محمد لشيب
24-09-2008, 08:14 AM
http://shots.ikbis.com/image/134122/__WINDOWS-1256_B_xd3Yx9Egx+HF1MfRx8ouSlBH__.jpg
محمد لشيب - صحيفة العرب
2008-09-23
الزمان: دقائق معدودات قبل آذان المغرب، الجميع متحلق حول موائد الإفطار في انتظار الآذان.
المكان: إشارات السلطة الجديدة، دوار المول، دوار البريد على الكورنيش، دوار المرخية.. ومناطق أخرى بالدوحة.
الحدث: شباب تركوا موائد الإفطار مع عائلاتهم في بيوتهم المكيفة، ونزلوا للشارع في جو حار وسط ضجيج المحركات، يتجولون بين السيارات الرابضة خلف الإشارات الحمراء ليوزعون وجبات إفطار خفيفة على الصائمين ومعها ابتسامة ودعاء بأن يتقبل الله الصيام والصلاة وصالح الأعمال.
دعوات الصائمين:
يقفون على طرفي الشارع، يترقبون بلهفة لحظة انطلاقهم نحو أصحاب المركبات فور وقوفها عند إشارة المرور الحمراء، لتقديم وجبة الإفطار المكونة أساسا من قارورة ماء وعلبة تمر، يقول سعد (متطوع من إحدى المدارس) «أشارك للسنة الثانية في هذا العمل الطيب الذي نرجو منه الثواب من الله القدير، وأنا أشارك في هذا العمل يقينا مني بأنه تجسيد لخلق الإيثار والتضحية والبذل وتقديم راحة الآخرين على راحة النفس وما تشتهيه»..
ويضيف صديقه محمد أن أجمل شيء يثلج صدره هو الابتسامة الصافية التي يراها على محيا السائقين الصائمين الذين اضطرتهم ظروف العمل أو غيرها للتأخر خارج البيت عن موعد الإفطار مع عائلاتهم، ويضيف: إن أغلى شيء نعود به من عملنا التطوعي هو بركات الدعاء التي نحصلها من الصائمين، وطبعا فدعاء الصائم مستجاب، وذلك هو منبع فرحتنا العارمة.
وعلى مقربة من تقاطع روضة الخيل، أوقف رب أسرة بلباسه القطري سيارته رباعية الدفع، لينهمك رفقة أبنائه في توزيع جملة من الأكياس البلاستيكية المحملة ببعض الأطعمة الخفيفة على السائقين المتوقفين عند الإشارات في حماس كبير وسعادة بالغة ما بين ذهاب وإياب، حتى دقائق معدودة بعد آذان المغرب، ليتناولوا هم إفطارهم بالشارع قبل العودة للبيت محملين بدعوات الصائمين.
وفي جانب آخر من الدوحة، بإشارات رامادا والمرخية والمول ومسرح قطر كانت فرق «كيوتل» التطوعية تعمل على توزيع حقائب أنيقة من شركة اتصالات قطر بها ماء وتمر على الصائمين من السائقين قبيل أذان المغرب، كما هو شأنهم طيلة شهر رمضان. ويؤكد عادل المطوع، المدير التنفيذي لمجموعة الاتصال والعلاقات في «كيوتل» بخصوص هذه الخطوة وغيرها من المبادرات التي قامت بها الشركة، أنها نابعة من إدراك «كيوتل» بأن رمضان هو الوقت الأمثل الذي يجتمع فيه أفراد العائلة والأصدقاء، لذا فإنها ملتزمة بالقيام بدور مسؤول طيلة أيام السنة، لاسيما في هذا الشهر المبارك.
كما تشارك بعض المؤسسات التعليمية في تنفيذ مشاريع «إفطار صائم»، حيث يقوم طلابها بتوزيع الوجبات الخفيفة على الصائمين لحظة الإفطار عند الإشارات الضوئية في عدد من مناطق الدوحة. ويشير حسن الباكر مدير مدرسة أحمد بن محمد آل ثاني الثانوية المستقلة للبنين إلى أن المؤسسة شاركت للعام الثاني في هذا العمل دعما للجهود الخيرية بالدولة وللتأكيد على أهمية تفاعل المدرسة مع مختلف المناسبات الدينية وتعويد الطلاب على البذل والعطاء في شهر رمضان المبارك.
حملة وقاية
ويستقبل السائقون الصائمون ممن تضطرهم الظروف للإفطار على «تمرات المتطوعين» عند إشارات المرور هذه البادرة بالتنويه بالقائمين عليها، والثناء على جهودهم وتضحياتهم المقدرة، يقول علي الجمعات إنه إحساس لا يوصف أن تجد أخا لك في الله ينتظرك في الإشارة ليعطيك ما تفطر عليه وتحيي سنة الرسول الكريم في التعجيل بالفطر، لتسرع بعدها بسيارتك إلى بيتك، في حين يظل هو قائما بعمله التطوعي دقائق بعد ذلك. ويستغرب أبوخولة حالة التسابق التي تعرفها شوارع الدوحة بين الصائمين، خصوصا قبيل موعد الإفطار بدقائق ما يمكن أن يتسبب في كثير من الحوادث المميتة، قائلا: «أستغرب حرص كل من هم على الطريق للحاق بمائدة الإفطار في بيوتهم، رغم أنه بإمكان أي شخص أن يتناول إفطاره في أي مكان، سواء في الشارع، نظرا لوجود الكثير ممن يقدمون الوجبات على الطرق، أو في المساجد التي أصبحت مكانا دائما لتجمعات الإفطار».
ويضيف أحمد المهندي: إن فكرة الإفطار الجوال تعد خطوة إيجابية وعملا خيريا طيبا، نسأل الله أن يجازي كل القائمين عليه. كما ينبه إلى أهمية هذا العمل في الحد من حوادث السير، خاصة في وقت الإفطار، الذي يعتبر وقت الذروة في الحوادث خلال شهر رمضان، بحسب تصنيف إدارة المرور والدوريات، فلم يعد من مبرر للسائق في السرعة للحاق بمائدة الإفطار، ما دامت حقيبة بها تمر وماء ولبن في انتظاره عند أول إشارة يسمع فيها نداء «الله أكبر»، بل لوحظ أن عددا من السائقين أصبحوا يتوقفون عند الإشارة الصفراء أو يبطؤون السير قبل الدخول للدوارات، من أجل الظفر بحقيبة الإفطار. وقد عاينت «العرب» حالة من الاختناق المروري التي يعرفها دوار البريد العام بسبب تلكؤ السائقين في الانطلاق بسياراتهم حتى يحصلوا على حصتهم من حقائب الإفطار.
محمد لشيب - صحيفة العرب
2008-09-23
الزمان: دقائق معدودات قبل آذان المغرب، الجميع متحلق حول موائد الإفطار في انتظار الآذان.
المكان: إشارات السلطة الجديدة، دوار المول، دوار البريد على الكورنيش، دوار المرخية.. ومناطق أخرى بالدوحة.
الحدث: شباب تركوا موائد الإفطار مع عائلاتهم في بيوتهم المكيفة، ونزلوا للشارع في جو حار وسط ضجيج المحركات، يتجولون بين السيارات الرابضة خلف الإشارات الحمراء ليوزعون وجبات إفطار خفيفة على الصائمين ومعها ابتسامة ودعاء بأن يتقبل الله الصيام والصلاة وصالح الأعمال.
دعوات الصائمين:
يقفون على طرفي الشارع، يترقبون بلهفة لحظة انطلاقهم نحو أصحاب المركبات فور وقوفها عند إشارة المرور الحمراء، لتقديم وجبة الإفطار المكونة أساسا من قارورة ماء وعلبة تمر، يقول سعد (متطوع من إحدى المدارس) «أشارك للسنة الثانية في هذا العمل الطيب الذي نرجو منه الثواب من الله القدير، وأنا أشارك في هذا العمل يقينا مني بأنه تجسيد لخلق الإيثار والتضحية والبذل وتقديم راحة الآخرين على راحة النفس وما تشتهيه»..
ويضيف صديقه محمد أن أجمل شيء يثلج صدره هو الابتسامة الصافية التي يراها على محيا السائقين الصائمين الذين اضطرتهم ظروف العمل أو غيرها للتأخر خارج البيت عن موعد الإفطار مع عائلاتهم، ويضيف: إن أغلى شيء نعود به من عملنا التطوعي هو بركات الدعاء التي نحصلها من الصائمين، وطبعا فدعاء الصائم مستجاب، وذلك هو منبع فرحتنا العارمة.
وعلى مقربة من تقاطع روضة الخيل، أوقف رب أسرة بلباسه القطري سيارته رباعية الدفع، لينهمك رفقة أبنائه في توزيع جملة من الأكياس البلاستيكية المحملة ببعض الأطعمة الخفيفة على السائقين المتوقفين عند الإشارات في حماس كبير وسعادة بالغة ما بين ذهاب وإياب، حتى دقائق معدودة بعد آذان المغرب، ليتناولوا هم إفطارهم بالشارع قبل العودة للبيت محملين بدعوات الصائمين.
وفي جانب آخر من الدوحة، بإشارات رامادا والمرخية والمول ومسرح قطر كانت فرق «كيوتل» التطوعية تعمل على توزيع حقائب أنيقة من شركة اتصالات قطر بها ماء وتمر على الصائمين من السائقين قبيل أذان المغرب، كما هو شأنهم طيلة شهر رمضان. ويؤكد عادل المطوع، المدير التنفيذي لمجموعة الاتصال والعلاقات في «كيوتل» بخصوص هذه الخطوة وغيرها من المبادرات التي قامت بها الشركة، أنها نابعة من إدراك «كيوتل» بأن رمضان هو الوقت الأمثل الذي يجتمع فيه أفراد العائلة والأصدقاء، لذا فإنها ملتزمة بالقيام بدور مسؤول طيلة أيام السنة، لاسيما في هذا الشهر المبارك.
كما تشارك بعض المؤسسات التعليمية في تنفيذ مشاريع «إفطار صائم»، حيث يقوم طلابها بتوزيع الوجبات الخفيفة على الصائمين لحظة الإفطار عند الإشارات الضوئية في عدد من مناطق الدوحة. ويشير حسن الباكر مدير مدرسة أحمد بن محمد آل ثاني الثانوية المستقلة للبنين إلى أن المؤسسة شاركت للعام الثاني في هذا العمل دعما للجهود الخيرية بالدولة وللتأكيد على أهمية تفاعل المدرسة مع مختلف المناسبات الدينية وتعويد الطلاب على البذل والعطاء في شهر رمضان المبارك.
حملة وقاية
ويستقبل السائقون الصائمون ممن تضطرهم الظروف للإفطار على «تمرات المتطوعين» عند إشارات المرور هذه البادرة بالتنويه بالقائمين عليها، والثناء على جهودهم وتضحياتهم المقدرة، يقول علي الجمعات إنه إحساس لا يوصف أن تجد أخا لك في الله ينتظرك في الإشارة ليعطيك ما تفطر عليه وتحيي سنة الرسول الكريم في التعجيل بالفطر، لتسرع بعدها بسيارتك إلى بيتك، في حين يظل هو قائما بعمله التطوعي دقائق بعد ذلك. ويستغرب أبوخولة حالة التسابق التي تعرفها شوارع الدوحة بين الصائمين، خصوصا قبيل موعد الإفطار بدقائق ما يمكن أن يتسبب في كثير من الحوادث المميتة، قائلا: «أستغرب حرص كل من هم على الطريق للحاق بمائدة الإفطار في بيوتهم، رغم أنه بإمكان أي شخص أن يتناول إفطاره في أي مكان، سواء في الشارع، نظرا لوجود الكثير ممن يقدمون الوجبات على الطرق، أو في المساجد التي أصبحت مكانا دائما لتجمعات الإفطار».
ويضيف أحمد المهندي: إن فكرة الإفطار الجوال تعد خطوة إيجابية وعملا خيريا طيبا، نسأل الله أن يجازي كل القائمين عليه. كما ينبه إلى أهمية هذا العمل في الحد من حوادث السير، خاصة في وقت الإفطار، الذي يعتبر وقت الذروة في الحوادث خلال شهر رمضان، بحسب تصنيف إدارة المرور والدوريات، فلم يعد من مبرر للسائق في السرعة للحاق بمائدة الإفطار، ما دامت حقيبة بها تمر وماء ولبن في انتظاره عند أول إشارة يسمع فيها نداء «الله أكبر»، بل لوحظ أن عددا من السائقين أصبحوا يتوقفون عند الإشارة الصفراء أو يبطؤون السير قبل الدخول للدوارات، من أجل الظفر بحقيبة الإفطار. وقد عاينت «العرب» حالة من الاختناق المروري التي يعرفها دوار البريد العام بسبب تلكؤ السائقين في الانطلاق بسياراتهم حتى يحصلوا على حصتهم من حقائب الإفطار.