المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميدل ايست تايمز«: البنوك الأمريكية استقطبت سيولة من الكويت والإمارات تتجاوز 12 مليار



مغروور قطر
21-09-2008, 10:05 PM
تكبدتا خسائر فادحة ينبغي الاعلان عنها وكشفها بشفافية
»ميدل ايست تايمز«: البنوك الأمريكية استقطبت سيولة من الكويت والإمارات تتجاوز 12 مليار دولار منذ بداية العام







إعداد محمود عبدالرزاق



اين هي الا عمدة الجديدة للاقتصاد العالمي وما دورها في الانضمام الى الجهود المبذولة للحيلولة دون تصدع هذا الاقتصاد. سمعنا السكرتيرة الصحفية للبيت البيض دانا بيرينو تتحدث عن الازمة المالية، ولكن من المبكر القول ما اذا كانت هذه الجهود الجاري تنسيقها من قبل البنوك المركزية الكبرى في العالم لضخ 180 مليار دولار في الاسواق المالية العالمية سينهي هذه الازمات التي كبلت وول ستريت ودمرت النظام الذي تقوم عليه البنوك الاستثمارية، فضلا عن نشرها السحب السوداء في اجواء الاقتصاد العالمي.

جاء ذلك في مقال لصحيفة ميدل ايست تايمز قالت فيه ان احد اوجه هذه العملية يشوبها الغموض بقدر ما تتسم به من الوضوح. وقد قامت بها مجموعة الدول السبع الكبرى التي تشكل الدول الصناعية في هذا الوقت في حين، يعود تاريخ النسخة الاولى منها الى القرن التاسع عشر عندما قامت مجموعة الدول الصناعية خلال مؤتمر فينا باقرار خطة على غرارها.

تحالف البنوك

وقالت الصحيفة ان البنوك المركزية الرئيسية في كل من الاتحاد الاوروبي، وبريطانيا واليابان وسويسرا وكندا انضمت الى مجلس الاحتياط الفيدرالي الامريكي حيث اجمعت على تحرك لمواجهة الطوارئ لتضخ ما يصل الى 180 مليار دولار من السيولة في الاسواق المالية. اما المبلغ المبهم فيشير الى دور البنك المركزي البريطاني في اقتراح الخطة التي يترجمها الى نحو 100 مليار جنيه استرليني.

وتتساءل الصحيفة عن دور اعمدة الاقتصاد الجديد في عملية الانقاذ هذه، ذلك انه لم يكن ثمة أي دور للبنوك المركزية في كل من الصين والهند والبرازيل وروسيا وكوريا الجنوبية والسعودية، التي لم تكن طرفا في خطة الانقاذ. واذا اخذنا في الاعتبار الاهمية المتنامية للدور الذي تلعبه هذه الدول في التجارة والتمويل الدوليين، فان ضم هذه الدول -لو حدث- سيضفي قدرا كبيرا من المصداقية على هذا البرنامج.



مستثمرون كبار



وبالاضافة الى ذلك فان كافة هذه الدول من المستثمرين الكبار في الدولار وفي اسواق الاوراق المالية الامريكية. ان هذه البنوك المركزية، بقيادة الصين واليابان والدول الخليجية، بالاضافة الى الشركات الاستثمارية التابعة لها، تدير استثمارات واصولا امريكية تتجاوز 5 تريليونات دولار من مختلف الفئات والانواع والقطاعات .

فقد ضخت صناديق الثروات السيادية الخاصة بالكويت والامارات ما يزيد على 12 مليار دولار في البنوك الامريكية خلال العام الجاري، وتكبدت جراء ذلك خسائر يتعين عليها ان تفصح عنها. فعلى سبيل المثال كان سعر سهم سيتي جروب 30.7 دولارا في نوفمبر الماضي عندما اشترت هيئة استثمار ابو ظبي حصة فيه وضخت ما يوازي 7.5 مليارات دولار فيما ضخت هيئة الاستثمار الكويتية 3 مليارات دولار في سيتي جروب اما اليوم فان السهم يجري تداوله في حدود 15 دولارا للسهم.



مورغان والصين



لقد كان المستثمرون السعوديون وغيرهم من الخليجيين من ابرز الجهات التي كانت تتصدى لجمع رؤوس الاموال لانقاذ البنوك الامريكية التي ترنحت من اثار الضربات الموجعة التي تعرضت لها. ومن الامثلة على ذلك ما يجري في الوقت الحاضر من مفاوضات بين صندوق الثروة السيادية ومؤسسة الاستثمارات الصينية من جهة، وبين بنك مورجان ستانلي من جهة اخرى حول شراء ما يصل الى %49 من اسهم البنك الاستثماري الذي كان ذات يوم شبيها بالخرافة في عظمته لكنه يقف حاليا على شفا الافلاس

واشارت الصحيفة الى ان المفاوضات التي تجري بين البنوك المركزية على وجه الخصوص تكون ميالة الى الاتيان بمفاجأة في السوق، يتم الحرص على ابقائها سرية. ومن المحتمل ان تكون البنوك المركزية وصناديق الاستثمار الخليجية قد تلقت عروضا للانضمام الى جهود الانقاذ العالمية الكبرى وربما تكون اعتذرت عن المشاركة، لا سيما في اعقاب الخسائر التي منيت بها، ولا يستطيع احد ان يلومها لو ابدت عزوفا عن المشاركة، غير ان مصادر مالية مطلعة تنفي ان تكون مثل هذه المساعي قد اتخذت لاستقطاب هذه الدول.



خيبة أمل



ومع ذلك فان غيابها عن ساحة الانقاذ التي تبنتها البنوك المركزية كان عبارة عن خيبة امل خلال هذا الاسبوع الذي شهد اجتماعات وزراء مالية دول مجلس التعاون الخليجي، حيث قرر الوزراء الموافقة على مسودة مشروع بانشاء مجلس الوحدة النقدية تمهيدا لاصدار العملة الخليجية الموحدة، وبنك مركزي خليجي.

وفيما يتقوض النظام المالي العالمي ويوالي انهياره، فان العرب والصينيين ولاعبين كبارا جددا اخرين على مضمار الاقتصاد العالمي يجب ان يكونوا بمثابة جانب من الحل، حتى لو لم يكونوا جانبا من المشكلة.



تاريخ النشر 22/09/2008