المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال للكاتب امير الملا بعنوان عشوائية في عشوئية



ابن قطر
25-09-2008, 10:15 AM
عشوائية في عشوائية
--------------------------------------------------------------------------------
الشرق
الكاتب: أمير الملا


الكل كان حزيناً لمنظر الأسر والأمهات والأبناء الذين يبكون ألماً وحسرة لفقدان أبنائهم تحت الأنقض والصخور الثقيلة، ولا حول لهم ولا قوة، والكل يقف موقف المتفرج ويستقبل مكالمات من تحت الأنقاض يطلب فيها إعانة وكأن حال لسانه يسأل هل من مجيب هل من مغيث؟ والكل في سبات عميق، نعم لابد ان نعترف نحن من نعيش بالعالم العربي لا نملك بدائيات الطوارئ وخطط الإغاثة والكوادر البشرية المدربة التي يمكن لها أن تعمل في مثل هذه الأجواء، وهنا نحمد الله بأننا لا نتعرض لعواصف من الدرجة الأولى، تتعدى سرعتها 200 كم، وبينما أصبح الأمر عادياً بالولايات المتحدة الأمريكية والغرب، حيث نرى الأمريكان قاموا بإجلاء أكثر من 2 مليون نسمة من لويزيانا نتيجة إعصار غستاف، وقاموا بإعداد الخطط البديلة ووقت الرجوع وكيفية صيانة ما دمر من الإعصار، أما نحن في هذا العالم العربي، فلا نملك خططاً لمعالجة تكدس أو اختناق مروري، وكلها للأسف حلول وقتية ولا تعالج المشكلة إنما تخفف من الأزمة بعض الشيء، ما حصل في الدويقة بانهيار الصخور من سفح الجبل لم يكن بغريب على رجالات الجيولوجيا بمصر، سبق وانهم نبهوا إلى هذا الأمر بإمكانية حصوله، والأهالي أخذوا عينات من الردم البسيط للتأكيد، ولكن الردود كانت سلبية في مواجهة المشكلة، هكذا نحن لا نصدق المشتكي في أمر يخص الدولة أو الحكومة، ومع التغييرات البيئية والمناخية وزيادة التصحر وقلة المياه العذبة وانهيار الجليد رويداً رويداً في الشمال، وفي الجنوب هناك إمكانية حصول كوارث طبيعية لا تحمد عقباه، وهذه الكوارث لا تقتصر على دولة بل تتأثر بها قارة إلى قارة وكأن الطبيعة تريد ان تخبرنا بأنها بقدرتها حماية نفسها وإعادة البناء، فبعد تسونامي هناك جزر جديدة وجدت وهناك جزر اختفت، والآن يتعرض العالم لهزات أرضية متزايدة وعواصف مدمرة، والشرق الأوسط ليس ببعيد عن حالة عدم الاستقرار الذي يجتاج العالم، وعلينا أن ندرك أن هذه القضية إنسانية، وعلى الجميع ان يتعاون أو ينقل الخبرة للآخر، ومن هنا على المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني بالعالم العربي التطوير في معالجة هذه الكوارث والاستعداد لها، وعدم ترك الأمر للظروف والمتغيرات البيئية، علينا ان نبدأ من النشء وكيفية حماية نفسه عند تعرض الدولة لعاصفة أو زلزال، وما هي الأدوات التي من الواجب ان يستعين بها وكيف يواجه الموقف بقوة وشجاعة، ولكن من الملاحظ أن ما يمنح للتلميذ بالمدارس العربية في مادة الجغرافيا لا يتجاوز حدود كل دولة دون الإمعان في أي متغير بيئي للأسف، وهنا نلاحظ ان الإنسان العربي قد يملك الأدوات لكن يجهل استخدامها، وعلى سبيل المثال هناك ألوف طفايات الحريق بالمنازل، ولكن من الذي يعلم كيفية استخدامها ؟ بمعنى آخر.. لا يوجد تثقيف أو توعية بحالات الطوارئ والإمداد، وهناك دول بالعالم العربي معرضة للكوارث الآدمية بعيدة عن الطبيعة كما تعرض لها أبناء المقطم، وهنا ندعو العالم العربي إلى تقديم يد المساعدة لهؤلاء الأسر وإلى كل من فقد أخاً أو عزيزاً من أسرته، وإلى المساهمة في تسكين هؤلاء وإزالة العشوائيات حتى يحس الإنسان فيهم انه يُحْتَرَم، لأنه إنسان يملك كرامة مثله مثل غيره من الذين يعيشون بالأبراج العاجية، وهنا علينا ان نتحسر لحسرة هؤلاء ونقدم لهم «اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه». وهنا علينا ان نعود إلى إشكالية الإنسان في العالم العربي، فقد اعتاد على أن يعيش يومه فقط وبالتالي ينسى ما يطلبه ويصاب بحالة ملل والمسؤول ينسى ما طلب منه المواطن الغلبان بعد ما يسمع الكلام.

علينا المساهمة في إزالة جميع العشوائيات، عشوائية الفهم، عشوائية الإدراك، عشوائية اللغة، عشوائية تمييز الصديق من العدو، عشوائية تعامل الأبناء مع الآباء، عشوائية ازدواجية المعايير، وبمعنى آخر نستطيع ان نقول: إننا في هذه الأمة العربية نعيش بالوقت الحالي حالة من العشوائىة في عشوائىة.

همر
25-09-2008, 10:30 AM
توّه يدري ؟!!

ابن قطر
25-09-2008, 10:37 AM
توّه يدري ؟!!

شكرا على مرورك الطيب