المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثـــقــــافــــة الـمـــعـــارضـــــة



nooora
06-08-2008, 10:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


ثـــقــــافــــة الـمـــعـــارضـــــة


أرجو أن تفتح قلبك وعقلك وأنت تستمع معي لما جاء في خطبة الجمعة الشهيرة التي ألقاها خليفة المسلمين معاوية بن أبي سفيان, والتي ذكرنا فيها رضي الله عنه وأرضاه ببعد هام , ولكنه من الأبعاد المطموسة عند الكثيرين منا , كما أنه من الأبعاد التي تكاد تكون غائبة عند أهل الحكم , والسياسة , والمعارضة , وكل من ابتلاهم الله بمسئولية خلق الله في بلاد الله .

في ذلك اليوم وقف معاوية في الناس خطيبا وفاجأهم بقوله : أيها الناس :إن المال مالنــــا, وإن الفيء فيأنــا , من شئنـا أعطيناه , ومن شئنا منعنــاه " وانتظرمعاوية من الحاضرين ردا , فلم يجبه أحد لا من الكبراء, ولا الحكماء , ولا العقلاء , ولا العلماء, ولا الوزراء ولا صفوة القوم , ولا عامتهم . ( وهذه رذيلة من الرذائل التي تشين الرجال في كل زمن وحين ) .

جاءت الجمعة الثانية , ووقف معاوية على نفس المنبر, وقال نفس الكلام , ولم يجبه أي من الحاضرين . فلما كانت الجمعة الثالثة , وقف معاوية وقال نفس الكلام , ولكن في هذه المرة قام إليه رجل من المسلمين وقال له " كلا يا معاوية , إن المال مالنــــا , وإن الفيء فيأنا ,من حال بيننا وبينه حاكمناه إلى الله تعالى بأسيافنا ". فنزل معاوية من على المنبر, وأمر باستدعاء الرجل . وسرعان ما اكفهرت الأجواء , وأجمع القوم على هلاك الرجل الذي أحضر على الفور , و بينما هو في طريقه إلى مجلس الخليفة كانت تشيعه نظرات الإشفاق وتمتمات التعاطف .

دخل الرجل على معاوية ودار بينهما حديث , والقوم مجتمعون في الخارج , ينتظرون مصير هذا المسكين الذي تجرأ وعارض الحاكم في ملأ من الناس وبعد فترة فتحت الأبواب , ودخل الناس , وكانت المفاجأة التي صعق منها الناس , إذ وجدوا الرجل وقد أكرمه معاوية إكراما , وقربه من مجلسه , حتى أنهم وجدوا الرجل يجلس بجواره معاوية على سرير الأخير.

قرأ معاوية ما في عيون الناس , ولكنه سرعان ما ذكرهم بالبعد الغائب – محور حديثنا - فقال لهم : أيها الناس: إن هذا الرجل أحياني أحياه الله . فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ستكون أئمة من بعدي ، يقولون فلا يرد عليهم قولهم ، يتقاحمون في النار كما تقاحم القردة "(1) وإني تكلمت في الجمعة الأولى فلم يرد على أحد فخشيت أن أكون منهم . ثم تكلمت في الجمعة الثانية فلم يرد على أحد , فقلت في نفسي : أنت من القوم . فتكلمت في الجمعة الثالثة فقام هذا الرجل فرد على فأحياني أحياه الله , فرجوت أن يخرجني الله تعالى منهم. ثم أعطى معاوية الرجل , وشكره , وأجاره .

أيها الساسة , أيها السادة , يا كل من ابتلاه الله مسؤولية خلق الله في بلاد الله : افتحوا الأبواب , وأبعدوا الحُجاب , واستمعوا لمعارضيكم, فربما تكون معارضة المعارضين لأقوالكم , ومراجعتهم لأفعالكم , وانتقادهم لسياساتكم سببا في إنقاذكم من لظى جهنم , ومن سوء المآل , يوم يحاسب فيه المرء على النقير والقطمير.


منقوووووووووووول

TRAVELER
06-08-2008, 10:16 PM
جزاكي الله ألف خير

مع الأسف من سنين بعض الساسة ماعادوا يكترثون لمعارضيهم بتشجيع من المصفقين والمهللين لهم

وشكراً على الموضوع وأتمنى أن يحرك القلوب المتحجرة

ابن المنتدى
06-08-2008, 10:20 PM
شكرا على طرح الموضوع

فلفل حار
06-08-2008, 11:18 PM
الصراحه ، مافهمت مغزي وهدف الموضوع :shy:

عموما ، شكرا اختي:nice:

الوعد2016
06-08-2008, 11:22 PM
مشكوره على طرح الموضوع
ومع الاسف هذا ما يحصل اليووووووووووووووم
:secret::secret::secret::secret::secret:

عاشق الشهادة
06-08-2008, 11:23 PM
:anger1::anger1::anger1::anger1:

BODYGUARD
06-08-2008, 11:27 PM
رضي الله عنه وارضاه .. عندما مات معاويه اوصى اهله اذا مات ان يغطوه ببرده يمانيه و بفتح العلبه وفيها بقايا اظافران يضعوا مافي العلبه في فمه وعينه فسالوه ماهذا فقال : كان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا قص اظافره الشريفه قمت بجمعها ..وببردته التي كان يلبسها عليه الصلاة والسلام عسى الله ان يرحمني بهما ...