المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيعقل أن يجود الزمان بمثله..؟؟



Abdulla Ahmed
01-08-2008, 01:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيرة الخليفه الراشد الخامس ...


عمر بن عبد العزيز

أيعقل أن يجود الزمان بمثله..؟؟

حين تقرأ سيرته يتملكك شعورا بزهدك في الدنيا

بالاقتداء به... بعظمه نفسه وقوة إخلاصه

من أعجب ما يروى عن عدل عمر بن عبد العزيز أن الأسد والغنم والوحش ترعى في خلافة عمر بن عبد العزيز في موضع واحد، فعرض ذات يوم لشاة منهم ذئب فعدا عليها، فقال الراعي: 'إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أرى الرجل الصالح إلا قد هلك' فحسبوا هذا اليوم فوجدوه أنه يوم أن مات عمر بن عبد العزيز.

من هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــو :

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الخليفة الزاهد العادل، الراشد الخامس ، مجدد القرن الثاني ، كان مضرب المثل في الزهد والصلاح والعدل والورع .
بويع عمر بالخلافة بعهد من سليمان بن عبد الملك وهو ابن عمه ، فتسلم الخلافة سنة 99 هـ ، ومكث فيها سنتين وخمسة أشهر ، ملأ الأرض فيها عدلاً ورد المظالم إلى أصحابها ، وسلك فيها مسلك الخلفاء الراشدين، وأحيا الله به السنن التي تركت ، وقمع به البدع التي انتشرت .



صلاتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

قال ميمون بن مهران: 'كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز تلامذة، وكان هو معلم العلماء'، وقال عنه الصحابي الجليل أنس بن مالك: 'ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى' ـ يعني عمر بن عبد العزيز ـ . وقال الإمام أحمد بن حنبل: 'لا أدري قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز'، وقال ربيعة الرأي: 'والذي نفسي بيده، ما أخطأ عمر بن عبد العزيز قط' ـ يعني المسائل الفقهية ـ. وقال عنه مالك بن دينار: 'يقولون مالك زاهد، وأي زهد عنده به إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز، أتته الدنيا فاغرة فاها فتركها'


زهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده :


ــ لما تلقى عمر بن عبد العزيز خبر توليته، انصدع قلبه من البكاء، وهو في الصف الأول، فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف، ويرتعد، وأوقفوه أمام الناس، فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء، قال لهم: بيعتكم بأعناقكم، لا أريد خلافتكم، فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت، فاندفع يتحدث، فذكر الموت، وذكر لقاء الله، وذكر مصارع الغابرين، حتى بكى من بالمسجد.
يقول رجاء بن حيوة: والله لقد كنت أنظر إلى جدران مسجد بني أمية ونحن نبكي، هل تبكي معنا !! ثم نزل، فقربوا له المَراكب والموكب كما كان يفعل بسلفه، قال: لا، إنما أنا رجل من المسلمين، غير أني أكثر المسلمين حِملاً وعبئاً ومسئولية أمام الله، قربوا لي بغلتي فحسب، فركب بغلته، وانطلق إلى البيت، فنزل من قصره، وتصدق بأثاثه ومتاعه على فقراء المسلمين.
ــ ثم نزل في غرفة في دمشق أمام الناس؛ ليكون قريبًا من المساكين والفقراء والأرامل، ثم استدعى زوجته فاطمة، بنت الخلفاء، أخت الخلفاء ، زوجة الخليفة، فقال لها: يا فاطمة، إني قد وليت أمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام - وتعلمون أن الخارطة التي كان يحكمها عمر، تمتد من السند شرقًا إلى الرباط غربًا، ومن تركستان شمالاً، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا - قال: فإن كنت تريدين الله والدار الآخرة، فسلّمي حُليّك وذهبك إلى بيت المال، وإن كنت تريدين الدنيا، فتعالي أمتعك متاعاً حسنًا، واذهبي إلى بيت أبيك، قالت: لا والله، الحياة حياتُك، والموت موتُك، وسلّمت متاعها وحليّها وذهبها، فرفَعَه إلى ميزانية المسلمين.

خوفه من التقصير في خدمة المسلمين :

ــ وكان يستشعر عظم المهمة التي حملها فكان بعد رجوعه من جنازة سليمان مغتمًا فسأله مولاه : مالي أراك مغتمًا ؟ قال : لمثل ما أنا فيه فليغتم ، ليس أحد من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتب إلى فيه ولا طالبه مني .
ــ وذات يوم دخلت عليه امرأته وهو في مصلاه تسيل دموعه على لحيته فقالت يا أمير المؤمنين ألشيء حدث ؟ قال : يا فاطمة إني تقلدت من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أسودها وأحمرها فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري والمجهود والمظلوم والمقهور والغريب والأسير والشيخ الكبير وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة فخشيت ألا تثبت لي حجة فبكيت .

بالعدل لا بالقهر يصلح الناس :

ــ كان أول مرسوم اتخذه، عزل الوزراء الخونة الظلمة الغشمة، الذين كانوا في عهد سليمان، استدعاهم أمامه وقال لشريك بن عرضاء: اغرُب عني يا ظالم رأيتك تُجلس الناس في الشمس، وتجلد أبشارهم بالسياط ، وتُجوّعهم وأنت في الخيام والإستبرق .
ــ وفي أحد المواقف كتب إليه واليه على خراسان واسمه الجراح بن عبد الله يقول : إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فكتب إليه عمر : أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فقد كذبت بل يصلحهم العدل والحق فابسط ذلك فيهم والسلام.

صورة رائعة من عدل عمر بن عبد العزيز :

بينما عمر بن عبد العزيز يطوف ذات يوم في أسواق " حمص " ليتفقد الباعة ويتعرَّف على الأسعار، إذ قام إليه رجلٌ عليه بُرْدان أحمران قطريان وقال:
يا أمير المؤمنين..
لقد سمعت أنك أمرت من كان مظلومًا أن يأتيك .
فقال: نعم .
فقال: وها قد أتاك رجلٌ مظلومٌ بعيدُ الدَّار .
فقال عمر: وأين أهلك ؟
فقال الرجل: في "عدن "
فقال عُمر: والله، إن مكانك من مكان عمر لبعيد .
ثم نزل عن دابّته، ووقف أمامه وقال : ما ظلامتُك ؟
فقال: ضيعةٌ لي وثب عليها رجلٌ ممن يلوذون بك وانتزعها مني .
فكتب عمر كتابًا إلى "عروة بن محمد " واليه على "عدن" يقول فيه: أمَّا بعد: فإذا جاءك كتابي هذا فاسمع بيَّنة حامله، فإن ثبت له حقٌّ، فادفع إليه حقَّهُ .
ثم ختم الكتاب وناوله للرجل .
فلما هم الرجل بالانصراف قال له عمر: على رسلك.. إنك قد أتيتنا من بلدٍ بعيدٍ .. ولا ريب في أنك استنفدت في رحلتك هذه زادًا كثيرًا ..
وأخلقت ثيابًا جديدة .
ولعلَّه نفقت لك دابةٌ.
ثم حسب ذلك كله، فبلغ أحد عشر دينارًا، فدفعها إليه وقال: أشع ذلك في الناس حتى لا يتثاقل مظلومٌ عن رفع ظُلامتِهِ بعد اليوم مهما كان بعيد الدَّار.

وفاتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه :

توفي عمر بن عبد العزيز من أثر السم بدير سمعان ( بحمص ) سنة 101هـ في 24رجب ، وله من العمر 39سنة.

لما احتضر قال: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: 'إلهي، أنا الذي أمرتني فقصرت، ونهيتني فعصيت ـ ثلاثًا ـ ولكن لا إله إلا الله، ثم رفع رأسه وأحدّ النظر، فقالوا: إنك لتنظر نظرًا شديدًا يا أمير المؤمنين، فقال: 'إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جان، ثم قال لأهله: اخرجوا عني، فخرجوا وجلس على الباب مسلمة بن عبد الملك، وأخته فاطمة، فسمعوه يقول: 'مرحبًا بهذه الوجوه التي ليست بوجوه إنس ولا جان، ثم قرأ قوله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} ثم هدأ الصوت، فدخلوا عليه فوجدوه قد غمض وسوي إلى القبلة وقبض، رحمه الله..

منقول بتصرف

jajassim
01-08-2008, 01:31 AM
جزاك الله خير وجعل كل وقتك وجهدك فى ميزان حسناتك

لمسات..
01-08-2008, 09:44 AM
بحجم الجنة أشكرك
جزاك الله الفردوس الأعلى ..

اكسجين
02-08-2008, 01:26 AM
أيعقل ان يجود الزمان بمثله .؟؟؟

ان شاء الله يجود الزمان بمثله وان شاء الله يكون الذي صورتة تحت هذا الاسم Abdulla Ahmed

امـ حمد
02-08-2008, 04:05 AM
جزاك الله خير على الموضوع

Abdulla Ahmed
02-08-2008, 07:46 AM
أيعقل ان يجود الزمان بمثله .؟؟؟

ان شاء الله يجود الزمان بمثله وان شاء الله يكون الذي صورتة تحت هذا الاسم
Abdulla Ahmed



آمين

بارك الله فيك

أم أمووون
02-08-2008, 01:15 PM
مات عمر وما مات ذِ‏كره، ولا يموت ذِكرُ الصالحين، لهج المسلمون بالدعاء والثناء عليه، ليس المسلمون فحسب، هاهو ملك الروم [ليون الثالث] يقول : لو كان رجل يُحيِى الموتى بعد عيسى لكان عمر، واللهِ لا أَعجَب من راهبٍ جلس في صَوْمعته وقال إنَّي زاهد، لكنِّي أعجب من عمر يوم أَتَتْه الدنيا حتى أناخت عند قدميه فركلها بقدميه وأعرض عنها واختار ما عند الله.، ليس هذا فحسب، بل بكى عليه أحد رُهبان النصارى، فقيل له: لِمَ تبكي عليه وعمر على غير دينك؟ قال : يرحمه الله قد كان نورًا في الأرض فأُطفِئ


سيرة عمر بن عبدالعزيز من اروع السير ...جزاااك الله خيرا اخي الفاضل وباارك الله فيك وثقّل بما كتبت ونقلت ميزان حسناتك ان شاااء الله

Abdulla Ahmed
02-08-2008, 10:47 PM
تسلم لنا أموووون واقصد امها......على الإضافه الرائعه واشزينها

اولئك الاباء طاب ذكـــــــــــرهم......فهل يجود لنا الزمان بمثــــــلها


بمثلها : جأت بالتانيث والمقصد سيرة عمر

عبد الرحمن القحطاني
04-08-2008, 10:57 AM
جزاك الله خيراً
وبارك فيك
وهكذا عوتنا بالمشاركات النافعة والمفيدة
فأسأل الله العلي القدير ان يجعلها في ميزان حسناتك