المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ازدهار الاقتصاد البريطانى وأرباح قياسية للشركات



مغروور قطر
20-11-2005, 07:04 AM
ازدهار الاقتصاد البريطانى وأرباح قياسية للشركات
تاريخ النشر: الأحد 20 نوفمبر 2005, تمام الساعة 06:39 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة


لم يصل العام التجاري للبنوك والمصارف الاستثمارية في لندن إلى نهايته بعد، ورغم هذا فقد بدأ أصحاب المصارف الأوائل في الاحتفال والابتهاج بسبب ارتفاع معدلات الأرباح العالية . ويتجاوز حجم الأرباح لهذا العام التجاري الذي يشرف على نهايته حجم الأرباح والزيادات على مدار السنوات الثلاث الماضية وتدور زيادات الأرباح لأصحاب الشركات حول أرقام تقدر بالمليارات كما سيجني المديرون الماليون في المجموعات الاقتصادية والاستثمارية أرباحا أخرى بالملايين.

واكب هذه الطفرة الهائلة مظاهر بذخ واضحة فقد قام على سبيل المثال أحد المديرين الماليين بدعوة كل زوار نادي «أفيفا» للنبلاء في لندن على العشاء وسدد من حسابه الفاتورة بالكامل والتي بلغت قيمتها نحو 36 ألف جنيه إسترليني كما حرص على دفع بقشيش للنادلة مبلغ ثلاثة آلاف جنيه استرليني وهو ما يوازي نحو 10 في المائة من قيمة الفاتورة الإجمالية للفاتورة حسب العرف المتبع في الأحوال العادية .

كما تصرف مديرون آخرون وإن كان بطريقة أقل حدة مثلما فعل أحدهم في «موفيدا كلوب» و دفع 15 ألف جنيه استرليني بعد حفلة كبيرة. ومن الملاحظ أن أجواء البذخ هذه تصب في اتجاه إنعاش اقتصاد مدينة لندن من جديد لتطوي صفحة السنوات الثلاث الأخيرة عقب فقاعة «الدوت كوم» dot.com .

حينها تشبّث أصحاب البنوك بمقاعدهم بخوف شديد - مثلما يحدث دائما في الأوقات الصعبة - بعد أن وضعت الكثير من الخطوط الحمراء حينها على الموظفين و قوائم الأجور في المناصب الإدارية.

وقالت صحيفة فرانفكورترالجماينة الالمانية فى تقرير حديث لقد تغير الوضع الان وعادت الحركة بسرعة لعجلة شراء وضم الشركات الأخرى. وبلغت نسبة شراء وضم شركات أخرى حول العالم مع نهاية سبتمبر الماضي، حسب بعض المعلومات التي أوردتها عن شركة تحليل دييالوجيك، نحو 43 في المائة أعلى من قيمة السنة الماضية. خاصة في أوروبا، حيث سارت عجلة نشاطات الشراء والضم بصورة كبيرة هذا العام، وسجّل معدل الشراء والضم الأوروبي في الربع الثالث نحو 317.2 مليار دولار فوق المعاملات الأمريكية في المقارنة الدولية.

كما سجّلت زيادة بنحو 62 في المائة، و50 في المائة لمعاملات القطاع الخاص في شركات المساهمة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من السنة مقارنة بقيمة العام الماضي. وذلك حسب تقديرات حجم المعاملات.

ويرجع هذا التدفق إلى الفوائد المتدنية عالمياً التي أدت بدورها إلى خفض تكاليف الرأسمال العالمي إلى مستويات متدنية هي الأقل منذ 25 عاماً، وكذلك انخفاض إعادة تمويل الشركات. ولكن في الوقت ذاته سجّلت أرباح الرأسمال الخاص على سبيل المثال في السوق البريطانية ارتفاعاً من جديد لتعادل معدلات عام 1997. والفرق بين الأرباح المنخفضة في سوق قروض الشركات المقدرة بـ 5 في المائة، وأرباح الرأسمال الخاص الحالية للشركات المقدرة بـ 18.5 في المائة لم يسبق له إن كان مرتفعاً بهذه الصورة.

ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن حركة اندماج الشركات التي أصبحت الآن مفعمة بالنشاط والحيوية حيث أعطت التكاليف المالية المناسبة فرصة للشركات لأن تنمو بصورة أسرع مع وجود عملية الضم والاندماج إذا أرادت الشركة بالفعل تحقيق نموٍ كبير.

ومن المفروض أن تترافق عمليات شراء الشركات، وأهداف الضم والاندماج مع رواج نشاطات الاستشارة، والتمويل. ففي هذا العام تم البحث عن موظفين بصورة خاصة من الذين لديهم القدرة على السيطرة على المنتجات المالية المعقّدة، والتمويل المهيكّل، والمنتجات حديثة الاشتقاق، وكيفية تنظيم جميع ذلك، حيث إن كل ذلك يساعد في تحقيق الأرباح للشركات.

وحسب بيانات عن مؤسسة ديالوجيك، رصدت البنوك في أوروبا زيادة بنحو 18 في المائة للنشاطات الاستشارية، أكثر من العام الماضي، أي 4.7 مليار دولار. وجزء كبير من الدخل الإجمالي تم توزيعه من جديد على الموظفين على شكل زيادات وأرباح. وبهذا يمكن للمؤسسات المصرفية الاستشارية أن تفرح قبل البنوك، حيث جمعت أكبر قدر ممكن من الاستشارات المهمة ومنها مصارف : جولدمان زاكس، ومورجان ستانلي، وسيتي جروب، وجي بي مورجان، ويو بي إيس، وسي إيس إيف بي، وميريل لونش، والدويتشيه بانك.

وأعلنت معظم هذه البنوك عن ارتفاع ملحوظ في نمو الأرباح للربع الثالث. و تثور تكهنات في لندن بأن الزيادات هذا العام ستكون أعلى من العام الماضي بنحو 30 في المائة، ولكن على الأغلب أنها ستزيد بنسبة بين 10 و20 في المائة. وسيتوافد خبراء المصارف الآن للعمل في لندن، وكذلك المحاسبون الماليون، والمحامون، وإلى جانب ذلك كله المحلات التجارية الباهظة، والمطاعم الفاخرة، ووكالات السيارات الفارهة مثل البورش، واللمبورجيني، ووكلاء العقارات.

ويمكن الاستنتاج من ذلك أن السوق ستنتعش وتعود الحركة إليها من جديد نظراً للسيولة المالية في مدينة لندن. وعقب الإحباط في السوق الذي أدى إلى خمسة ارتفاعات في الفائدة في بنك بريطانيا وفي المدينة بقي الخوف منذ بداية العام حول حدوث ارتفاعات أسعار العقارات.

وبناء على بيانات من مؤسسة تسجيل الأراضي، تم بيع أكثر من 600 منزل خلال الربع الثالث بقيمة تزيد على مليون جنيه إسترليني للمنزل الواحد. ويذكر وكلاء العقارات في الأحياء الداخلية في نوتينج هيل، وشيلسيا، وكينسينجتن، أن الطلب من جانب أصحاب المصارف على المساكن العقارية ارتفع بخصوص المنازل التي تراوح أسعارها بين مليون ومليوني جنيه استرليني.