عبدالله العذبة
17-08-2008, 07:37 PM
حتى لا نكسر أقلامنا حزناً..!
كثيراً ما تساءلت: هل للكلمة المطبوعة تأثير كبير على القارئ أو المتلقي؟ بمعنى هل يمكن لهذه الكلمة أن تلعب دوراً جوهرياً في تبديل قناعاته وفي تغيير رؤيته للأشياء والأشخاص والأفكار؟
إن كان هذا حقيقة فكيف تكتمل هذه العملية الكيميائية في داخل الإنسان؟ وما هي هذه القدرة التي يملكها الكاتب للتأثير على قرائه؟
هذه القضية رغم البعد الفلسفي البين فيها -تبقى قضية تحتاج إلى قدر من التمعن والتفكير، خاصة بالنسبة لنا نحن الذين نتعامل مع الكلمة المطبوعة ونعتاش منها، ويصدر فيها البعض روايات ومسرحيات وأعمالاً أدبية واجتماعية وسياسية واقتصادية تتضمن رؤى ومعالجات وعمليات سرد تتكئ على الإبداع لتشكل إضافة بالنسبة للقارئ أو المتلقي عبر أدوات التواصل المختلفة من مذياع وتلفاز وسينما أو من خلال المواقع الاليكترونية والصحف والمجلات المطبوعة.
السؤال الذي لم أطرحه بعد والذي يبدو أنه محور هذه المحاولة المتواضعة في معرفة دور الكلمة المطبوعة هو: هل تأثير تلك الكلمة يكون مباشراً أم أنه يتسرب إلى وعي الإنسان عبر عمليات معقدة حتى يترجم عبر قناعة يمكن التعبير عنها؟
بعض المفكرين يرون أن دور المبدع والكاتب هو أن يحمل مصباح الحقيقة ليضيء دروب قرائه عبر قناعاته إلى ما يعتقد أنه صواب وأنه الأجدر بأن يتبع، أو هي دعوة للتفاعل مع الفكرة عبر الحذف والإضافة لبلورة رؤية يتوافق عليها الجميع، وهنا يقترب دور المبدع من دور السياسي وان كان الأخير يملك أدوات تنفيذ أو ترجمة الرؤية على صعيد الواقع، كما أن السياسي في الأرجح أكثر براجماتية من المبدع الذي قد يجنح به الخيال أو لا يجيد قراءة الحقائق.
المبدع ليس ثائراً يصعد أعلى الجبال حاملاً سلاحه ليقاتل الأشرار وإنما هو مثل الإناء الذي تقطر منه المعاني لتشكل شلالاً من الوعي والمعرفة، ويترك القرار الأخير للقارئ أو المتلقي ليتخذ قراره في تبني أي من الرؤى التي تتوافق وقناعاته، والمتعاملون بالكلمة المطبوعة كثيراً ما يصابون باليأس لبطء تأثير مفرداتهم على محيطهم الاجتماعي والسياسي وهي العملية التي قد تأخذ سنوات قبل أن تتبلور بصورتها النهائية والكلية.
ما يحزن أكثر أن بعض الساسة يجاهرون بالقول بصلافة دعهم يكتبوا أو يقولوا ما يريدون ودعنا نفعل ما نريد وهي نتيجة تدعو للإحباط وتجعل الكلمات مجرد مسكنات لا تفيد في معالجة قضايا الواقع ولا في استشراف رؤية المستقبل، وهنا تتحول الكتابة إلى شيء عقيم لا جدوى منه ورغم ذلك لن ندعو لكسر الأقلام.
بقلم: بابكر عيسى
مدير تحرير الراية
المصدر الراية الجمعة 15-8-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=371453&version=1&template_id=24&parent_id=23
كثيراً ما تساءلت: هل للكلمة المطبوعة تأثير كبير على القارئ أو المتلقي؟ بمعنى هل يمكن لهذه الكلمة أن تلعب دوراً جوهرياً في تبديل قناعاته وفي تغيير رؤيته للأشياء والأشخاص والأفكار؟
إن كان هذا حقيقة فكيف تكتمل هذه العملية الكيميائية في داخل الإنسان؟ وما هي هذه القدرة التي يملكها الكاتب للتأثير على قرائه؟
هذه القضية رغم البعد الفلسفي البين فيها -تبقى قضية تحتاج إلى قدر من التمعن والتفكير، خاصة بالنسبة لنا نحن الذين نتعامل مع الكلمة المطبوعة ونعتاش منها، ويصدر فيها البعض روايات ومسرحيات وأعمالاً أدبية واجتماعية وسياسية واقتصادية تتضمن رؤى ومعالجات وعمليات سرد تتكئ على الإبداع لتشكل إضافة بالنسبة للقارئ أو المتلقي عبر أدوات التواصل المختلفة من مذياع وتلفاز وسينما أو من خلال المواقع الاليكترونية والصحف والمجلات المطبوعة.
السؤال الذي لم أطرحه بعد والذي يبدو أنه محور هذه المحاولة المتواضعة في معرفة دور الكلمة المطبوعة هو: هل تأثير تلك الكلمة يكون مباشراً أم أنه يتسرب إلى وعي الإنسان عبر عمليات معقدة حتى يترجم عبر قناعة يمكن التعبير عنها؟
بعض المفكرين يرون أن دور المبدع والكاتب هو أن يحمل مصباح الحقيقة ليضيء دروب قرائه عبر قناعاته إلى ما يعتقد أنه صواب وأنه الأجدر بأن يتبع، أو هي دعوة للتفاعل مع الفكرة عبر الحذف والإضافة لبلورة رؤية يتوافق عليها الجميع، وهنا يقترب دور المبدع من دور السياسي وان كان الأخير يملك أدوات تنفيذ أو ترجمة الرؤية على صعيد الواقع، كما أن السياسي في الأرجح أكثر براجماتية من المبدع الذي قد يجنح به الخيال أو لا يجيد قراءة الحقائق.
المبدع ليس ثائراً يصعد أعلى الجبال حاملاً سلاحه ليقاتل الأشرار وإنما هو مثل الإناء الذي تقطر منه المعاني لتشكل شلالاً من الوعي والمعرفة، ويترك القرار الأخير للقارئ أو المتلقي ليتخذ قراره في تبني أي من الرؤى التي تتوافق وقناعاته، والمتعاملون بالكلمة المطبوعة كثيراً ما يصابون باليأس لبطء تأثير مفرداتهم على محيطهم الاجتماعي والسياسي وهي العملية التي قد تأخذ سنوات قبل أن تتبلور بصورتها النهائية والكلية.
ما يحزن أكثر أن بعض الساسة يجاهرون بالقول بصلافة دعهم يكتبوا أو يقولوا ما يريدون ودعنا نفعل ما نريد وهي نتيجة تدعو للإحباط وتجعل الكلمات مجرد مسكنات لا تفيد في معالجة قضايا الواقع ولا في استشراف رؤية المستقبل، وهنا تتحول الكتابة إلى شيء عقيم لا جدوى منه ورغم ذلك لن ندعو لكسر الأقلام.
بقلم: بابكر عيسى
مدير تحرير الراية
المصدر الراية الجمعة 15-8-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=371453&version=1&template_id=24&parent_id=23