عبدالله العذبة
28-08-2008, 06:50 PM
عودة حليمة!
لم أفاجأ كثيرا بخبر صغير أوردته الشرق منذ ايام في زاوية 50/50 بأن ( أول ثلاثة قرارات أصدرها ثلاثة وزراء جدد هي عدم التعامل مع الصحافة أو إعطاء مقابلات صحفية!!)
والزاوية - ذاتها- ابتكار ذكي للصحيفة لكي تورد اخبارا مؤكدة مع تأمين ظهرها ضد سهام الشكاوي والدعاوي القضائية.
يبدو جليا ان هناك بونا شاسعا بين ما يعرفه الصحفيون وبين ما يقدمون علي نشره !!
يلتقط الصحفيون احيانا اخبارا مخلوطة او بالاحري جلها من الشائعات ولا نستطيع ان نلومهم عندما يعجزون عن التمييز بينها ولا نستطيع اتهامهم بانهم لا يسعون الي كشف المستور واستغلال مصادر المعلومات - ان وجدت - بصورة مهنية لان الصحفي في الحقيقة يبحث عن الستر !!
وما اكثر ما شعرت بان كتاب الاعمدة كالعجوز التي تقرأ البخت للنسوة اليائسات تكهنا وتخرصا وتخبطا.
كيف تتوقعون اذا ان تكون طبيعة التقارير والتحقيقات الصحفية؟
وهل بامكانها ان تفصح عما تحاول جاهدة ستره وتجميله؟؟
وكيف سيكتب كتاب الاعمدة عن خطط الحكومة ومشروعاتها وانجازاتها في مجالات الاسكان والطرق والمستشفيات والمدارس والماء والكهرباء والتعليم وتنظيم المدن وفرص العمل ودخول الشركات الاجنبية والقوانين الجديدة وغيرها بينما الصورة مغبشة امامهم والمعلومات محجوبة ومجرّم التصريح بها في بعض المؤسسات واذا لم تتوخ المصادر السلامة وقدمت المعلومات فان الكتّاب انفسهم لن يصرح لهم بالنشر.
هل نعجب اذا لم نقرأ بعد صدور قرار التشكيل الوزاري الجديد مقالا صحفيا واحدا يعد بحق قراءة في فلسفة التشكيل الوزاري الجديد واهدافه وليس نفخا في صورة الحكومة الجديدة وتأبينا للقديمة وتبريرا لتعثراتها !
هل تراجع تأثير الكتاب والمثقفين في اوضاع مجتمعاتهم ولم تعد لآرائهم قيمة تذكر ام ان عددا كبيرا منهم يحتل مواقع ووظائف حكومية تسوقه الي التزام جانب الحكومة بل والدفاع عنها ؟
وما دور الصحافة عندنا؟ هل هي مزيج انتقائي ومتعدد الاغراض بين الاسفنجة الممتصة والمنخل الضيق والفلترة المباشرة واحيانا في مواسم معينة يلجأ الي التنفيس بمقادير معلومة!
لا شك ان الصحافة غدت مشروعاً تجارياً صرفاً تغلّب فيه وجهة نظرة ملاك الجريدة ومصالحهم وشبكة علاقاتهم ويجري اغفال المصلحة الاجتماعية او حتي الغاؤها.
لقد اعتبر حل وزارة الإعلام نقطة تحول إيجابية في تاريخ قطر ومن يومها تخلصت الرقابة الحكومية من عقدة الذنب وتحول اللوم و الانتقاد المستمر الي خانة الرقابة الذاتية للصحف !!
ونشرت الراية في يوم الأربعاء13/12/2006 علي لسان عبد العزيز آل محمود، وكان وقتها رئيسا لتحرير موقع الجزيرة نت(بأن المجتمع القطري لا يزال مجتمعا محافظا، مشيرا إلي أن الشكاوي تأتي من داخل المجتمع حال نشر بعض الأخبار المحلية واضاف بان مشكلتنا تكمن في المجتمع أكثر من الحكومة عند نشر أخبار محلية ما)يبدو كلام المحمود منطقيا لولا ان ذلك لم يمنعه عندما رئس تحرير جريدة العرب من نشر مقالات اثارت حفيظة الكثير من القطريين وتجلي الاستياء واضحا في احد اهم المنتديات القطرية.
لقد عادت وزارة الثقافة (لم تحدد بعد اختصاصاتها) ومن المتوقع أن تنضوي تحت مظلة الوزارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وهيئة المتاحف, والحي الثقافي،وصوت الخليج والدوري والكاس،فضلا عن تكهنات بانضمام قطاع الشباب إليها( !!!)
الا يعني ذلك عودة غير معلنة لوزارة الإعلام بالرغم من انه قد اعلن مرة تلو الاخري عن رفض فكرة توجيه الرأي العام من خلال (وزارة) للاعلام، والتي ذكر بان وجودها يتناقض - لسبب ما - مع حرية الرأي والتعبير !! بالرغم من ان هيئة الإذاعة والتلفزيون تتكون من ادارات (حكومية) لم تتوقف عن كونها رسمية كما ان الصحافة - ذاتها- لم تفقد بوصلتها التوجيهية والاستشارية والاسترشادية من الخطوط الرسمية المعلومة بالضرورة في الدولة .
فهل هي عودة مبطنة لوزارة الاعلام وبنفس الوزير الذي ذهبت به في عام 1996؟.
بقلم : نورة آل سعد
كاتبة قطرية
المصدر الراية الخميس 28-8-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=374770&version=1&template_id=24&parent_id=23
لم أفاجأ كثيرا بخبر صغير أوردته الشرق منذ ايام في زاوية 50/50 بأن ( أول ثلاثة قرارات أصدرها ثلاثة وزراء جدد هي عدم التعامل مع الصحافة أو إعطاء مقابلات صحفية!!)
والزاوية - ذاتها- ابتكار ذكي للصحيفة لكي تورد اخبارا مؤكدة مع تأمين ظهرها ضد سهام الشكاوي والدعاوي القضائية.
يبدو جليا ان هناك بونا شاسعا بين ما يعرفه الصحفيون وبين ما يقدمون علي نشره !!
يلتقط الصحفيون احيانا اخبارا مخلوطة او بالاحري جلها من الشائعات ولا نستطيع ان نلومهم عندما يعجزون عن التمييز بينها ولا نستطيع اتهامهم بانهم لا يسعون الي كشف المستور واستغلال مصادر المعلومات - ان وجدت - بصورة مهنية لان الصحفي في الحقيقة يبحث عن الستر !!
وما اكثر ما شعرت بان كتاب الاعمدة كالعجوز التي تقرأ البخت للنسوة اليائسات تكهنا وتخرصا وتخبطا.
كيف تتوقعون اذا ان تكون طبيعة التقارير والتحقيقات الصحفية؟
وهل بامكانها ان تفصح عما تحاول جاهدة ستره وتجميله؟؟
وكيف سيكتب كتاب الاعمدة عن خطط الحكومة ومشروعاتها وانجازاتها في مجالات الاسكان والطرق والمستشفيات والمدارس والماء والكهرباء والتعليم وتنظيم المدن وفرص العمل ودخول الشركات الاجنبية والقوانين الجديدة وغيرها بينما الصورة مغبشة امامهم والمعلومات محجوبة ومجرّم التصريح بها في بعض المؤسسات واذا لم تتوخ المصادر السلامة وقدمت المعلومات فان الكتّاب انفسهم لن يصرح لهم بالنشر.
هل نعجب اذا لم نقرأ بعد صدور قرار التشكيل الوزاري الجديد مقالا صحفيا واحدا يعد بحق قراءة في فلسفة التشكيل الوزاري الجديد واهدافه وليس نفخا في صورة الحكومة الجديدة وتأبينا للقديمة وتبريرا لتعثراتها !
هل تراجع تأثير الكتاب والمثقفين في اوضاع مجتمعاتهم ولم تعد لآرائهم قيمة تذكر ام ان عددا كبيرا منهم يحتل مواقع ووظائف حكومية تسوقه الي التزام جانب الحكومة بل والدفاع عنها ؟
وما دور الصحافة عندنا؟ هل هي مزيج انتقائي ومتعدد الاغراض بين الاسفنجة الممتصة والمنخل الضيق والفلترة المباشرة واحيانا في مواسم معينة يلجأ الي التنفيس بمقادير معلومة!
لا شك ان الصحافة غدت مشروعاً تجارياً صرفاً تغلّب فيه وجهة نظرة ملاك الجريدة ومصالحهم وشبكة علاقاتهم ويجري اغفال المصلحة الاجتماعية او حتي الغاؤها.
لقد اعتبر حل وزارة الإعلام نقطة تحول إيجابية في تاريخ قطر ومن يومها تخلصت الرقابة الحكومية من عقدة الذنب وتحول اللوم و الانتقاد المستمر الي خانة الرقابة الذاتية للصحف !!
ونشرت الراية في يوم الأربعاء13/12/2006 علي لسان عبد العزيز آل محمود، وكان وقتها رئيسا لتحرير موقع الجزيرة نت(بأن المجتمع القطري لا يزال مجتمعا محافظا، مشيرا إلي أن الشكاوي تأتي من داخل المجتمع حال نشر بعض الأخبار المحلية واضاف بان مشكلتنا تكمن في المجتمع أكثر من الحكومة عند نشر أخبار محلية ما)يبدو كلام المحمود منطقيا لولا ان ذلك لم يمنعه عندما رئس تحرير جريدة العرب من نشر مقالات اثارت حفيظة الكثير من القطريين وتجلي الاستياء واضحا في احد اهم المنتديات القطرية.
لقد عادت وزارة الثقافة (لم تحدد بعد اختصاصاتها) ومن المتوقع أن تنضوي تحت مظلة الوزارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وهيئة المتاحف, والحي الثقافي،وصوت الخليج والدوري والكاس،فضلا عن تكهنات بانضمام قطاع الشباب إليها( !!!)
الا يعني ذلك عودة غير معلنة لوزارة الإعلام بالرغم من انه قد اعلن مرة تلو الاخري عن رفض فكرة توجيه الرأي العام من خلال (وزارة) للاعلام، والتي ذكر بان وجودها يتناقض - لسبب ما - مع حرية الرأي والتعبير !! بالرغم من ان هيئة الإذاعة والتلفزيون تتكون من ادارات (حكومية) لم تتوقف عن كونها رسمية كما ان الصحافة - ذاتها- لم تفقد بوصلتها التوجيهية والاستشارية والاسترشادية من الخطوط الرسمية المعلومة بالضرورة في الدولة .
فهل هي عودة مبطنة لوزارة الاعلام وبنفس الوزير الذي ذهبت به في عام 1996؟.
بقلم : نورة آل سعد
كاتبة قطرية
المصدر الراية الخميس 28-8-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=374770&version=1&template_id=24&parent_id=23