عبدالله العذبة
15-09-2008, 08:44 PM
المدارس كلها مشتاقة لك ...
قد لا يكون ذلك صحيحاً تماماً!
فلا ينطبق ذلك علي الواقع المدرسي في قطر في ضوء الارتفاع المستمر الذي تعرفه رسوم التعليم الخاص أسوة بغيرها من ضرورات الحياة والمعيشة وفي ظل محدودية الخيارات التعليمية أمام المواطنين والمقيمين لاسيما الوافدون الاجانب.
وبالرغم من افتتاح ما سمي بالمدارس المتميزة الثلاث ( ديبكاي ولندن والأكاديمية) فإن الوضع لم يتحسن كثيرا!
لأنها لم تستطع استيعاب كل الطلاب فضلا عن انها لا تشكل خيارا مطروحا ومعروضا للجميع علي حد سواء!
بإمكاننا اليوم ان نتعلل بسهولة برفع معاييرنا التعليمية وسوف يحظي الأجانب - علي كل حال -
بنصيب الأسد في المدارس الثلاث نظرا لعامل الأولوية وبسبب تمتعهم بالإعفاء من رسومها الباهظة من جهة أخرى
أما الكوبونات التعليمية فانها موجهة الي القطريين من فئة صعبة المنال! اذ يشترط ان يكون ولي الأمر من غير موظفي الحكومة! على يكون قادرا في الوقت نفسه على دفع (الفرقية ) الإضافية المطردة من رسوم تلك المدارس!! الأمر الذي يعني ان الكوبونات مخصصة فعليا لرجال الأعمال والمقتدرين ماليا!!
لقد كانت المعايير عالية يوم اقرت مبادرة التعليم وارسيت بمدرستين علميتين للبنين والبنات واستقطبت كل معلم ومعلمة متميزة وكل طالب وطالبة متفوقة ثم بديء بمشروع المدارس المستقلة علي الغرار التفضيلي ذاته بيد ان التوسع المطرد المتسارع في تجربة المدارس المستقلة (وهي لم تزل تجربة متعثرة بلا حصاد منتظم ) أدي الي تدني المعايير كافة الامر الذي تشهد عليه بيانات التقييم السنوية لاختبارات تكاد تكون معادة مكرورة يهيأ لها الطلبة وبالرغم من ذلك لا يحرزون فيها نتائج مشرفة ! لقد تدنت توقعات الاهالي ايضا وآمالهم فلم يعودوا يبالون سوي بايجاد مقعد للصبي او البنت لكيلا يجلسان في البيت !
كتب زميلنا النشيط محمد عبد المقصود منذ خمسة ايام فقط وبعد بدء العام الدراسي بان وزارة التعليم والتعليم العالي (تؤكد) بان المدارس الثانوية التابعة لها سوف تستوعب الطلاب الذين لم تتوفر لهم مقاعد بالمدارس الثانوية المستقلة علي الرغم من انهم قاموا بالتسجيل في تلك المدارس منذ بدء عملية قبول الطلاب في شهر يونيو الماضي!
فاذا كان بعض الطلبة قد جاء من مدارس إعدادية مستقلة فكيف سيتم إلحاقهم و حشرهم في مدارس حكومية ؟
ترى هل يستطيع أولياء الأمور جميعا إلحاق أولادهم بمدارس خاصة في ضوء قلة المقاعد الدراسية من جهة وارتفاع رسوم المدارس الخاصة من جهة أخري ؟؟
ذكرت الزميلة مريم الخاطر ان مدرسة المها الإنجليزية الخاصة بكافة فروعها لم ترفع رسوم الدراسة فحسب بل أضافت رسوما جديدة مستقلة للكتب ( مجرد ملازم ) بمبلغ 2500 ريال قطري لكل طالب مدرسي و 1000 ريال لطلاب الروضة، فضلا عن قيمة الملابس المدرسية والرياضية!
ونشرت الشرق منذ عدة ايام انتقاد مجموعة من أولياء الأمور لمدرسة كامبريدج للبنات التي فرضت مع بداية العام الدراسي رسوما خاصة بالتسجيل وزادت الأقساط الشهرية عن العام الماضي بنسبة تجاوزت 30%
وأشار ولي أمر إحدي الطالبات إلي أن إدارة مدرسة كامبريدج طلبت من أولياء أمور الطلاب التوقيع علي إقرار يضم 16 بندا يفرض احدها غرامة فورية قدرها 100 ريال علي ولي الأمر الذي يتأخر ساعة عن انتهاء دوام الطلاب إضافة الي بند ملزم بالحاق الطلاب ببرنامج تقوية اجباري ودفع اي رسوم محددة كما قررت المدرسة كذلك تغيير الزي المدرسي مع بداية النصف الآخر للعام الدراسي مع العلم انها تبيع زيا مدرسيا يقضي به الطالب النصف الأول من العام الدراسي .
ان الأمر برمته في يد الجهة المختصة بوزارة التعليم وهي إدارة التعليم الاهلي فهي مخولة بالتدخل لوقف تلك الممارسات وهل هي قادرة علي تشديد الرقابة علي كافة المدارس الخاصة العربية والأجنبية فيما يخص التسعير المسعور علي الأقل ! أم ان التعليم قد غدا تجارة (حرة) ولكن.. محتكرة لاستنفاع البعض؟؟
بقلم : نورة آل سعد
كاتبة قطرية مستقلة
المصدر الراية الاثنين 15-9-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=378779&version=1&template_id=24&parent_id=23
قد لا يكون ذلك صحيحاً تماماً!
فلا ينطبق ذلك علي الواقع المدرسي في قطر في ضوء الارتفاع المستمر الذي تعرفه رسوم التعليم الخاص أسوة بغيرها من ضرورات الحياة والمعيشة وفي ظل محدودية الخيارات التعليمية أمام المواطنين والمقيمين لاسيما الوافدون الاجانب.
وبالرغم من افتتاح ما سمي بالمدارس المتميزة الثلاث ( ديبكاي ولندن والأكاديمية) فإن الوضع لم يتحسن كثيرا!
لأنها لم تستطع استيعاب كل الطلاب فضلا عن انها لا تشكل خيارا مطروحا ومعروضا للجميع علي حد سواء!
بإمكاننا اليوم ان نتعلل بسهولة برفع معاييرنا التعليمية وسوف يحظي الأجانب - علي كل حال -
بنصيب الأسد في المدارس الثلاث نظرا لعامل الأولوية وبسبب تمتعهم بالإعفاء من رسومها الباهظة من جهة أخرى
أما الكوبونات التعليمية فانها موجهة الي القطريين من فئة صعبة المنال! اذ يشترط ان يكون ولي الأمر من غير موظفي الحكومة! على يكون قادرا في الوقت نفسه على دفع (الفرقية ) الإضافية المطردة من رسوم تلك المدارس!! الأمر الذي يعني ان الكوبونات مخصصة فعليا لرجال الأعمال والمقتدرين ماليا!!
لقد كانت المعايير عالية يوم اقرت مبادرة التعليم وارسيت بمدرستين علميتين للبنين والبنات واستقطبت كل معلم ومعلمة متميزة وكل طالب وطالبة متفوقة ثم بديء بمشروع المدارس المستقلة علي الغرار التفضيلي ذاته بيد ان التوسع المطرد المتسارع في تجربة المدارس المستقلة (وهي لم تزل تجربة متعثرة بلا حصاد منتظم ) أدي الي تدني المعايير كافة الامر الذي تشهد عليه بيانات التقييم السنوية لاختبارات تكاد تكون معادة مكرورة يهيأ لها الطلبة وبالرغم من ذلك لا يحرزون فيها نتائج مشرفة ! لقد تدنت توقعات الاهالي ايضا وآمالهم فلم يعودوا يبالون سوي بايجاد مقعد للصبي او البنت لكيلا يجلسان في البيت !
كتب زميلنا النشيط محمد عبد المقصود منذ خمسة ايام فقط وبعد بدء العام الدراسي بان وزارة التعليم والتعليم العالي (تؤكد) بان المدارس الثانوية التابعة لها سوف تستوعب الطلاب الذين لم تتوفر لهم مقاعد بالمدارس الثانوية المستقلة علي الرغم من انهم قاموا بالتسجيل في تلك المدارس منذ بدء عملية قبول الطلاب في شهر يونيو الماضي!
فاذا كان بعض الطلبة قد جاء من مدارس إعدادية مستقلة فكيف سيتم إلحاقهم و حشرهم في مدارس حكومية ؟
ترى هل يستطيع أولياء الأمور جميعا إلحاق أولادهم بمدارس خاصة في ضوء قلة المقاعد الدراسية من جهة وارتفاع رسوم المدارس الخاصة من جهة أخري ؟؟
ذكرت الزميلة مريم الخاطر ان مدرسة المها الإنجليزية الخاصة بكافة فروعها لم ترفع رسوم الدراسة فحسب بل أضافت رسوما جديدة مستقلة للكتب ( مجرد ملازم ) بمبلغ 2500 ريال قطري لكل طالب مدرسي و 1000 ريال لطلاب الروضة، فضلا عن قيمة الملابس المدرسية والرياضية!
ونشرت الشرق منذ عدة ايام انتقاد مجموعة من أولياء الأمور لمدرسة كامبريدج للبنات التي فرضت مع بداية العام الدراسي رسوما خاصة بالتسجيل وزادت الأقساط الشهرية عن العام الماضي بنسبة تجاوزت 30%
وأشار ولي أمر إحدي الطالبات إلي أن إدارة مدرسة كامبريدج طلبت من أولياء أمور الطلاب التوقيع علي إقرار يضم 16 بندا يفرض احدها غرامة فورية قدرها 100 ريال علي ولي الأمر الذي يتأخر ساعة عن انتهاء دوام الطلاب إضافة الي بند ملزم بالحاق الطلاب ببرنامج تقوية اجباري ودفع اي رسوم محددة كما قررت المدرسة كذلك تغيير الزي المدرسي مع بداية النصف الآخر للعام الدراسي مع العلم انها تبيع زيا مدرسيا يقضي به الطالب النصف الأول من العام الدراسي .
ان الأمر برمته في يد الجهة المختصة بوزارة التعليم وهي إدارة التعليم الاهلي فهي مخولة بالتدخل لوقف تلك الممارسات وهل هي قادرة علي تشديد الرقابة علي كافة المدارس الخاصة العربية والأجنبية فيما يخص التسعير المسعور علي الأقل ! أم ان التعليم قد غدا تجارة (حرة) ولكن.. محتكرة لاستنفاع البعض؟؟
بقلم : نورة آل سعد
كاتبة قطرية مستقلة
المصدر الراية الاثنين 15-9-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=378779&version=1&template_id=24&parent_id=23