مغروور قطر
05-09-2008, 11:46 AM
سياسات الجمهوريين هبطت بالدولار ورفعت أسعار السلع الرئيسة
سكان قطر يحلمون بـ"أوباما" ويتفاءلون بارتفاع قيمة الريال والتحويلات
مساوئ الارتباط بالدولار
تأثيرات الدولار
ضعف جاذبية الخليج للعمالة المؤهلة
لا مضاربات
الدوحة -علي الدوايمة
بات الجزائري فيصل موسى الذي يقطن الدوحة منذ سنوات، يهتم بمآل الانتخابات الأمريكية المقبلة -بعدما أدرك متأخرا- أن ما ستسفر عنه في نوفمبر/تشرين الثاني، سيلقي بظلاله على تكلفة فنجان القهوة التي يحتسيها مع زملائه أو ثمن تذكرة السفره لقضاء الإجازة في بلاده التي تأثرت بارتفاع أسعار النفط المرتبطة متغيراتها بالسياسة الخارجية الأمربكية.
وما ينطبق على فيصل يمكن قياسه على كثير من أقرانه من جيل بدا أكثر وعيا لتفاصيل البرامج الانتحابية لمرشحي الحزبين الديمقراطي أوباما ومنافسه الجمهوري مكين؛ إذ نما إدراكه لتفضيل أحدهما على الآخر بعدما أفضت سياسة بوش الخارجية لصعود تاريخي لأسعار السلع الأساسية إلى جانب النفط من جراء ضعف الدولار الذي بدا واهنا طيلة عامين، وجرّ معه عملات خليجية مرتبطة إلى فقدان قيمتها الشرائية وبالتالي قدرة كثيرين على إجراء تحويلات لبلدانهم الأصلية.
وقام نحو مليون مقيم في قطر بإجراء تحويلات قيمتها 17 مليار ريال لبلدانهم العام الماضي، وهو ما يمثل 7.5% من النتاج المحلي للدوحة (الدولار = 3.64 ريالات).
وأحس فيصل بأن نقص مدخراته طيلة عام مضى مرتبط بإرهاصات تفرضها المتغيرات الاقتصادية العالمية التي تقود الولايات المتحدة دفتها، وهو ما دفعه للبحث عن تفاصيل تمكنه من تفضيل برنامج مرشح على آخر، فأضحى يميل للديمقراطيين "الأقل شراسة" في سياستهم الخارجية؛ لأن هذا النهج يعزز من مكانة الدولار القوي وبالتالي القدرة الشرائية للريال القطري المرتبط بالعملة الأمريكية منذ عام 2001.
ولا يمكن فصل متغيرات الدولار بضعفه وقوته عما يلقي به من ظلال على اقتصادات دول خليجية أخرى التزمت بعملية الارتباط التي يراها فيصل قد جرّت تضخما مستوردا مس تفاصيل حياته اليومية.
مساوئ الارتباط بالدولار
ويتوافق فيصل مع المقاول الأردني خالد يوسف ذو الأربعين ربيعا؛ إذ يريان بأن شريحة واسعة من "عامة المقيمين" باتوا يدركون أن ارتفاع الأسعار في المتاجر والأسواق مرتبط إلى حد كبير بمتغيرات متصلة بالدولار ومكانته.
واستدركا بالقول "لكن هذا الإدراك لا يرقى لدرجة معرفة الكثيرين بتفاصيل برامج انتخابية تتصل بمواقف الحزبين تجاه الاتفاق العسكري أو المخصصات المالية الهادفة لحفز الاقتصاد المحلي الأمريكي وبالتالي العالمي، وهو ما يعني متغيرات جديدة على تكلفة سلع يتناولها يوميا"، ويزيد التضخم في قطر عن 14%.
ويمثل الاقتصاد الأمريكي البالغ حجمه 14 تريليون دولار 38% من حجم الاقتصاد العالمي، الذي تعد اليابان ثاني أكبر لاعبيه بحجم لا يصل إلى 6 ترليونات دولار، فيما يُنتظر أن تحل الصين ثالثا عند إزاحتها ألمانيا في وقت قريب.
تأثيرات الدولار
ويقول الكاتب الصحفي السوري منار الرشواني لـ"الأسواق. نت" إن شريحة من المقيمين في قطر بدأوا يتجاذبون أطراف الحديث على هامش مناسبات عامة في موضوعات ذات صلة بآثار العملة الأمربكية على مناحي حياتهم اليومية دون أن يخوضوا في مسائل تفصيلية لعدم معرفتهم بتفاصيل الفرق بين برنامجيّ الجمهوريين والديمقراطيين إزاء الأولويات الاقتصادية.
وقال "ورث الجيل الحالي مفاهيم عمومية متعلقة بالفرق بين سياستيّ الجمهوريين والديمقراطيين، غير أن تفتق أذهانهم لدراسة الأثر الاقتصادي لكليهما على حياتهم اليومية لم يأخذ الحيز الكافي بعد".
وشهد الدولار فترة زاهية في عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون خلال عقد التسعينيات، لكنه فقد الكثير أمام العملات الرئيسة في العالم في نهاية الفترة الثانية للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الابن، حين سعت واشنطن للضغط على عملتها لضبط صادرات بكين باليوان الرخيص الذي كان يعتبره الساسة والاقتصاديين الأمريكيين مقوم بأقل من قيمته.
ضعف جاذبية الخليج للعمالة المؤهلة
ونوه الرشواني إلى أن ضعف العملة الأمريكية وبالتالي نظيراتها الخليجية قلل من قدرة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجية على استقطاب كفاءات بمميزات مالية توافق مقدراتهم؛ لأن القدرة الشرائية للعملة المحلية اضمحلت مع انخفاض الدولار.
ويوافق فيصل موسى ما ذهب إليه الرشواني، كما يعتقد أن متغيرات أسعار الصرف التي أفرزت ضعفا لمقدرة المقيمين الادخارية دفعت كثيرين لهجرة منطقة الخليج.
واستوردت الدوحة نحو 27 مليار ريال من منطقة الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وهي الواردات التي استجلبت تضخما مستوردا -وفقا ليوسف- نتيجة ارتباطها باليورو الذي سجل تقدما على العملة الأمربكية منذ عامين، قبل أن تسجل الأخيرة تصحيحا صعوديا عميقا في الربع الثالث من العام الجاري.
على أن يوسف يؤكد على أهمية فهم ما يدور في فلك الاقتصاد الأمريكي على المستوى العربي، وهو ما يعني تعظيم الفرص الناتجة عن المتغيرات وتقليص المخاطر المحتملة من جراء تبدل هذه السياسة.
وتفيد استطلاعات الرأي الأخيرة بتقدم محدود لأوباما على نظيره مكين، وذلك قبل شهرين من إجراء الانتخابات.
لا مضاربات
وحول عامل التوقعات لنتائج الانتخابات الأمريكية وأثره على سوق الصيرفة المحلية، فقد قلل مدير مكتب العربية للصرافة مصطفى غلام من أية عمليات يراهن بموجبها مقيمون على تقييم الدولار، وبالتالي إجراء مضاربات مستفيدين من الهامش الواسع لأسعار صرف العملات الرئيسة تجاه الدولار.
وحصر غلام تأثير المقيمين على سوق الصيرفة المحلية بعامل التحويلات المالية لبلدانهم التي تبلغ ذورتها مع حلول موسم الإجازات الصيفية من كل عام.
وقال "قلة من المقيمين من يهتمون بالظروف السياسية الدولية، وبالتالي لا يمكن معرفة حجم الشريحة التي تربط بين هذه المتغيرات وآثارها على مناحي الاقتصاد اليومية التي يبرز منها سعر الصرف".
من موقع اسواق نت
سكان قطر يحلمون بـ"أوباما" ويتفاءلون بارتفاع قيمة الريال والتحويلات
مساوئ الارتباط بالدولار
تأثيرات الدولار
ضعف جاذبية الخليج للعمالة المؤهلة
لا مضاربات
الدوحة -علي الدوايمة
بات الجزائري فيصل موسى الذي يقطن الدوحة منذ سنوات، يهتم بمآل الانتخابات الأمريكية المقبلة -بعدما أدرك متأخرا- أن ما ستسفر عنه في نوفمبر/تشرين الثاني، سيلقي بظلاله على تكلفة فنجان القهوة التي يحتسيها مع زملائه أو ثمن تذكرة السفره لقضاء الإجازة في بلاده التي تأثرت بارتفاع أسعار النفط المرتبطة متغيراتها بالسياسة الخارجية الأمربكية.
وما ينطبق على فيصل يمكن قياسه على كثير من أقرانه من جيل بدا أكثر وعيا لتفاصيل البرامج الانتحابية لمرشحي الحزبين الديمقراطي أوباما ومنافسه الجمهوري مكين؛ إذ نما إدراكه لتفضيل أحدهما على الآخر بعدما أفضت سياسة بوش الخارجية لصعود تاريخي لأسعار السلع الأساسية إلى جانب النفط من جراء ضعف الدولار الذي بدا واهنا طيلة عامين، وجرّ معه عملات خليجية مرتبطة إلى فقدان قيمتها الشرائية وبالتالي قدرة كثيرين على إجراء تحويلات لبلدانهم الأصلية.
وقام نحو مليون مقيم في قطر بإجراء تحويلات قيمتها 17 مليار ريال لبلدانهم العام الماضي، وهو ما يمثل 7.5% من النتاج المحلي للدوحة (الدولار = 3.64 ريالات).
وأحس فيصل بأن نقص مدخراته طيلة عام مضى مرتبط بإرهاصات تفرضها المتغيرات الاقتصادية العالمية التي تقود الولايات المتحدة دفتها، وهو ما دفعه للبحث عن تفاصيل تمكنه من تفضيل برنامج مرشح على آخر، فأضحى يميل للديمقراطيين "الأقل شراسة" في سياستهم الخارجية؛ لأن هذا النهج يعزز من مكانة الدولار القوي وبالتالي القدرة الشرائية للريال القطري المرتبط بالعملة الأمريكية منذ عام 2001.
ولا يمكن فصل متغيرات الدولار بضعفه وقوته عما يلقي به من ظلال على اقتصادات دول خليجية أخرى التزمت بعملية الارتباط التي يراها فيصل قد جرّت تضخما مستوردا مس تفاصيل حياته اليومية.
مساوئ الارتباط بالدولار
ويتوافق فيصل مع المقاول الأردني خالد يوسف ذو الأربعين ربيعا؛ إذ يريان بأن شريحة واسعة من "عامة المقيمين" باتوا يدركون أن ارتفاع الأسعار في المتاجر والأسواق مرتبط إلى حد كبير بمتغيرات متصلة بالدولار ومكانته.
واستدركا بالقول "لكن هذا الإدراك لا يرقى لدرجة معرفة الكثيرين بتفاصيل برامج انتخابية تتصل بمواقف الحزبين تجاه الاتفاق العسكري أو المخصصات المالية الهادفة لحفز الاقتصاد المحلي الأمريكي وبالتالي العالمي، وهو ما يعني متغيرات جديدة على تكلفة سلع يتناولها يوميا"، ويزيد التضخم في قطر عن 14%.
ويمثل الاقتصاد الأمريكي البالغ حجمه 14 تريليون دولار 38% من حجم الاقتصاد العالمي، الذي تعد اليابان ثاني أكبر لاعبيه بحجم لا يصل إلى 6 ترليونات دولار، فيما يُنتظر أن تحل الصين ثالثا عند إزاحتها ألمانيا في وقت قريب.
تأثيرات الدولار
ويقول الكاتب الصحفي السوري منار الرشواني لـ"الأسواق. نت" إن شريحة من المقيمين في قطر بدأوا يتجاذبون أطراف الحديث على هامش مناسبات عامة في موضوعات ذات صلة بآثار العملة الأمربكية على مناحي حياتهم اليومية دون أن يخوضوا في مسائل تفصيلية لعدم معرفتهم بتفاصيل الفرق بين برنامجيّ الجمهوريين والديمقراطيين إزاء الأولويات الاقتصادية.
وقال "ورث الجيل الحالي مفاهيم عمومية متعلقة بالفرق بين سياستيّ الجمهوريين والديمقراطيين، غير أن تفتق أذهانهم لدراسة الأثر الاقتصادي لكليهما على حياتهم اليومية لم يأخذ الحيز الكافي بعد".
وشهد الدولار فترة زاهية في عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون خلال عقد التسعينيات، لكنه فقد الكثير أمام العملات الرئيسة في العالم في نهاية الفترة الثانية للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الابن، حين سعت واشنطن للضغط على عملتها لضبط صادرات بكين باليوان الرخيص الذي كان يعتبره الساسة والاقتصاديين الأمريكيين مقوم بأقل من قيمته.
ضعف جاذبية الخليج للعمالة المؤهلة
ونوه الرشواني إلى أن ضعف العملة الأمريكية وبالتالي نظيراتها الخليجية قلل من قدرة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجية على استقطاب كفاءات بمميزات مالية توافق مقدراتهم؛ لأن القدرة الشرائية للعملة المحلية اضمحلت مع انخفاض الدولار.
ويوافق فيصل موسى ما ذهب إليه الرشواني، كما يعتقد أن متغيرات أسعار الصرف التي أفرزت ضعفا لمقدرة المقيمين الادخارية دفعت كثيرين لهجرة منطقة الخليج.
واستوردت الدوحة نحو 27 مليار ريال من منطقة الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وهي الواردات التي استجلبت تضخما مستوردا -وفقا ليوسف- نتيجة ارتباطها باليورو الذي سجل تقدما على العملة الأمربكية منذ عامين، قبل أن تسجل الأخيرة تصحيحا صعوديا عميقا في الربع الثالث من العام الجاري.
على أن يوسف يؤكد على أهمية فهم ما يدور في فلك الاقتصاد الأمريكي على المستوى العربي، وهو ما يعني تعظيم الفرص الناتجة عن المتغيرات وتقليص المخاطر المحتملة من جراء تبدل هذه السياسة.
وتفيد استطلاعات الرأي الأخيرة بتقدم محدود لأوباما على نظيره مكين، وذلك قبل شهرين من إجراء الانتخابات.
لا مضاربات
وحول عامل التوقعات لنتائج الانتخابات الأمريكية وأثره على سوق الصيرفة المحلية، فقد قلل مدير مكتب العربية للصرافة مصطفى غلام من أية عمليات يراهن بموجبها مقيمون على تقييم الدولار، وبالتالي إجراء مضاربات مستفيدين من الهامش الواسع لأسعار صرف العملات الرئيسة تجاه الدولار.
وحصر غلام تأثير المقيمين على سوق الصيرفة المحلية بعامل التحويلات المالية لبلدانهم التي تبلغ ذورتها مع حلول موسم الإجازات الصيفية من كل عام.
وقال "قلة من المقيمين من يهتمون بالظروف السياسية الدولية، وبالتالي لا يمكن معرفة حجم الشريحة التي تربط بين هذه المتغيرات وآثارها على مناحي الاقتصاد اليومية التي يبرز منها سعر الصرف".
من موقع اسواق نت