عبدالله العذبة
03-09-2008, 08:39 PM
ابتعاث طلبة المدارس لدراسة اللغة صيفاً (الفائدة أم الضرر)
في جعبتي الكثير لأقوله لوزارة التربية والتعليم ولقد وددت لو كان مقال اليوم مخصصاً للحديث عن بدء العام الدراسي متزامناً وبدء شهر رمضان الفضيل لولا اقتضاء الضرورة الحديث عن طلاب وطالبات اللغة المبتعثين للدراسة في بريطانيا صيفاً خاصة بعد مقتل الطالب القطري المرحوم محمد الماجد وخاصة بعد أن قرأت مقالة الزميل جابر الحرمي الذي طلب من وزارة التربية والمجلس الأعلي للتعليم الحرص أكثر علي مراقبة ما يحصل في الوفود الطلابية واشارته الي شكاوي عديدة أثيرت علي الأسر المستضيفة والمشرفين والمرافقين.
أعزائي القراء ما سأحكيه لكم اليوم وقد تأخرت في سرده عاماً كاملاً ليس نقلاً عن مصادر أخري ولكنه معايشة شخصية لحادثة معينة كانت مؤشراً خطيراً لأهمال طلابنا وبالأخص طالباتنا في الخارج.
نحن نسمع جميعاً كأولياء أمور يراد منا ابتعاث أبناء بعضنا للخارج عن حرص الوزارة علي الطالبات والطلبة وابتعاث مشرفين ومشرفات مؤهلين معهم يلازمونهم ويوجهونهم طوال الوقت ويعتنون بهم ولا يهملونهم ولكنني رأيت شخصياً مجموعة من طالبات إحدي المدارس الاعدادية القطرية المستقلة صيف العام الماضي وأضع تحت كلمة الاعدادية عدة خطوط - في الهايد بارك كورنر بلندن بلا اشراف أو متابعة يتجولن في مجموعتين أو أكثر!!
وللحق أقول لم أعرف هويتهن في البداية ولم أسع لمعرفتها لولا أنهن بحكم مراهقتهن وبقائهن لوحدهن في الحديقة الكبيرة أخذن (يتنغشرن) بالأطفال فما كان من المجموعة القريبة منا إلا أن بدأت بالاحتكاك بطفلي وسؤاله عن بلده واسمه وهو لا يرد خجلاً فرددت نيابة عنه وسألتهن بالمقابل عن بلدهن وهل هن شقيقات.. فكانت الصدمة!!!
لسن شقيقات هن طالبات مدرسة اعدادية بقطر ابتعثن للدراسة الصيفية ببريطانيا بمدينة برايتون الساحلية بالجنوب وجاءت بهن المديرة والمشرفة بالقطار الي لندن لأن اليوم أحد (ويك إند) وتركتاهن في الهايد بارك وغادرتا للتفسح وغالباً للتبضع وستعودان لأخذهن فيما بعد.
كانت الصدمة كبيرة جداً حينها وما زالت، أولاً لأن ما يقال عن الاعتناء بالطلاب والطالبات وعدم تركهن بلا اشراف أكذوبة كبري.
ثانياً لأن المنطق يقول إن تكثيف الاشراف علي الطالبات أولي وأكثر مطلباً من تكثيفه علي الطلاب وفي هذه الحالة من ترك الطالبات وحيدات بلا مشرفة واحدة نعلم بأن الحال مع الطلاب لابد وأنه أكثر تساهلاً وإهمالاً.
في ذلك اليوم غادرنا الحديقة والطالبات مازلن موجودات فيها بلا مديرة أو مشرفة، وظلت تساؤلات كثيرة تتردد في ذهني، ماذا لو اصطدم أحد اللاعبين بأحذية التزحلق بإحدي هؤلاء الطالبات؟ ماذا لو اصطدمت بها دراجة هوائية وتلك المنطقة منطقة دراجات وأحذية تزحلق وخيول وبها بحيرة، ماذا لو انزلقت قدم إحداهن فيها خاصة وان اطرافها زلقة؟
ماذا لو توعكت إحداهن؟
بل ماذا لو هوجمت من قبل كلب مثلاً يريد اللعب؟
وما أكثر الكلاب بالهايد بارك ماذا وماذا وماذا العديد من التساؤلات تدور ولكن ما الجواب؟؟
سينجدونهن رواد الحديقة عرباً أو أجانب؟ أم سيستدعون لهن شرطة الحديقة؟
أم سيتصلون بالمديرة التي تتسوق ربما في شارع اكسفورد أو النايتسبرج، القرار الذي اتخذته ذلك اليوم بعد رؤيتي الفتيات متسكعات في الحديقة كان لا لا لا لبعثات الوزارة الصيفية، أما اليوم بعد حادث محمد - رحمه الله - فقد ازدادت اللاءات عدداً ونوعاً.
قد يقول قائل: إنها حادثة إهمال فردية لا يجوز تعميمها ولكن منطقاً يقول إن ما يحدث مرة قد يحدث مرات.
وبوجود اغراءات الاسواق ومناطق التسوق الشهيرة لابد وأن الأمر تكرر مراراً عديدة من قبل المشرفين والمشرفات المرافقين للطلبة والطالبات.
الدراسة في بريطانيا محفوفة بالمخاطر من ناحية لإهمال الاشراف علي طلابنا وطالباتنا من قبل مشرفيهم ومرافقيهم، ومن ناحية أخري للجنوح للعنف لدي فئات من الانجليز وغيرهم في المدن الخارجية.
الشخص العادي الذي يذهب لبريطانيا سائحاً يعلم ان الطباع تتوحش والألفة تقل كلما ابتعدنا عن المركز لندن اتجاها الي المدن الأخري.
فلماذا تختار الوزارة مدارس خارج لندن ليتعلم الطلبة فيها اللغة؟؟
أتركز علي المادة أكثر من تركيزها علي الإنسان؟
أهكذا تحسب المعادلة: صحيح أن الخطر أكبر ولكن التكاليف أقل.
وحتي في لندن من قال بأن المدارس تخلو من العنف من قبل الطلاب تجاه بعضهم؟
إذا لا أحد يستطيع ان يحكم هذه العملية مئة بالمئة وإن راعي ذلك فكيف إذا لم يراع؟؟
لذا علي الأهالي توخي الحذر ومرافقة ابنائهم وبناتهم في رحلاتهم الصيفية التعليمية حتي وإن كانت علي حساب الدولة وبمعية مدراء ومشرفين فهم لا يعدون ان يكونوا سوي واجهة وجواز مرور لسفر الطلاب دون أهل، ولكنهم مقصرون في المهام المناطة بهم، تري من سيكون للطالب أو الطالبة إذا تعرض لمضايقات سواء في الفصل او خارجه في تلك المدارس ونحن نعلم بشجارات المراهقين.
أنصحكم أعزائي القراء بالتواجد مع ابنائكم وبناتكم في رحلاتهم التعليمية فهم ما زالوا صغارا ليتركوا بمفردهم في محيط يعج بمختلف الجنسيات والخلفيات السلوكية والنشؤية والفكرية.
وهم ما زالوا صغارا ليحتاجوا اللجوء لمساعدتكم وتوجيهاتكم في أمور قد لا يري فيها المشرفون خطورة علي سلامتهم او حتي علي حياتهم ولكن بوصلة الأهل أكثر استشعارا من بوصلة المشرفين فإن لم تستطيعوا مرافقتهم فمعاهد البلد تفي بالغرض.
لقد دق مقتل محمد الماجد ناقوس خطر في كل بيت قطري يرسل او يفكر في ارسال ابنائه او بناته للدراسة في الخارج دون أهل.
ارسالهم صغارا الي عالم كبير يعج بمختلف الطبائع السلوكية والانحرافات وخلفيات التربية والفكر خطأ كبير أنصحكم بعدم الوقوع فيه.
رحم الله محمد الماجد وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
بقلم : سهلة آل سعد
كاتبة قطرية
sehla.alsaad@yahoo.com
المصدر الراية الأربعاء 3-9-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=376006&version=1&template_id=24&parent_id=23
في جعبتي الكثير لأقوله لوزارة التربية والتعليم ولقد وددت لو كان مقال اليوم مخصصاً للحديث عن بدء العام الدراسي متزامناً وبدء شهر رمضان الفضيل لولا اقتضاء الضرورة الحديث عن طلاب وطالبات اللغة المبتعثين للدراسة في بريطانيا صيفاً خاصة بعد مقتل الطالب القطري المرحوم محمد الماجد وخاصة بعد أن قرأت مقالة الزميل جابر الحرمي الذي طلب من وزارة التربية والمجلس الأعلي للتعليم الحرص أكثر علي مراقبة ما يحصل في الوفود الطلابية واشارته الي شكاوي عديدة أثيرت علي الأسر المستضيفة والمشرفين والمرافقين.
أعزائي القراء ما سأحكيه لكم اليوم وقد تأخرت في سرده عاماً كاملاً ليس نقلاً عن مصادر أخري ولكنه معايشة شخصية لحادثة معينة كانت مؤشراً خطيراً لأهمال طلابنا وبالأخص طالباتنا في الخارج.
نحن نسمع جميعاً كأولياء أمور يراد منا ابتعاث أبناء بعضنا للخارج عن حرص الوزارة علي الطالبات والطلبة وابتعاث مشرفين ومشرفات مؤهلين معهم يلازمونهم ويوجهونهم طوال الوقت ويعتنون بهم ولا يهملونهم ولكنني رأيت شخصياً مجموعة من طالبات إحدي المدارس الاعدادية القطرية المستقلة صيف العام الماضي وأضع تحت كلمة الاعدادية عدة خطوط - في الهايد بارك كورنر بلندن بلا اشراف أو متابعة يتجولن في مجموعتين أو أكثر!!
وللحق أقول لم أعرف هويتهن في البداية ولم أسع لمعرفتها لولا أنهن بحكم مراهقتهن وبقائهن لوحدهن في الحديقة الكبيرة أخذن (يتنغشرن) بالأطفال فما كان من المجموعة القريبة منا إلا أن بدأت بالاحتكاك بطفلي وسؤاله عن بلده واسمه وهو لا يرد خجلاً فرددت نيابة عنه وسألتهن بالمقابل عن بلدهن وهل هن شقيقات.. فكانت الصدمة!!!
لسن شقيقات هن طالبات مدرسة اعدادية بقطر ابتعثن للدراسة الصيفية ببريطانيا بمدينة برايتون الساحلية بالجنوب وجاءت بهن المديرة والمشرفة بالقطار الي لندن لأن اليوم أحد (ويك إند) وتركتاهن في الهايد بارك وغادرتا للتفسح وغالباً للتبضع وستعودان لأخذهن فيما بعد.
كانت الصدمة كبيرة جداً حينها وما زالت، أولاً لأن ما يقال عن الاعتناء بالطلاب والطالبات وعدم تركهن بلا اشراف أكذوبة كبري.
ثانياً لأن المنطق يقول إن تكثيف الاشراف علي الطالبات أولي وأكثر مطلباً من تكثيفه علي الطلاب وفي هذه الحالة من ترك الطالبات وحيدات بلا مشرفة واحدة نعلم بأن الحال مع الطلاب لابد وأنه أكثر تساهلاً وإهمالاً.
في ذلك اليوم غادرنا الحديقة والطالبات مازلن موجودات فيها بلا مديرة أو مشرفة، وظلت تساؤلات كثيرة تتردد في ذهني، ماذا لو اصطدم أحد اللاعبين بأحذية التزحلق بإحدي هؤلاء الطالبات؟ ماذا لو اصطدمت بها دراجة هوائية وتلك المنطقة منطقة دراجات وأحذية تزحلق وخيول وبها بحيرة، ماذا لو انزلقت قدم إحداهن فيها خاصة وان اطرافها زلقة؟
ماذا لو توعكت إحداهن؟
بل ماذا لو هوجمت من قبل كلب مثلاً يريد اللعب؟
وما أكثر الكلاب بالهايد بارك ماذا وماذا وماذا العديد من التساؤلات تدور ولكن ما الجواب؟؟
سينجدونهن رواد الحديقة عرباً أو أجانب؟ أم سيستدعون لهن شرطة الحديقة؟
أم سيتصلون بالمديرة التي تتسوق ربما في شارع اكسفورد أو النايتسبرج، القرار الذي اتخذته ذلك اليوم بعد رؤيتي الفتيات متسكعات في الحديقة كان لا لا لا لبعثات الوزارة الصيفية، أما اليوم بعد حادث محمد - رحمه الله - فقد ازدادت اللاءات عدداً ونوعاً.
قد يقول قائل: إنها حادثة إهمال فردية لا يجوز تعميمها ولكن منطقاً يقول إن ما يحدث مرة قد يحدث مرات.
وبوجود اغراءات الاسواق ومناطق التسوق الشهيرة لابد وأن الأمر تكرر مراراً عديدة من قبل المشرفين والمشرفات المرافقين للطلبة والطالبات.
الدراسة في بريطانيا محفوفة بالمخاطر من ناحية لإهمال الاشراف علي طلابنا وطالباتنا من قبل مشرفيهم ومرافقيهم، ومن ناحية أخري للجنوح للعنف لدي فئات من الانجليز وغيرهم في المدن الخارجية.
الشخص العادي الذي يذهب لبريطانيا سائحاً يعلم ان الطباع تتوحش والألفة تقل كلما ابتعدنا عن المركز لندن اتجاها الي المدن الأخري.
فلماذا تختار الوزارة مدارس خارج لندن ليتعلم الطلبة فيها اللغة؟؟
أتركز علي المادة أكثر من تركيزها علي الإنسان؟
أهكذا تحسب المعادلة: صحيح أن الخطر أكبر ولكن التكاليف أقل.
وحتي في لندن من قال بأن المدارس تخلو من العنف من قبل الطلاب تجاه بعضهم؟
إذا لا أحد يستطيع ان يحكم هذه العملية مئة بالمئة وإن راعي ذلك فكيف إذا لم يراع؟؟
لذا علي الأهالي توخي الحذر ومرافقة ابنائهم وبناتهم في رحلاتهم الصيفية التعليمية حتي وإن كانت علي حساب الدولة وبمعية مدراء ومشرفين فهم لا يعدون ان يكونوا سوي واجهة وجواز مرور لسفر الطلاب دون أهل، ولكنهم مقصرون في المهام المناطة بهم، تري من سيكون للطالب أو الطالبة إذا تعرض لمضايقات سواء في الفصل او خارجه في تلك المدارس ونحن نعلم بشجارات المراهقين.
أنصحكم أعزائي القراء بالتواجد مع ابنائكم وبناتكم في رحلاتهم التعليمية فهم ما زالوا صغارا ليتركوا بمفردهم في محيط يعج بمختلف الجنسيات والخلفيات السلوكية والنشؤية والفكرية.
وهم ما زالوا صغارا ليحتاجوا اللجوء لمساعدتكم وتوجيهاتكم في أمور قد لا يري فيها المشرفون خطورة علي سلامتهم او حتي علي حياتهم ولكن بوصلة الأهل أكثر استشعارا من بوصلة المشرفين فإن لم تستطيعوا مرافقتهم فمعاهد البلد تفي بالغرض.
لقد دق مقتل محمد الماجد ناقوس خطر في كل بيت قطري يرسل او يفكر في ارسال ابنائه او بناته للدراسة في الخارج دون أهل.
ارسالهم صغارا الي عالم كبير يعج بمختلف الطبائع السلوكية والانحرافات وخلفيات التربية والفكر خطأ كبير أنصحكم بعدم الوقوع فيه.
رحم الله محمد الماجد وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
بقلم : سهلة آل سعد
كاتبة قطرية
sehla.alsaad@yahoo.com
المصدر الراية الأربعاء 3-9-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=376006&version=1&template_id=24&parent_id=23