المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو نخلة.. مدينة منسية تحاصرها بحيرة آسنة



محمد لشيب
19-08-2008, 01:34 PM
تفتقر لخدمات أساسية
أبو نخلة.. مدينة منسية تحاصرها بحيرة آسنة

أبونخلة - العرب (http://alarab.com.qa/details.php?docId=49851&issueNo=203&secId=16)
محمد لشيب - محمد سيدي

تصلك مشاكلها حتى قبل أن تطأها قدمك، وأنت في الطريق إليها عليك أن تتوه مثلما حصل مع فريق «العرب» في طريقه للوقوف على مشاكل مدينة أبونخلة، فبعد قطع عشرات الكيلومترات بعيدا عن الدوحة في اتجاه أبوسمرة، وعلى جانب من طريق سلوى، توجد مدينة أبونخلة، لكن أبدا لا يوجد أي مدخل لهذه المدينة يقودك مباشرة إليها، بل عليك أن تضيف بضع كيلومترات، حتى تصل تقاطع روضة راشد، ومن ثمة تقفل راجعا إلى الدوحة حتى تجد طريقا فرعيا يوصلك إلى المدينة المنسية.
مشاكل مدينة أبونخلة لا تبدأ فقط من غياب مدخل مباشر إليها من الطريق السريع، كما أنها لا تنتهي عند الحواجز الترابية المحيطة ببحيرة شاسعة من مياه الصرف الصحي المجمعة على مقربة من الأحياء السكنية، والتي تعادل مساحتها مساحة المدينة بأكملها، وتهدد سلامة وأمن المواطنين في كل لحظة وحين، فلم تفلح الحواجز الترابية في الحد من انتشار مياه المجاري الملوثة إلى ما وراءها واقترابها من الأحياء السكنية، خاصة مدرسة السيلية النموذجية المستقلة التي تشرف على المستنقع بشكل مباشر، كما أن المشكلة تتضاعف بشكل مخيف في الآونة الأخيرة مع ارتفاع منسوب مياه المجاري بسبب استمرار تغذية البحيرة بالمياه رغم الوعود المتكررة بتجفيفها وردمها.
إن مشاكل هذه المدينة المنسية والتي تعد من المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة (أكثر من أربعة آلاف نسمة موزعة على أكثر من 800 منزل)، تستفحل آثارها بشكل أعمق في ضوء غياب تام لكافة الخدمات الأساسية، باستثناء بعض المدارس التي تعد على رؤوس الأصابع والمسجد، أما دون ذلك فلا تكاد تجد بقالة واحدة تلبي احتياجات السكان من المواد الغذائية، كما تفتقر المدينة لكافة المصالح الحيوية من شرطة ودفاع مدني وفروع لشركة اتصالات قطر «كيوتيل» أو الشركة القطرية للماء والكهرباء «كهرماء».
ووقفت «العرب» عن كثب خلال جولة ميدانية للمنطقة على الخطورة التي أصبحت تكتسيها وضعية بحيرة أبونخلة للمياه العادمة، حيث تسرب المياه الآسنة الكريهة الرائحة في بعض النقاط التي تعدت الساتر الترابي، مما يعني أن السلطات المعنية مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الأمر قبل تفاقمه، هذا علاوة على ما توفره المستنقعات المنتشرة هنا وهناك من مجال خصب لتوالد الذباب والناموس والحشرات التي تستهدف صحة وسلامة السكان.
ورصدت «العرب» من خلال حديثها مع عدد من المواطنين قاطني المدينة جملة من المشاكل التي يعيشونها، ويطالبون بتدخل عاجل لحسمها وإيجاد حلول ناجعة لها.
يقول أبوفهد المري إن مدينة أبونخلة تعاني من كثير من المشاكل تؤثر على حياة ساكنيها، وجعلت الكثيرين يهجرونها إلى مناطق أخرى، ومن بين أهم النقاط التي عددها ابوفهد: صعوبة الوصول إلى أبو نخلة لعدم وجود منفذ مباشر على طريق سلوى الرابط بين الدوحة ومنطقة أبو سمرة، مما يحتم على من يرغب في الوصول إليها أن يواصل السير لعشرات الكيلومترات حتى يصل لتقاطع جسر مسيعيد الذي يأتي بعد المدينة، مما يكبد السكان وزوار المدينة عناءً كبيراً، كما أن التحويلات الموجودة على الطريق السريع وانعدام اللافتات الإرشادية زاد من صعوبة الوصول للمنطقة، هذا إضافة إلى الإزعاج الكبير الذي تسببه الآليات الثقيلة الموجودة في هذه المواقع وكثرة العمال.
وأضاف أبو فهد: «لكن أهم ما نعاني منه نحن سكان أبونخلة هو انعدام كل الخدمات الضرورية والتي لها ارتباط وثيق بحياة المواطن، فتخيل مثلاً أنه لا يوجد في مدينتنا أي مركز للدفاع المدني أو مركز للشرطة، مما يعني أن وصول سيارات الإطفاء في حال وقوع حريق -لا قدر الله- سيكون متأخراً جدا، ومن بين الأمثلة على ما نعانيه من بعد مركز الشرطة أننا في أحيان كثيرة نتصل بها لردع بعض المتهورين من الشباب الذين يقومون بـ «التفحيص» وإزعاج السكان، وغالباً ما تصل الدورية متأخرة جداً، وهو ما جعل شوارع أبو نخلة مقصداً لهؤلاء الشباب».
وطالب أبوفهد بأن تتخذ السلطات المختصة إجراءات مستعجلة لتخفيف معاناة أهالي المدينة والتي من أبسطها إقامة مركز لبيع المواد الغذائية والضروريات الأخرى، لأنهم مرغمون على الذهاب إلى مدينة الدوحة لشراء أبسط حاجياتهم اليومية لعدم وجود مركز تجاري أو بقالة واحدة في هذه المدينة.
يذكر أن شركة الميرة كانت قد أعلنت خلال سنة 2006 عن إطلاق مشروع لبناء مجمع تجاري وترفيهي متكامل بمواصفات عالمية في منطقة أبونخلة بتكلفة تصل إلى 12 مليون ريال على أن يفتتح في غضون 14 شهرا من ذلك الوقت، ولا يزال المشروع لم يرى النور حتى اليوم، وكانت الشركة قد أرجعت أسباب التأخير في بناء مجمع أبونخلة إلى ظروف فنية تتعلق بالتصميم الخاص بالمبنى، على وعد بالانتهاء منه سنة 2010.
وبدوره أكد علي محمد صالح أن مدينة أبو نخلة بحاجة للكثير من الخدمات التي لا غنى لسكان المنطقة عنها، وعلى رأسها افتتاح المركز الصحي الجديد الذي اكتمل بناؤه منذ فترة إلا أنه مازال مغلق الأبواب، خاصة أنه ظهرت حالات حمى واضطراب معوي بين الأطفال منذ فترة، والتي قد تكون حسب رأي علي محمد بسبب المياه الآسنة في مستنقع المجاري القريب من المدينة.
وأضاف صالح: كل ما نحتاج إليه نأتي به من الدوحة، والوصول إلى المدينة يستغرق وقتاً طويلاً لأن الطريق عليه الكثير من الأشغال والتحويلات بسبب الإنشاءات المتواصلة والمتكررة والتي لا تنتهي، كما أن المدرسة الوحيدة في أبونخلة تحولت مؤخراً إلى مدرسة نموذجية مستقلة، وأغلب السكان يفضلون أن تبقى المدرسة حكومية، لأن نظام المدارس المستقلة يعتمد مناهج معقدة ولا يتفاعل معها الطلاب بشكل جيد، كما أن انعدام وسائل الترفيه وخاصة للشباب كالملاعب والنوادي جعل غالبيتهم يلجأون لممارسة «التفحيص» بحثاً عن ملء الفراغ، هذا بالإضافة إلى عدم وجود أي حدائق أو مساحات خضراء في المنطقة.
وأجمع كل من استطلعت «العرب» آراءهم على أن مستنقع أبونخلة يتسبب لهم في العديد من المشاكل الصحية والبيئية وطالبوا بحل جذري لهذه المشكلة، من خلال ردم البحيرة نهائيا والقضاء عليها لما لها من آثار سلبية، من تجمع للحشرات وانبعاث للروائح الكريهة كما أنها تعكس منظراً غير لائق بسبب طفح المياه والأوساخ، وأن يتم إيجاد بدائل أخرى تكون بعيدة كل البعد عن المناطق.
وسبق لهيئة الأشغال العامة (أشغال) أن أكدت عملها على وضع حلول مستقبلية بإنشاء محطات لمعالجة هذه المياه، وأكد المهندس ناصر بن غيث الكواري رئيس قسم الشبكات بالهيئة أنها تسعى لحل مشكلة المستنقعات بإعداد مشاريع ودراسات تختص بهذا الجانب، لكن الأمر يحتاج إلى حلول على المدى البعيد، وهو ما ستتكفل به محطات معالجة المياه، ومن ذلك محطة السيلية والنعيجة التي تستقبل ما يقدر بحوالي 122 ألف متر مكعب من المياه العادمة، إلا أنه بسبب التطور العمراني الكبير وزيادة نسبة السكان وكثرة المشاريع الإنشائية فإن الضغط يزداد على هذه المحطات مما يجبر على تحويل المياه إلى المستنقعات.
وعملت «أشغال» في أكتوبر الماضي على إرساء صفقة مشروع محطة الدوحة الشمالية للمياه المعالجة على شركة «كيبل»، بقيمة 3.6 مليار ريال قطري، حيث ستتولى الشركة السنغافورية التي تعد من الشركات العالمية الرائدة في مجال معالجة وإدارة مياه الصرف الصحي بموجب هذا الاتفاق إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في الشرق الأوسط، والعمل على إدارتها وصيانتها لمدة 10 سنوات، على أن يمتد تنفيذ المشروع 30 شهراً، شاملة مرحلة التصميم، حيث من المتوقع أن تدخل هذه المحطة الخدمة في عام 2010، حيث ستغطي المنطقة الشمالية لمدنية الدوحة، بالإضافة إلى الغرافة وأم صلال وسميسمه ولوسيل بطاقة استيعابية قدرها 439 ألف متر مكعب من المياه المعالجة يومياً، كما أن المحطة ستوفر خدماتها لأكثر من 900 ألف نسمة، على أن يتم تزويد المناطق المذكورة بالإضافة إلى طريق الشمال، والطريق البحري، بالمياه المعالجة للري والزراعة.
وبخصوص مستنقع أبونخلة فقد سبق لهيئة الأشغال العامة أن تعهدت بردمه خلال خمس سنوات، حيث إنه في السابق كان بعيداً عن التجمعات السكانية، لكنه اليوم وبسبب الزحف العمراني والتطور السكاني الكبير، بات الأمر يتطلب مراجعة عاجلة لموقع هذا المستنقع، وذلك بردمه وإيجاد بدائل أخرى. كما أن مسؤولية المستنقع لا تقتصر على هيئة «أشغال» بل تتعداه لتشمل كلا من وزارة الشؤون البلدية والتخطيط والمجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية، وفي هذا الإطار ينصب السؤال حول دور لجنة المستنقعات التي تم تشكيلها قبل سنة ونصف، والتي تضم في عضويتها ممثلين عن كل الجهات المعنية، ولا يزال الجميع يترقب نتائج هذه اللجنة التي عقدت عددا من الاجتماعات لبحث اتخاذ تدابير عاجلة لحل مشكل المستنقعات في كافة أرجاء الدولة.

مافيا قطر
19-08-2008, 01:40 PM
شى غريب ما ادرى مش مهتمين فيها هاى المنطقه لازم يعنى واحد من الهوامير ساكنها اشان يهتمون فيها

سلمان_1
19-08-2008, 01:40 PM
الله يعين سكان بونخلة

بس اعتقد مشكلة البحيرة انحلت ؟!

صراحة جهدك مشكور يا محمد لشيب على اهتمامك بمشاكل المواطنين

بنت المنتدى
19-08-2008, 02:18 PM
مشكور يااخوي

فيه مناطق كثيره المفروض يهتمون بها اكثر

محمد لشيب
19-08-2008, 02:53 PM
شكرا على مروركم الكريم

أخي سليمان أختي بنت المنتدى
يسعدني تفاعلكم، وانا رهن الإشارة في تبني المزيد من المشاكل وتشريحها بغية إيجاد الحلول اللازمة لها لخدمة قضايا المجتمع.
وشكرا لكم مجددا