لولوتي
23-09-2008, 07:25 PM
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_1119263734_126233048.gif
أعزائي الكرام أقدم لكم فقرات عن السجود من كتاب
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_988050665_2070301417.gif
للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
الجأ لهذا الكتاب حين أرى التقصير من نفسي وقلة الخشوع في الصلاة فتأتي كلماته مصححة لي ما كنت فيه من غفلة
وهذا اختيار بسيط لي من هذا الكتاب قمت بطباعته هنا
فتفضلوا
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_1154501378_1183048347.gif
ولما كان سجود القلب خضوعه التام لربه أمكنه استدامة هذا السجود إلى يوم لقائه.
كما قيل لبعض السلف هل يسجد القلب ؟
قال : (( أي والله سجدة لا يرفع رأسه منها حتى يلقى الله )).
القائل سهل بن عبد الله التستري ، مجموع الفتاوى لابن تيمية 23 / 138 .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_783941355_565140696.gif
يكبر العبد ويخر لله ساجداً غير رافع يديه لأن اليدين ينحطان للسجود كما ينحط الوجه ، فهما ينحطان لعبوديتهما ، فأغنى ذلك عن رفعهما ، ولذلك لم يشرع رفعهما عند رفع الرأس من السجود ، لأنهما يرفعان معه كما يوضعان معه ، وشرع السجود على أكمل الهيئة وأبلغها في العبودية ، ( وأعمها لسائر الأعضاء بحيث يأخذ كل جزء من البدن بحظه من العبودية ) .
والسجود سر الصلاة وركنها الأعظم وخاتمة الركعة ، وما قبله من الأركان كالمقدمات له ، فهو شبه طواف الزيارة في الحج ، فإنه مقصود الحج ومحل الدخول على الله وزيارته وما قبله كالمقدمات له .
ولهذا اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، وأفضل الأحوال له حال يكون فيها أقرب إلى الله ، ولهذا كان الدعاء في هذا المحل أقرب إلى الإجابة .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_1343715548_129650626.gif
ولما خلق الله - سبحانه - العبد من الأرض ، كان جديراً بأن لا يخرج عن أصله ، بل يرجع إليه إذا تقاضاه الطبع والنفس بالخروج عنه ، فإن العبد لو ترك طبعه ودواعي نفسه لتكبر وأشر ، وخرج عن أصله الذي خلق منه ، ولوثب على حق ربه من الكبرياء والعظمة ، فنازعه إياهما ، وأُمر بالسجود خضوعاً لعظمة ربه وفاطره ، وخشوعاً له وتذللاً بين يديه ، وانكساراً له ، فيكون هذا الخشوع والخضوع والتذلل رداً له إلى حكم العبودية ، ويتدارك ما حصل له من الهفوة والغفلة والإعراض الذي خرج به عن أصله .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_36153430_1737562502.gif
فتمثل له حقيقة التراب الذي خلق منه ، وهو يضع أشرف شيء منه وأعلاه ، وهو الوجه ، وقد صار أعلاه أسفله خضوعاً بين يدي ربه الأعلى ، وخشوعاً له وتذللاً لعظمته واستكانة لعزته ، وهذا غاية خشوع الظاهر ، فإن الله - سبحانه - خلقه من الأرض التي هي مذللة للوطء بالأقدام ، واستعمله فيها ، ورده إليها ، ووعده بالإخراج منها ، فهي أُمُّهُ وأبوه وأصله وفصله ، فضمته حياً على ظهرها ، وميتاً في بطنها ، وجُعلت له طهراً ومسجداً ، فأمر بالسجود ، إذ هو غاية خشوع الظاهر ، وأجمع العبودية لسائر الأعضاء ، فيعفر وجهه في التراب استكانة وتواضعاً وخضوعاً وإلقاءً باليدين .
وقال مسروق لسعيد بن جبير : ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في هذا التراب له .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_303861067_1199946614.gif
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتقي الأرض بوجهه قصداً ، بل إذا اتفق له ذلك فعله ، ولذلك سجد في الماء والطين .
ولهذا كان من كمال السجود الواجب أنه يسجد على الأعضاء السبعة : الوجه واليدين والركبتين وأطراف القدمين ، فهذا فرض أمر الله به رسوله ، وبلغه الرسول لأمته .
ومن كماله الواجب أو المستحب : مباشرة مصلاه بأديم وجهه ، واعتماده على الأرض بحيث ينالها ثقل رأسه وارتفاع أسافله على أعاليه ، فهذا من تمام السجود .
ومن كماله : أن يكون على هيئة يأخذ فيها كل عضو من البدن بحظه من الخضوع ، فَيُقِلُّ بطنه عن فخذيه ، وفخذيه عن ساقيه ، ويجافي عضديه عن جنبيه ، ولا يفرشهما على الأرض ليستقل كل عضو منه بالعبودية .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_566738938_161193287.gif
ولذلك إذا رأى الشيطان ابن آدم ساجداً لله اعتزل ناحية يبكي ويقول : ياويله ، أمر ابن آدم بالسجود ، فسجد ، فله الجنة ، وأمرت بالسجود ، فعصيت ، فلي النار .
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }
ولذلك أثنى الله سبحانه على الذين يَخِرُّون سجداً عند سماع كلامه ، وَذَمَّ من لا يقع ساجداً عنده ؛ ولذلك كان قول من أوجبه قوياً في الدليل ، ولما علمت السحرةُ صدق موسى وكذبَ فرعون ، خرّوا سجداً لربهم ، فكانت تلك السجدة أول سعادتهم وغفران ما أفنوا فيه أعمارهم من السحر ؛ ولذلك أخبر – سبحانه – عن سجود جميع المخلوقات له فقال تعالى :
{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ{49} يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{50}
فأخبر عن إيمانهم بعلوه وفوقيته وخضوعهم له بالسجود تعظيماً وإجلالاً ، وقال تعالى :
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }
فالذي حق عليه العذاب هو الذي لا يسجد له سبحانه ، وهو الذي أهانَهُ بترك السجود له ، وأخبر أنه لا مكرم له ، وقد هان على ربه حيث لم يسجد له ، وقال تعالى :
{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ }
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_850591711_1461139193.gif
ولما كانت العبودية غاية كمال الإنسان . وقربه من الله بحسب نصيبه من عبوديته ، وكانت الصلاة جامعة لمتفرق العبودية ، متضمنة لأقسامها ، كانت أفضل أعمال العبد ، ومنزلتها من الإسلام بمنزلة عمود الفسطاط منه ، وكان السجود أفضل أركانها الفعلية ، وسرها التي شرعت لأجله ، وكان تكرره في الصلاة أكثر من تكرر سائر الأركان ، وجعله خاتمة الركعة وغايتها ، وشرع فعله بعد الركوع ، فإن الركوع توطئة له ومقدمة بين يديه ، وشرع فيه من الثناء على الله ما يناسبه ، وهو قول العبد
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
فهذا أفضل ما يقال فيه ، ولم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمره في السجود بغيره حيث قال : ((اجعلوها في سجودكم)) ومن تركه عمداً فصلاته باطلة عند كثير من العلماء ، منهم الإمام أحمد وغيره ، لأنه لم يفعل ما أمر به .
وكان وصف الرب بالعلو في هذه الحال في غاية المناسبة لحال الساجد الذي قد انحط إلى السفل على وجهه ، فذكر علو ربه في حال سقوطه ، وهو كما ذكر عظمته في حال خضوعه في ركوعه ، ونزَّه ربه عما لا يليق به مما يضاد عظمته وعلوه .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
أعزائي الكرام أقدم لكم فقرات عن السجود من كتاب
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_988050665_2070301417.gif
للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
الجأ لهذا الكتاب حين أرى التقصير من نفسي وقلة الخشوع في الصلاة فتأتي كلماته مصححة لي ما كنت فيه من غفلة
وهذا اختيار بسيط لي من هذا الكتاب قمت بطباعته هنا
فتفضلوا
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_1154501378_1183048347.gif
ولما كان سجود القلب خضوعه التام لربه أمكنه استدامة هذا السجود إلى يوم لقائه.
كما قيل لبعض السلف هل يسجد القلب ؟
قال : (( أي والله سجدة لا يرفع رأسه منها حتى يلقى الله )).
القائل سهل بن عبد الله التستري ، مجموع الفتاوى لابن تيمية 23 / 138 .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_783941355_565140696.gif
يكبر العبد ويخر لله ساجداً غير رافع يديه لأن اليدين ينحطان للسجود كما ينحط الوجه ، فهما ينحطان لعبوديتهما ، فأغنى ذلك عن رفعهما ، ولذلك لم يشرع رفعهما عند رفع الرأس من السجود ، لأنهما يرفعان معه كما يوضعان معه ، وشرع السجود على أكمل الهيئة وأبلغها في العبودية ، ( وأعمها لسائر الأعضاء بحيث يأخذ كل جزء من البدن بحظه من العبودية ) .
والسجود سر الصلاة وركنها الأعظم وخاتمة الركعة ، وما قبله من الأركان كالمقدمات له ، فهو شبه طواف الزيارة في الحج ، فإنه مقصود الحج ومحل الدخول على الله وزيارته وما قبله كالمقدمات له .
ولهذا اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، وأفضل الأحوال له حال يكون فيها أقرب إلى الله ، ولهذا كان الدعاء في هذا المحل أقرب إلى الإجابة .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_1343715548_129650626.gif
ولما خلق الله - سبحانه - العبد من الأرض ، كان جديراً بأن لا يخرج عن أصله ، بل يرجع إليه إذا تقاضاه الطبع والنفس بالخروج عنه ، فإن العبد لو ترك طبعه ودواعي نفسه لتكبر وأشر ، وخرج عن أصله الذي خلق منه ، ولوثب على حق ربه من الكبرياء والعظمة ، فنازعه إياهما ، وأُمر بالسجود خضوعاً لعظمة ربه وفاطره ، وخشوعاً له وتذللاً بين يديه ، وانكساراً له ، فيكون هذا الخشوع والخضوع والتذلل رداً له إلى حكم العبودية ، ويتدارك ما حصل له من الهفوة والغفلة والإعراض الذي خرج به عن أصله .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_36153430_1737562502.gif
فتمثل له حقيقة التراب الذي خلق منه ، وهو يضع أشرف شيء منه وأعلاه ، وهو الوجه ، وقد صار أعلاه أسفله خضوعاً بين يدي ربه الأعلى ، وخشوعاً له وتذللاً لعظمته واستكانة لعزته ، وهذا غاية خشوع الظاهر ، فإن الله - سبحانه - خلقه من الأرض التي هي مذللة للوطء بالأقدام ، واستعمله فيها ، ورده إليها ، ووعده بالإخراج منها ، فهي أُمُّهُ وأبوه وأصله وفصله ، فضمته حياً على ظهرها ، وميتاً في بطنها ، وجُعلت له طهراً ومسجداً ، فأمر بالسجود ، إذ هو غاية خشوع الظاهر ، وأجمع العبودية لسائر الأعضاء ، فيعفر وجهه في التراب استكانة وتواضعاً وخضوعاً وإلقاءً باليدين .
وقال مسروق لسعيد بن جبير : ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في هذا التراب له .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_303861067_1199946614.gif
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتقي الأرض بوجهه قصداً ، بل إذا اتفق له ذلك فعله ، ولذلك سجد في الماء والطين .
ولهذا كان من كمال السجود الواجب أنه يسجد على الأعضاء السبعة : الوجه واليدين والركبتين وأطراف القدمين ، فهذا فرض أمر الله به رسوله ، وبلغه الرسول لأمته .
ومن كماله الواجب أو المستحب : مباشرة مصلاه بأديم وجهه ، واعتماده على الأرض بحيث ينالها ثقل رأسه وارتفاع أسافله على أعاليه ، فهذا من تمام السجود .
ومن كماله : أن يكون على هيئة يأخذ فيها كل عضو من البدن بحظه من الخضوع ، فَيُقِلُّ بطنه عن فخذيه ، وفخذيه عن ساقيه ، ويجافي عضديه عن جنبيه ، ولا يفرشهما على الأرض ليستقل كل عضو منه بالعبودية .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_566738938_161193287.gif
ولذلك إذا رأى الشيطان ابن آدم ساجداً لله اعتزل ناحية يبكي ويقول : ياويله ، أمر ابن آدم بالسجود ، فسجد ، فله الجنة ، وأمرت بالسجود ، فعصيت ، فلي النار .
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }
ولذلك أثنى الله سبحانه على الذين يَخِرُّون سجداً عند سماع كلامه ، وَذَمَّ من لا يقع ساجداً عنده ؛ ولذلك كان قول من أوجبه قوياً في الدليل ، ولما علمت السحرةُ صدق موسى وكذبَ فرعون ، خرّوا سجداً لربهم ، فكانت تلك السجدة أول سعادتهم وغفران ما أفنوا فيه أعمارهم من السحر ؛ ولذلك أخبر – سبحانه – عن سجود جميع المخلوقات له فقال تعالى :
{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ{49} يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{50}
فأخبر عن إيمانهم بعلوه وفوقيته وخضوعهم له بالسجود تعظيماً وإجلالاً ، وقال تعالى :
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }
فالذي حق عليه العذاب هو الذي لا يسجد له سبحانه ، وهو الذي أهانَهُ بترك السجود له ، وأخبر أنه لا مكرم له ، وقد هان على ربه حيث لم يسجد له ، وقال تعالى :
{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ }
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_850591711_1461139193.gif
ولما كانت العبودية غاية كمال الإنسان . وقربه من الله بحسب نصيبه من عبوديته ، وكانت الصلاة جامعة لمتفرق العبودية ، متضمنة لأقسامها ، كانت أفضل أعمال العبد ، ومنزلتها من الإسلام بمنزلة عمود الفسطاط منه ، وكان السجود أفضل أركانها الفعلية ، وسرها التي شرعت لأجله ، وكان تكرره في الصلاة أكثر من تكرر سائر الأركان ، وجعله خاتمة الركعة وغايتها ، وشرع فعله بعد الركوع ، فإن الركوع توطئة له ومقدمة بين يديه ، وشرع فيه من الثناء على الله ما يناسبه ، وهو قول العبد
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
فهذا أفضل ما يقال فيه ، ولم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمره في السجود بغيره حيث قال : ((اجعلوها في سجودكم)) ومن تركه عمداً فصلاته باطلة عند كثير من العلماء ، منهم الإمام أحمد وغيره ، لأنه لم يفعل ما أمر به .
وكان وصف الرب بالعلو في هذه الحال في غاية المناسبة لحال الساجد الذي قد انحط إلى السفل على وجهه ، فذكر علو ربه في حال سقوطه ، وهو كما ذكر عظمته في حال خضوعه في ركوعه ، ونزَّه ربه عما لا يليق به مما يضاد عظمته وعلوه .
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif
http://www.qatarshares.com.qa/data/310/313/storm_908688711_2117667054.gif