الجزيرة
22-07-2008, 01:04 AM
.... مقاله في جريدة الشرق .... حبيت انقلهالكم ...... ونتعرف على رأيكم
عندما تموت القلوب| تاريخ النشر:يوم اللإثنين ,21 يُولْيُو 2008 12:54 أ.م.
الموت في الواقع هو أن تموت وقلبك ينبض بالحياة... كثيراً منا يعتقد ان الموت هو مجرد ان تلفظ آخر أنفاسك، وتتوقف جميع أجزاء جسمك عن الحركة وتخرج الروح من الجسد وهناك يقال انك فارقت الحياة، في الحقيقة هناك منهم أموات وقلوبهم ما زالت تنبض بالحياة بمعنى آخر الدورة الدموية مازالت تعمل وهم يمارسون حياتهم طبيعية يأكلون ويشربون وتجدهم أحياء ولكن أموات من الداخل... تتساءل كيف أموات وكل عناصر الحياة موجودة؟
إن الموت الذي اقصده في الحقيقة هو موت القلوب فهو أمر واخطرعندما.. ترتكب الذنوب التي تميت القلوب، وتجعل من حياتك موتا بعد موت وأنت ترتكب الذنوب والمعاصي، حتى تتعاظم عليك؟، وتغدو أسيراً لهوى نفسك كما قيل: إن الهوان هو الهوى قلب اسمه.. فمتى هويت فقد لقيت هوانا.
وعندما يقسو قلبك ويزداد جرأة على المعاصي وتتصاغر عظم الخطايا في عينيك، دون أن تتراجع وتضع قدميك على طريق التوبة والرجوع إلى الله والندم على ما فعلت ،فهنا تصبح من (أموات القلوب).
عندما.. تنوى الرحيل لتستقل بحياتك الجديدة مع زوجتك، وتبعد عن الدار وخلفك شيخان طاعنان بالسن قد تركتهما خلف الباب في غرفة مظلمة من ظلمات الحياة بعد ان أنارا طريقك وأحسنا تربيتك وسهرا على راحتك ولطالما حزنا لحزنك، وفرحا حين ارتسمت البسمة على ثغرك، وقد أعياهما المرض وغرس الشيب فيهما أنيابه وأصبحا عاجزين لا حول لهما ولا قوة ينتظران مد يد العون من فلذات أكبادهما والإحسان منهم.. وحين ناداك ضعف حالها، وحان جني ثمار عطائهما لك، لم تجب النداء، ولم تذرف دمعه حزن على حالهما، ولم تتحرك مشاعرك فأنت حينها تكون من (أموات القلوب) عندما.. يقبل العيد وتلبس الجديد في يوم الكل فيه سعيد، وبجوار بيتك جار قد رحل عن الدنيا وترك خلفه يتيما تسمع أنينه من الحزن والفقر الذي جار عليه وحرمه أبسط ما يحتاجه من في سنه.. حتى غدت الفرحة لا تعرف طريقها قلبه.. ينظر في عيني أمه لا يرى سوى أرملة قد سلبها القدر ما تملك فيجد دمعة حائرة تترقرق في عيناها تكاد تحرق مقلتاها من قلة حيلتها..لا تجد من يعينها ويعيلها ولا يد أخ تمتد لها لتنقذ يتيمها من براثن الفقر والحرمان.. إذا لم يحزنك منظرها ويدمي قلبك فقرها وتسارع لتمد يد العون لها فأنت هنا تصبح من (أموات القلوب).
عندما.. تقف على حافة جرف تكاد تهوى إلى قاعها السحيق حيث الصخور البارزة والظلام الدامس وحيث الثعابين السامة وتلتفت حولك لا تجد من عساه يسعفك إلا أصحاب الأيادي البيضاء الناصعة والوجوه التي تعرفها والتي لم ولن تتخلي عنك في محنتك تبذل روحها في سبيل الصداقة.... وعندما تصل إلى بر الأمان وتأنس بالمكان.. تسن سكين الخيانة وتطعنه بها فأنت هنا تكون من (أموات القلوب).
فلتكن ممن يحيون حياة بعد الحياة..وليس من الذين يحيون وهم في الحقيقة أموات.
وصدق من قال:
الناس صنفان موتى في حياتهم
وآخرون ببطن الأرض أحياء
عبد الله المنصوري
Sweeep5@hotmail.com
عندما تموت القلوب| تاريخ النشر:يوم اللإثنين ,21 يُولْيُو 2008 12:54 أ.م.
الموت في الواقع هو أن تموت وقلبك ينبض بالحياة... كثيراً منا يعتقد ان الموت هو مجرد ان تلفظ آخر أنفاسك، وتتوقف جميع أجزاء جسمك عن الحركة وتخرج الروح من الجسد وهناك يقال انك فارقت الحياة، في الحقيقة هناك منهم أموات وقلوبهم ما زالت تنبض بالحياة بمعنى آخر الدورة الدموية مازالت تعمل وهم يمارسون حياتهم طبيعية يأكلون ويشربون وتجدهم أحياء ولكن أموات من الداخل... تتساءل كيف أموات وكل عناصر الحياة موجودة؟
إن الموت الذي اقصده في الحقيقة هو موت القلوب فهو أمر واخطرعندما.. ترتكب الذنوب التي تميت القلوب، وتجعل من حياتك موتا بعد موت وأنت ترتكب الذنوب والمعاصي، حتى تتعاظم عليك؟، وتغدو أسيراً لهوى نفسك كما قيل: إن الهوان هو الهوى قلب اسمه.. فمتى هويت فقد لقيت هوانا.
وعندما يقسو قلبك ويزداد جرأة على المعاصي وتتصاغر عظم الخطايا في عينيك، دون أن تتراجع وتضع قدميك على طريق التوبة والرجوع إلى الله والندم على ما فعلت ،فهنا تصبح من (أموات القلوب).
عندما.. تنوى الرحيل لتستقل بحياتك الجديدة مع زوجتك، وتبعد عن الدار وخلفك شيخان طاعنان بالسن قد تركتهما خلف الباب في غرفة مظلمة من ظلمات الحياة بعد ان أنارا طريقك وأحسنا تربيتك وسهرا على راحتك ولطالما حزنا لحزنك، وفرحا حين ارتسمت البسمة على ثغرك، وقد أعياهما المرض وغرس الشيب فيهما أنيابه وأصبحا عاجزين لا حول لهما ولا قوة ينتظران مد يد العون من فلذات أكبادهما والإحسان منهم.. وحين ناداك ضعف حالها، وحان جني ثمار عطائهما لك، لم تجب النداء، ولم تذرف دمعه حزن على حالهما، ولم تتحرك مشاعرك فأنت حينها تكون من (أموات القلوب) عندما.. يقبل العيد وتلبس الجديد في يوم الكل فيه سعيد، وبجوار بيتك جار قد رحل عن الدنيا وترك خلفه يتيما تسمع أنينه من الحزن والفقر الذي جار عليه وحرمه أبسط ما يحتاجه من في سنه.. حتى غدت الفرحة لا تعرف طريقها قلبه.. ينظر في عيني أمه لا يرى سوى أرملة قد سلبها القدر ما تملك فيجد دمعة حائرة تترقرق في عيناها تكاد تحرق مقلتاها من قلة حيلتها..لا تجد من يعينها ويعيلها ولا يد أخ تمتد لها لتنقذ يتيمها من براثن الفقر والحرمان.. إذا لم يحزنك منظرها ويدمي قلبك فقرها وتسارع لتمد يد العون لها فأنت هنا تصبح من (أموات القلوب).
عندما.. تقف على حافة جرف تكاد تهوى إلى قاعها السحيق حيث الصخور البارزة والظلام الدامس وحيث الثعابين السامة وتلتفت حولك لا تجد من عساه يسعفك إلا أصحاب الأيادي البيضاء الناصعة والوجوه التي تعرفها والتي لم ولن تتخلي عنك في محنتك تبذل روحها في سبيل الصداقة.... وعندما تصل إلى بر الأمان وتأنس بالمكان.. تسن سكين الخيانة وتطعنه بها فأنت هنا تكون من (أموات القلوب).
فلتكن ممن يحيون حياة بعد الحياة..وليس من الذين يحيون وهم في الحقيقة أموات.
وصدق من قال:
الناس صنفان موتى في حياتهم
وآخرون ببطن الأرض أحياء
عبد الله المنصوري
Sweeep5@hotmail.com