الأصيل
28-08-2008, 10:38 AM
الشرق / الخميس ,28 أغسطس 2008
عبد اللطيف عبد الله آل محمود
أولاً إليكم هذه الرسالة التي تسلمتها باللغة الانجليزية من سيدة بريطانية مقيمة على هذه الأرض الطيبة، التي جاءتني تحت عنوان " تحذير للآباء والأمهات"، أنشرها بعد تعديل طفيف عليها لدواعي الترجمة إلى العربية. تقول الرسالة:
"ذهبت أنا وزوجي إلى مسبح فندق......... في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وبصراحة صدمت لما يحدث حول المسبح ولما سمعته لاحقاً عن حادثة وقعت هناك. في عصر ذلك اليوم، رأينا بضعة رجال مخمورين يتضاحكون ويتلامسون بطرق بذيئة على مرأى من الجميع. وقد اضطر رجال الأمن إلى إبعاد شخصين منهم.
تجمعات "أشباه الرجال" وشربهم الخمر وسكرهم وحركاتهم جعلتنا نشعر بعدم الراحة، وإذا أخذنا بالاعتبار الطبيعة الدينية والثقافية لقطر وأهلها، يتضح كم هو شائن تصرف هؤلاء مع وجود الأطفال حول المسبح.
ليس لدي عقدة ضد هؤلاء، ولا أهتم لما يحدث خلف الأبواب المغلقة، لكني أرفض بشدة القبول بالتصرفات الصبيانية والأنانية والوقحة لهؤلاء الأشخاص السكارى الذين لم يضعوا اعتباراً لأحد.
وزاد الطين بلة، تحدثنا مع عائلة كانت تسكن الفندق، التي قالت: إن رجلاً قام قبل أيام "بتلمس" اثنين من أبنائهم بشكل غير بريء أثناء سباحتهما في المسبح. وقد أبلغ الطفلان والديهما بما حدث، وقام رجال الأمن على إثرها بطرد الرجل من المسبح.
أود فقط تحذير الآخرين من التصرفات المخلة التي شهدناها الأسبوع الماضي، وأتمنى ألا يقع أي طفل ضحية لهؤلاء المنحرفين. فالدوحة تفخر بكونها مكاناً آمناً للعيش، ولكن خلال الأسابيع الماضية رأيت الدوحة بشكل مختلف عما عهدناه".
انتهى كلام السيدة.
كما تسلمت رسالة سابقة من الأخ الغيور عيسى أحمد النصر التي قال فيها: "إن تزايد أعداد الوافدين إلى قطر صحبته زيادة غير مقبولة لتصرفات منافية لتعاليم الدين والثقافة السائدة. فتجد أن البعض لا يراعي أدنى احترام أو احتشام للآخرين في الظهور في الأماكن العامة بملابس أدنى ما يقال عنها: إنها تجرح إحساس الآخرين، ويقوم بتصرفات غير مقبولة". ويقول: "نحن لا نطالب الأجانب بلبس العباءة بقدر ما نطالبهم باللباس المحتشم، والكف عن التصرفات غير الأخلاقية مثل القبلات والاحتضان في الأماكن العامة".
انتهى كلام الأخ عيسى النصر.
لا شك أن الشواهد الكثيرة في ما يتعلق بالملابس غير اللائقة،التي تكشف أكثر مما تستر، وكذلك تصرفات البعض كاحتضان الرجل للمرأة وتقبيلها في الأماكن العامة، تؤذي الناس، وتجرح مشاعرهم، خاصة أن هذا يحدث في الأماكن العامة، حيث توجد الأسر بأطفالها. وإذا كان منظر ميوعة تصرفات المسبح جرحت إحساس سيدة غربية فما بالك بابن البلد المسلم؟!.
ولا شك أن تصرف بعض الوافدين بعيد جداً عن المتعارف عليه دينياً وأخلاقياً، وأغلب هذه التصرفات ليس المقصد منها إهانة أهل البلد أو جرح مشاعرهم، بل هي الجهل بما هو متعارف عليه دينياً وأخلاقياً في البلد. كما أن هؤلاء نقلوا تصرفاتهم وطريقة حياتهم التي اعتادوا عليها من بلدانهم إلينا، ولم يستنكر عليهم أحد تلك التصرفات، ولم يتم إرشادهم إلى أن تلك الأعمال غير مقبولة شرعاً ولا أخلاقاً.
إلا أن تصرفات البعض -للأسف -وصلت إلى درجات ممجوجة من الوقاحة والاستهتار بالناس والذوق العام، وتتطلب من الغيورين ومن بيده الأمر من المسؤولين تهذيباً لهؤلاء وإجراءات رادعة تُلزم الأول، والتالي منهم، بضرورة الالتزام بالأخلاق والآداب العامة.
ولكن الواجب أولاً على الجهات المسؤولة في البلد كوزارتي الداخلية والبلدية، إصدار قرارات تلزم الوافدين بضرورة احترام المتعارف عليه في قطر شرعاً وتقليداً، وتنبيه المقيمين في هذا البلد الإسلامي بالضوابط المطلوبة للسلوك العام، الواجب اتباعه خلال إقامتهم في قطر، وتعميم تلك القرارات على السفارات الأجنبية، وكذلك إصدار كتيبات تشرح الأمور الشرعية والعادات والتقاليد وثقافة أهل البلد، وتقديمها للقادمين إلى قطر من خلال المطارات ومنافذ الحدود.
والأهم هو إلزام الفنادق والمجمعات التجارية والمطاعم والأماكن العامة، بعدم قبول السلوكيات الشائنة في الملبس والتصرفات، وإخراج أصحابها إذا لم يلتزموا بالذوق العام الواجب اتباعه.
نحن مقبلون على شهر رمضان، والمعتاد أن تصدر تعميمات من الجهات المختصة تنبه إلى الضوابط المطلوبة من غير المسلمين، للعمل بها، مراعاة للشهر الفضيل، وإذا استثنينا الأكل جهراً في نهار رمضان، فالواجب أن تعمم تلك الضوابط للعمل بها على مدار العام.
ما نطلبه من الإخوة المسؤولين هو عدم السكوت على استهتار فئة منحرفة خرجت بتصرفاتها عن الذوق العام وأساءت إلى قطر وأهلها. وكما يقول الأخ عيسى النصر، نحن لا نطالب بالكثير، ونتمنى أن ترجع الدوحة -وقطر كلها -كما عهدناها وخَبِرَتها السيدة البريطانية المقيمة، واحة للأخلاق الحميدة، تتعايش فيها ثقافات وديانات مختلفة، تكون ركيزتها احترام البلد وأهله ودينه وثقافته، ينعم فيها الوافدون بالاحترام والأمان والاستقرار.
عبد اللطيف عبد الله آل محمود
أولاً إليكم هذه الرسالة التي تسلمتها باللغة الانجليزية من سيدة بريطانية مقيمة على هذه الأرض الطيبة، التي جاءتني تحت عنوان " تحذير للآباء والأمهات"، أنشرها بعد تعديل طفيف عليها لدواعي الترجمة إلى العربية. تقول الرسالة:
"ذهبت أنا وزوجي إلى مسبح فندق......... في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وبصراحة صدمت لما يحدث حول المسبح ولما سمعته لاحقاً عن حادثة وقعت هناك. في عصر ذلك اليوم، رأينا بضعة رجال مخمورين يتضاحكون ويتلامسون بطرق بذيئة على مرأى من الجميع. وقد اضطر رجال الأمن إلى إبعاد شخصين منهم.
تجمعات "أشباه الرجال" وشربهم الخمر وسكرهم وحركاتهم جعلتنا نشعر بعدم الراحة، وإذا أخذنا بالاعتبار الطبيعة الدينية والثقافية لقطر وأهلها، يتضح كم هو شائن تصرف هؤلاء مع وجود الأطفال حول المسبح.
ليس لدي عقدة ضد هؤلاء، ولا أهتم لما يحدث خلف الأبواب المغلقة، لكني أرفض بشدة القبول بالتصرفات الصبيانية والأنانية والوقحة لهؤلاء الأشخاص السكارى الذين لم يضعوا اعتباراً لأحد.
وزاد الطين بلة، تحدثنا مع عائلة كانت تسكن الفندق، التي قالت: إن رجلاً قام قبل أيام "بتلمس" اثنين من أبنائهم بشكل غير بريء أثناء سباحتهما في المسبح. وقد أبلغ الطفلان والديهما بما حدث، وقام رجال الأمن على إثرها بطرد الرجل من المسبح.
أود فقط تحذير الآخرين من التصرفات المخلة التي شهدناها الأسبوع الماضي، وأتمنى ألا يقع أي طفل ضحية لهؤلاء المنحرفين. فالدوحة تفخر بكونها مكاناً آمناً للعيش، ولكن خلال الأسابيع الماضية رأيت الدوحة بشكل مختلف عما عهدناه".
انتهى كلام السيدة.
كما تسلمت رسالة سابقة من الأخ الغيور عيسى أحمد النصر التي قال فيها: "إن تزايد أعداد الوافدين إلى قطر صحبته زيادة غير مقبولة لتصرفات منافية لتعاليم الدين والثقافة السائدة. فتجد أن البعض لا يراعي أدنى احترام أو احتشام للآخرين في الظهور في الأماكن العامة بملابس أدنى ما يقال عنها: إنها تجرح إحساس الآخرين، ويقوم بتصرفات غير مقبولة". ويقول: "نحن لا نطالب الأجانب بلبس العباءة بقدر ما نطالبهم باللباس المحتشم، والكف عن التصرفات غير الأخلاقية مثل القبلات والاحتضان في الأماكن العامة".
انتهى كلام الأخ عيسى النصر.
لا شك أن الشواهد الكثيرة في ما يتعلق بالملابس غير اللائقة،التي تكشف أكثر مما تستر، وكذلك تصرفات البعض كاحتضان الرجل للمرأة وتقبيلها في الأماكن العامة، تؤذي الناس، وتجرح مشاعرهم، خاصة أن هذا يحدث في الأماكن العامة، حيث توجد الأسر بأطفالها. وإذا كان منظر ميوعة تصرفات المسبح جرحت إحساس سيدة غربية فما بالك بابن البلد المسلم؟!.
ولا شك أن تصرف بعض الوافدين بعيد جداً عن المتعارف عليه دينياً وأخلاقياً، وأغلب هذه التصرفات ليس المقصد منها إهانة أهل البلد أو جرح مشاعرهم، بل هي الجهل بما هو متعارف عليه دينياً وأخلاقياً في البلد. كما أن هؤلاء نقلوا تصرفاتهم وطريقة حياتهم التي اعتادوا عليها من بلدانهم إلينا، ولم يستنكر عليهم أحد تلك التصرفات، ولم يتم إرشادهم إلى أن تلك الأعمال غير مقبولة شرعاً ولا أخلاقاً.
إلا أن تصرفات البعض -للأسف -وصلت إلى درجات ممجوجة من الوقاحة والاستهتار بالناس والذوق العام، وتتطلب من الغيورين ومن بيده الأمر من المسؤولين تهذيباً لهؤلاء وإجراءات رادعة تُلزم الأول، والتالي منهم، بضرورة الالتزام بالأخلاق والآداب العامة.
ولكن الواجب أولاً على الجهات المسؤولة في البلد كوزارتي الداخلية والبلدية، إصدار قرارات تلزم الوافدين بضرورة احترام المتعارف عليه في قطر شرعاً وتقليداً، وتنبيه المقيمين في هذا البلد الإسلامي بالضوابط المطلوبة للسلوك العام، الواجب اتباعه خلال إقامتهم في قطر، وتعميم تلك القرارات على السفارات الأجنبية، وكذلك إصدار كتيبات تشرح الأمور الشرعية والعادات والتقاليد وثقافة أهل البلد، وتقديمها للقادمين إلى قطر من خلال المطارات ومنافذ الحدود.
والأهم هو إلزام الفنادق والمجمعات التجارية والمطاعم والأماكن العامة، بعدم قبول السلوكيات الشائنة في الملبس والتصرفات، وإخراج أصحابها إذا لم يلتزموا بالذوق العام الواجب اتباعه.
نحن مقبلون على شهر رمضان، والمعتاد أن تصدر تعميمات من الجهات المختصة تنبه إلى الضوابط المطلوبة من غير المسلمين، للعمل بها، مراعاة للشهر الفضيل، وإذا استثنينا الأكل جهراً في نهار رمضان، فالواجب أن تعمم تلك الضوابط للعمل بها على مدار العام.
ما نطلبه من الإخوة المسؤولين هو عدم السكوت على استهتار فئة منحرفة خرجت بتصرفاتها عن الذوق العام وأساءت إلى قطر وأهلها. وكما يقول الأخ عيسى النصر، نحن لا نطالب بالكثير، ونتمنى أن ترجع الدوحة -وقطر كلها -كما عهدناها وخَبِرَتها السيدة البريطانية المقيمة، واحة للأخلاق الحميدة، تتعايش فيها ثقافات وديانات مختلفة، تكون ركيزتها احترام البلد وأهله ودينه وثقافته، ينعم فيها الوافدون بالاحترام والأمان والاستقرار.