تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يتوقع استمرار موجة تراجع البورصة في رمضان ويرجح انخفاض أرباح الشركات في النصف الثاني



مغروور قطر
29-08-2008, 09:42 AM
تضاعف السلبيات المحاطة بالسوق يقلص فرص استقطابه لاستثمارات أجنبية
«الجُمان» يتوقع استمرار موجة تراجع البورصة في رمضان ويرجح انخفاض أرباح الشركات في النصف الثاني







قال تقرير صادر عن مركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية عن اداء سوق الكويت للاوراق المالية ان مؤشر البورصة بدأ بالاتجاه السالب هذا العام، حيث تراجع مؤشر جلوبل بمعدل %1.9 منذ بداية العام 2008 حتى تاريخ اعداد هذا التقرير، وذلك بالرغم من الأداء الايجابي غير المنطقي للمؤشر السعري للسوق بمعدل %15.4، والذي يناقض أداء المؤشر الرسمي الآخر وهو الوزني، حيث حقق نمواً متواضعاً للغاية منذ بداية العام بمعدل %1.2 فقط.

وبالرغم من امتعاض البعض من التراجع الحالي، الا أننا نرى العكس، حيث أن الأداء السلبي لمؤشر جلوبل هو البداية السليمة باتجاه تصحيح الوضع اللاّمنطقي الذي تعيشه البورصة، وذلك من حيث اصطناع أسعار وتداولات بعيدة عن الواقع لشريحة لا يستهان بها من الأسهم المدرجة، كما نعتقد أن التراجع الصحي للأسعار والمبالغ المتداولة يعطي مؤشراً أولويا لنفاذ السيولة اللازمة لاستمرار التلاعب من جانب البعض، وبداية انكشاف وضعهم الحقيقي، وذلك من حيث استحالة استمرار التلاعب على المدى الزمني الطويل.

وبالرغم من ارتياحنا الأولي لمجريات السوق خلال هذه الفترة، الا أنه يؤسفنا بكل تأكيد أن أكثر من يعاني من تبعات التراجع والتصحيح هم الشريحة العددية الكبرى لصغار المتداولين، وليس من يقف وراء التلاعبات في البورصة، وذلك نظراً لغياب الرقابة وانعدام المساءلة للمتجاوزين، والذين يتدخلون بشكل سافر في الآليات الطبيعية للسوق، من خلال الأوامر الوهمية بيعاً وشراءً، ناهيك عن العبث بالاسعار سواء أثناء التداول أو في الدقيقة الأخيرة، والذي أدى الى تشويه أداء البورصة، حيث فقدت اتجاهها الواضح والصحيح ، وبذلك تحولت الى آلية لتبخر مدخرات عموم المتداولين بدلا من تنميتها.

وقد أدى تضاعف السلبيات المحيطة في سوق المال الكويتي سواء من الناحية الرقابية أو التنظيمية الى انحسار الآمال العريضة والخاصة باجتذاب المستثمرين الأجانب، وذلك على خلفية الاصلاحات الضريبية المشجعة لهم، والتي تم اقرارها في بداية العام الجاري، بل الأدهى والأمر من ذلك هو أن الأموال الوطنية أخذت بالتسارع نحو الهجرة الى الخارج لاقتناص الفرص الواعدة وطمعاً بالتشريعات المشجعة هناك، ومن مؤشرات ذلك انخفاض متوسط التداول اليومي باضطراد منذ بداية العام حتى الآن في سوق المال، ولا شك أن ذلك الوضع مدعاة للقلق العميق، خاصة أننا نعيش حالياً في ظل فوائض مالية قياسية وغير متوقعة، وانفاق حكومي كبير، ولكن للأسف ليس ذا أثر اقتصادي وتنموي يذكر، والسؤال الذي يطرح نفسه خلال الوقت الراهن -والذي يجب أخذه بالحسبان -ماذا سيكون عليه الوضع في حال انحسار الفورة النفطية الحالية ؟ لا شك بأن التكلفة ستكون مرتفعة للغاية في حال استمرار التدهور السريع في أدبيات التعامل مع البورصة من جانب الأطراف المعنية والمحيطة بها، سواء كانوا مشرعين أو منظمين أو متداولين وغيرهم، وبالرغم من الوضع القائم والقاتم، فانه لا يزال هناك وقت ولو أنه ليس بالطويل لاصلاح الوضع وانقاذ الموقف قبل فوات الأوان.



التداول والمؤشرات

وعلى صعيد تداولات السوق المالي لشهر أغسطس الجاري، فقد انخفض متوسط التداول اليومي بمعدل %12 ليبلغ 99.7 مليون دينار مقابل 113.5 مليون دينار لشهر يوليو الماضي، وقد صاحب الانخفاض في التداول انخفاض في مؤشرات السوق لشهر أغسطس 2008 وذلك بمعدل %4 و%3 للوزني والسعري على التوالي ، ويعزو البعض انخفاض التداول خلال موسم الصيف وشهر أغسطس تحديدا الى موسم الاجازات، الا أننا نختلف مع وجهة النظر تلك نظرا لتوفر آلية التداول عن بعد وبتكاليف منخفضة مثل التداول عبر شبكة الانترنت أو الهاتف المحمول، حيث لايستبعد التداول الاعتيادي أو حتى المكثف خلال موسم الاجازات اذا كانت هناك فرص مغرية كما حدث مرارا في السابق، وذلك كون المستثمر لا ينتظر انتهاء الاجازة حتى يتخذ قرار الشراء والبيع في الأوراق المالية عموماً، حيث أنه من الممكن أن تضيع الفرص بسرعة، كما أن مجريات أوضاع أسواق المال تتغير وبحده خلال فترة قصيرة جداً، وذلك بما لا يحتمل الانتظار حتى انتهاء الاجازة والاسترخاء.

من جهة أخرى، فان وضع موسم الاجازات ينطبق على شهر رمضان المبارك، والذي نتوقع أن تستمر موجة الهدوء والتراجع خلاله لأسباب مرتبطة بالسوق ذاته، وليس لظروف الشهر الفضيل كما يرى البعض، وذلك عدا الأسبوع الأول منه، والذي يشهد عادة انخفاضاً ملحوظاً في المبالغ المتداولة من كل عام، وذلك ريثما يتم التأقلم مع الظروف الخاصة بالشهر المبارك.



نتائج النصف الأول

تراجعت نتائج النصف الأول 2008 لاجمالي الشركات المدرجة بمعدل %12.6 بالمقارنة مع النصف المناظر من العام الماضي، ويعتبر ذلك التراجع متوقعاً نظرا للمكاسب الاستثنائية التي فقدتها مجموعة من الشركات المدرجة خلال النصف الأول من العام 2007، والمتمثلة باستفادتها من صفقة بيع الوطنية للاتصالات بمقدار 500 مليون دينار تقريباً، حيث ينقلب النمو السلبي في أرباح النصف الأول من العام الجاري الى نمو ايجابي بمعدل %6 في حال استبعاد أثر أرباح صفقة الوطنية للاتصالات من نتائج النصف الأول من العام الماضي.

الا أن الملفت للنظر في احصائيات نتائج النصف الأول 2008، أن عدد الشركات التي حققت نموا في النتائج والبالغ 94 شركة يكاد يكون مساويا لعدد الشركات التي تعرضت نتائجها للتراجع والبالغة 91 شركة، وهذا ما ينسجم مع النمو الطفيف في الأرباح البالغ %6، بعد استبعاد أثر المكاسب الاستثنائية، ورغم أن الظاهرة ليست مستغربة، الا أنها تطور جديد يستحق التحليل، وربما تصلح لاتخاذها أساساً لبناء التوقعات المستقبلية ولو بالأجل القصير، حيث لا نستبعد بناء على تلك القراءة انخفاض مجموع أرباح الشركات في النصف الثاني من العام الجاري بالمقارنة مع النصف الأول منه، ولا يستدعي ذلك من وجهة نظرنا التخوف والقلق، حيث أثبتت القراءات فيما مضى أن الانخفاض الكمي للأرباح عادة ما يقابله ارتفاع نوعي لها، والذي نرى أنه تطور ايجابي، والذي ان حدث مع بلوغ التصحيح في أسعار الأسهم لمداه المطلوب، فان ذلك مدعاة لتحسن وضع البورصة من حيث تأهلها للتماسك وربما الصعود فيما بعد، والذي سيكون مشروطاً بتنقيتها من معظم الشوائب المتعلقة بها حالياً، من جهة أخرى، فان الارتفاع الملحوظ لعدد الشركات الخاسرة في النصف الأول 2008 والبالغ عددها 13 شركة من 5 شركات في النصف الأول 2007 لا يدعو الى القلق نظراً لتوقع خسارة شريحة من تلك الشركات في ظل انحسار أداء البورصة، كونها لا تعتمد في نشاطها على عمليات تشغيلية جادة، حيث لا يشكل عدد الشركات الخاسرة سوى %7 من اجمالي عدد الشركات المدرجة، وهي نسبة غير مقلقة اطلاقاً.



مقارنة التوقعات بالواقع

أما بما يتعلق بتوقعاتنا التي أصدرناها بتاريخ 2008/6/26 عن أرباح الربع الثاني والنصف الأول 2008، فقد ابتعدت هذه المرة بشكل ملحوظ عن الواقع، حيث انحرفت بمعدل %17 عن الأرقام الفعلية، وذلك بما يرتبط بنتائج الربع الثاني التي تم تقديرها بمبلغ 1.100 مليون دينار، بينما بلغت 1.289 مليون دينار فعليا لجميع الشركات المدرجة، أما بشأن توقعاتنا للنصف الأول 2008، فقد انحرفت ولكن بنسبة أقل عن الواقع وذلك بمعدل %8، حيث ارتفعت مجموع النتائج الفعلية الى مستوى 2.495 مليون دينار بالمقارنة مع توقعاتنا البالغة 2.300 مليون دينار.


تاريخ النشر 29/08/2008