المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانكماش الاقتصادي والتضخم يهددان منطقة اليورو



مغروور قطر
18-08-2008, 09:12 AM
الانكماش الاقتصادي والتضخم يهددان منطقة اليورو

ارتفاع فاتورة المحروقات وزيادة أسعار الغذاء يقضيان على قوة الأوروبين الشرائية

بروكسل - ا ف ب : يدخل الاقتصاد الاوروبي فترة تباطؤ خطير متأثرا بأسعار النفط المرتفعة وسعر صرف اليورو القوي ما جعله بذلك تحت تهديد الجمود وحتى الانكماش الذي يأتي ليضاف الى تضخم بات يلامس مستويات قياسية . وقد تم نشر سلسلة من المؤشرات التي تعتمد لقياس سلامة الاقتصاد الاوروبي وكلها تؤشر الى الاتجاه نفسه: نحو الانخفاض. وقد بلغ المؤشر المركب لمنطقة اليورو الذي يحتسب المعنويات في قطاعي الصناعة الحرفية والخدمات، في يوليو ادنى مستوياته منذ نوفمبر 2001 ويدل على تقلص النشاط في هذين القطاعين. وفي الوقت نفسه، تشهد معنويات رؤساء الشركات حالة من التراجع في الاقتصاديات الرئيسية الثلاث في منطقة اليورو. ففي المانيا، تدهور مؤشر معهد الظروف الاقتصادية "ايفو" حول جو الاعمال، وهو المؤشر الذي يعتد به كثيرا، الى ادنى مستوياته منذ ثلاثة اعوام. وسجل الاتجاه نفسه في فرنسا حيث تدهورت معنويات الصناعيين للشهر السادس على التوالي في يوليو. وكذلك الامر في ايطاليا حيث تدهور مؤشر الثقة لدى شركات الصناعات الحرفية. واخيرا تستعد اسبانيا للفترات العجاف. فقد خفضت الحكومة بقوة توقعاتها بشأن النمو الى 1.6 % في العام 2008 والى 1% فقط في العام 2009 مع معدل بطالة في ارتفاع كبير. واقر وزيرالاقتصاد بتروس سولبس بان "تصحيح الوضع الاقتصادي اكثر قساوة مما كنا نتوقع". ويزداد القلق ايضا لدى المستهلكين الذين يرون ان ارتفاع فاتورة المحروقات او الوقود المنزلي وزيادة اسعار المواد الغذائية تقضي على قوتهم الشرائية. وهكذا عادت حركة استهلاك الاسر الى الانخفاض في يونيو في فرنسا. وراى ستيفان ديو الاقتصادي في بنك "يو بي اس" ان الخلاصة بسيطة وهي "ان منطقة اليورو على شفير الانكماش" الذي يحدده الخبراء بفصلين متتاليين على الاقل من التراجع في اجمالي الناتج الداخلي. وفي حال تجسد هذا السيناريو، فانه سيشكل سابقة منذ قيام منطقة اليورو في 1999. وفي افضل الحالات، يتوقع ستيفان ديو تحسنا طفيفا في اجمالي الناتج الداخلي بنسبة 0.1 % في الفصلين الثاني والثالث وانما بعيدا جدا عن نسبة 0.8 % من النمو في الفصل الاول. وحذر من ان "تقلصا "في اجمالي الناتج الداخلي" يبدو ممكنا سواء في الفصل الثاني او الثالث". وشاطره هذا الراي بن ماي من معهد "كابيتال ايكونوميكس". ويبدو ان امرا واحدا بات مكتسبا: ففي القطاع الصناعي فقط بدا الانكماش بشكل واضح حيث ان دفاتر الطلبيات في تراجع كبير ولن يتغير هذا الا اذا تواصلت بداية تراجع الاسعار النفطية التي لوحظت اخيرا. ولا يتحدث الاقتصادي في "بنك اوف اميركا" هولغر شميدينغ عن انكماش بعد، لكن المؤشرات "المظلمة" التي نشرت الخميس تدل على ان "النمو الاوروبي قيد التوقف تقريبا"، كما قال. وقد يكون على المفوضية الاوروبية التي كانت تتوقع تباطؤا واضحا في النمو في منطقة اليورو هذه السنة مع نسبة 1.7 % مقابل 2.6 % في 2007، ان تراجع قريبا توقعاتها الى مزيد من الانخفاض. وان المزيج الحالي بين نمو متباطىء وتضخم مرتفع "بلغ 4% في يونيو، وهو رقم قياسي في منطقة اليورو وقد يقفز الى 4.3 % في يوليو" ، يزيد في الوقت نفسه من المأزق الذي يواجهه البنك المركزي الاوروبي. وقد اقر البنك اخيرا زيادة معدل فائدته الرئيسية من 4% الى 4.25 % لمواجهة ارتفاع الاسعار، ما استدعى انتقادات من جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يرئس الاتحاد الاوروبي حتى نهاية العام. وقد يعمد البنك المركزي الاوروبي من الان فصاعدا، بحسب العديد من الاقتصاديين، الى البقاء عند هذا الحد وحتى خفض معدلاته لكي لا يسهم اكثر في تجميد النشاط.