امـ حمد
05-08-2008, 05:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
** مقتــطف من شــرح الأربعين النوويـة ، للشيـخ صـالح آل الشيـخ حفظه الله **
عن، وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت النبي عليه الصلاة والسلام فقال:
جئت تسأل عن البر. قلت: نعم. قال: استفت قلبك، البر: ما اطمئنت إليه النفس
واطمئن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس
وأفتوك "
حديث حسن، رويناه في مسندي الإمامين: أحمد بن حنبل، والدارمي بإسناد حسن
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس "
رواه مسلم
"....استفت قلبك، البر: ما اطمئنت إليه النفس، واطمئن إليه القلب "
يعني: أنه لم يصر في القلب تردد من هذا الشئ المعين،
ولا يكره أن يطلع عليه الناس، وهذا يعم جميع أنواع الطاعات،,
وقابَلَه بالإثم حيث قال: والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن
أفتاك الناس وأفتوك .
فعرف الإثم أو جعل -عليه الصلاة والسلام- علامة للإثم بأنه:
" ما حاك في النفس، وتردد في الصدر "
"" وإن أفتاك الناس وأفتوك ""
ولهذا يدخل في ذلك جميع الأنواع المشتبهة التي تدخل في المتشابهات التي ذكرناها في حديث النعمان بن بشير.
فالإثم تفرغ منه إذا كان الشئ يحوك في الصدر، ولا تطمئن إليه النفس؛
لأن المسلم بإيمانه ودينه وتقواه تطمئن نفسه إلى ما فيه الطاعة، وأما
ما فيه شبهة أو ما فيه حرام فيجد أنه خائف منه، أو أنه متردد فيه، و
لا يستأنس بشئ فيه تعريض لمحرم أو اشتباه؛ لأنه قد يقع في الحرام.
فقال -عليه الصلاة والسلام-: والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك " هنا قال: وإن أفتاك الناس
يعني: قد تذهب إلى مفتٍ تستفتيه في شأنك، ويفتيك بأن هذا لا بأس به، ولكن يبقى في صدرك التردد.
والمفتي إنما يتكلم بحسب الظاهر -يفتي بحسب ما يظهر له من السؤال-
وقد يكون عند السائل أشياء في نفسه لم يبدها، أو لم يستطع أن يبديها بوضوح
فيبقى هو الحكم على نفسه، والتكليف معلق به، وإماطة الثواب والعقاب معلقة
بعمله هو،فإذا بقي في نفسه تردد ولم تطمئن نفسه إلى إباحة من أباح له الفعل -فعليه
أن يأخذ بما بما جاء في نفسه، من جهة أنه يمتنع عن المشتبهات أو عما
تردد في الصدر
** مقتــطف من شــرح الأربعين النوويـة ، للشيـخ صـالح آل الشيـخ حفظه الله **
عن، وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت النبي عليه الصلاة والسلام فقال:
جئت تسأل عن البر. قلت: نعم. قال: استفت قلبك، البر: ما اطمئنت إليه النفس
واطمئن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس
وأفتوك "
حديث حسن، رويناه في مسندي الإمامين: أحمد بن حنبل، والدارمي بإسناد حسن
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس "
رواه مسلم
"....استفت قلبك، البر: ما اطمئنت إليه النفس، واطمئن إليه القلب "
يعني: أنه لم يصر في القلب تردد من هذا الشئ المعين،
ولا يكره أن يطلع عليه الناس، وهذا يعم جميع أنواع الطاعات،,
وقابَلَه بالإثم حيث قال: والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن
أفتاك الناس وأفتوك .
فعرف الإثم أو جعل -عليه الصلاة والسلام- علامة للإثم بأنه:
" ما حاك في النفس، وتردد في الصدر "
"" وإن أفتاك الناس وأفتوك ""
ولهذا يدخل في ذلك جميع الأنواع المشتبهة التي تدخل في المتشابهات التي ذكرناها في حديث النعمان بن بشير.
فالإثم تفرغ منه إذا كان الشئ يحوك في الصدر، ولا تطمئن إليه النفس؛
لأن المسلم بإيمانه ودينه وتقواه تطمئن نفسه إلى ما فيه الطاعة، وأما
ما فيه شبهة أو ما فيه حرام فيجد أنه خائف منه، أو أنه متردد فيه، و
لا يستأنس بشئ فيه تعريض لمحرم أو اشتباه؛ لأنه قد يقع في الحرام.
فقال -عليه الصلاة والسلام-: والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك " هنا قال: وإن أفتاك الناس
يعني: قد تذهب إلى مفتٍ تستفتيه في شأنك، ويفتيك بأن هذا لا بأس به، ولكن يبقى في صدرك التردد.
والمفتي إنما يتكلم بحسب الظاهر -يفتي بحسب ما يظهر له من السؤال-
وقد يكون عند السائل أشياء في نفسه لم يبدها، أو لم يستطع أن يبديها بوضوح
فيبقى هو الحكم على نفسه، والتكليف معلق به، وإماطة الثواب والعقاب معلقة
بعمله هو،فإذا بقي في نفسه تردد ولم تطمئن نفسه إلى إباحة من أباح له الفعل -فعليه
أن يأخذ بما بما جاء في نفسه، من جهة أنه يمتنع عن المشتبهات أو عما
تردد في الصدر