halul
12-09-2008, 02:35 PM
(قصه منقوله)
صليت الفجر في أحد المساجد البعيدة عن بيتنا في دولة الكويت، وبعد الصلاة جلست أذكر اللّه. ولاحظت في طرف المسجد رجلاً رافعاً يديه إلى السماء، ويبكي بكاء الثكلى على ابنها.
خلصت أذكاري والرجل ما زال يبكي. دعوت ربي وانتظرت قليلا؛ والرجل ما زال يبكي. انتظرت أراقبه حتى طلعت الشمس وأشرقت، والرجل ما زال رافعا يديه بصورة المتذلل، ودموعه لا تفتر عن البكاء.
صلى بعد الشروق ركعتين ثم رجع إلى مكانه، ناديته وقلت له: ماذا تقول في دعائك؟ قال: إني أدعو على معذبي (كفيلي) الذي أشتغل عنده. قلت: لماذا ؟ ما هي قصتك ؟ احكها لي. قال لي: أنا أعول أولادا وزوجة في بنجلادش، ومتغرب عنهم، ولم أرسل لهم أي نقود لمدة 7 أشهر.
قلت له لماذا ؟
قال: لأن معذبي، لم يعطني معاشي طوال 7 أشهر.
قلت: حسبي اللّه ونعم الوكيل.. وماذا تعمل ؟
قال: أنا أعمل راعي غنم في البر، وأعطاني معذبي هاتف جوال مشحون بـ 3 دنانير فقط. وكل فترة يتصل ولا يسأل إلا عن الماشية ثم يغلق الهاتف، وأنا في منطقة مقطوعة ربما أحتاج أغراضا أو يندر الماء ولا يسأل عن حالي، ثم تمر الشهور والأيام ولا يعطيني حقي، وكلما استنجدت بأحد ليساعدني؛ لم أجد المعين ولا المهتم.
قلت له: اركب معي السيارة.
وأخذته إلى اللجنة الخيرية التي أعمل بها وقضيت له معظم شئونه، وطلبنا له إفطارا، ودخل يستحم لأن جسمه يبدو أنه ما لمس الماء منذ أيام. سألته: أين معذبك الذي تشتغل عنده ؟ فدلني على مكان عمله، طلبت منه الانتظار في السيارة، ونزلت ودخلت الشركة؛ فوجدت سكرتيرة.
سألتها: أين أبو فلان؟
قالت: من أنت؟
قلت: شخص يريده، قالت يجب أن تخبرني من أنت؟.
قلت: قولي له أحد عباد اللّه.
دخلت غرفة وأجرت اتصال ثم رجعت، وقالت: يقول إنه مشغول اليوم ولا يستطيع مقابلتك.
قلت: أقول لك أريده ضروريًّا..
قالت: هو مشغول اليوم.
قلت: فقولي له فلان الفلاني.
فلما أخبرته؛ قال لها: أنا بالطريق..
وبعد أن وصل رحب بي. وقال: حياك اللّه أنت فلان الذي كتب الملف الفلاني (وكنت مشهورا بذلك العمل)، قلت له: نعم، رحب بي وطلب لي شاياً.
قلت: لا واللّه ما أشرب شايك؛ إلا إذا قلت لي عطيتك.
قال: عطيتك.
قلت: لقد رأيت اليوم شخصا في المسجد بعد الصلاة رافعا يده، مجتهدا في الدعاء وهو يبكي، أتدري على من يدعو؟ قال: لا. قلت: يدعو عليك أنت. قال و هو منتفض من هول ما سمع: أنا ؟ قلت: نعم.. أنت، وكذلك دعا علي وعلى جميع أهل الكويت.
قال: خبرني لماذا ؟
قلت: تعلم أن المظلوم دعوته مستجابة، أنت ما تخاف ربك، ولا تخشى أن يحل علينا العذاب.
قال: خبرني بالقصة.
قلت: هذا العامل الذي يرعى لك الغنم، لماذا أهملته وحرمته من معاشه 7 أشهر. منعته حقه، وحق الأجير لا يؤجل.
ظهر الندم على وجهه، ثم ردَّ: لكن هذا إنسان عنيد وما يسمع الكلام.
قلت له مقاطعا: مهما كان تعطيه حقه، وهو صادق. ولو شاهدت منظره وهو رافع يديه إلى السماء لخفت أن يحل عليك غضب من اللّه.
قلت له مضيفا: لن أخرج من عندك إلا ومعاش 7 أشهر أمامي على الطاولة، وأنت قلت في البداية عطيتك.
ثم دفع لي 350 ديناراً وضعها أمامي، قلت له: هذا حقه. فقال: نعم وماذا بعد؟. قلت: بقي أن تعطيني " تطيبة " الخاطر. فتح الدرج، فوجد 75 ديناراً، وقال: هل تكفي هذه ؟ قلت: نعم إن شاء اللّه تكفي.
أخذت البنغالي إلى أقرب صراف، وحولنا الأموال إلى أهله، واحتفظ ببعضها ليتقوى بها على أمور معاشه؛ وهو غير مصدق لما يراه. واحتضنني وأخذ يقبل كتفي، وعندما رآه معذبه، لم يعرفه؛ لأنه تغيير عليه بعد الثوب الجديد الذي أعطيته له. قلت له: هذا هو العامل بعد أن غسلناه لك، خَفْ ربك فيه، وانظرْ في حاجته لعل اللّه يرحمك.
منع أجرة الأجير
هذه نهاية القصة نرجو رأيكم فيها، وعن هذه الظاهرة (منع أجرة الأجير)، وهضم حقوق الناس، كيف تريدون أن يبارك اللّه لنا في رزقنا وفي بلادنا ؟!!
هذا الشخص مثلنا، عليه مسئوليات وواجبات نحو أسرته ونفسه، والتأخير في إعطائه الأجر أمر ليس ببسيط. يجب أن ندرك أن هذا الشخص وراءه عائلة تحتاج لمأكل ومشرب ومسكن، قد يكون لديه أولاد في المدارس، طفل مريض.. 7 أشهر من الظلم!! و اللّه لا يجوز، أمور كثيرة قد تحدث خلال هذه المدة.
يجب ألا ننسى أيضا أن العمال راتبهم ليس بالمبلغ الكبير الذي يعجز الشخص عن توفيره شهريا. يجب على الإنسان أن يخاف اللّه في هذه الفئة المستضعفة، كلنا عباد للّه، وكلنا سواسية لا فرق بيننا إلا بالعمل الصالح، والحفاظ على حقوق الناس والإحسان إليهم من الأعمال الصالحة التي نجزى عليها بإذن اللّه.
تقبلوا تحياتي ومودتي
صليت الفجر في أحد المساجد البعيدة عن بيتنا في دولة الكويت، وبعد الصلاة جلست أذكر اللّه. ولاحظت في طرف المسجد رجلاً رافعاً يديه إلى السماء، ويبكي بكاء الثكلى على ابنها.
خلصت أذكاري والرجل ما زال يبكي. دعوت ربي وانتظرت قليلا؛ والرجل ما زال يبكي. انتظرت أراقبه حتى طلعت الشمس وأشرقت، والرجل ما زال رافعا يديه بصورة المتذلل، ودموعه لا تفتر عن البكاء.
صلى بعد الشروق ركعتين ثم رجع إلى مكانه، ناديته وقلت له: ماذا تقول في دعائك؟ قال: إني أدعو على معذبي (كفيلي) الذي أشتغل عنده. قلت: لماذا ؟ ما هي قصتك ؟ احكها لي. قال لي: أنا أعول أولادا وزوجة في بنجلادش، ومتغرب عنهم، ولم أرسل لهم أي نقود لمدة 7 أشهر.
قلت له لماذا ؟
قال: لأن معذبي، لم يعطني معاشي طوال 7 أشهر.
قلت: حسبي اللّه ونعم الوكيل.. وماذا تعمل ؟
قال: أنا أعمل راعي غنم في البر، وأعطاني معذبي هاتف جوال مشحون بـ 3 دنانير فقط. وكل فترة يتصل ولا يسأل إلا عن الماشية ثم يغلق الهاتف، وأنا في منطقة مقطوعة ربما أحتاج أغراضا أو يندر الماء ولا يسأل عن حالي، ثم تمر الشهور والأيام ولا يعطيني حقي، وكلما استنجدت بأحد ليساعدني؛ لم أجد المعين ولا المهتم.
قلت له: اركب معي السيارة.
وأخذته إلى اللجنة الخيرية التي أعمل بها وقضيت له معظم شئونه، وطلبنا له إفطارا، ودخل يستحم لأن جسمه يبدو أنه ما لمس الماء منذ أيام. سألته: أين معذبك الذي تشتغل عنده ؟ فدلني على مكان عمله، طلبت منه الانتظار في السيارة، ونزلت ودخلت الشركة؛ فوجدت سكرتيرة.
سألتها: أين أبو فلان؟
قالت: من أنت؟
قلت: شخص يريده، قالت يجب أن تخبرني من أنت؟.
قلت: قولي له أحد عباد اللّه.
دخلت غرفة وأجرت اتصال ثم رجعت، وقالت: يقول إنه مشغول اليوم ولا يستطيع مقابلتك.
قلت: أقول لك أريده ضروريًّا..
قالت: هو مشغول اليوم.
قلت: فقولي له فلان الفلاني.
فلما أخبرته؛ قال لها: أنا بالطريق..
وبعد أن وصل رحب بي. وقال: حياك اللّه أنت فلان الذي كتب الملف الفلاني (وكنت مشهورا بذلك العمل)، قلت له: نعم، رحب بي وطلب لي شاياً.
قلت: لا واللّه ما أشرب شايك؛ إلا إذا قلت لي عطيتك.
قال: عطيتك.
قلت: لقد رأيت اليوم شخصا في المسجد بعد الصلاة رافعا يده، مجتهدا في الدعاء وهو يبكي، أتدري على من يدعو؟ قال: لا. قلت: يدعو عليك أنت. قال و هو منتفض من هول ما سمع: أنا ؟ قلت: نعم.. أنت، وكذلك دعا علي وعلى جميع أهل الكويت.
قال: خبرني لماذا ؟
قلت: تعلم أن المظلوم دعوته مستجابة، أنت ما تخاف ربك، ولا تخشى أن يحل علينا العذاب.
قال: خبرني بالقصة.
قلت: هذا العامل الذي يرعى لك الغنم، لماذا أهملته وحرمته من معاشه 7 أشهر. منعته حقه، وحق الأجير لا يؤجل.
ظهر الندم على وجهه، ثم ردَّ: لكن هذا إنسان عنيد وما يسمع الكلام.
قلت له مقاطعا: مهما كان تعطيه حقه، وهو صادق. ولو شاهدت منظره وهو رافع يديه إلى السماء لخفت أن يحل عليك غضب من اللّه.
قلت له مضيفا: لن أخرج من عندك إلا ومعاش 7 أشهر أمامي على الطاولة، وأنت قلت في البداية عطيتك.
ثم دفع لي 350 ديناراً وضعها أمامي، قلت له: هذا حقه. فقال: نعم وماذا بعد؟. قلت: بقي أن تعطيني " تطيبة " الخاطر. فتح الدرج، فوجد 75 ديناراً، وقال: هل تكفي هذه ؟ قلت: نعم إن شاء اللّه تكفي.
أخذت البنغالي إلى أقرب صراف، وحولنا الأموال إلى أهله، واحتفظ ببعضها ليتقوى بها على أمور معاشه؛ وهو غير مصدق لما يراه. واحتضنني وأخذ يقبل كتفي، وعندما رآه معذبه، لم يعرفه؛ لأنه تغيير عليه بعد الثوب الجديد الذي أعطيته له. قلت له: هذا هو العامل بعد أن غسلناه لك، خَفْ ربك فيه، وانظرْ في حاجته لعل اللّه يرحمك.
منع أجرة الأجير
هذه نهاية القصة نرجو رأيكم فيها، وعن هذه الظاهرة (منع أجرة الأجير)، وهضم حقوق الناس، كيف تريدون أن يبارك اللّه لنا في رزقنا وفي بلادنا ؟!!
هذا الشخص مثلنا، عليه مسئوليات وواجبات نحو أسرته ونفسه، والتأخير في إعطائه الأجر أمر ليس ببسيط. يجب أن ندرك أن هذا الشخص وراءه عائلة تحتاج لمأكل ومشرب ومسكن، قد يكون لديه أولاد في المدارس، طفل مريض.. 7 أشهر من الظلم!! و اللّه لا يجوز، أمور كثيرة قد تحدث خلال هذه المدة.
يجب ألا ننسى أيضا أن العمال راتبهم ليس بالمبلغ الكبير الذي يعجز الشخص عن توفيره شهريا. يجب على الإنسان أن يخاف اللّه في هذه الفئة المستضعفة، كلنا عباد للّه، وكلنا سواسية لا فرق بيننا إلا بالعمل الصالح، والحفاظ على حقوق الناس والإحسان إليهم من الأعمال الصالحة التي نجزى عليها بإذن اللّه.
تقبلوا تحياتي ومودتي