امـ حمد
29-07-2008, 03:39 AM
--------------------------------------------------------------------------------
نهر أمه كعادته .. أطلق عبارات كالسهام على قلب أمه الرقيق .. خرج غاضباً يفوح منه نتن رائحة العقوق .. متجاهلاً أمه ودموعها الساخنة على وجنتيها والنيران التي تتأجج في داخلها .. جلس يفكر يتذكر تتراءى له صورة والدته المجروحة ....
ماذا لو ماتت ! ؟ ماذا لو انهارت ؟؟
عندها استيقظ ضميره النائم وتذكر دعواتها الصادقة في جوف الليل .. فكتب إليها :
أمي الحبيبة ..
لا أدري ماذا أقول كيف أبدأ .. فقد تعثرت أحرفي واستسلم اليأس قلمي .. وخانتني الذاكرة بعد أن قرأت رسالتك الموسومة بتوقيع .. إذ لم يتراءى لي بها سوى بريق عبراتك الطاهرة فوق وجنتيك تنطق بحرقة ألهبت وجدانك .. وحسرة حطمت أحلامك وآمالك .. لم يبقى في مخيلتي سوى صورة رسمها الأسى لوجهك الشاحب وجسمك الناحب الذي هدّه التعب .. وأنهكه طول السهر فكيف تقّر عينك بنوم .. وأنا .. نعم أنا .. ابنك الذي كان يوم من الأيام سر سعادتك .. وبهجة حياتك .ز ابنك الذي طالما انتظرتي شبابه بفارغ الصبر واثنيتي أيام حياتك لتنالي بره .. وتذوقي نفعه .. صار مصدر شقائك .. وألذ أعدائك .. تقابلينني بالإحسان .. وأقابلك بالإساءة .. وتقبلين علي بروحك قبل جسدك .. فأنصرف عنك بجسدي وروحي .. تحول قلبي إلى حجر وبِتُ عبداً لشهواتي حتى ماوهبني الله عقلي .. صحتي .. مالي .. شبابي .. لم أرعى فيها حق الله الذي أوصاني ببرك .. وحذرني من عقوقك .. ويح نفسي أين أُخفي وجهي كيف أواري جرمي .. نعم كيف أواري جرمي الذي لورمي البحر لعكر ماءه .. وكدر صفاءه .. كيف لو مُت على هذه الحال .. أي أرض تقلني وأي سماء تظلني ..
عفواً أماه إنني اليوم أحمل في قلبي أضعاف ماتحملين من الحسرات وأكابد فوق ماتكابدين من الهموم ..
فقد وصلتني رسالتك التي املئها قلبك الحزين وسطّرها دمعك الثمين فقّشعر لها جسدي .. واهتز منها كلاني .. واستيقظ بها ضميري .ز إن الكبر الذي أخرج إبليس من الجنة كاد أن يحرمني منها يوم حرمني من برك وطاعتك ومن تقبيل رأسك ولثم راحتك .. ولكني أبشرك بإشراقة صبح سعيد .. وإطلالة مولود جديد ..
فيا جوهرة قلبي ماالذي يرضيك عني .. أما أنا .. فلو أستطيع لفرشت لكي إيهابي ومنحتك شبابي .. لو استطيع لقدمت لك روحي وافتديتك يحياتي ولن يفي كل ذلك بحقك ..
أمي الحبيبة .. كأنني بصوتك الشجي الحنون يناديني .. أقبل يابني أقبل فقد عفوت عنك .. آه يا أماه .. ما أضهاه من نداء .. وماأغلاه من عطاء .. فمتى سأسمعه من فم طالما قبّلني .. ومتى سيصدر من صدر طالما أطعمني .. متى متى .. لأقول لبيك ياأماه .. لبيك يا أماه .. متى .. متى ..!!
لأرتمي في أحضانك وأستعيد مافاتني من حنانك .. متى لأقول يا أماه سلّيني ماشئتي .. فلم تجدي مني إلا السمع والطاعة .. فمن لي في الوجود بعد الله سواك .. منك استقيت الصمود والتضحية .. ومن غراسك نمت شجرة الإيمان والتقوى في وجداني ولأن تأخر جنّاها وانحنت يوم للريح إلا أنا بفضل الله لم تنكسر وسوف تثمر بإذن الله .. وستطيب نفسك بتذوق ثمرها بحول الله ..
آه يا أماه كم كنت محرومً .. نعم .. حُرمت دهراً من دعوات صالحات تُفتّح لها أبواب السماوات .. حُرمت من براً بك يثقل ميزاني .. ومن طاعة لك تزيد في حسناتي .. حرمت لساني من كلمة أغلى من المال .. وأعذب من الماء الزلال .. ليتني أملك رد الأيام وإستعادة ما مضى من الأعوام .. حتى أملئها براً وقرباً بعدما ملئتها جفاءً وبعداً .. فوا حسرتا .. واوا أسفا .. وا حّر قلباه ..
أمي الحبيبة ...
لقد ذقت ثمرات عقوقي لك غصصاً ومرراً .. وتوالت علي بسببه المصائب والمشكلات .. وها قد حان الآن الأوان .. لأمسح دمعك الواكث وأضمد جرحك النازف .. وأطمئن قلبك الواجف .. فهل أجد العون منك يا أماه هل ستأخذين بيدي إلى طريق النجاة .. هل ستئذنين للعاصي الشريف بطي صفحة الماضي .. وبدأ الحياة معك من جديد .. أرجوك أماه .. قولي نعم .. قوليها .. أرجوك قوليها .. قوليها أسمعيها إبنك التائب .. أسمعيها إبنك التائب .. أسمعيها إبنك النادم ....
ياكل إنسان .. وياكل عاقل .. وياكل مسلم .. أمهاتكم أمهاتكم .. وأبائكم أبائكم .. إقتربوا منهم لا تغتنموا الفرص بالبعد عنهم بسبب زوجة أو التعذر بسبب تدريس أو وظيفة .. أسأل الله لوالدي المغفرة والدرجات العالية في الجنة كما أسأله لي التوبة والصلاح ..
نهر أمه كعادته .. أطلق عبارات كالسهام على قلب أمه الرقيق .. خرج غاضباً يفوح منه نتن رائحة العقوق .. متجاهلاً أمه ودموعها الساخنة على وجنتيها والنيران التي تتأجج في داخلها .. جلس يفكر يتذكر تتراءى له صورة والدته المجروحة ....
ماذا لو ماتت ! ؟ ماذا لو انهارت ؟؟
عندها استيقظ ضميره النائم وتذكر دعواتها الصادقة في جوف الليل .. فكتب إليها :
أمي الحبيبة ..
لا أدري ماذا أقول كيف أبدأ .. فقد تعثرت أحرفي واستسلم اليأس قلمي .. وخانتني الذاكرة بعد أن قرأت رسالتك الموسومة بتوقيع .. إذ لم يتراءى لي بها سوى بريق عبراتك الطاهرة فوق وجنتيك تنطق بحرقة ألهبت وجدانك .. وحسرة حطمت أحلامك وآمالك .. لم يبقى في مخيلتي سوى صورة رسمها الأسى لوجهك الشاحب وجسمك الناحب الذي هدّه التعب .. وأنهكه طول السهر فكيف تقّر عينك بنوم .. وأنا .. نعم أنا .. ابنك الذي كان يوم من الأيام سر سعادتك .. وبهجة حياتك .ز ابنك الذي طالما انتظرتي شبابه بفارغ الصبر واثنيتي أيام حياتك لتنالي بره .. وتذوقي نفعه .. صار مصدر شقائك .. وألذ أعدائك .. تقابلينني بالإحسان .. وأقابلك بالإساءة .. وتقبلين علي بروحك قبل جسدك .. فأنصرف عنك بجسدي وروحي .. تحول قلبي إلى حجر وبِتُ عبداً لشهواتي حتى ماوهبني الله عقلي .. صحتي .. مالي .. شبابي .. لم أرعى فيها حق الله الذي أوصاني ببرك .. وحذرني من عقوقك .. ويح نفسي أين أُخفي وجهي كيف أواري جرمي .. نعم كيف أواري جرمي الذي لورمي البحر لعكر ماءه .. وكدر صفاءه .. كيف لو مُت على هذه الحال .. أي أرض تقلني وأي سماء تظلني ..
عفواً أماه إنني اليوم أحمل في قلبي أضعاف ماتحملين من الحسرات وأكابد فوق ماتكابدين من الهموم ..
فقد وصلتني رسالتك التي املئها قلبك الحزين وسطّرها دمعك الثمين فقّشعر لها جسدي .. واهتز منها كلاني .. واستيقظ بها ضميري .ز إن الكبر الذي أخرج إبليس من الجنة كاد أن يحرمني منها يوم حرمني من برك وطاعتك ومن تقبيل رأسك ولثم راحتك .. ولكني أبشرك بإشراقة صبح سعيد .. وإطلالة مولود جديد ..
فيا جوهرة قلبي ماالذي يرضيك عني .. أما أنا .. فلو أستطيع لفرشت لكي إيهابي ومنحتك شبابي .. لو استطيع لقدمت لك روحي وافتديتك يحياتي ولن يفي كل ذلك بحقك ..
أمي الحبيبة .. كأنني بصوتك الشجي الحنون يناديني .. أقبل يابني أقبل فقد عفوت عنك .. آه يا أماه .. ما أضهاه من نداء .. وماأغلاه من عطاء .. فمتى سأسمعه من فم طالما قبّلني .. ومتى سيصدر من صدر طالما أطعمني .. متى متى .. لأقول لبيك ياأماه .. لبيك يا أماه .. متى .. متى ..!!
لأرتمي في أحضانك وأستعيد مافاتني من حنانك .. متى لأقول يا أماه سلّيني ماشئتي .. فلم تجدي مني إلا السمع والطاعة .. فمن لي في الوجود بعد الله سواك .. منك استقيت الصمود والتضحية .. ومن غراسك نمت شجرة الإيمان والتقوى في وجداني ولأن تأخر جنّاها وانحنت يوم للريح إلا أنا بفضل الله لم تنكسر وسوف تثمر بإذن الله .. وستطيب نفسك بتذوق ثمرها بحول الله ..
آه يا أماه كم كنت محرومً .. نعم .. حُرمت دهراً من دعوات صالحات تُفتّح لها أبواب السماوات .. حُرمت من براً بك يثقل ميزاني .. ومن طاعة لك تزيد في حسناتي .. حرمت لساني من كلمة أغلى من المال .. وأعذب من الماء الزلال .. ليتني أملك رد الأيام وإستعادة ما مضى من الأعوام .. حتى أملئها براً وقرباً بعدما ملئتها جفاءً وبعداً .. فوا حسرتا .. واوا أسفا .. وا حّر قلباه ..
أمي الحبيبة ...
لقد ذقت ثمرات عقوقي لك غصصاً ومرراً .. وتوالت علي بسببه المصائب والمشكلات .. وها قد حان الآن الأوان .. لأمسح دمعك الواكث وأضمد جرحك النازف .. وأطمئن قلبك الواجف .. فهل أجد العون منك يا أماه هل ستأخذين بيدي إلى طريق النجاة .. هل ستئذنين للعاصي الشريف بطي صفحة الماضي .. وبدأ الحياة معك من جديد .. أرجوك أماه .. قولي نعم .. قوليها .. أرجوك قوليها .. قوليها أسمعيها إبنك التائب .. أسمعيها إبنك التائب .. أسمعيها إبنك النادم ....
ياكل إنسان .. وياكل عاقل .. وياكل مسلم .. أمهاتكم أمهاتكم .. وأبائكم أبائكم .. إقتربوا منهم لا تغتنموا الفرص بالبعد عنهم بسبب زوجة أو التعذر بسبب تدريس أو وظيفة .. أسأل الله لوالدي المغفرة والدرجات العالية في الجنة كما أسأله لي التوبة والصلاح ..