khalid1975
31-08-2008, 09:14 PM
صنفان لا غنى للناس عنهما كما قال الشافعي؛ «العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم». وأتمنى أن يعذرني الأطباء الذين نجلهم ونحترمهم لأنني سأكون مباشرا في التأليب على فئة من الأطباء أساءوا للطب كما أساءوا لدينهم ومجتمعهم. إنني أشعر بأسى كبير على الحالة الأخلاقية التي وصل إليها بعض الأطباء من السعوديين وغيرهم في مستشفياتنا العامة والخاصة. وبسبب أولئك المرضى أخلاقيًا فقد كثير من الناس الثقة في الطبيب وفي نظامنا الصحي بأكمله. فقد قرأنا في صحفنا المحلية عن طبيب يعاشر ممرضة في مستشفى حكومي بينما وقف عامل النظافة حارسا على الباب، وطبيب عربي مقيم في بلادنا يضع صورته على موقع على الإنترنت يطلب التعرف على صديقة، وتسربت رسائل مصورة عن طبيب يعبث بامرأة وهي مخدرة، ويكثر الحديث عن نساء طردن من قبل الطبيب وهن في حالة إسعافية لأنهن كن متخلفات من وجهة نظره لأنهن تجرأن وطلبن طبيبات يفحصنهن. ونسمع عن أطباء إذا طالبت المريضة بحقها في حضور ممرضة للكشف عليها وملازمتها منذ دخولها العيادة يزمجر غضبًا ويترك غرفة الكشف لتأديب تلك المراجعة بانتظار طويل لا ينتهي. وقصص كثيرة تدمي القلوب عما يجري في المستشفيات وما يجري في غرف العمليات، وما يمارسه بعض الأطباء المرضى من كشف لعورات المريضات وهن مخدرات أمام الطلاب وحتى عمال النظافة. لكننا لم نسمع عن عقوبات رادعة بكل أسف.
وصلتني ملاحظات وشكاوى ممن أعرف ولا أعرف تجمع على أن هناك مشكلة أخلاقية قد تمكنت من بعض الأطباء بكل أسف، وإذا كان الأمر يتعلق بعدم وجود طبيبة للكشف أو بعدم إمكانية تحقيق الخصوصية في حالات طارئة، أو بإهمال غير مقصود في غرفة العلميات فإننا قد نغض الطرف على مضض، لكن غير المقبول مطلقا أن يحاول الطبيب التحرش بمريضة على سرير الكشف وأن يتعمد إخراج الممرضة؛ وقد حدث هذا لمراجعة ممن يظهر عليهن سمات التحرر لكنها في لحظة معينة وجدت أن ما يقوم به الطبيب غير المحترم هو أمر لا يقبله الدين ولا التنوير ولا الليبرالية، إنه «دعارة صحية»، فأبلغت الجهة المعنية، فهل حدث شيء؟ لا أعلم.
الأسوأ من كل هذا أن يكون الطبيب هو الوحيد تقريبًا في تخصصه ويقصده المرضى المحتاجون، اليائسون، الذين يتعلقون بأي أمل، وأن تأتيه المرأة المسكينة مع محرمها الذي لا يفارقها ومع ذلك يحاول ذلك الاستشاري المريض أن «يرقمها» وأن يقتحم خصوصيتها، وأن يستميلها إلى حبائل الشيطان. أي مأساة بعد هذه؟ وإن المصيبة تتعاظم عندما يكون هذا الشخص أستاذاً في كلية الطب. بمعنى أنه يداوي ويدرس من يداوي الناس، وربما شارك في صياغة شروط ممارسة الطب وأخلاقياته، فأية نتيجة نتوقعها منه في نظريته وممارسته.
عندما كنت أعد لكتابة الموضوع تحدثت مع عدد من ذوي العلاقة، وقرأت عن أخلاقيات مهنة الطب التي أقرتها الهيئات الرسمية في بلادنا، ووجدتها كغيرها من الأنظمة جميلة على الورق، رائعة في صياغتها، علمية في استدلالاتها بالكتاب والسنة واستحضارها لأدبيات وأخلاقيات المهنة، لكنها بكل أسف مازالت على الورق الذي كتبت عليه لأنها خلت من العقوبات.
ما العمل؟ سؤال ملح، ومواجهة المشكلة خير من تجاهلها. وأول ما يعالج المشكلة هو كشفها بالكتابة عنها وسرد تجارب الناس المريرة وإقناع الضحايا بأن يسهمن في ستر عورات غيرهن من العفيفات، وأن نضمن السرية لمن تريد أن تفضح طبيبًا من هذا النوع. المهم أن يتحر الجميع الدقة والموضوعية، وأن يتجنبوا تصفية حساباتهم الشخصية على حساب سمعة الأطباء. وإذا كان الخير متأصلًا في مجتمعنا الإنساني فإن الأولى بزملاء المهنة أن يمارسوا دوراً إيجابيًا بلجم المنحرفين من زملائهم والإبلاغ عنهم وإن أدى ذلك إلى فقدان زمالتهم وضياع مصالحهم فمهنة الطب تسمو فوق العلاقات الشخصية والمصالح الدنيوية. وفعل الطيب المشين جريمة تستوجب العقاب، وإذا كان النظام لا توجد فيه عقوبات رادعة فإن المجتمع يملك من العقوبات ما يؤدب أولئك المنحرفين والمرضى من المتطفلين على مهنة الطب. يجب الكتابة للمسؤولين بأسماء أولئك الأطباء وعليهم التحقيق والتحقق، ويجب أن نتصل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن نشرح لهم ما حدث من هؤلاء الأطباء الذين يستغلون مرضاهم بصورة غير أخلاقية. إن الصمت والستر يفاقم المشكلة ولا يحلها، فاتقوا الله في أعراض الناس.
إن ممارسة بعض الأطباء غير الأخلاقية، وتفشي الفساد والانحلال الأخلاقي يتطلب قرارات وعقوبات رادعة تعيد إلى الناس الإحساس بالأمان والثقة وتعيد إلى مهنة الطب شرفها. وإذا كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد وجد أن هناك ظروفًا تستوجب تعطيل بعض الحدود الشرعية، فإن هناك ظروفًا تتطلب تغليظ العقوبات. اضربوا بيد من حديد رقاب المفسدين في الأرض فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
د. عبد الله الطاير ...جريدة المدينه السعودية
منقوووووووووول
وصلتني ملاحظات وشكاوى ممن أعرف ولا أعرف تجمع على أن هناك مشكلة أخلاقية قد تمكنت من بعض الأطباء بكل أسف، وإذا كان الأمر يتعلق بعدم وجود طبيبة للكشف أو بعدم إمكانية تحقيق الخصوصية في حالات طارئة، أو بإهمال غير مقصود في غرفة العلميات فإننا قد نغض الطرف على مضض، لكن غير المقبول مطلقا أن يحاول الطبيب التحرش بمريضة على سرير الكشف وأن يتعمد إخراج الممرضة؛ وقد حدث هذا لمراجعة ممن يظهر عليهن سمات التحرر لكنها في لحظة معينة وجدت أن ما يقوم به الطبيب غير المحترم هو أمر لا يقبله الدين ولا التنوير ولا الليبرالية، إنه «دعارة صحية»، فأبلغت الجهة المعنية، فهل حدث شيء؟ لا أعلم.
الأسوأ من كل هذا أن يكون الطبيب هو الوحيد تقريبًا في تخصصه ويقصده المرضى المحتاجون، اليائسون، الذين يتعلقون بأي أمل، وأن تأتيه المرأة المسكينة مع محرمها الذي لا يفارقها ومع ذلك يحاول ذلك الاستشاري المريض أن «يرقمها» وأن يقتحم خصوصيتها، وأن يستميلها إلى حبائل الشيطان. أي مأساة بعد هذه؟ وإن المصيبة تتعاظم عندما يكون هذا الشخص أستاذاً في كلية الطب. بمعنى أنه يداوي ويدرس من يداوي الناس، وربما شارك في صياغة شروط ممارسة الطب وأخلاقياته، فأية نتيجة نتوقعها منه في نظريته وممارسته.
عندما كنت أعد لكتابة الموضوع تحدثت مع عدد من ذوي العلاقة، وقرأت عن أخلاقيات مهنة الطب التي أقرتها الهيئات الرسمية في بلادنا، ووجدتها كغيرها من الأنظمة جميلة على الورق، رائعة في صياغتها، علمية في استدلالاتها بالكتاب والسنة واستحضارها لأدبيات وأخلاقيات المهنة، لكنها بكل أسف مازالت على الورق الذي كتبت عليه لأنها خلت من العقوبات.
ما العمل؟ سؤال ملح، ومواجهة المشكلة خير من تجاهلها. وأول ما يعالج المشكلة هو كشفها بالكتابة عنها وسرد تجارب الناس المريرة وإقناع الضحايا بأن يسهمن في ستر عورات غيرهن من العفيفات، وأن نضمن السرية لمن تريد أن تفضح طبيبًا من هذا النوع. المهم أن يتحر الجميع الدقة والموضوعية، وأن يتجنبوا تصفية حساباتهم الشخصية على حساب سمعة الأطباء. وإذا كان الخير متأصلًا في مجتمعنا الإنساني فإن الأولى بزملاء المهنة أن يمارسوا دوراً إيجابيًا بلجم المنحرفين من زملائهم والإبلاغ عنهم وإن أدى ذلك إلى فقدان زمالتهم وضياع مصالحهم فمهنة الطب تسمو فوق العلاقات الشخصية والمصالح الدنيوية. وفعل الطيب المشين جريمة تستوجب العقاب، وإذا كان النظام لا توجد فيه عقوبات رادعة فإن المجتمع يملك من العقوبات ما يؤدب أولئك المنحرفين والمرضى من المتطفلين على مهنة الطب. يجب الكتابة للمسؤولين بأسماء أولئك الأطباء وعليهم التحقيق والتحقق، ويجب أن نتصل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن نشرح لهم ما حدث من هؤلاء الأطباء الذين يستغلون مرضاهم بصورة غير أخلاقية. إن الصمت والستر يفاقم المشكلة ولا يحلها، فاتقوا الله في أعراض الناس.
إن ممارسة بعض الأطباء غير الأخلاقية، وتفشي الفساد والانحلال الأخلاقي يتطلب قرارات وعقوبات رادعة تعيد إلى الناس الإحساس بالأمان والثقة وتعيد إلى مهنة الطب شرفها. وإذا كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد وجد أن هناك ظروفًا تستوجب تعطيل بعض الحدود الشرعية، فإن هناك ظروفًا تتطلب تغليظ العقوبات. اضربوا بيد من حديد رقاب المفسدين في الأرض فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
د. عبد الله الطاير ...جريدة المدينه السعودية
منقوووووووووول