abusultan707
11-09-2008, 04:04 AM
اخواني انا نقلت هذا المقال ليس لترويع وزياده الضغوطات التي تمر على الجميع من جراء النزول القوي في السوق المالي فهو نزول غير مبرر وغير معروفه اسبابه الحقيقيه؟؟ فمكررت الربحيه في جميع الشركات اصبحت ممتازه والارباح المحققه تكاد تكون مضاعفه عن ما سبقته في العام الماضي ومن المؤكد بان تلك الارباح سوف تزيد ونتائج الربع الثالث ستثبت ذلك ولو قورنت ارباح ومكررات الربحيه للاسواق الخليجية الاخرى لوجدتو بان سوقنا ولله الحمد لا يمكن مقارنته باي سوق فألى من تعلق وخسر اقول له اصبر وانشاء الله تعوض خسائرك فودائع البنوك لم تعد تسمن ولا تغني من جوع واسعار العقارات اصبحت متضخمه وتخيف اي انسان على الدخول والمغامره فيها والسيوله انشاء الله راجعه لان ارباح وعوائد الاسثتمار في الاسهم هي من وجهة نظري الافضل . قد يمر الانسان بما ستقرؤنه في هذا المقال دون ان يحس بنفسه بأن السوق وما يجري فيه هو السبب واهم شئ ان لا ننسى المثل (لاتضع بيضك في سلة واحده) وانا اقصد من ذلك ان لا تأمن السوق وتدخل بسيولتك كامله مهما كانت الاغرأت ...... اتمنى ان يستفيد الجميع .... تحياتي
الآلاف من المواطنين يفقدون مدخراتهم مع الانتكاسات المتتالية
الرياض-عبد الحي شاهين :
فيما تحاول الحكومة السعودية جهدها في تلافي الآثار السلبية التي خلّفتها الانتكاسات الحادة التي مرت بها سوق الأسهم خلال الفترات الأخيرة, بدا أن هذه الأزمة أكبر من معالجتها بقرارات اقتصادية أو تصحيح للسوق؛ إذ تعدت آثار الانهيار الجانب الاقتصادي, إلى المساس بالمجتمع نفسه من خلال عدد من السلوكيات والتغيرات التي صاحبت الأزمة وعدها اختصاصيون اجتماعيون "أمراضاً اجتماعية" ومؤشرات خطيرة يلزم الوقوف عندها ومعالجتها ضمن حركة التصحيح التي تعمل عليها الحكومة.
ويرى خبراء اجتماعيون في السعودية أن العوامل النفسية في سوق الأسهم السعودي كانت حاضرة سواء قبل التراجعات أو بعده؛, إذ كانت الشائعات والدعاية المغرضة التي نُشرت في أوساط المواطنين عن أسهم شركات بعينها حققت أرباحاً خيالية، فتكالب الناس عليها، فحصل ازدهار في أسهمها، إلى أن ظهرت شائعات مضادّة لهذه الشركة أو تلك، فحصلت عملية الانهيار.
قصص كثيرة تُروى في السعودية هذه الأيام عن أسر تفككت ومواطنين بدأوا يهيمون على وجوههم في الشوارع، بعدما فقدوا كل مدخراتهم التي جمعوها خلال سنوات طويلة, وفقدوها في أيام معدودة؛ ففي العاصمة الرياض تتناقل المجالس قصة ذلك الكهل الذي سقط في صالة التداول بعدما شاهد أسهم الشركة التي يساهم فيها، وهي تتهاوى أمام عينيه, فلم يحتمل قلبه هذه الصدمة فسقط وسط زملائه، ونُقل إلى مستشفى الرياض المركزي ليفارق هناك الحياة بعد نصف ساعة فقط.
ذلك إلى بجانب قصص أخرى عديدة لا تقل تراجيديّة عن حكاية هذا الكهل, تأخذ نصيبها من أحاديث السعوديين في مجالسهم الخاصة ومنتدياتهم عن مجموعة من المضاربين أصيبوا بأمراض السكري والضغط، وانفصلوا عن زوجاتهم بعد خسارتهم في الأسهم.
الباحث السعودي في علم الاجتماع عبد العزيز الشثري أكد لـ(الراية) أن انهيار الأسهم أحدث شرخاً في المجتمع السعودي, فالآلاف من المواطنين الذين اقتحموا سوق الأسهم دون سابق معرفة، وغامروا بكل مدخراتهم سعياً وراء الربح السريع. أُصيب أكثرهم بالاكتئاب واهتزاز في الثقة بالنفس, إضافة إلى أن أكثر بيوتات صغار المساهمين والمضاربين, تعيش الآن في أزمة حقيقية نتيجة لحالة التلاوم التي تسود في المنزل بين الزوج وزوجته عن المسؤول الحقيقي وراء الأزمة، هل هو الزوج أم الزوجة التي دفعت زوجها دفعاً للمضاربة وشراء الأسهم, وبحسب الدكتور عبد العزيز الشثري فإن حالات الطلاق تزايدت كنتيجة طبيعية لحالة الشد والتوتر داخل الأسر في السعودية خاصة وان هذا التراجع هو الثاني من نوعه خلال هذا العام. ولم تقتصر مظاهر أزمة الأسهم في السعودية على نفسيات وسلوكيات الأفراد فقط، وإنما امتدت أيضاً لعلاقات الأفراد ببعضهم البعض، ويرى الشثري أن هذا الجانب بالذات كان أكثر وضوحاً من غيره, فحالات التزاور والسؤال عن أحوال الأقارب والأصدقاء قلّ إلى حد بعيد؛ فكلهم انصرف لمتابعة الأسهم، ولا يريد أحد أن يضيع وقته, كما أن أغلب المواطنين -والحديث لعالم الاجتماع السعودي- كانوا يرفضون أن يقترض منهم أحد مبلغاً من المال مهما قل؛ لأن أموالهم هم وُظّفت في الأسهم، كما أنهم يتشككون في نوايا طالب القرض، فربما يُوجّه المبلغ لفائدته الشخصية، ويستثمره في الأسهم، وفي هذه الحالة فالدائن أحق منه بهذا الاستثمار وأرباحه, وهذه التعاملات في رأي الشثري أثرت بشدة على علاقات الناس، وجعلت بعضهم يفقد صداقاته، وربما أقاربه أيضاً.
أما الدكتور عبدالله الصبيح أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض فيعتقد أن انهيار الأسهم ساهم في إحداث تحركات في المستويات الاجتماعية لكثير من المواطنين؛ فمن كان يُعدّ من الطبقة المتوسطة هو الآن في عداد الفقراء والمحتاجين بعدما فقد كل ما يملك في الأسهم، ومن كان يُصنف ضمن الأغنياء والميسورين تطارده الآن الديون والسلف.
وحذر الصبيح في اتصال له مع (الراية) من أن استمرار هذه التداعيات من شأنه أن يحدث الكثير من الدمار في بنية المجتمع, وربما تتطور لأبعاد أخرى خاصة وأن من فقد مدخراته لا سبيل أمامه لاسترجاعها، والقرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة للتقليل من خسائر المواطنين لن تكون ذات جدوى بالنسبة لحالته.
وأوضح الدكتور عبدالله الصبيح أن الضغط النفسي كان وراء العديد من حالات الطلاق، وظهور سلوكيات عند الشخص كانت بعيدة عنه مثل: الرشوة والاختلاس والسرقة, بسبب أن الضغط النفسي يحدث تغيراً كبيراً في طريقة تفكير الشخص، فيقدم على تصرفات ليست من طبيعته، مشيراً الى أن هذا حدث بصورة واضحة في الانتكاسة الأولى في فبراير كما حدث مرة أخرى في الأيام الماضية.
ولفت الصبيح في سياق حديثه إلى بعض الآثار السلبية التي تركتها الأسهم قد تتعافى بسرعة، لكنْ هناك آثار قد تصعب معالجتها إلا بمرور وقت طويل وجهد مكثف.
بدوره قال عبدالرزاق الزهراني الباحث في علم الاجتماع الاقتصادي لـ(الراية) إن الظواهر الاجتماعية مترابطة وتؤثر كل ظاهرة في الأخرى, والاقتصاد من أهم النظم والظواهر الاجتماعية وأكثرها تأثيراً على النظم الأخرى ولذلك فإن انهيار الأسهم، وعلى الرغم من كونه حدثاً اقتصادياً بحتاً إلاّ أن تداعياته الاجتماعية والنفسية والسلوكية كانت ظاهرة بشكل كبير.
وأشار "الزهراني" إلى تداعيات قال إنه لاحظها بنفسه مثل تأجيل الكثير من الشباب السعودي لزواجه بعد خسارته في سوق الأسهم، وقد لايستطيع أن يرجع لوضعه المالي الأول بسهولة، ومن ثم فإن التأجيل قد يكون لسنتين أو ثلاث، وهذا التأجيل الطويل– يقول الزهراني- قد يتسبب في انفصال الخطيبين أو أن يغير رأي أحد الأطراف في الآخر، موضحًا أن انهيار الأسهم ساهم أيضاً في ازدياد محاولات الانتحار وسط المضاربين والمساهمين بعدما فقدوا الأمل في تصحيح السوق، ونبّه أستاذ الاجتماع السعودي إلى ضرورة أن يقوم الباحثون الاجتماعيون والنفسيون بدراسات حول تأثيرات الأسهم الاجتماعية حتى يُخلص إلى معالجات معينة تضع حداً لمعاناة المتأثرين, وركز "الزهراني" في هذا الصدد على الدراسات النفسية المتعلقة بالبورصة، وسلوك المضاربين فيها، والعوامل النفسية المؤثرة في هذا السوق، والعوامل التي من شأنها إثارة طمع وخوف المستثمرين، والدعاية والشائعات والدوافع النفسية التي تقف وراءها.
من جانبه قال الكاتب السعودي نجيب الزامل لـ(الراية) إن أزمة الأسهم كشفت عن نمط وطريقة تفكير سائدة في المجتمع السعودي، وهي المحاكاة والتقليد، وأكد أن أهم السلبيات الاجتماعية للأزمة تتمثل في "فساد المزاج الواقعي في الأرباح الواقعية" والنهم وراء الأرباح الخيالية، وتعطيل قيم العمل و الاجتهاد.
وبدوره قال أستاذ علم النفس في الجامعات السعودية تركي العطيان لـــ(الراية) إن التأثيرات النفسية التي أحدثها تدهور سوق الأسهم الشهر الماضي في حاجة إلى وقت طويل حتى يتعافى الناس من آثارها.
وإن زوالها يعتمد على عوامل كثيرة منها: مقدار فداحة الخسائر ونوعيتها, وقدرة الشخص على التحمل وخبرته وسنه.
وأوضح العطيان أن تأثيرات السوق تختلف حسب خسارة الشخص؛ فالذي خسر بيته وسيارته في السوق ليس كمن خسر جزءاً من أرباحه أو جزءاً من رأس ماله، مشيراً إلى أن هناك سعوديين أُصيبوا بالضغط والسكري والسكتة القلبية أثناء تدهور الأسهم، وهناك الآن مصابون بحالات من الاكتئاب، وقال "العطيان": إن ربط الإنسان في مناخ اقتصادي متذبذب بين خسارة وربح لاشك أن له آثاراً كبيرة قد يصعب تلافيها في وقت قصير، وأضاف: لقد رأيت الكثير من الزوجات وهن يشكون من تغير معاملة الأزواج لهن، وأنهم يلجؤون للعنف في أي نقاش معهم.
وانتقد الاقتصادي السعودي ناصر الجهني تجاهل الجانب الاجتماعي عند النظر لأزمة الأسهم والاستغراق في المشكلات الاقتصادية التي خلّفتها, وقال: إن الحدث وإن كان اقتصادياً إلا أن تبعاته الاجتماعية كانت كبيرة ومؤثرة؛ إذ تسبب الانهيار في الأذى للكثيرين؛ فهناك من أفلس، وهناك من تراكمت عليه الديون، وهناك من ذهبت "أحلام عمره في مهب الرياح"، وهناك من فقد حتى البيت الذي كان يأويه وأسرته, مما كان سبباً مباشراً لتفكك الكثير من الأسر وانتشار قضايا "الحجر"، والمشاكل بين الأبناء والآباء, وأكد الجهني أنه لولا "التبعية والانجراف ومنهج التفكير القطيعي السائد في المجتمع السعودي لما كانت تبعات الانهيار بهذا الحجم الكبير.
الآلاف من المواطنين يفقدون مدخراتهم مع الانتكاسات المتتالية
الرياض-عبد الحي شاهين :
فيما تحاول الحكومة السعودية جهدها في تلافي الآثار السلبية التي خلّفتها الانتكاسات الحادة التي مرت بها سوق الأسهم خلال الفترات الأخيرة, بدا أن هذه الأزمة أكبر من معالجتها بقرارات اقتصادية أو تصحيح للسوق؛ إذ تعدت آثار الانهيار الجانب الاقتصادي, إلى المساس بالمجتمع نفسه من خلال عدد من السلوكيات والتغيرات التي صاحبت الأزمة وعدها اختصاصيون اجتماعيون "أمراضاً اجتماعية" ومؤشرات خطيرة يلزم الوقوف عندها ومعالجتها ضمن حركة التصحيح التي تعمل عليها الحكومة.
ويرى خبراء اجتماعيون في السعودية أن العوامل النفسية في سوق الأسهم السعودي كانت حاضرة سواء قبل التراجعات أو بعده؛, إذ كانت الشائعات والدعاية المغرضة التي نُشرت في أوساط المواطنين عن أسهم شركات بعينها حققت أرباحاً خيالية، فتكالب الناس عليها، فحصل ازدهار في أسهمها، إلى أن ظهرت شائعات مضادّة لهذه الشركة أو تلك، فحصلت عملية الانهيار.
قصص كثيرة تُروى في السعودية هذه الأيام عن أسر تفككت ومواطنين بدأوا يهيمون على وجوههم في الشوارع، بعدما فقدوا كل مدخراتهم التي جمعوها خلال سنوات طويلة, وفقدوها في أيام معدودة؛ ففي العاصمة الرياض تتناقل المجالس قصة ذلك الكهل الذي سقط في صالة التداول بعدما شاهد أسهم الشركة التي يساهم فيها، وهي تتهاوى أمام عينيه, فلم يحتمل قلبه هذه الصدمة فسقط وسط زملائه، ونُقل إلى مستشفى الرياض المركزي ليفارق هناك الحياة بعد نصف ساعة فقط.
ذلك إلى بجانب قصص أخرى عديدة لا تقل تراجيديّة عن حكاية هذا الكهل, تأخذ نصيبها من أحاديث السعوديين في مجالسهم الخاصة ومنتدياتهم عن مجموعة من المضاربين أصيبوا بأمراض السكري والضغط، وانفصلوا عن زوجاتهم بعد خسارتهم في الأسهم.
الباحث السعودي في علم الاجتماع عبد العزيز الشثري أكد لـ(الراية) أن انهيار الأسهم أحدث شرخاً في المجتمع السعودي, فالآلاف من المواطنين الذين اقتحموا سوق الأسهم دون سابق معرفة، وغامروا بكل مدخراتهم سعياً وراء الربح السريع. أُصيب أكثرهم بالاكتئاب واهتزاز في الثقة بالنفس, إضافة إلى أن أكثر بيوتات صغار المساهمين والمضاربين, تعيش الآن في أزمة حقيقية نتيجة لحالة التلاوم التي تسود في المنزل بين الزوج وزوجته عن المسؤول الحقيقي وراء الأزمة، هل هو الزوج أم الزوجة التي دفعت زوجها دفعاً للمضاربة وشراء الأسهم, وبحسب الدكتور عبد العزيز الشثري فإن حالات الطلاق تزايدت كنتيجة طبيعية لحالة الشد والتوتر داخل الأسر في السعودية خاصة وان هذا التراجع هو الثاني من نوعه خلال هذا العام. ولم تقتصر مظاهر أزمة الأسهم في السعودية على نفسيات وسلوكيات الأفراد فقط، وإنما امتدت أيضاً لعلاقات الأفراد ببعضهم البعض، ويرى الشثري أن هذا الجانب بالذات كان أكثر وضوحاً من غيره, فحالات التزاور والسؤال عن أحوال الأقارب والأصدقاء قلّ إلى حد بعيد؛ فكلهم انصرف لمتابعة الأسهم، ولا يريد أحد أن يضيع وقته, كما أن أغلب المواطنين -والحديث لعالم الاجتماع السعودي- كانوا يرفضون أن يقترض منهم أحد مبلغاً من المال مهما قل؛ لأن أموالهم هم وُظّفت في الأسهم، كما أنهم يتشككون في نوايا طالب القرض، فربما يُوجّه المبلغ لفائدته الشخصية، ويستثمره في الأسهم، وفي هذه الحالة فالدائن أحق منه بهذا الاستثمار وأرباحه, وهذه التعاملات في رأي الشثري أثرت بشدة على علاقات الناس، وجعلت بعضهم يفقد صداقاته، وربما أقاربه أيضاً.
أما الدكتور عبدالله الصبيح أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض فيعتقد أن انهيار الأسهم ساهم في إحداث تحركات في المستويات الاجتماعية لكثير من المواطنين؛ فمن كان يُعدّ من الطبقة المتوسطة هو الآن في عداد الفقراء والمحتاجين بعدما فقد كل ما يملك في الأسهم، ومن كان يُصنف ضمن الأغنياء والميسورين تطارده الآن الديون والسلف.
وحذر الصبيح في اتصال له مع (الراية) من أن استمرار هذه التداعيات من شأنه أن يحدث الكثير من الدمار في بنية المجتمع, وربما تتطور لأبعاد أخرى خاصة وأن من فقد مدخراته لا سبيل أمامه لاسترجاعها، والقرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة للتقليل من خسائر المواطنين لن تكون ذات جدوى بالنسبة لحالته.
وأوضح الدكتور عبدالله الصبيح أن الضغط النفسي كان وراء العديد من حالات الطلاق، وظهور سلوكيات عند الشخص كانت بعيدة عنه مثل: الرشوة والاختلاس والسرقة, بسبب أن الضغط النفسي يحدث تغيراً كبيراً في طريقة تفكير الشخص، فيقدم على تصرفات ليست من طبيعته، مشيراً الى أن هذا حدث بصورة واضحة في الانتكاسة الأولى في فبراير كما حدث مرة أخرى في الأيام الماضية.
ولفت الصبيح في سياق حديثه إلى بعض الآثار السلبية التي تركتها الأسهم قد تتعافى بسرعة، لكنْ هناك آثار قد تصعب معالجتها إلا بمرور وقت طويل وجهد مكثف.
بدوره قال عبدالرزاق الزهراني الباحث في علم الاجتماع الاقتصادي لـ(الراية) إن الظواهر الاجتماعية مترابطة وتؤثر كل ظاهرة في الأخرى, والاقتصاد من أهم النظم والظواهر الاجتماعية وأكثرها تأثيراً على النظم الأخرى ولذلك فإن انهيار الأسهم، وعلى الرغم من كونه حدثاً اقتصادياً بحتاً إلاّ أن تداعياته الاجتماعية والنفسية والسلوكية كانت ظاهرة بشكل كبير.
وأشار "الزهراني" إلى تداعيات قال إنه لاحظها بنفسه مثل تأجيل الكثير من الشباب السعودي لزواجه بعد خسارته في سوق الأسهم، وقد لايستطيع أن يرجع لوضعه المالي الأول بسهولة، ومن ثم فإن التأجيل قد يكون لسنتين أو ثلاث، وهذا التأجيل الطويل– يقول الزهراني- قد يتسبب في انفصال الخطيبين أو أن يغير رأي أحد الأطراف في الآخر، موضحًا أن انهيار الأسهم ساهم أيضاً في ازدياد محاولات الانتحار وسط المضاربين والمساهمين بعدما فقدوا الأمل في تصحيح السوق، ونبّه أستاذ الاجتماع السعودي إلى ضرورة أن يقوم الباحثون الاجتماعيون والنفسيون بدراسات حول تأثيرات الأسهم الاجتماعية حتى يُخلص إلى معالجات معينة تضع حداً لمعاناة المتأثرين, وركز "الزهراني" في هذا الصدد على الدراسات النفسية المتعلقة بالبورصة، وسلوك المضاربين فيها، والعوامل النفسية المؤثرة في هذا السوق، والعوامل التي من شأنها إثارة طمع وخوف المستثمرين، والدعاية والشائعات والدوافع النفسية التي تقف وراءها.
من جانبه قال الكاتب السعودي نجيب الزامل لـ(الراية) إن أزمة الأسهم كشفت عن نمط وطريقة تفكير سائدة في المجتمع السعودي، وهي المحاكاة والتقليد، وأكد أن أهم السلبيات الاجتماعية للأزمة تتمثل في "فساد المزاج الواقعي في الأرباح الواقعية" والنهم وراء الأرباح الخيالية، وتعطيل قيم العمل و الاجتهاد.
وبدوره قال أستاذ علم النفس في الجامعات السعودية تركي العطيان لـــ(الراية) إن التأثيرات النفسية التي أحدثها تدهور سوق الأسهم الشهر الماضي في حاجة إلى وقت طويل حتى يتعافى الناس من آثارها.
وإن زوالها يعتمد على عوامل كثيرة منها: مقدار فداحة الخسائر ونوعيتها, وقدرة الشخص على التحمل وخبرته وسنه.
وأوضح العطيان أن تأثيرات السوق تختلف حسب خسارة الشخص؛ فالذي خسر بيته وسيارته في السوق ليس كمن خسر جزءاً من أرباحه أو جزءاً من رأس ماله، مشيراً إلى أن هناك سعوديين أُصيبوا بالضغط والسكري والسكتة القلبية أثناء تدهور الأسهم، وهناك الآن مصابون بحالات من الاكتئاب، وقال "العطيان": إن ربط الإنسان في مناخ اقتصادي متذبذب بين خسارة وربح لاشك أن له آثاراً كبيرة قد يصعب تلافيها في وقت قصير، وأضاف: لقد رأيت الكثير من الزوجات وهن يشكون من تغير معاملة الأزواج لهن، وأنهم يلجؤون للعنف في أي نقاش معهم.
وانتقد الاقتصادي السعودي ناصر الجهني تجاهل الجانب الاجتماعي عند النظر لأزمة الأسهم والاستغراق في المشكلات الاقتصادية التي خلّفتها, وقال: إن الحدث وإن كان اقتصادياً إلا أن تبعاته الاجتماعية كانت كبيرة ومؤثرة؛ إذ تسبب الانهيار في الأذى للكثيرين؛ فهناك من أفلس، وهناك من تراكمت عليه الديون، وهناك من ذهبت "أحلام عمره في مهب الرياح"، وهناك من فقد حتى البيت الذي كان يأويه وأسرته, مما كان سبباً مباشراً لتفكك الكثير من الأسر وانتشار قضايا "الحجر"، والمشاكل بين الأبناء والآباء, وأكد الجهني أنه لولا "التبعية والانجراف ومنهج التفكير القطيعي السائد في المجتمع السعودي لما كانت تبعات الانهيار بهذا الحجم الكبير.