المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير قطر 2008 ..قطر تتجه إلى بناء اقتصاد معرفي بخطط مدروسة



الوعب
25-08-2008, 05:30 AM
علاء العبادي :
جاء في تقرير قطر 2008 ان الحكومة تعمل على تنفيذ برامج وخطط مدروسة لتنويع الاقتصاد، الأمر الذي سيجعل من المجتمع القطري مجتمعا معرفيا وإنتاجيا بدلاً من كونه مجتمعا استهلاكياً حالياً، وتطمح قطر لتصبح مركزاً عالمياً للأبحاث والتكنولوجيا، والصناعات القائمة على الكفاءات المعرفية المحلية وذلك في خلال العقود القادمة. وبالرغم من اعتبار هذا الهدف صعباً وطموحاً بالنسبة لدولة ذات كثافة سكانية محدودة، فإن قطر تتميز بامتلاكها مصادر مالية كبيرة بالاضافة لعلاقاتها القوية مع الشركات الاكبر في العالم. وهذا السعى نحو المجتمع المعرفي هو برعاية مؤسسة قطر، حيث كانت الخطوة الاولى تأسيس المدينة التعليمية التي اجتذبت الجامعات العالمية لفتح فروع لها في الدوحة لتخريج اجيال من الشباب القطري الحاصل على تعليم متخصص وبحسب معايير دولية رفيعة دون السفر للخارج، وكذلك بروز قطر كمركز تعليمي راق. الخطوة التالية كانت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا (QSTP) حيث تطمح الحكومة لجذب الشركات العالمية لتأسيس مخابرها والقيام بأنشطتها البحثية والتطويرية (R&D) ومساعدة المستثمرين المحليين لإقامة مشاريع ذات توجه تكنولوجي. وقد حققت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالفعل نجاحات مهمة، ففي عام 2006 قامت الشركة الاوروبية للدفاع الجوي والفضاء (EADS) بتوقيع اتفاقية لتأسيس مركز تدريبي وبحثي في الواحة ، وسيوفر المركز التدريب والتأهيل في مجال التكنولوجيا الغير عسكرية، بالاضافة لتوفير الدورات المعتمدة دولياً في صيانة الطائرات والمجالات الاخرى المشابهة. كما قامت شركة كونوكو فيلبس الامريكية (Conoco Phillips) بالاعلان عن نيتها اقامة مركز لأبحاث المياه في واحة قطر والذي سيعمل على البحث في طرق معالجة واستخدام المياه المستخرجة كمنتج ثانوي لاستخراج البترول، والقيام بالتصفية والمشاريع الاخرى المتعلقة بالاستفادة من المياه الناتجة عن العمليات الصناعية. وستستثمر الشركة 25 مليون دولار امريكي في اقامة المركز خلال الخمسة سنوات الاولى، وسيتم تصميمه ليكون المركز الاساسي للشركة في العالم المختص بأبحاث المياه وتزويد الخبرات والمعلومات لفروع الشركة في العالم وكذلك للحكومة القطرية. العنصر الثالث للخطة هو صندوق قطر الوطني للأبحاث، والذي أسس في 2006 والذي قام بتمويل الابحاث في شتى المجالات المختلفة المتعلقة بالهندسة والتكنولوجيا وكذلك الابحاث المتعلقة بالعلوم الاجتماعية وأيضاً الفنون. وتواجه قطر في سعيها لتكون قوة إقليمية في مجال التعليم والأبحاث والعلوم والتكنولوجيا، منافسة كبيرة من جيرانها في مجلس التعاون (GCC) والتي تطمح لأن يكون لها أيضاً مجتمع واقتصاد معرفيً. وقد بدأت قطر في سعيها نحو الاقتصاد المعرفي بداية متواضعة في حين تشهد توسعاً في مجال النشاط المرتبط بالبترول والغاز واستخراجه مما يدر على الدولة إيرادات تتزايد باطراد، ورغم ان ذلك قد يوحي الى صعوبة تحول الدولة الى الاقتصاد المعرفي في 2020، فإن الحكومة تسعى بجهود حثيثة نحو تحقيق هذا الهدف. وفي الاثناء يتزايد عدد الطلاب القطريين ويتوقع دخولهم سوق العمل خلال العقدين القادمين والتوجه نحو تنويع الاقتصاد وتبني الأنشطة القائمة على التكنولوجيا والعلوم بما يفتح آفاقاً شاسعة ويوفر عدداً غير محدود من الأعمال والفرص. والمبادرة الخاصة بالأبحاث والتكنولوجيا هي جزء من التنويع الذي يشمل خططاً لتطوير القطاع المالي والسياحي في قطر.