امـ حمد
05-08-2008, 04:50 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حيث أنه كثر في زماننا هذا السب سواءً سب المخلوقات ـ الإنسان أو البهائم .. وغيرها ـ أو سب الجوامد ـ ككل جامد ليس له روح ـ وجميع ذلك من الفسق ونقص الإيمان ،
لكن هناك نوع من السباب يدخل صاحبه الكبائر وهو
{ سب الدهر }
ويقصد بالدهر الأيام والأسابيع والشهور والسنين و الساعة و الدقيقة
فالناس عندما تنزل بهم النوازل والمصائب أول ما يتلفظون به سب الدهر كمن يقول ( الله يقلع من يوم ، الله يلعنها من ساعة ) ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟!! فما هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزمن ؛
وهذا السب يرتكبها بعض الناس بحكم العادة لكنها مما تنقص التوحيد ويسئ إلى العقيدة لأن فيها إسناد الذم الى المخلوقات فيما ليس لها فيه تصرف فيكون هذا الذم في الحقيقة موجهاً الى الله سبحانه وتعالى لأنه الخالق المتصرف 0
وما يحصل في هذا الدهر من خير أو شر فهو بقدر الله تعالى ، وقضاء الله خير لمن تأمل وعرف العقيدة الصحيحة ، فمن سب الدهر فقد سب الله تعالى ، لأن الله هو الدهر ، وهو يقلب الليل والنهار ، وكل شيء بيده سبحانه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الْأَمْرُ ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ "
[ البخاري 6/40 ] .
وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر :فأجاب قائلا:
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .
القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم : فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر ـ ومنه قول لوط عليه السلام ( هذا يوم عصيب ) ـ 0
القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .
القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً . " فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ) .
وكان من شأن العرب في الجاهلية ذم الدهر وسبه عند النوازل ، وتبعهم على هذا كثير من الفساق والحمقى إذا جرت تصاريف الدهر على خلاف مرادهم جعلوا يسبون الدهر والوقت ، وربما لعنوه ، وهذا ناشئ من ضعف الدين ، ومن الحمق والجهل العظيم ، فإن الدهر ليس عنده من الأمر شئ ، فإنه مدبر مصرف ، والتصاريف الواقعة فيه تدبير العزيز الحكيم ، ففي الحقيقة يقع العيب والسب على مدبره ، وهذا معنى الحديث القدسي السابق [ يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر وأنا الدهر – أي المتصرف فيه بدليل قوله بعد ذلك - أقلب الليل والنهار ] 0
وكما أنه نقص في الدين فهو نقص في العقل ، فبه تزداد المصائب ويعظم وقعها ، ويغلق باب الصبر الواجب 0
أما المؤمن المتمسك بالكتاب والسنة فإنه يعلم أن التصاريف واقعة بقضاء الله وقدره وحكمته ، فلا يتعرض لشيء من هذه التصاريف بعيب ما لم يعبه الله تعالى أو رسوله بل يرضى بتدبير الله ويسلم لأمره ، وبذلك يتم توحيده وطمأنينته 0
فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر .
والله المستعان
__________________
حيث أنه كثر في زماننا هذا السب سواءً سب المخلوقات ـ الإنسان أو البهائم .. وغيرها ـ أو سب الجوامد ـ ككل جامد ليس له روح ـ وجميع ذلك من الفسق ونقص الإيمان ،
لكن هناك نوع من السباب يدخل صاحبه الكبائر وهو
{ سب الدهر }
ويقصد بالدهر الأيام والأسابيع والشهور والسنين و الساعة و الدقيقة
فالناس عندما تنزل بهم النوازل والمصائب أول ما يتلفظون به سب الدهر كمن يقول ( الله يقلع من يوم ، الله يلعنها من ساعة ) ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟!! فما هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزمن ؛
وهذا السب يرتكبها بعض الناس بحكم العادة لكنها مما تنقص التوحيد ويسئ إلى العقيدة لأن فيها إسناد الذم الى المخلوقات فيما ليس لها فيه تصرف فيكون هذا الذم في الحقيقة موجهاً الى الله سبحانه وتعالى لأنه الخالق المتصرف 0
وما يحصل في هذا الدهر من خير أو شر فهو بقدر الله تعالى ، وقضاء الله خير لمن تأمل وعرف العقيدة الصحيحة ، فمن سب الدهر فقد سب الله تعالى ، لأن الله هو الدهر ، وهو يقلب الليل والنهار ، وكل شيء بيده سبحانه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الْأَمْرُ ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ "
[ البخاري 6/40 ] .
وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر :فأجاب قائلا:
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .
القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم : فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر ـ ومنه قول لوط عليه السلام ( هذا يوم عصيب ) ـ 0
القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .
القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً . " فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ) .
وكان من شأن العرب في الجاهلية ذم الدهر وسبه عند النوازل ، وتبعهم على هذا كثير من الفساق والحمقى إذا جرت تصاريف الدهر على خلاف مرادهم جعلوا يسبون الدهر والوقت ، وربما لعنوه ، وهذا ناشئ من ضعف الدين ، ومن الحمق والجهل العظيم ، فإن الدهر ليس عنده من الأمر شئ ، فإنه مدبر مصرف ، والتصاريف الواقعة فيه تدبير العزيز الحكيم ، ففي الحقيقة يقع العيب والسب على مدبره ، وهذا معنى الحديث القدسي السابق [ يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر وأنا الدهر – أي المتصرف فيه بدليل قوله بعد ذلك - أقلب الليل والنهار ] 0
وكما أنه نقص في الدين فهو نقص في العقل ، فبه تزداد المصائب ويعظم وقعها ، ويغلق باب الصبر الواجب 0
أما المؤمن المتمسك بالكتاب والسنة فإنه يعلم أن التصاريف واقعة بقضاء الله وقدره وحكمته ، فلا يتعرض لشيء من هذه التصاريف بعيب ما لم يعبه الله تعالى أو رسوله بل يرضى بتدبير الله ويسلم لأمره ، وبذلك يتم توحيده وطمأنينته 0
فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر .
والله المستعان
__________________