المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العمل الصالح.. رصيد المؤمنين في الآخرة



m_taha123
09-08-2008, 09:25 AM
الشيخ محمد بن حسن المريخي

ان العمل الصالح هو العمل المشروع في الاسلام والذي يكون خالصا لوجه الله تعالي.
إن اعظم التوفيق واكبر المنن علي العبد ان يتفضل الله تعالي علي عبده فيوجهه ليعمل صالحا بعد إيمانه بالله ورسوله.

انها المنةُ الكبري، والنعمه، وخير الزاد والرصيد الحقيقي والمدخر ليوم تتقلب فيه القلوب والأبصار.
ونعمت المنة وتباركت من نعمة، بنور صاحبها بإذن الله في الدارين وتكتب له السعادة والعافية والبركة في العمر والوقت والحياة مع ما ينتظره من قرة العين في الاخرة.

يقول تعالي (من عمل صالحا من ذكر أو انثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت. رواه الترمذي وحسنه.

إن الدنيا كلها لا تغني عن المرء شيئا اذا لم يوفق للعمل الصالح.
إن العمل الصالح الذي نعنيه هو المشروع في دين الله الاسلام الذي يكون خالصا لله تعالي والذي يتقرب اليه العبد به الي ربه عز وجل بعد الإيمان بالله ورسوله. وهو الموافق لهدي رسول الله صلي الله عليه وسلم.

فلا يسمي العمل صالحا إلا اذا كان مشروعا خالصا موافقا، يعمله المؤمن الموحد، فاذا عمله الكافر فلا يكون عملا صالحا ولا يقبلُ منه لأنه لم يأت من مؤمن بالله ورسوله.
يقول الله تعالي عن أعمال الكفرة (وقدمنا الي ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) فلم يثيب الله تعالي أبا طالب ولم يكافئه علي ما عمل من رعاية للاسلام وحماية رسوله بل خلده في النار لعدم ايمانه بالله وحده وعدم اقراره برسالة رسول الله. مع انه عمل عملا كبيرا ايد الله به دينه واظهره كما يقول رسول الله (وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) رواه البخاري.

كما لا يسمي العمل صالحا من المنافقين لانه لم يرد به وجه الله تعالي. يقول الله تعالي (إن المنافقين يخادعون الله وهو من خادعهم وإذا قاموا الي الصلاة قاموا كسالي .
يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا .
ويقول (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون).

فلم يقبل من عبدالله بن أبي بن سلول صلاته خلف رسول الله لنفاقه بل أخبر بكفره وخروجه من الملة كما في قوله (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) وقال (وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالي ولا ينفقون إلا وهم كارهون).

أيها المسلمون:

لقد بشر الله تعالي عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات بكبير الجزاء وعظيم الثواب ورفيع الدرجات في ست وثلاثين أية من كتابه الكريم.
بشرهم بالجنة والخلود فيها، والأمن يوم الخوف، والفوزيوم يخسر الناس كلهم، وبشرهم بزيادة الفضل لهم، والوعد بالمغفرة، وعظيم الثواب والأجر، ورفع الحرج عنهم.

وهنأهم بالفوز والمقام الطيب في مستقر رحمته وبشرهم بادخار أعمالهم وحفظها لهم.
وعدهم بان يجعل لهم مودة في قلوب الخلق.
فقال (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).
واستثناهم من القوم الغاوين وحفظهم من ان يهيموا علي وجوههم فيقولون ولا يفعلون.
يقول تعالي: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون مالا يفعلون الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا).

واعتمد الله تعالي عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنهم خير الخليفة قال تعالي: (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه).
وهم أهل الأمن والأمان يوم يفزع الناس (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

والأمن حينئذ لهم خاصة من دون الناس، يوم يجمع الله الخلائق في صعيد واحد في يوم كان مقداره خمسين الف سنة وتدنو الشمس من رؤوس الخلائق ويذهب الناس في العرق كل علي قدر عمله، فمنهم من يكون عرقه الي كعبيه وإلي ركبتيه، ومنهم الي خصره ومنهم من يبلغ عرقه شحمة أذنيه ومنهم من يلجمه العرق الجاما فيغيب في عرقه. في هذا الموقف العصيب الشديد يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
بقوله (ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتي وكانوا مسلمين أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون).

أيها المسلمون:

الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم أمنة لأنفسهم ومجتمعاتهم وبلدانهم لأنهم بأعمالهم الصالحة يصرف الله تعالي عن البلاد والعباد السوء والمكروه من الحوادث والكوارث والعذاب والأمراض.
يقول الله تعالي: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون .
فببركتهم يبارك الله تعالي في البلاد والعباد ويحفظ الله تعالي بهم من الفتن والمحن.
إنهم أعقل العباد وأفطن من خلق الله تعالي، لأنهم أدركوا بفضل الله ومنته وفطنوا لماذا خلقهم الله فقاموا بما أوجب عليهم وهي العبادة له سبحانه يقول الله تعالي: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فلم تشغلهم تجارة ولا دنيا ولا متاع عن عبادة ربهم عز وجل.

زكاهم الله تعالي وأثني عليهم كما في قوله: ومن أحسن قولاً ممن دعا الي الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين . ولو لم يكن في العمل الصالح إلا السلامة والنجاة في الآخرة لكفي به شرفاً فكيف وقد أحاط العمل الصالح بكل فضيلة وكرامة.

أيها الاخوة في الله

العمل الصالح نجاة وسلامة وعافية. فقد فرج الله تعالي عن الثلاثة الذين دخلوا الغار فجاءت صخرة فسدَّت باب الغار عليهم فدعوا الله تعالي بأعمالهم الصالحة التي عملوها ففرج الله عنهم - القصة مشهورة في الحديث الصحيح.
وأنجي الله تعالي ذا النون من الظلمات ببركة ذكره لربه عز وجل كما قال تعالي: وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .

وقال سبحانه: فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلي يوم يبعثون يعني انه كان ذاكراً لربه من قبل هذا وليس في بطن الحوت فقط.
وحفظ الله تعالي كنز الرجل الصالح لولديه حتي يبلغا لصلاح والدهما يقول الله تعالي: وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمةً من ربك .

إن ملك الموت لا يستأذن أحداً في قبض روحه إذا أرسله الله تعالي فكم من انسان مسافر في هذه الدنيا غائب غافل! وفي لحظة ما حسب حسابها ولا عمل لها اذا ملك الموت ينزع روحه ويتركه جثة هامدة لا حراك فيها قد خارت قواه ويبس لسانه وجحظت عيناه واصفر لونه.

لا إله إلا الله، كان بجوار رسول الله ركوة - جرة - فيها ماء فيدخل يده فيها ويمسح علي وجهه ثم يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات فيغيب في السكرات وهو سيد ولد آدم ثم يفيق حتي فارق الحياة.
في مثل هذه المواقف العصيبة يأتي العمل الصالح الخالص بإذن الله ليقوم بدوره في اعانة صاحبه علي الموت وسكراته والتخفيف والتبشير.

ولذلك فإن الكافر إذا نزل به الموت وأدرك أنه مفارق تمني العمل الصالح كما أخبر الله تعالي لأنه أدرك أهمية العمل الصالح وظهرت له أهميته واضحة جلية ولا ينفع غيره ولهذا طلب العودة إلي الدنيا ليعمل صالحا.. يقول الله تعالي: حتي إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت فجاءه الجواب بالرفض كلا، إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون .

فلم يتمني الزوجة ولا الولد ولا المال ولا الدنيا التي شرق وغرب فيها لم يتمني إلا العمل الصالح فقط.
وأشد من هذا وأغرب منه هو تمني الكفار للعمل الصالح وهم يتقلبون في النار يصرخون فيها يطلبون فقط العودة والخروج من النار ليعملوا صالحا يقول الله تعالي: وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل وأيضا يأتيهم الجواب أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير .

فالله الله في العمل الصالح الخالص الموافق للهدي الصحيح فنحن مقبلون علي أعظم موسم من مواسم العمل الصالح شهر رمضان. فأروا الله من أنفسكم خيراً.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .


http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=369941&version=1&template_id=20&parent_id=19

عاشق الشهادة
09-08-2008, 09:44 AM
جزأك ربي الف خير .

السلطان
10-08-2008, 06:44 AM
جزاك الله خير

A.L.I
10-08-2008, 06:48 AM
جزاك الله خير

Abdulla Ahmed
10-08-2008, 07:42 AM
اللهم وفقنا جميعا للعمل الصالح الذي ترضاه