المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المضاربات وتخصيص الحكومة الأميركية 700 مليار دولار لإنقاذ القطاع المصرفي وراء تذبذب ا



مغروور قطر
23-09-2008, 09:46 PM
محللون لـ «الأنباء»: المضاربات وتخصيص الحكومة الأميركية 700 مليار دولار لإنقاذ القطاع المصرفي وراء تذبذب النفط
الاربعاء 24 سبتمبر 2008 - الأنباء



إيهاب عثمان

تذبذبت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري صعودا وهبوطا مسجلة يوم الاثنين الماضي قفزة قياسية بصعودها نحو 25 دولارا للبرميل في يوم واحد، حيث سجل الخام الأميركي الخفيف 130 دولارا للبرميل ارتفاعا من نحو 105 دولارات في اليوم السابق قبل ان يقلص مكاسبه ويتراجع الى 109.08 دولارات أمس، وأكد الخبراء ان وجود مخاوف متزايدة من امكانية ان تشكل خطة الحكومة الأميركية بشأن تخصيص 700 مليار دولار من أجل انقاذ أسواق المال، عبئا على الاقتصاد الاميركي وتضع الدولار تحت المزيد من الضغوط.

وقد رصدت «الأنباء»، بعض الآراء حول التذبذب في أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي، حيث أكد محللون ان أساسيات السوق من عرض وطلب ليست لها علاقة بالقفزات المفاجئة للأسعار، مشيرين الى ان ذلك يرجع الى عوامل أخرى مثل المضاربات وضعف الدولار والعوامل الجيوسياسية، وفيما يلي آراء من التقيناهم:‍

قال وزير النفط الأسبق عيسى المزيدي ان أسباب تسجيل النفط قفزات مفاجئة في الأسعار أصبحت معروفة للغالبية، لافتا الى ان أهم هذه الأسباب تراجع المخزون النفطي في كثير من الدول الأوروبية والصناعية وكذلك الأزمة المالية التي تدور رحاها حاليا في الولايات المتحدة الأميركية والتي طالت العام الماضي القطاع العقاري ثم طالت العام الحالي القطاع المالي والمصرفي، بالاضافة الى الخلافات السياسية بين الدول خصوصا في المنطقة والأزمة الدائرة بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب من جهة وايران من جهة أخرى.

ولم يغفل المزيدي دور المضاربين في الارتفاعات المفاجئة التي يحققها النفط، مؤكدا انهم يلعبون دورا كبيرا في تقلبات أسواق الطاقة بشكل عام.

واضاف ان التذبذب في أسعار النفط صعودا وهبوطا سيستمر حتى تتأكد الأسواق النفطية ان هناك فائضا في انتاج النفط، لافتا الى ان اجتماع أوپيك الأخير في ڤيينا لم يكن له تأثير بالغ على هذا الارتفاع حيث لا يمكن ان يكون هذا العامل السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار النفط بشكل مفاجئ، حيث ان الاجتماع عقد منذ فترة ولم يرتفع بعدها النفط سوى دولارات قليلة.

واوضح ان السبب الرئيسي يكمن في تراجع المخزونات النفطية في الدول الصناعية خاصة الولايات المتحدة الأميركية وكذلك النمو الاقتصادي المطرد في الاقتصاديات الآسيوية خاصة الاقتصادين الصيني والهندي وبالتالي زيادة طلبهما على النفط لتلبية النمو المتسارع.

وأكد أن الوضع المتأزم بين ايران والغرب بخصوص الملف النووي الايراني يعد أيضا احد ابرز الأسباب في الفترة الأخيرة، بالاضافة الى قرب الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في نوفمبر المقبل، مشيرا الى ان هذه الأمور السياسية لها علاقة مباشرة بالقفزات الكبيرة في اسعار النفط.

وتابع قائلا: غير مستبعد ان يسجل النفط مستوى قياسيا جديدا في الفترات المقبلة، مشيرا الى ان سعر النفط سيظل متذبذبا بين 100 دولار و146 دولارا إلى ان تستقر الأسواق.

الارتفاع التاريخي
من ناحيته أكد الخبير النفطي كامل الحرمي ان الارتفاع التاريخي في اسعار النفط بنحو 25 دولارا في اليوم الواحد يرجع في المقام الأول الى المضاربات اليومية، وثانيا الخوف والحذر من انخفاض قيمة الدولار وخصوصا مع الأزمة المالية الأميركية في الوقت الراهن، وبعد الخطة التي اعلنتها الحكومة الأميركية لضخ نحو 700 مليار دولار في الأسواق المالية لانقاذ المصارف الأميركية من التساقط والإفلاس، لافتا الى ان هذه العوامل تؤدي إلى ضعف قيمة الدولار وبالتالي لجوء المضاربين الى النفط بدلا من الدولار، حيث يعد النفط الملاذ الآمن لهم من الدولار الضعيف نظرا لأنه سلعة استراتيجية وقيمته السوقية ترتفع بصفة مستمرة، مشيرا الى ان النفط دخل في معادلة واحدة مع المعادن الثمينة مثل الذهب.

وعن إعلان «أوپيك» خفض سقف الانتاج في اجتماعها الأخير الذي عقد في ڤيينا قال الحرمي: القرار «حبر على ورق»، لافتا الى انه لم يتم تخفيض الانتاج فعليا وان مستوى الانتاج عند معدلاته الطبيعية.

عمليات التخطيط
من ناحيته قال رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة نفط الكويت سامي الرشيد ان التذبذب في اسعار النفط صعودا وهبوطا ليس في صالح الأسواق النفطية، لافتا الى ان تقلبات أسعار النفط تؤثر على عمليات التخطيط وتزيد من تعقيدها.

وتابع قائلا: لا نفضل التقلبات والارتفاعات المفاجئة الكبيرة بشكل عام، نفضل الاستقرار.

واضاف الرشيد ان جميع منتجي النفط يفضلون استقرار الأسواق النفطية وان يكون هناك تحرك في الاسعار ولكن بشكل طبيعي ومدروس، مشيرا الى ان ذلك يفيد عمليات التخطيط المستقبلية حيث تكون مبنية على قواعد سوقية سليمة.

من ناحيته قال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الشبكة القابضة حجاج بوخضور ان من الأسباب الرئيسية للارتفاع المفاجئ لأسعار النفط وتسجيلها نحو 130 دولارا للبرميل، محققة ارتفاعا يقدر بنحو 25 دولارا للبرميل، الأعاصير والعوامل الجوية السيئة التي تهدد مناطق عدة من العالم وكذلك تراجع المخزونات الأميركية من النفط.

واضاف بوخضور ان قرار منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوپيك» في اجتماعها الأخير الذي عقد في العاصمة النمساوية ڤيينا بتخفيض سقف الانتاج كان له أثر كبير في ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة، وكذلك تحول كثير من المضاربين في الأسواق العالمية للاستثمار في النفط تخوفا من الأزمة الماليةالعالمية التي ضربت البنوك والمؤسسات المالية العالمية، مؤكدا ان هذا العامل كان له أثر كبير في القفزة المفاجئة لأسعار النفط.

وأوضح ان الأحداث السياسية تلعب دورا كبيرا في تقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية وخاصة الأحداث السياسية في نيجيريا التي تهدد بتعطيل جزء كبير من امدادات النفط، وكذلك العوامل الجيوسياسية في المنطقة، مشيرا الى ان تراجع نمو الاقتصاد العالمي ليس له دخل في هذا التذبذب، والقفزات القياسية التي يحققها النفط في الآونة الأخيرة.

واستطرد قائلا: ان اسعار النفط بعد ان تجاوزت حاجز الـ 100 دولار للبرميل خلال العام الحالي اصبح من الصعب التكهن بالمقدار الذي يمكن ان ترتفعه في اليوم الواحد، لافتا الى ان الأسعار قبل ان تتجاوز حاجز الـ 100 دولار كانت ترتفع في اليوم الواحد بمقدار طفيف في نطاق الدولار أو الدولارين او ترتفع بمقدار سنتات قليلة في بعض الأحيان، أما بعد تجاوزها الـ 100 دولار فأصبحت الارتفاعات تتجاوز في اليوم الواحد الـ 10 دولارات أو حتى الـ 20 دولارا.

وقال ان تفعيل العوامل السابق ذكرها يمكن ان يقفز بأسعار النفط في اليوم الواحد بقيم عالية وبالتالي اصبح هذا الأمر غير مستغرب، متوقعا ان تسجل أسعار النفط ارقاما قياسية جديدة بالرغم من التوقعات ان العام المقبل سيشهد مزيدا من التباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي وبالتالي تراجع الطلب على النفط.

واشار الى ان القفزات المفاجئة في اسعار النفط ليس لها علاقة مباشرة بأساسيات السوق من عرض وطلب، مشيرا الى ان هذه القفزات رهينة بالقرارات السياسية والكوارث الطبيعية وبالتالي لا يمكن تحديد فترة زمنية معينة لبلوغ النفط مستوى الـ 150 دولارا أو مستويات تفوق ذلك مستبعدا ان يسجل النفط هذا الرقم في وقت قريب.