war reporter
18-09-2008, 10:57 PM
أكد تطابق وجهات النظر بين الدوحة وطهران تجاه قضايا المنطقة
النجار: أميركا وإسرائيل غير قادرتين على ضرب إيران
بدا وزير الدفاع بالجمهورية الإيرانية العميد مصطفى النجار الذي اختتم أمس زيارة لقطر واثقاً من عدم قدرة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لبلاده. ودعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى طرد القوات الأميركية من المنطقة من أجل تحقيق السلام و الأمن في المنطقة.
الدوحة ـ سليمان حاج إبراهيم
وقال في مؤتمر صحفي عقده بفندق فورسيزونز أمس عقب مباحثات أجراها مع القيادة القطرية: إن أميركا وإسرائيل لا تملكان القدرة والفرصة الكافية لشن حرب على إيران. داعياً دول مجلس التعاون الخليجي إلى طرد القوات الأميركية والتعاون مع طهران لاستتباب الأمن والسلم في المنطقة. ووصف العميد النجار المفاوضات السورية الإسرائيلية باللعبة، مؤكداً أن الأراضي المسلوبة لا يمكن أن تسترجع إلا بالقوة.
واستهل وزير الدفاع الإيراني المؤتمر الصحفي بكلمة استعرض فيها نتائج زيارته لقطر، وقال إنها جاءت بدعوة من سمو نائب الأمير نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من منطلق الإرادة المتبادلة من البلدين من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، ووصفهما بأنهما يمثلان الهاجس الأول لجميع دول المنطقة، وأضاف أن قطر وإيران لهما وجهات نظر مشتركة حيال قضايا وإشكالات المنطقة، وتربطهما روابط كثيرة.
وأشار إلى أن اللقاءات الثنائية المستمرة التي تنعقد بين قيادتي البلدين والرغبة المشتركة لتنسيق الرؤى تتمخض عنها فوائد كثيرة تخدم شعوب وأهداف دول المنطقة. وقال إن إيران أكدت منذ انتصار تورثها الإسلامية على رغبتها الحقيقية في تثمين التعاون البناء مع دول المنطقة، والدخول معها بصفة مشتركة في القضايا التي تخدم بلدان المنطقة، خصوصاً التي تخدم السياسات الإستراتيجية في المجال الدفاعي. وكشف وزير الدفاع الإيراني أنه تطرق مع كبار المسؤولين في قطر للمواضيع ذات الاهتمام المشترك، ولمس رغبة حقيقية للرقي بالعلاقات المشتركة بين البلدين. وأضاف أن إيران كانت في طليعة الدول التي نادت بالوفاق والصداقة، وتابعت هذه السياسات، وتبذل الجهد لتحقيق الاستقرار والأمن في ربوع المنطقة. وركز النجار في حديثه على مضيق هرمز وقال إن «الموضوع المهم الذي أود طرحه هنا هو موضوع مضيق هرمز الذي تعتبره إيران ممراً استراتيجياً ومعبراً مائياً لكافة سفن الشحن لكافة دول المنطقة ودول العالم، وهو أحد الركائز الأساسية لتحقيق الأمن والسلم»،
و كشف أن بلاده بذلت كافة الاحتياطات والإمكانيات من أجل توفير سلامة وأمن هذا الممر المهم، وهي ترى أن أمن كافة دول المنطقة من ضمن أمن إيران، ولن تسمح أبداً بالإساءة لهذا الأمن. وفي معرض رده على سؤال بشأن احتمال توجيه أميركا ضربة لإيران، وما إذا كانت قطر ستكون بمنأى عن أي هجوم، خصوصاً وأنها تضم أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، وإن كانت بلاده قدمت تطمينات للدوحة بشأن أمن ترابها في حالة نشوب أية حرب، أكد النجار أن بلاده متيقنة أن أميركا لن تجرؤ على مهاجمة إيران خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها سواء على المستوى العالمي أو الإقليمي. واستدل لتأكيد اعتقاده بالمشاكل العديدة التي تشهدها أميركا في الساحة الداخلية. وأضاف هذا لا يعني أن طهران غير مستعدة لأي احتمال مهما بلغت درجته، وأكد أن جميع القوات تم استنفارها وتجهيزها وتعزيز كل الطاقات لمواجهة أي تهديد يوجه لها. وقال إن كل دول المنطقة صديقة لإيران وبالتالي لن تسمح أبداً لأميركا أن تقوم ببث القلاقل وإيجاد حالة من اللا أمن واللا استقرار في المنطقة، وأضاف أن نشوب أية حرب أو أزمة سينتقل رحاها للدول الأخرى، وستواجه بدورها أزمة خانقة، وأكد مرة أخرى أن دول المنطقة ستمنع الولايات المتحدة بصورة قطعية من شن أي هجوم على بلاده، وشدد على أن طهران سترد بحسم في حال واجهت عملاً عسكرياً مهما كان. وفي رده على سؤال بشأن طبيعة المناورات التي تجريها قواته التي تزايدت في الفترة الأخيرة ودلالاتها، والرسائل التي تريد توجيهها من خلالها، وما إذا كانت رداً على إسرائيل التي تشير تقارير لنيتها ضرب إيران، قال النجار إن إسرائيل لن تجرؤ على القيام بذلك، لأن الظروف الداخلية التي تعيشها حالياً تشجعها على ذلك. وأضاف أن خسارة إسرائيل لحرب 33 يوماً (يقصد بها حرب لبنان 2006) يجعلها تفكر ملياً فهي تعيش أزمات عديدة، وتواجه بؤر توتر، كما أنها خلقت كراهية كبيرة لدى المسلمين، وهناك بؤر توتر تسود عدة مجتمعات إسلامية من منطلق أن هذا الكيان الغاصب (أي أسرائيل) أصبح ذليلاً أكثر من أي وقت مضى، ويعيش أصعب أوقاته، ويواجه تحديات كثيرة، كما أن حرب لبنان عرتها وكشفت ضعفها.
وأضاف في هذا السياق أن القوات الإيرانية على أهبة الاستعداد لأية حرب أو مواجهة عسكرية، والشعب الإيراني يقف في صفوف متراصة خلف قيادته، خصوصاً وأنها اكتسبت خبرة من حرب السنوات الثمانية التي خاضتها ضد العراق، وقال إن بلاده في تلك الفترة لم تكن تحارب نظام صدام حسين لوحده بل دول عديدة كانت تنضوي خلفه، بالرغم من أن طهران في تلك الفترة لم تكن لها نفس القوة الرادعة، ولم تكن صناعتها الحربية بمثل التقدم الذي تسجله حالياً سواء جوية كانت أو برية أو حربية، وبخصوص المناورات التي تجريها قال إنها عادية وطبيعية وتقوم بها بصورة دورية وروتينية، والهدف منها الارتقاء والسمو بالكفاءات العسكرية، واختبار الأجهزة الحربية التي تصنعها محلياً، وأضاف أن أنواعاً جديدة من تكتيكات هجومية تدخل في المناورات للرقي بمستوى كفاءة القوات المسلحة الإيرانية، وما تقوم به وزارة الدفاع إنما يشكل قوة ردع أساسية لدى إيران، وقال إن هذه القوة تكون ضامنة لاستتباب الأمن والاستقرار في الخليج، ولا تكون هناك أية إساءة لها، وبين أنها تحافظ على استقرار وأمن منطقة الخليج حتى لا تشهد بؤر توتر في المستقبل.
وبخصوص برنامج إيران النووي قال النجار إن الاستفادة من الطاقة الذرية بصفتها طاقة نظيفة هي محل رغبة كافة الدول، وهي تخدم البشرية جمعاء وتعتبر مصدر رفاه للشعوب، وإيران تود الاستفادة من هذه الطاقة والنواحي النووية في إطارها السلمي، وهي تتعاون بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها بالمقابل تواجه حملات من الدول التي سماها بالعدوة، وقال إنه عوض أن تستأصل القنابل الذرية والنووية التي تكدسها إسرائيل غير الموقعة على الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة النووية فهي تواجه إيران وتؤكد أنها تنحرف ببرنامجها السلمي، وأكد أن الحقيقة غير ذلك لأن تلك الدول –برأيه- لا تحبذ أن يحصل المسلمون على التقنيات الحديثة، عكس إيران التي تريد أن تتعاون مع الدول الإسلامية في مجال تطوير استخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية. وأشار وزير الدفاع الإيراني إلى أن بلاده أكدت في وقت سابق على ضرورة تنسيق الجهود وتقريب وجهات نظر دول مجلس التعاون في مختلف المجالات، وطالب في هذا الصدد بضرورة القيام بمناورات عسكرية وتمارين مشتركة للسمو والرقي بالقوات المسلحة لهذه الدول التي لها مصالح مشتركة وتؤمن بضرورة استتباب الأمن في المنطقة.
وأضاف : «إن إيران لديها رؤية مشتركة ونماذج عدة في المجال الأمني تريد أن تنسقها مع دول مجلس التعاون، شريطة تطبيقها بصورة جماعية» وقال «في إطار هذا التعاون المشترك لا بد أن تغادر القوات الأجنبية هذه المنطقة، لأنه كلما وجدت هذه القوات ساهمت في خلق مشاكل عديدة صبت على هذه البلدان المحتلة من قبل أميركا» واستشهد لتأكيد قوله بما يحصل في العراق «التي يقتل فيها يومياً العشرات من أبنائه» وأضاف «أتى الوقت لكي تغادر هذه القوات المنطقة، وأمن المناطق الواقعة في الصعيد الإقليمي لا بد أن يتوفر عبر دول المنطقة بنفسها وذاتها وهي مدعوة من أجل المشاركة الجماعية مع بعضها لاستتباب الأمن في المنطقة».
وفي رده على سؤال حول ازدواجية الخطاب الإيراني الذي يشير إلى رغبته في التعاون مع دول الخليج وهو حريص على أمنها، وفي نفس الوقت تقوم طهران بتجاوزات فيما يتعلق بالجزر المتنازع عليها، حيث قامت بفتح مكاتب لها في جزيرتين إمارتين متنازع عليهما، وهو ما قوبل باستنكار خليجي واسع، قال وزير الدفاع الإيراني إن بلاده تعبر بصورة مستمرة عن حسن نواياها، وشاركت قبل فترة في قمة مجلس التعاون الخليجي بناء على دعوة تلقتها من قبل سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وكان الاجتماع جيداً وبناء للغاية.
وأضاف أن الرئيس أحمدي نجاد قدم مقترحات ومحاور من أجل التعاون المشترك بين هذه الدول وبين بلاده، واعتبر مسألة الخلافات الحالية حول الجزر الإماراتية وقضية فتح مكاتب هناك موضوعاً صغيراً وبسيطاً للغاية، لأن إيران تنظر مثلما قال لدول الخليج في إطار ودي، ومن هذا المنطلق لا يمكن أن تكون هناك مسألة لا يمكن حلها، وما بقي من قضايا يحل عن طريق الحوار المشترك. ونفى وزير الدفاع صحة تصريحات الدبلوماسي الإيراني المنشق السعدي حول ضلوع إيران في عمليات استخباراتية على دول مجلس التعاون الخليجي، وقال إن هذه أكاذيب مفتعلة من قبل وسائل الإعلام الغربية العدوة.
وقال وزير الدفاع الإيراني في معرض رده على سؤال بخصوص مسار المفاوضات الجارية بين سوريا وإسرائيل وتأثيرها على العلاقات الاستراتيجية العميقة التي تربط بلاده بالنظام السوري: إن اسرائيل سلبت الكثير من الأراضي وسلبت الشعوب حقوقها، فإذا أتت الفرصة السانحة لإعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين فإنه لا بد من اغتنام الأمر خصوصاً بالنسبة للسوريين في مجال استعادة الجولان المحتل. وقال: «نحن نريد أن يسترجع السوريون الجولان، ونطالب بعودة الحقوق لأصحابها» وأضاف أن إيران تدرك جيداً أن إسرائيل تلعب بهذه الأوراق في هذا المضمار، وهي لا تريد أن تعطي الحقوق لأصحابها، وهذه لعبة سياسية وهي تواجه العديد من المآزق الداخلية، ووصلت لطريق مسدود، وهي تبحث عن منفذ مناسب للخروج منها، لذلك افتعلت المباحثات مع الجانب السوري. وقال النجار بحزم في ختام مؤتمره الصحفي بشأن مسألة المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين سوريا وإسرائيل: «نحن نعتقد أنه يجب أن تؤخذ وتسترجع الحقوق بالقوة من الصهاينة».
نقلا عن منتدى الصحافة الجزائرية
http://www.algeriemedia.org/modules.php?name=News&op=NEArticle&sid=318
النجار: أميركا وإسرائيل غير قادرتين على ضرب إيران
بدا وزير الدفاع بالجمهورية الإيرانية العميد مصطفى النجار الذي اختتم أمس زيارة لقطر واثقاً من عدم قدرة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لبلاده. ودعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى طرد القوات الأميركية من المنطقة من أجل تحقيق السلام و الأمن في المنطقة.
الدوحة ـ سليمان حاج إبراهيم
وقال في مؤتمر صحفي عقده بفندق فورسيزونز أمس عقب مباحثات أجراها مع القيادة القطرية: إن أميركا وإسرائيل لا تملكان القدرة والفرصة الكافية لشن حرب على إيران. داعياً دول مجلس التعاون الخليجي إلى طرد القوات الأميركية والتعاون مع طهران لاستتباب الأمن والسلم في المنطقة. ووصف العميد النجار المفاوضات السورية الإسرائيلية باللعبة، مؤكداً أن الأراضي المسلوبة لا يمكن أن تسترجع إلا بالقوة.
واستهل وزير الدفاع الإيراني المؤتمر الصحفي بكلمة استعرض فيها نتائج زيارته لقطر، وقال إنها جاءت بدعوة من سمو نائب الأمير نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من منطلق الإرادة المتبادلة من البلدين من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، ووصفهما بأنهما يمثلان الهاجس الأول لجميع دول المنطقة، وأضاف أن قطر وإيران لهما وجهات نظر مشتركة حيال قضايا وإشكالات المنطقة، وتربطهما روابط كثيرة.
وأشار إلى أن اللقاءات الثنائية المستمرة التي تنعقد بين قيادتي البلدين والرغبة المشتركة لتنسيق الرؤى تتمخض عنها فوائد كثيرة تخدم شعوب وأهداف دول المنطقة. وقال إن إيران أكدت منذ انتصار تورثها الإسلامية على رغبتها الحقيقية في تثمين التعاون البناء مع دول المنطقة، والدخول معها بصفة مشتركة في القضايا التي تخدم بلدان المنطقة، خصوصاً التي تخدم السياسات الإستراتيجية في المجال الدفاعي. وكشف وزير الدفاع الإيراني أنه تطرق مع كبار المسؤولين في قطر للمواضيع ذات الاهتمام المشترك، ولمس رغبة حقيقية للرقي بالعلاقات المشتركة بين البلدين. وأضاف أن إيران كانت في طليعة الدول التي نادت بالوفاق والصداقة، وتابعت هذه السياسات، وتبذل الجهد لتحقيق الاستقرار والأمن في ربوع المنطقة. وركز النجار في حديثه على مضيق هرمز وقال إن «الموضوع المهم الذي أود طرحه هنا هو موضوع مضيق هرمز الذي تعتبره إيران ممراً استراتيجياً ومعبراً مائياً لكافة سفن الشحن لكافة دول المنطقة ودول العالم، وهو أحد الركائز الأساسية لتحقيق الأمن والسلم»،
و كشف أن بلاده بذلت كافة الاحتياطات والإمكانيات من أجل توفير سلامة وأمن هذا الممر المهم، وهي ترى أن أمن كافة دول المنطقة من ضمن أمن إيران، ولن تسمح أبداً بالإساءة لهذا الأمن. وفي معرض رده على سؤال بشأن احتمال توجيه أميركا ضربة لإيران، وما إذا كانت قطر ستكون بمنأى عن أي هجوم، خصوصاً وأنها تضم أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، وإن كانت بلاده قدمت تطمينات للدوحة بشأن أمن ترابها في حالة نشوب أية حرب، أكد النجار أن بلاده متيقنة أن أميركا لن تجرؤ على مهاجمة إيران خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها سواء على المستوى العالمي أو الإقليمي. واستدل لتأكيد اعتقاده بالمشاكل العديدة التي تشهدها أميركا في الساحة الداخلية. وأضاف هذا لا يعني أن طهران غير مستعدة لأي احتمال مهما بلغت درجته، وأكد أن جميع القوات تم استنفارها وتجهيزها وتعزيز كل الطاقات لمواجهة أي تهديد يوجه لها. وقال إن كل دول المنطقة صديقة لإيران وبالتالي لن تسمح أبداً لأميركا أن تقوم ببث القلاقل وإيجاد حالة من اللا أمن واللا استقرار في المنطقة، وأضاف أن نشوب أية حرب أو أزمة سينتقل رحاها للدول الأخرى، وستواجه بدورها أزمة خانقة، وأكد مرة أخرى أن دول المنطقة ستمنع الولايات المتحدة بصورة قطعية من شن أي هجوم على بلاده، وشدد على أن طهران سترد بحسم في حال واجهت عملاً عسكرياً مهما كان. وفي رده على سؤال بشأن طبيعة المناورات التي تجريها قواته التي تزايدت في الفترة الأخيرة ودلالاتها، والرسائل التي تريد توجيهها من خلالها، وما إذا كانت رداً على إسرائيل التي تشير تقارير لنيتها ضرب إيران، قال النجار إن إسرائيل لن تجرؤ على القيام بذلك، لأن الظروف الداخلية التي تعيشها حالياً تشجعها على ذلك. وأضاف أن خسارة إسرائيل لحرب 33 يوماً (يقصد بها حرب لبنان 2006) يجعلها تفكر ملياً فهي تعيش أزمات عديدة، وتواجه بؤر توتر، كما أنها خلقت كراهية كبيرة لدى المسلمين، وهناك بؤر توتر تسود عدة مجتمعات إسلامية من منطلق أن هذا الكيان الغاصب (أي أسرائيل) أصبح ذليلاً أكثر من أي وقت مضى، ويعيش أصعب أوقاته، ويواجه تحديات كثيرة، كما أن حرب لبنان عرتها وكشفت ضعفها.
وأضاف في هذا السياق أن القوات الإيرانية على أهبة الاستعداد لأية حرب أو مواجهة عسكرية، والشعب الإيراني يقف في صفوف متراصة خلف قيادته، خصوصاً وأنها اكتسبت خبرة من حرب السنوات الثمانية التي خاضتها ضد العراق، وقال إن بلاده في تلك الفترة لم تكن تحارب نظام صدام حسين لوحده بل دول عديدة كانت تنضوي خلفه، بالرغم من أن طهران في تلك الفترة لم تكن لها نفس القوة الرادعة، ولم تكن صناعتها الحربية بمثل التقدم الذي تسجله حالياً سواء جوية كانت أو برية أو حربية، وبخصوص المناورات التي تجريها قال إنها عادية وطبيعية وتقوم بها بصورة دورية وروتينية، والهدف منها الارتقاء والسمو بالكفاءات العسكرية، واختبار الأجهزة الحربية التي تصنعها محلياً، وأضاف أن أنواعاً جديدة من تكتيكات هجومية تدخل في المناورات للرقي بمستوى كفاءة القوات المسلحة الإيرانية، وما تقوم به وزارة الدفاع إنما يشكل قوة ردع أساسية لدى إيران، وقال إن هذه القوة تكون ضامنة لاستتباب الأمن والاستقرار في الخليج، ولا تكون هناك أية إساءة لها، وبين أنها تحافظ على استقرار وأمن منطقة الخليج حتى لا تشهد بؤر توتر في المستقبل.
وبخصوص برنامج إيران النووي قال النجار إن الاستفادة من الطاقة الذرية بصفتها طاقة نظيفة هي محل رغبة كافة الدول، وهي تخدم البشرية جمعاء وتعتبر مصدر رفاه للشعوب، وإيران تود الاستفادة من هذه الطاقة والنواحي النووية في إطارها السلمي، وهي تتعاون بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها بالمقابل تواجه حملات من الدول التي سماها بالعدوة، وقال إنه عوض أن تستأصل القنابل الذرية والنووية التي تكدسها إسرائيل غير الموقعة على الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة النووية فهي تواجه إيران وتؤكد أنها تنحرف ببرنامجها السلمي، وأكد أن الحقيقة غير ذلك لأن تلك الدول –برأيه- لا تحبذ أن يحصل المسلمون على التقنيات الحديثة، عكس إيران التي تريد أن تتعاون مع الدول الإسلامية في مجال تطوير استخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية. وأشار وزير الدفاع الإيراني إلى أن بلاده أكدت في وقت سابق على ضرورة تنسيق الجهود وتقريب وجهات نظر دول مجلس التعاون في مختلف المجالات، وطالب في هذا الصدد بضرورة القيام بمناورات عسكرية وتمارين مشتركة للسمو والرقي بالقوات المسلحة لهذه الدول التي لها مصالح مشتركة وتؤمن بضرورة استتباب الأمن في المنطقة.
وأضاف : «إن إيران لديها رؤية مشتركة ونماذج عدة في المجال الأمني تريد أن تنسقها مع دول مجلس التعاون، شريطة تطبيقها بصورة جماعية» وقال «في إطار هذا التعاون المشترك لا بد أن تغادر القوات الأجنبية هذه المنطقة، لأنه كلما وجدت هذه القوات ساهمت في خلق مشاكل عديدة صبت على هذه البلدان المحتلة من قبل أميركا» واستشهد لتأكيد قوله بما يحصل في العراق «التي يقتل فيها يومياً العشرات من أبنائه» وأضاف «أتى الوقت لكي تغادر هذه القوات المنطقة، وأمن المناطق الواقعة في الصعيد الإقليمي لا بد أن يتوفر عبر دول المنطقة بنفسها وذاتها وهي مدعوة من أجل المشاركة الجماعية مع بعضها لاستتباب الأمن في المنطقة».
وفي رده على سؤال حول ازدواجية الخطاب الإيراني الذي يشير إلى رغبته في التعاون مع دول الخليج وهو حريص على أمنها، وفي نفس الوقت تقوم طهران بتجاوزات فيما يتعلق بالجزر المتنازع عليها، حيث قامت بفتح مكاتب لها في جزيرتين إمارتين متنازع عليهما، وهو ما قوبل باستنكار خليجي واسع، قال وزير الدفاع الإيراني إن بلاده تعبر بصورة مستمرة عن حسن نواياها، وشاركت قبل فترة في قمة مجلس التعاون الخليجي بناء على دعوة تلقتها من قبل سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وكان الاجتماع جيداً وبناء للغاية.
وأضاف أن الرئيس أحمدي نجاد قدم مقترحات ومحاور من أجل التعاون المشترك بين هذه الدول وبين بلاده، واعتبر مسألة الخلافات الحالية حول الجزر الإماراتية وقضية فتح مكاتب هناك موضوعاً صغيراً وبسيطاً للغاية، لأن إيران تنظر مثلما قال لدول الخليج في إطار ودي، ومن هذا المنطلق لا يمكن أن تكون هناك مسألة لا يمكن حلها، وما بقي من قضايا يحل عن طريق الحوار المشترك. ونفى وزير الدفاع صحة تصريحات الدبلوماسي الإيراني المنشق السعدي حول ضلوع إيران في عمليات استخباراتية على دول مجلس التعاون الخليجي، وقال إن هذه أكاذيب مفتعلة من قبل وسائل الإعلام الغربية العدوة.
وقال وزير الدفاع الإيراني في معرض رده على سؤال بخصوص مسار المفاوضات الجارية بين سوريا وإسرائيل وتأثيرها على العلاقات الاستراتيجية العميقة التي تربط بلاده بالنظام السوري: إن اسرائيل سلبت الكثير من الأراضي وسلبت الشعوب حقوقها، فإذا أتت الفرصة السانحة لإعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين فإنه لا بد من اغتنام الأمر خصوصاً بالنسبة للسوريين في مجال استعادة الجولان المحتل. وقال: «نحن نريد أن يسترجع السوريون الجولان، ونطالب بعودة الحقوق لأصحابها» وأضاف أن إيران تدرك جيداً أن إسرائيل تلعب بهذه الأوراق في هذا المضمار، وهي لا تريد أن تعطي الحقوق لأصحابها، وهذه لعبة سياسية وهي تواجه العديد من المآزق الداخلية، ووصلت لطريق مسدود، وهي تبحث عن منفذ مناسب للخروج منها، لذلك افتعلت المباحثات مع الجانب السوري. وقال النجار بحزم في ختام مؤتمره الصحفي بشأن مسألة المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين سوريا وإسرائيل: «نحن نعتقد أنه يجب أن تؤخذ وتسترجع الحقوق بالقوة من الصهاينة».
نقلا عن منتدى الصحافة الجزائرية
http://www.algeriemedia.org/modules.php?name=News&op=NEArticle&sid=318