهل العلم والفضل .. من باب التمييز بين كل فريق وفريق.

وعليه فأقول: إذا كان سيُفهم من إطلاق الترضي على غير الصحابة رفعهم إلى درجة الصحابة .. والتسوية بينهم وبين الصحابة .. الواجب حينئذٍ الإمساك عن ذلك .. أما إذا كان سيُفهم كدعاء وطلب .. فلا بأس من إطلاقه على من عُرف بالتقوى والصلاح، والله تعالى أعلم.

وعندما نقرأ لبعض أهل العلم ترضيهم على آحاد أهل العلم والفضل ممن سلف من غير الصحابة .. نحمله على وجه الدعاء والطلب، وليس الإخبار؛ إذ لا يجوز أن نشهد لمعين بأنه من أهل الجنة والرضوان إلا بنص .. والله تعالى أعلم.

* * *


جزاك الله خيرا على التوضيح

k__
23-07-2008, 12:41 PM
يعطيك العافية

شكري وتقديري
26-07-2008, 10:13 PM
يعطيك العافية

ويعافيك ويبقيك

شكري وتقديري
16-08-2008, 12:55 PM
القصة في مجملها تبين أن الناس درجات في التقوى وتحري الحلال في المأكل والمشرب .

جعلنا وإياكم ممن المتقين الورعين بحوله وقوته .

عاشق الشهادة
16-08-2008, 04:34 PM
الله يرحم والديج يـ أختي وان شاء الله يجعله بميزان حسناتج .

شكري وتقديري
16-08-2008, 09:02 PM
الله يرحم والديج يـ أختي وان شاء الله يجعله بميزان حسناتج .

ووالديك ويجازيك بأحسن منه