المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المستثمرون يتجاهلون البيانات الأميركية الضعيفة ويقفزون بالدولار الى أعلى مستوياته في



مغروور قطر
14-11-2005, 04:43 AM
المستثمرون يتجاهلون البيانات الأميركية الضعيفة ويقفزون بالدولار الى أعلى مستوياته في عامين

لم تكن الأسواق تتطلع لأنباء جيدة عندما صدرت بيانات التجارة الأميركية· ولكن حين أفادت الأنباء بأن العجز في الميزان التجاري قد قفز إلى حد قياسي بلغ 66,1 مليار دولار أميركي في شهر سبتمبر الماضي، كان ذلك أسوأ من أكثر التوقعات تشاؤما، إذ ارتفع العجز بما يقارب 7 مليارات دولار أميركي عن الشهر السابق·
وتعزى أسباب هذه الصورة القاتمة وفقا لبنك الكويت الوطني ـ إلى الإضراب في شركة بوينج وما سببه الإعصار كاترينا والارتفاع السريع في سعر النفط· ولكن كالعادة، حين تقرر الأسواق أن تنظر إلى الجانب الإيجابي للأمور، فإن الرقم السيىء سيبدو جيدا! فإذا ما كان الطلب في الولايات المتحدة لا يزال ينمو أسرع منه في أي مكان آخر في العالم، أليس ذلك بالأمر الحسن؟ إذا ستبدو الصورة أقل قتامة في المستقبل، الواردات الأميركية أعلى بنسبة %63 من الصادرات، ما يعني أنه لا بد أن تنمو الصادرات بنسبة %63 أعلى من الواردات، فقط للحؤول دون اتساع العجز أكثر· وبالمناسبة، فإن العجز مع الصين ارتفع لحد قياسي من 18,47 إلى 20,11 مليار دولار أميركي·
وفي تلك الأثناء، انخفض العجز الشهري في ميزانية الحكومة الفدرالية في الولايات المتحدة من 57,30 مليار دولار أميركي قبل عام مضى إلى 47,23 مليار دولار أميركي في شهر أكتوبر، وهو الشهر الأول في السنة المالية للعام ·2006 وقد أفادت وزارة العمل بارتفاع طلبات البطالة الرئيسية بمقدار 2000 وظيفة لتصل إلى معدل فصلي بلغ 326,000 في الأسبوع المنتهي في الخامس من نوفمبر، وهذا هو الارتفاع الأول منذ الأسبوع المنتهي في الأول من أكتوبر· ولكن تم التغاضي عن هذه الأنباء أيضا·
وارتفع المؤشر المبدئي لجامعة ميتشيجان الخاص بثقة المستهلك من 74,2 في شهر أكتوبر إلى 79,9 هذا الشهر، رافعا بذلك مؤشر الثقة من أدنى مستوى له منذ 13 عاما، حيث كانت القراءة التي سجلها شهر أكتوبر هي الأدنى منذ أكتوبر من العام 1992 الذي سجل ·73,3 وكان متوسط المؤشر الشهري للجامعة منذ إنشائه في العام 1978 قد بلغ 88,1 وفي حين بلغ 92,3 قبل أن تضرب الأعاصير· ويعود سبب هذا التحسن إلى تراجع سعر البنزين عن الحدود القياسية التي بلغها عقب الأعاصير· وسيصدر التقرير النهائي من جامعة ميتشيجان في 23 نوفمبر·
وبقي الدولار الأميركي قويا طوال الأسبوع، إذ ركزت الأسواق على فروقات سعر الفائدة التي عملت لصالح الدولار· وكان مجلس الاحتياط الفيدرالي قد رفع سعر الإقراض اليومي الإسنادي آخر مرة في الأول من نوفمبر إلى %4وكان قد أشار إلى أنه سيواصل سياسته المتبعة برفع أسعار الفائدة بوتيرة متئدة·
العنف يضرب اليورو
بالرغم من التحسن العريض في المشهد الاقتصادي في منطقة اليورو، فإن اليورو قد تلقى ضربات في الأيام الأخيرة بسبب مخاوف المستثمرين حيال أحداث الشغب في فرنسا· فقد تراجع اليورو إلى ما دون 1,17 مقابل الدولار، وهو المستوى الأضعف له منذ نوفمبر ·2003 ولاتزال أسعار الفائدة أقوى محرك للأسواق· وقد أدلى البنك المركزي الأوروبي مؤخرا ببعض البيانات التي تراهن على ارتفاع سعر الفائدة، ولكن إذا لم تخب جذوة الشغب قريبا، سيبدأ المستثمرون بالتساؤل ما إذا كان سياسيو منطقة اليورو سيفرضون مواجهة مع البنك المركزي الأوروبي المستقل· وبالفعل فإن وزراء منطقة اليورو قد اشتبكوا مع السيد تريشيه، رئيس البنك المركزي الأوروبي، محذرين من أن رفعا مبكرا في سعر الفائدة قد يضرب الانتعاش الاقتصادي الهش في هذه المنطقة·
وفي غضون ذلك، كان البنك المركزي الأوروبي مشغولا على صعيد آخر· فقد حدد علنا في الأسبوع الماضي الحدود التي يعتبرها مقبولة كضمان مقابل النقد الذي تقرضه للبنوك للمرة الأولى· ورغم أن ذلك يبدو مسألة تقنية غير ذات أهمية في خارجها، فإن التداعيات الطويلة الأجل على حد كبير من الأهمية، خصوصا للحكومات الأوروبية التي تتخلف ماليا· فهذه الدول تمكنت من اقتراض الأموال بسعر فائدة زهيد مساو للسعر الذي تحصل عليه الدول ذات السلوك المالي الحسن· ولكن مع آخر التوضيحات التي أصدرها البنك المركزي الأوروبي بأنه سيقبل فقط السندات المصنفة -ء فردي فما فوق، ستبدأ الأسواق بالتفريق أكثر بين السندات الحكومية بناء على تصنيفها ومديونيات دول منطقة اليورو· إذا، ستضطر بعض هذه الحكومات في المدى الطويل لدفع ثمن أعلى لجمع الأموال من الأسواق·
وعلى صعيد آخر، انخفض معدل البطالة قليلا في منطقة اليورو من %8,5 في شهر أغسطس إلى %8,4 في شهر سبتمبر، ولكن الانحرافات الإحصائية تجعل البيانات غير موثوق فيها·
ثبات الفائدة البريطانية
أبقى بنك إنجلترا سعر الفائدة الرئيسي على حاله عند مستوى %4,5 للشهر الثالث على التوالي، ولكن ذلك لم يكن مفاجئا لأن المحافظ قد أوضح في بعض تعليقاته الأخيرة أنه لا يؤيد أي تخفيض·
وقد أثبتت البيانات الاقتصادية الأخيرة أنها متباينة، مقدمة القليل من حيث التلميح الواضح بشأن الاتجاه الذي يجب أن تتحرك فيه أسعار الفائدة· وقد ارتفعت أسعار المساكن، ويمكن أن يكون الإنفاق الاستهلاكي قد ارتفع عن الحضيض· إضافة لذلك، بلغ التضخم في سعر المستهلك %،2,5 وهو مستوى أعلى بكثير من السعر المستهدف لبنك إنجلترا والبالغ %·2 ولكن الناتج التصنيعي سجل تراجعا مفاجئا في شهر سبتمبر، كما يشير أيضا استمرار المستوى العالي لمديونية المستهلك إلى هشاشة الاقتصاد· وفي تلك الأثناء، تناقلت الأنباء أن اقتصاد المملكة المتحدة نما بنسبة %0,4 في الأشهر الثلاثة التي سبقت شهر أكتوبر مقارنة بالربع السابق·
وإذا ما التفتنا إلى السياسة، لأن التطورات السياسية كثيرا ما تؤثر على ثقة الأسواق، نجد أن توني بلير أطل علينا في النشرات الإخبارية ولكن ليس بما كان يحب أن يطلع علينا به· فقد أصيب رئيس الوزراء البريطاني بهزيمة مذلة حين رفض حزبه دعمه في مسألة توقيف المشتبه بهم في أعمال إرهابية لمدة 90 يوما دون اتهام· وبعد أن تناقصت السلطة الشخصية له بشكل كبير، يتساءل المرء ما إذا كان ذلك بداية النهاية للسيد بلير· وستتقبل الأسواق بشكل جيد خلاقة جوردون براون لبلير، ولكن براون يقول لأصدقائه ان أمر جدول بلير يرجع لنواب حزب العمل·
نمو في اليابان
تواصل نمو الاقتصاد الياباني ببطء ولكن بثقة في الربع الثالث، مدعوما باستثمارات كبيرة من الشركات ونمو معتدل في الإنفاق الاستهلاكي· وكان الناتج المحلي الإجمالي أعلى بنسبة %0,4 في الأشهر الثلاثة السابقة لسبتمبر، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة· ورغم أن هذا الرقم يمكن مراجعته لاحقا، فإنه يدل على ربع رابع من النمو المتواصل في اليابان، وذلك رغم المساهمة السلبية من التجارة· وكان فائض التجارة في تلك الفترة قد تقلص بسبب ارتفاع سعر النفط الخام، ما قلص إجمالي الناتج المحلي الإجمالي بنسبة %·0,1 وقد كانت هناك إشارات مشجعة تشير إلى انتهاء الانكماش· وبدأت أسعار العقارات أخيرا بالارتفاع في اليابان، كما ارتفعت أسعار الأسهم بقوة هذا العام، وهناك مؤشرات إلى أن فترة الانكماش في سعر المستهلك الرئيسي قد انتهت·