المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المستثمرون في الأسهم القطرية يراهنون على انتهاء موسم العطلات لإنعاش السوق



مغروور قطر
26-08-2008, 09:30 AM
بعد التراجعات المستمرة منذ يونيو
المستثمرون في الأسهم القطرية يراهنون على انتهاء موسم العطلات لإنعاش السوق


ترقب وذكريات
اختلاف المعطيات
أسعار أفقية
السوق في مواجهة التصحيح





الدوحة – علي الدوايمة

يأمل مستثمرون في سوق الدوحة للأوراق المالية بأن يشفع انتهاء موسم الإجازات الصيفية في إعادة التوازن المطلوب لسوقهم قبل حلول شهر رمضان.

فيما يبتهل الكثيرون بأن يحمل الشهر الكريم بركاته للسوق التي بدت مترنحةً طيلة تعاملات النصف الثاني من العام، فإن آخرين يعتقدون أن تزامن رمضان مع عودة مقيمين ومواطنين من أسفارهم الصيفية، سيُعيد التوازن لقيم تداولات السوق التي أخذت طابعًا منحدرًا منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي، وكانت محصلة البورصة القطرية منذ ذلك الحين سلبية.

ومكّن الأداء الإيجابي للسوق القطرية في النصف الأول من العام بشكلٍ متزامن مع إدراج شركات جديدة، من وصول قيمتها السوقية الإجمالية إلى المرتبة الرابعة عربيًا بقيمة بلغت 134 مليار دولار (الدولار يساوي 3.64 ريالات) تاليًا للبورصات السعوديّة والكويتية والمصرية على التوالي، إذ تفيد بيانات صندوق النقد العربي تجاوز سوق الدوحة نظيراتها في أبو ظبي ودبي منذ أبريل/ نيسان الماضي.


ترقب وذكريات

ويترقب مستثمرو سوق الأسهم القطرية حلول شهر رمضان للعام الحالي وفق شعورٍ مختلط؛ ففي حين تعكف الغالبية في الدوحة ذات الطابع المحافظ على الالتزام بالطقوس الدينية والتقليديّة التي تميز الشهر الفضيل، فإن البعض لا يحمل ذكرى إيجابية حيال الأداء التاريخي لسوقهم المالية مع حلول الضيف الكريم من كل عام.

وفيما يعتقد الخبير المالي نضال الخولي أن عودة المقيمين من موسم إجازاتهم الصيفية السنوية سيُسهم في إعادة إحياء قيم التداول الحالية حينذاك، يرى نظيره حسام عنبرجي أن حالةً من الرتابة والبطء لقيم التداول ستكون السمة الأساسية لتعاملات الشهر.

ويبلغ عدد المقيمين في الدولة نحو مليون شخص، قاموا بإجراء تحويلات مالية لبلدانهم بلغت قيمتها 17 مليار ريال العام الماضي، وهو ما يمنح مؤشرًا حول قيمة مدخراتهم، في أغنى بلد عربي من حيث متوسط الدخل.

ويرى الخولي أن عودة المقيمين قبيل حلول شهر رمضان "سترفع من قيم تداولات السوق، وتوازن النقص المحتمل للسيولة حال إحجام البعض عن الانخراط في المراقبة اليومية للسوق".

ويؤيد المستشار المالي ثامر جاد الله التوقعات التي تفيد بعودة التوازن لسيولة السوق مع انتهاء فترة الإجازات.

وسيكتمل عقد العائدين من إجازاتهم قبل بدء الموسم الدراسي الذي يصادف مطلع الشهر المقبل.

ويبلغ معدل التداول اليومي في السوق القطرية حاليا نحو 400 مليون ريال، في حين شهد النصف الأول من العام معدلات تداول جاوزت المليار ريال.

وتمتلئ مساجد الدوحة بروادها خلال شهر رمضان، وهي المدينة التي يعتبرها كثيرون من بين المدن الأكثر مُحافظة والتزامًا في منطقة الخليج.


اختلاف المعطيات

ويعتبر الخولي أن غالبية الشركات التي أعلنت عن نتائج مالية نصف سنوية "قياسية" لم تأخذ حقها في بلوغ قيمتها العادلة في السوق، "وهو ما سيعزز من مستوى الإقبال عليها من قبل شريحة من المستثمرين لم تشهد الإعلان عن هذه النتائج في الدوحة، وكانت تترقب العودة إليها نهاية الصيف".

وحققت الشركات القطرية صافي ربح قدره 13.6 مليار ريال في النصف الأول من العام، بزيادةٍ قدرها 66% عن ذات الفترة من العام الماضي، مدعومةً بنتائج شركات ذات علاقة بقطاع الطاقة يتصدرها عملاق البتروكيماويات والأسمدة "صناعات قطر"، وساهمت هذه النتائج في إعادة تقييم مكررات ربحية السوق إلى نحو 17 مرة.

ورفض الخولي تمسك البعض ببناء قناعة تفيد بوجوب تراجع السوق كلما حلَّ شهر رمضان؛ "إذ إن انخفاض الأسعار سيدفع جهات استثمارية محلية لاغتنام الأسعار الحالية لبناء مراكز طويلة ومتوسطة الأجل".

وقال: "حينما كان يحل شهر رمضان في سنوات سابقة، لم تكن أدوات التداول الحديثة متوافرة حينها، أما حاليًا فيمكن لأي مستثمر إجراء تداولاته دونما إرهاق".

وهذا التأكيد ذهب إليه جاد الله، الذي يلفت إلى أن تعاملات رمضان خلال العامين الماضيين جاءت نشطة، وقال: "لا يوجد ارتباط إحصائي يؤكد تراجع السوق بحلول شهر رمضان".

وقامت لجنة السوق القطرية عام 2005 باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذ مشروع تطبيق نظام للتداول عبر شبكة الإنترنت، وهو ما اعتبره الخبراء وسيلةً ساهمت في تقليص الجهد البدني الذي يبذله المستثمرون في فترات الصيام والإفطار.

ويتفق جاد الله والمستثمر محمد الكريّم مع الخولي، إذ يريان أن قناعة البعض المتصلة بحتمية تراجع السوق خلال الشهر مرتبطة بعوامل نفسية لا علاقة لها بجوانب موضوعية.

غير أن الخولي لا يستبعد تراجع قيم التداول في الأيام العشر الأخيرة من الشهر الفضيل من جراء انصراف اهتمام كثيرين تجاه أمور متعلقة بالعبادة وأخرى ذات طابع استهلاكي.


أسعار أفقية

تقديرات الخبير المالي حسام عنبرجي بأن السوق ستشهد حالاً من الاستقرار النسبي خلال شهر رمضان- الذي يتزامن مع مطلع سبتمبر/ أيلول- وحينه ستسير الأسهم ضمن نطاقات أفقية ضيقة.

وكانت السوق القطرية قد سجلت ارتفاعًا قويًا خلال سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، حين قفز مؤشرها بواقع 8.2% بشكلٍ متسق مع تأجج أسعار منتجات الطاقة العالمية حينذاك، غير أن ذات الشهر من عام 2006 قد سجل تراجعًا قدره 3%.

ويرى الكريّم بأن البعض قد ينشغل بجوانب متصلة بالعبادة والتسوق في وقتٍ متأخر من الشهر، "وهم أفراد لا يمثلون وزنًا مؤثرًا في السوق".

وفي شأن مواعيد التداول اقترح عنبرجي إجراء تعديل لتوقيت بدء جلسة التعاملات، ما قد يشجع كثيرين على الانخراط في التعاملات عوضًا عن إحجامهم عن ذلك، وهو الرأي الذي تبنَّاه جاد الله.

وتمتد الجلسة الرسمية لتعاملات السوق ما بين العاشرة صباحًا إلى حلول الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا، وهو ذات التوقيت الذي أبقت عليه إدارة السوق خلال شهر رمضان الأخير.


السوق في مواجهة التصحيح

على أن الخولي يذهب للإشارة إلى أن التصحيح الهبوطي الذي كانت تشهده السوق القطرية تزامنًا مع بعض شهور رمضان الماضية، كان مرتبطًا بحاجتها لذلك نتيجة ارتفاعها قبل حلوله.

وقال: "السوق واجهت تصحيحًا قويًا في الآونة الأخيرة، ما يجعل من فرصة بناء المراكز مناسبة في الظرف الراهن".

وفي هذا الصدد أكد جاد الله أن الفرصة باتت مواتيةً لصعود السوق مع حلول رمضان، ففي حين استهلك البعض سيولته لتجهيزات متصلة بموسم الإجازات السنوية، فإن سيولتهم التالية لانتهاء هذا الموسم ستتجه صوب تعزيز مدخراتهم، والتي يبرز من بين أدواتها سوق الأسهم.

وفقد مؤشر السوق قرابة 550 نقطة منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري، ويحوم حاليًا فوق حاجز 11 ألف نقطة النفسي.

ويبلغ عدد الشركات المساهمة العامة القطرية 43 شركة.