um abdulla
21-07-2008, 12:58 PM
آخر تحديث: الإثنين21/7/2008
منقوووووووووول
الراية
صباحات الدوحة
... (القطري) وحقيقة انه الأغني علي مستوي المنطقة!!
بقلم / لطيفة خالد
كاتبة قطرية
لم يكن من المفاجئ لأحد محتوي التقرير الذي صدر مؤخرا معلنا قطر أغني دولة في الشرق الأوسط من حيث نصيب الفرد ( الافتراضي) من الناتج المحلي .. .إذ مع كوننا نملك حقل للغاز يعد الأضخم في المنطقة، فقد انتهجت الحكومة سياسة انفتاح خلقت فرص استثمار وحراكا اقتصاديا كبيرا رفعت من مستوي العوائد المادية بشكل ملحوظ ، بجانب ارتفاع سعر النفط بمعدل لم يبلغه من قبل. إذا فلا أحد يشك في كوننا الدولة الأغني علي مستوي الشرق الأوسط!!
أما المفاجئ فكان الصورة التي حاول التقرير أن يرسمها للمواطن القطري ؛ من أنه يعيش برفاهية ورخاء يحسده عليها الجميع، وهي صورة لا تطابق الواقع الحقيقي أو تقاربه إلا بشكل يسير جدا ، إذ فمع كون القائمين علي الدراسة يقولون أنهم أخذوا عينات متفاوتة وفي مناطق مختلفة من الدولة والأسر القطرية وغير القطرية إلا أنهم فيما يبدو تجاهلوا واقع أن هناك فئات يرتفع مستواها الاقتصادي بشكل متسارع ، بجانب أخري تتزايد همومها المادية والاقتصادية يوما بعد يوم حتي باتت تخشي علي نفسها الفقر في البلد الأغني عربيا!!
وحتي لا نبدو جاحدين لنعمة الله فالحق أن القطري يحظي بامتيازات كثيرة لا يحظي بها كثير من مواطني الدول المجاورة أو حتي الغنية . فهو يحظي بتعليم ورعاية طبية مجانية وكذلك الماء والكهرباء بالمجان ، وفوق ذلك يحصل علي أرض وقرض ليحظي بمسكن مناسب ومع هذا فالدولة لا تطالبه بدفع ضرائب مقابل هذه الخدمات المجانية. كل هذا من شأنه أن يجعل المواطن القطري من أغني الأغنياء حتي ولو لم تكن دولته من أغني الدول. فلماذا إذا لا يبدو الواقع كذلك؟!!
لأننا حين نتحدث عن هذه الامتيازات ينبغي أن لا نتجاهل أثرها وقيمتها علي واقع المواطن ، هذا حتي يكون حكمنا أكثر واقعية وموضوعية، فمع كل هذه الامتيازات والحجم الكبير للناتج المحلي فلا تزال هناك شكوي من قلة ذات اليد، وصعوبة الحياة ومشاكلها المادية التي باتت تفرض نفسها كواقع يمكن أن يؤدي بالكثير من الأسر إلي حافة الفقر. مع شعور عام بالإحباط من التضخم، وغلاء الأسعار الذي يتزامن مع كل زيادة للرواتب. بجانب تدني الجودة في الخدمات (المجانية!) إن لم نقل سوء بعضها ،فهي لا ترقي أبدا إلي مستوي الثقة، ثقة العامة فضلا عن مستوي دولة تعد الأغني في المنطقة، مع صعوبة توفير الخيارات الأخري التي ربما لا تزيد عن تلك المجانية إلا بقدر بسيط في مستوي الجودة ولكنها تستهلك قدرا كبيرا من راتب الموظف مما يضطره في النهاية للقبول بالخيار الأقل جودة، مع كونه يعيش في دولة غنية ينبغي أن تعبر عن غناها بجودة خدماتها الصحية والتعليمية علي أقل تقدير.
إن السؤال المحوري الذي كنا نتوقع أن تجيبنا عنه مثل هذه الدراسة هو: أين تذهب كل هذه الأموال إن لم تكن في رفع مستوي رفاهية المواطن ووعيه بواقعه الجديد وثقافته، ولا في مستوي خدمات الدولة وبنيتها التحتية؟! فثقافة الاستهلاك مازالت تغلب علي عقول الناس وتستحوذ علي جل رواتبهم وخطط التنمية لم تقدم شيئا بهذا الشأن لا في المؤسسات التعليمية ولا الثقافية وإن كان ثمة حملة قدمها المجلس الأعلي للأسرة مشكورا في نشر ثقافة الادخار، إلا أن الجهود مازالت دون المستوي والدور ينبغي أن تتحمله جميع المؤسسات المعنية .وإن كان ثمة خلل في تنشئة المجتمع تركت بصمتها علي قدرة كثير من الأسر في الاستثمار الأمثل لما يتوافر في أيديهم من أموال وبين ظهرانيهم من فرص فإن هناك سؤالا آخر يبرز علي السطح وهو: هل يحظي الجميع بنفس مستوي وحجم الفرص؟!
لقد قال لي رجل أعمال معروف حين سألته عن قراءته لفحوي التقرير : إن مثل هذا التقرير يولد كثيرا من الأسئلة التي ينبغي أن نتبع كل منها بالكثير من علامات التعجب . وهذا ماحدث!!!!!
latifakhald@yahoo.com
منقوووووووووول
الراية
صباحات الدوحة
... (القطري) وحقيقة انه الأغني علي مستوي المنطقة!!
بقلم / لطيفة خالد
كاتبة قطرية
لم يكن من المفاجئ لأحد محتوي التقرير الذي صدر مؤخرا معلنا قطر أغني دولة في الشرق الأوسط من حيث نصيب الفرد ( الافتراضي) من الناتج المحلي .. .إذ مع كوننا نملك حقل للغاز يعد الأضخم في المنطقة، فقد انتهجت الحكومة سياسة انفتاح خلقت فرص استثمار وحراكا اقتصاديا كبيرا رفعت من مستوي العوائد المادية بشكل ملحوظ ، بجانب ارتفاع سعر النفط بمعدل لم يبلغه من قبل. إذا فلا أحد يشك في كوننا الدولة الأغني علي مستوي الشرق الأوسط!!
أما المفاجئ فكان الصورة التي حاول التقرير أن يرسمها للمواطن القطري ؛ من أنه يعيش برفاهية ورخاء يحسده عليها الجميع، وهي صورة لا تطابق الواقع الحقيقي أو تقاربه إلا بشكل يسير جدا ، إذ فمع كون القائمين علي الدراسة يقولون أنهم أخذوا عينات متفاوتة وفي مناطق مختلفة من الدولة والأسر القطرية وغير القطرية إلا أنهم فيما يبدو تجاهلوا واقع أن هناك فئات يرتفع مستواها الاقتصادي بشكل متسارع ، بجانب أخري تتزايد همومها المادية والاقتصادية يوما بعد يوم حتي باتت تخشي علي نفسها الفقر في البلد الأغني عربيا!!
وحتي لا نبدو جاحدين لنعمة الله فالحق أن القطري يحظي بامتيازات كثيرة لا يحظي بها كثير من مواطني الدول المجاورة أو حتي الغنية . فهو يحظي بتعليم ورعاية طبية مجانية وكذلك الماء والكهرباء بالمجان ، وفوق ذلك يحصل علي أرض وقرض ليحظي بمسكن مناسب ومع هذا فالدولة لا تطالبه بدفع ضرائب مقابل هذه الخدمات المجانية. كل هذا من شأنه أن يجعل المواطن القطري من أغني الأغنياء حتي ولو لم تكن دولته من أغني الدول. فلماذا إذا لا يبدو الواقع كذلك؟!!
لأننا حين نتحدث عن هذه الامتيازات ينبغي أن لا نتجاهل أثرها وقيمتها علي واقع المواطن ، هذا حتي يكون حكمنا أكثر واقعية وموضوعية، فمع كل هذه الامتيازات والحجم الكبير للناتج المحلي فلا تزال هناك شكوي من قلة ذات اليد، وصعوبة الحياة ومشاكلها المادية التي باتت تفرض نفسها كواقع يمكن أن يؤدي بالكثير من الأسر إلي حافة الفقر. مع شعور عام بالإحباط من التضخم، وغلاء الأسعار الذي يتزامن مع كل زيادة للرواتب. بجانب تدني الجودة في الخدمات (المجانية!) إن لم نقل سوء بعضها ،فهي لا ترقي أبدا إلي مستوي الثقة، ثقة العامة فضلا عن مستوي دولة تعد الأغني في المنطقة، مع صعوبة توفير الخيارات الأخري التي ربما لا تزيد عن تلك المجانية إلا بقدر بسيط في مستوي الجودة ولكنها تستهلك قدرا كبيرا من راتب الموظف مما يضطره في النهاية للقبول بالخيار الأقل جودة، مع كونه يعيش في دولة غنية ينبغي أن تعبر عن غناها بجودة خدماتها الصحية والتعليمية علي أقل تقدير.
إن السؤال المحوري الذي كنا نتوقع أن تجيبنا عنه مثل هذه الدراسة هو: أين تذهب كل هذه الأموال إن لم تكن في رفع مستوي رفاهية المواطن ووعيه بواقعه الجديد وثقافته، ولا في مستوي خدمات الدولة وبنيتها التحتية؟! فثقافة الاستهلاك مازالت تغلب علي عقول الناس وتستحوذ علي جل رواتبهم وخطط التنمية لم تقدم شيئا بهذا الشأن لا في المؤسسات التعليمية ولا الثقافية وإن كان ثمة حملة قدمها المجلس الأعلي للأسرة مشكورا في نشر ثقافة الادخار، إلا أن الجهود مازالت دون المستوي والدور ينبغي أن تتحمله جميع المؤسسات المعنية .وإن كان ثمة خلل في تنشئة المجتمع تركت بصمتها علي قدرة كثير من الأسر في الاستثمار الأمثل لما يتوافر في أيديهم من أموال وبين ظهرانيهم من فرص فإن هناك سؤالا آخر يبرز علي السطح وهو: هل يحظي الجميع بنفس مستوي وحجم الفرص؟!
لقد قال لي رجل أعمال معروف حين سألته عن قراءته لفحوي التقرير : إن مثل هذا التقرير يولد كثيرا من الأسئلة التي ينبغي أن نتبع كل منها بالكثير من علامات التعجب . وهذا ماحدث!!!!!
latifakhald@yahoo.com